المحتوى الرئيسى

كيف يمكن أن تتعامل السينما مع تنظيم «الدولة الاسلامية»؟

11/02 16:41

يشعر المخرجون السينمائيون العرب بانهم مضطرون للتعامل مع تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد وتبعات افعاله، بالرغم من حملات التهديد والتخويف التي يتعرضون لها.

لا يمكن للسينما مواكبه الاحداث التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط. ففي الفيلم الوثائقي السوري الحائز علي جائزه مهرجان صندانس "العوده الي حمص"، والذي يعرض في مهرجان ابو ظبي السينمائي هذا العام، يبدو وكان الامر يتعلق بدرس مستمد من احداث التاريخ خلال العام الماضي.

حتي طلال ديركي وهو مخرج الفيلم الوثائقي الذي ولد في سوريا، يعترف بذلك بكل اسف. يحاول في هذا العمل السينمائي الاول له الذي يعتبر عملا وثائقيا صحفيا والذي اُنتِج ما بين عامي 2011-2013، تتبع اثار الصراع المدمر في سوريا الذي يمتد من انتفاضه متفائله الي فوضي، نراها بعيون حارس المرمي البطل عبد الباسط الساروت.

تبدو المسائل السياسيه ابسط، الاسد مقابل الجيش السوري الحر. يقول ديركي ان بروز تنظيم الدوله الاسلاميه "قد جعل الوضع اسوا. هناك ما بين عشره الي خمسه عشر مليون سوري علقوا ما بين الاسد والدوله الاسلاميه، وهم لا يستطيعون ان يعيشوا حياتهم".

يسيطر تنظيم الدوله الاسلاميه علي مساحات شاسعه من العراق وسوريا، كما انه يجعل سرد القصص الواقعيه عما يحدث في المنطقه اكثر صعوبه من الناحيه اللوجستيه...اضافه الي ان هذا التنظيم يوفر فرصه لكي يلتقط السينمائيون قصصا يقولون انهم لم يودّوا قط ان يسردوها. في ابوظبي التي تتمتع باستقرار سياسي وتعد مركزا للثقافه، فان اسم "الدوله الاسلاميه" علي كل لسان ولكن دون ان تنطق به شفه واحده.

وعلي عكس الربيع العربي، الذي كان اخر حدث كبير اثار حماس المخرجين السينمائيين بما وعده من اطلاق حريه التعبير واسفر عن تحقيق نجاحات عالميه في مجال الأفلام السينمائية من بينها 'الساحه' لجيهان نجيم، فان المخرجين الذين يحضرون مهرجان ابوظبي قد يعترفون بانهم يعملون في مشاريع افلام لها علاقه بتاثير المجموعه المتشده، ولكنهم يطلبون ان تظل اسماؤهم مجهوله. ويضيف بعضهم بانهم تلقوا تهديدات بالقتل.

فيلم "العوده الي حمص" لطلال ديركي حائز علي جائزه من مهرجان صندانس، لكن الاوضاع تغيرت من ذلك الحين

التطرق بشكل غير مباشر الي هذا التهديد الدولي الجديد هو ما يجعل البعض يشعرون بامان. يخطط مروان حامد وهو مخرج مصري معروف باخراج فيلم يحمل اسم "القتله"، وهو فيلم عن "الحشاشين"، وكان هؤلاء طائفه في القرن الحادي عشر يراسها الحسن بن الصباح، وكان اعضاؤها قتله انتحاريين.

صرح مروان في المهرجان بان علي كل من يريد ان يعرف المزيد عن تنظيم "الدوله الاسلاميه"، يجب ان يقرا عن الحسن بن الصباح، الذي كان نذيرا لمتطرفي يومنا هذا.

يعيش طلال ديركي في منفاه في برلين الان ولكنه يذهب الي سوريا ويعود منها خلسه. ويقول طلال ان خطته التاليه هي البحث في "الاحوال النفسيه لجيل جديد وما يقاسيه من جراء الحرب. ان الوضع مثل مرض ايبولا".

ينبغي علي السينما العربية ان تتعامل مع "الدوله الاسلاميه "بطريقه تنفرد بها المنطقه، بحسب المنتج محمد التركي المولود في السعوديه.

انتج التركي فيلم "99 منزلا" والذي حظي باشاده كبيره من النقاد ، مع اندرو غارفيلد بطل فيلم "سبايدرمان" (الرجل العنكبوت) في العام الماضي.

وتوقع التركي ان "هوليوود ستتعامل باسلوبها الخاص مع هذه الجماعه (المتشدده)، وبقوالبها المكرره عند التعامل مع مثل هذه الاوضاع. تحتاج السينما العربيه للتعبير عن رايها بطريقتها الخاصه".

ولكن، كيف ترد بفعاليه علي الاله الدعائيه النشطه لتنظيم الدوله الاسلاميه علي موقع "يوتيوب"؟ فقد سرقوا مقاطع من فيلم 'نوح' لدارين ارونوفسكي، ولعبه الفيديو"'غراند ثيفت اوتو" واستخدموها في افلامهم الدعائيه والترويجيه.

يمكن اتهامهم بانهم يتفوقون علي هوليوود في لعبتهم هم... حتي ان صحيفه الغارديان كتبت: "ربما حرّم نظامهم الموسيقي والغناء والتدخين وشرب الخمر، لكنه يتبني بوضوح (تحرير الافلام واستخدام مقاطعها لصالحه من خلال برنامج) "فاينال كت برو".

تري نادين قرش مقدمه "برنامج الشاشه الكبيره" علي قناه العربيه ان: " السينما العربيه تحتاج لان ترد (علي هذا التنظيم) باستخدام نفس الاسلحه. فالمرئيات مهمه في اعلام اليوم... وينبغي علي الفنانين العرب ان يركّزوا علي صناعه افلام قصيره وواضحه بدلاً من الافلام الطويله التي تستغرق شهورا لتمويلها. اظهر لنا الربيع العربي بانه يمكن صناعتها بسرعه وبكلفه زهيده واننا جميعاً الان مخرجون سينمائيون شهود (علي ما يجري)".

صوره من فيديو دعائي بثه تنظيم الدوله الاسلاميه يعود تاريخه الي مارس/اذار الماضي

الرد المختصر والحاد من وزاره الخارجيه الامريكيه علي تنظيم "الدوله الاسلاميه" كان فيلم مصور بعنوان "تحذير: اهلا بكم في اراضي الدوله الاسلاميه".

هذا الفيلم فشل في توجيه نفس التاثير القوي الصادم (للدعايا الخاصه بالتنظيم المتشدد)، ومع ذلك فان رعايه الحكومه له اثار الشكوك لدي جمهور المشاهدين المستهدف.

يري مايكل غارين، رئيس شركه "ايمج نيشن" للانتاج السينمائي في ابوظبي انه لا يمكن تغيير طبيعه الافلام لاغراض دعائيه مهما كانت دوافعه جيده.

ويقول ان: "علينا ان نصنع افلاماً يرغب الناس في مشاهدتها، وليس افلاماً نريد منهم ان يشاهدونها. لا يمكنك ان تصنع فيلماً حسب الرساله المطلوب ارسالها فقط، وقد حاولت هوليوود القيام بذلك بعد حرب العراق... كان الامر مملاً ولم يرغب احد بمشاهدتها".

صندوق "سند" هو ذراع تمويل مهرجان ابو ظبي السينمائي ويحظي باحترام كبير. يؤكد الصندوق ان قراراته ستستند فقط الي الجداره الفنيه، وليس الي الدوافع السياسيه. وتري مديره صندوق سند انتشال التيميمي ان "تلك الحلقه السياسيه الاحدث ينبغي ان تجد صداها بين الناس قليلاً قبل رؤيتها في فيلم. ان صناعه اي فيلم تستغرق ثلاث سنوات في المتوسط من بدايه مرحله التطوير وحتي انجازه. لا زلنا نري افلاماً عن الربيع العربي قمنا بتمويلها في العام 2011. لا اتوقع ان اري تعبيراً جدياً عن الازمه الحاليه قبل العام 2017، اذ تكون الظروف عندها قد تغيرت مره اخري".

ويعلق عبد الرحمن سيساغو، المخرج الموريتاني الذي اخرج فيلم "تمبكتو" وحظي باشاده كبيره من النقاد في مهرجان كان السينمائي في وقت سابق من العام الحالي، قائلاً: "يحتاج صُنّاع الافلام الي الحريه لتقديم رؤيتهم الخاصه، حتي وان كانت عن الارهاب".

يؤرخ الفيلم احداثا وقعت في قريه في مالي بشمال افريقيا بعد سيطره اسلاميين متشدين عليها.

فيلم 'تُمبكتو' للسينمائي عبد الرحمان سيساغو، يؤرخ الاحتلال الوقتي لمدينه من قبل الجماعه المتطرفه، انصار الدين (مجموعه كوهين للاعلام).

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل