المحتوى الرئيسى

في مهرجان أبوظبي السينمائي (الأخيرة): روسيا تخرج بلآلئ 3.. منها السوداء لأفضل فيلم روائي طويل

11/02 02:15

* فاز الفيلم الروسي «لفاياثان» (طاغوت) لاندريه زفياكنتسيف بجائزه «اللؤلؤة السوداء» لافضل فيلم في مسابقه الافلام الطويله، وقيمتها 100 الف دولار، في ختام مهرجان أبوظبي السينمائي، مساء اول من امس، وهي واحده من اللاليء التي اسفرت عنها الدوره الثامنه لهذا المهرجان، التي جاءت مفعمه بالنجاحات علي مستويات تنظيميه واداريه وعلي مستوي الافلام المشاركه. ونال جائزه افضل فيلم من العالم العربى وقدرها 50 الف دولار الكردي العراقي شوكت امين كوركي عن فيلمه «ذكريات منقوشه علي حجر».

«طاغوت» فيلم روسي سبق له ان سجّـل نجاحا في مهرجان «كان» السينمائي عندما فاز بجائزه افضل سيناريو (كتبه المخرج واوليغ نيغين). هنا، وجدته لجنه التحكيم التي قادها الممثل الهندي عرفان خان هو المستحق الاكبر بين كل الافلام التي جري عرضها في هذه المسابقه التي ضمّت 17 فيلما.

اعضاء اللجنه الاخرون هم الممثل الفلسطيني علي سليمان، والكاتب الجزائري واسيني الاعرج، والمخرج والمنتج الاميركي ستيفن شاينبرغ، والمخرجه الاستراليه كايت شورتلاند.

جائزه لجنه التحكيم الخاصه ذهبت الي فيلم روسي اخر هو «تجربه» لالكسندر كوت، ولا بد ان هذه «النقاشات» دارت حول اي مِـن هذين الفيلمين يستحق الاولي، ومن منهما يستحق الثانيه.

* «طاغوت» فيلم قوي في حضور كل مشهد ولقطه، ولو علي تكرار في المفادات المسجّـله. حكايه اسره الاجواء، بسبب موقعها في بلده ساحليه اسمها كولا في شمال غربي روسيا، كما بسبب البيئه الخادعه التي يتحرّك فيها بطل الفيلم كوليا (اليكسي سيريبياكوف) مواجها تاكل الاخلاقيات من حولها.

هو يملك منزلا متواضعا علي مقربه من البحر يعيش فيه وزوجته ليليا (ايلينا ليادوفا) وابنه روما (سيرغي بوخودييف). في احد الايام يصل المحامي الموسكوفي ديمتري (فلاديمير فدوفيتشنكوف) ليساعد كوليا في نزاع قضائي. فالمحافظ (بدين وسكير وشرس يمثّل حكوميين فاسدين ويؤديه جيّدا رومان ماديانوف) يريد وضع اليد علي المنزل مستخدما مزيجا من الادله الواهيه، مفادها ان كوليا لا يملك الارض التي بني عليها بيته.

هناك قصه انسانيه كامله لساعتين ونصف الساعه تقريبا. كوليا يحب زوجته، وزوجته تخونه مع المحامي. كوليا يضرب المحامي الذي يعود ادراجه الي موسكو ويحاول اصلاح البين مع زوجته، التي تبدو كما لو انها تعلمت درسا لن تنساه. لكن الصبي روما لا يسامحها. ذات صباح تستيقظ وتلجا الي ارض مرتفعه مباشره عن البحر. تلقي بنفسها. ليس امام كوليا اتجاه يلجا اليه، لا علي الارض ولا في السماء. لا عداله القانون واقعه ولا مخلص يقود الحل اذا ما لجا كوليا اليه، كما في ذلك اللقاء بينه وبين الخوري الارثوذكسي الذي يسال فيها الاول الثاني عن الله والايمان، ولماذا يحدث معه ما يحدث معه. لا جواب، وهذا ما يسهم في سقوط كوليا الي حضيض نفسي عميق اخر.

المشهد الذي نري فيه هدم الاله الضخمه («ليفياثن» زمانها) للبيت مخيفه. الكاميرا تكمن في داخل البيت مقابل الجدار الذي ستدمره الاله. وعندما يتم تدمير ذلك الجدار، تبدو تلك الاله مثل وحش يدخل عش طائر ليهدمه. نري ذلك «البولدوزر» التايتانيكي وهو يستدير يمنه ويسري، كما لو انه يبحث عما يلتهمه، ثم يضرب المزيد من دعائم البيت. اللقطه الاخيره هي لبقايا الحياه؛ قوارب صيد مهجوره، سواحل نائيه. بحر حزين وهيكل لذلك الحوت الذي مات قبل البشر منسيا.

«تجربه» فيلم مختلف تماما (تناولناه يوم امس) حول ذلك المسن وابنته الشابه الذين يعيشون في مكان ناءٍ من ارض شاسعه. يموت الاب بفعل تعرّضه لبرد قارس، وتبقي الفتاه لتواجه مستقبلا غامضا. لكن هناك تجربه نوويه علي الارض تطيح بكل شيء، بل وتستخرج جثه الاب من القبر، عندما تمتد موجات الانفجار لاقتلاع كل شيء امامها، بما فيها حياه كل من شاهدناه في هذا الفيلم.

الممثل الروسي اليكسي سيريبياكوف حظي بجائزه افضل ممثل عن دوره في «طاغوت»، اما جائزه افضل ممثله، فذهبت الي ماريا بونيفي عن دورها في فيلم سوزان باير الجديد «فرصه اخري». «تمبكتو» (فيلم اخر من تلك التي فازت في دوره «كان» الاخيره) حصل علي تنويه خاص.

* ضمن هذه المسابقه ومسابقه الفيلم التسجيلي الطويل، كما مسابقه «افاق»، للفيلم الأول او الثاني لمخرجه، هناك غصن من شجره الجوائز يخصص جائزتين للسينما العربيه. يبدو الامر كما لو ان المسابقه بذاتها تحوي مسابقه اخري بداخلها وعلي نحو غير صحيح، لكنها الطريقه الوحيده المتاحه للمهرجان لكي يمنح السينما العربيه بعض جوائزه. هذا لانه لا توجد افلام عربيه تصل الي ما تصل اليه افلام اجنبيه من قوّه انجاز وتنفيذ وانصهار مثالي لعناصر العمل.

«ذكريات علي حجر» لشوكت امين كوركي، اخراجيا ليس بالفيلم المتماسك وافضل منه «القط» من زاويه ايهما افضل اخراجا تحديدا.

المخرج اللبناني غسان سلهب خرج بجائزه استحقها، وهي جائزه افضل مخرج من العالم العربي، وذلك عن فيلمه «الوادي» (ايضا من تلك التي عرضناها هنا خلال هذه التغطيه).

علي الصعيد التسجيلي، نال الفيلم البريطاني - الافريقي «فيرونغا» (كونغو) اللؤلؤه السوداء، وهو للمخرج البريطاني اورلاندو فون اينسايدل، الذي قرر فضح فساد تقوم به جهات مختلفه لسرقه ثروات محميه طبيعيه (اسمها «فيرونغا») من ناهبين وعسكريين مرتشين، مما يهدد تلك المحميه (التي هي اولي المحميات الطبيعيه في افريقيا، اذ تم انشاؤها سنه 1928) باندثار ثرواتها الطبيعيه المختلفه.

جائزه لجنه التحكيم ذهبت الي فيلم «الهدف المقبل يربح» للبريطانيين مايك برت وستيف جاميسون يستلهم مما حدث مع فريق ساموا الاميركي من وقائع قبيل كاس العالم. اما جائزه افضل فيلم تسجيلي من العالم العربي، فذهبت الي الفيلم الفلسطيني - الكندي المستحق «المطلوبون الـ18» حول 18 بقره شاركت في الانتفاضه الاولي في بلده بيت ساحور المسيحيه. المخرج العربي الذي نال جائزه «افضل مخرج من العالم العربي» كان ياسمين فداء عن «ملكات سوريا»، وهو شريط معتدل الجوده في واقعه المجرّد يقوم علي تصوير تدريبات علي مسرحيه تقوم بها لاجئات سوريات امام مدربهن الاردني، تمهيدا لتقديم «نساء طرواده» علي المسرح.

تنويه خاص ذهب الي طلال دركي وفيلمه «عوده الي حمص»، الذي كان يستحق اكثر من التنويه، كونه فيلما بذل فيه مخرجه جهدا كبيرا للاحاطه بالبدايات الاولي للثوره السوريه، وكم كانت مطالبها بريئه حيال ما تبعها من تداخلات.

* فيلم «محطات الصليب» للالماني ديتريخ بروغمان، يتناول مسائل الايمان والكنيسه. افضل ممثل هنا هو دوغان ايشي، الطفل الذي قاد بطوله «سيفاش»، الفيلم التركي المفذلك الذي حققه كان موجديسي (وشوهد في فينيسيا. جائزه افضل ممثله ذهبت لمن يستحق، وهي الممثله الكوريه يون دا - كيونغ عن دورها في فيلم «في مكانها». الفيلم نفسه كان يستحق جائزه لو كان له مجال في هذا النطاق المزدحم).

حين ياتي الامر للجوائز العربيه، فان «ذيب» للاردني ناجي ابو نوّار هو الفائز باللؤلؤه كافضل فيلم من العالم العربي، وهو فيلم تناولناه هنا اكثر من مره واكتشاف السينما العربيه الاول هذا العام.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل