المحتوى الرئيسى

محمود كحيل يعود إلى محبيه ببيروت

11/01 14:04

رسوم محمود كحيل معروضه في فيلا عوده ببيروت

اطلقت مؤسسه محمود كحيل، بالتعاون مع مؤسسه معتز ورادا الصواف والجامعة الأميركية في بيروت، جائزه محمود كحيل، تشجيعًا علي رسم الكاريكاتور العربي، في حفل قدمت فيه كتاب "هكذا رسم كحيل" احتفاءً بواحد من ابرز رسامي الكاريكاتور العرب.

بيروت: كان الموعد السادسه من مساء الخميس 30 تشرين الاول (اكتوبر) في فيلا عوده ببيروت. لكن الجمع المدعو لم يجتمع في القاعه الا بعد السابعه. كان الموعد ثقافيًا بامتياز، لكنه جمع اقطاب الفن والثقافه والعلم، لان المحتفي به تجاوز الثقافه والرسم الي السياسه، فكان كليمها من اوسع ابوابها، وكان رسامها.

انه رسّام الكاريكاتور السياسي البارز عربيًا وعالميًا الراحل محمود كحيل، الذي قررت عائلته وصحبه اعادته الي بيروت، بعد ترحال طويل، من خلال احتفال "مؤسسه محمود كحيل" باصدار كتاب "هكذا رسم كحيل"، احتفاءً باعمال انتجها خلال نحو 50 عامًا، بمبادره من "مؤسسه معتز ورادا الصواف للكوميكس العربي" التي تتخذ من الجامعه الاميركيه في بيروت مقرًا لها.

كثرٌ هم محبو محمود كحيل، وقفوا في صف مرصوص امام نجله نظمي وهو يقدّم للحفل، مستغلًا هذين المكان والزمان ليكون ناطقًا باسم كحيل الرسام والانسان، "اذ جمعنا بعد 11 عامًا من رحيله كل ما رسمه، وما تركه من ارث، في كتاب نطلقه اليوم، الي جانب جائزه محمود كحيل، تخليدًا لذكراه.

بعده، القي رئيس الجامعه الاميركيه الدكتور بيتر دورمان كلمه قدّم فيها الجائزه، ودور الجامعه ومؤسسه معتز ورادا الصواف للكوميكس العربي في احتضانها، "خصوصًا ان رسامي الكاريكاتور في العالم العربي قله لا يتعدي عددهم اصابع اليد، وهذه المبادره تدعو فناني الرسم الكاريكاتوري العرب الي المشاركه في الجائزه".

وفصلت الدكتوره لينا هيبه، المحاضره في الجامعه الاميركيه في بيروت، مبادئ جائزه محمود كحيل، داعيه رسامي الغرافيكس الي تقديم اعمالهم عن فئات الكاريكاتور السياسي والقصص المصوّره والشرائط المصوّره والرسوم الغرافيكيه ورسوم قصص الاطفال، ليحصل الفائز في كل فئه علي جائزه محمود كحيل، وعلي مكافاه ماليه سخيه، بعدما تختارهم لجنه تحكيم مؤلفه من اعلام اكاديميين وصحافيين وفنانين في العالم العربي، ومن ضيوف سبقت مشاركتهم في برامج عالميه".

ختمت هذا الحفل دانا محمود كحيل بكلمه عاطفيه، وبعين نصف دامعه، لتوجه شكرها وتقديرها لكل من شارك في صناعه كتاب "هكذا رسم كحيل"، الذي حملته بتؤده وعزم في ان معًا. شكرت قله ممن امنوا بضروره اعاده محمود كحيل الي مدينته بعد سفر، وخصت منهم صديق العائله بشر العظم ومؤسسه معتز ورادا الصواف والجامعه الاميركيه في بيروت.

وقالت دانا محمود كحيل لـ"ايلاف": "اعمال محمود كحيل كثيره، نخبئها في ادراجنا وفي قلوبنا، وكان يجب ان يراها الاخرون، وكنا نحن نعيش حياتنا بشكل طبيعي خصوصًا اننا كنا صغارًا عندما توفي الوالد، وما كان في ذهننا اي فكره عن الاعلام واهميته، وعن الكتب والنشر، فوضّبنا انتاجات محمود كحيل الي حين، الي ان اتي بشر العظم، صديق الوالد الراحل، وقال ان هذا الكتاب يجب ان يصدر، ومن المعيب ان يبقي محمود كحيل طي الادراج، وبدات رحله جمع الاصحاب حول محمود كحيل من جديد، من عثمان العمير الي اياد ابو شقرا الي سمير عطالله واخرين، وبدانا نتعلم اسس الارشفه والمسح الضوئي الاحترافي لاعمال الوالد المتناثره في الصحف والمجلات".

استغرق انتاج "هكذا رسم كحيل" عامًا ونصف العام من الجهد المضني، لكن هذا التعب لن يثني دانا كحيل، ومن ورائها مؤسسه محمود كحيل، عن المضي قدمًا في انتاج المزيد من الكتب عن هذا الفنان الذي ملا الدنيا وشغل الناس برسمه الكاريكاتوري طيله نصف قرن، "فقد تعرّف الناس علي محمود كحيل من جديد، ويجب ان نتابع المسير، لنعيد اعماله الي الحياه من جديد". 

والي الكتاب، والكتب الاتيه، تساهم جائزه محمود كحيل الي اعادته الي بيروت. تقول دانا كحيل لـ "ايلاف": "الجائزه من بنات افكار معتز ورادا الصواف، ذهبا الي الجامعه الاميركيه في بيروت واقنعاها بتبني هذه الفكره، خصوصًا ان محمود كحيل كان تلميذًا في هذه الجامعه، وينبغي اعادته الي المقاعد الدراسيه باحياء ذكراه من خلال هذه الجائزه".

اضافت: "اتانا معتز الصواف مشكورًا، واخبرنا بنيته هذه، فانقذنا بفكرته لاننا لم نكن نعلم من اين يمكن ان نبدا في رحله اعاده احياء تراث محمود كحيل، كما ان الوالد عاني كثيرًا ليصل الي ما وصل اليه، ولو كان ثمه جائزه حينها لما شقي هذا الشقاء كله، ولكان ربحها في كل عام، واليوم نقدم فرصه للشباب العربي، ليعبروا عن انفسهم بالرسم الكاريكاتوري، علمًا ان تمويل هذه الجائزه ياتي من مؤسسه معتز ورادا الصواف، ومن الجامعه الاميركيه في بيروت، ومن مؤسسه محمود كحيل".

تراصف المحتفلون بمحمود كحيل ليحصلوا علي كتاب "هكذا رسم كحيل". معظم الموجودين عاصروه، لكنهم ارادوا استعاده حياتهم معه، من بعيد او من قريب، فكانهم يريدون ان تكون في جعبتهم اعمال ناطقه بكلام قليل، وبصور تساوي الاف الكلمات... كانهم يريدون ان يقراوا "هكذا تكلم كحيل"، كما قال نظيره الفنان ستافرو جبرا لـ "ايلاف". فجبرا يرسم الكاريكاتور السياسي ايضًا، ويعرف كيف يستلهم الفنان السياسي وحيه، لذا صعب عليه تقديم شهاده في "استاذ كبير كمحمود كحيل، الذي رسم السياسه كما كانت، وكما ستكون بعد اعوام طويله، فلو نظرت اليوم الي ما رسمه كحيل في الستينيات لقرات ما يحصل اليوم، صحيح ان التاريخ يعيد نفسه، لكن كحيل تميز بقدرته علي انطاق الورقه والرسم الكاريكاتوري كلامًا يسبق زمنه، ويعبر عن كل زمن بما فيه من تحولات".

اضاف جبرا: "هذا فضل كحيل، الذي احتفل به اليوم، وبكتابه الجميل، فهو كان استاذًا كبيرًا وصديقًا كبيرًا، عاد الينا بعد سفر طويل، فنرحب به نحن عائلته الكبيره".

الكتاب "هكذا رسم كحيل" مجموعه مختاره من اعماله، صدرت بين العامين 1980 و2000، الي جانب شهادات في الفنان خطها كتّاب وصحافيون عايشوه، فاستلهموا من رسومه والهموه.

الي جانب الكتاب المعروض، كانت شاشه كبيره تعرض فيلمًا شبه توثيقي عن حياه محمود كحيل الفنان المحترف، جمع من قصاصات مصوره، باسلوب شائق، مدته 48 دقيقه، تقدم صوره مفصله عن واحد من ابرز فناني الكاريكاتور السياسي في العالم العربي.

وكحيل ولد في 13 تموز (يوليو) 1936 في الميناء بطرابلس، درس في المدرسه الانجيليه للبنات والبنين، ثم في الجامعه الاميركيه في بيروت. عمل مصممًا في صحف ومجلات عده، ثم انتحي جانب الكاريكاتور السياسي، مطوّرًا اسلوبه الخاص في التعبير بالرسم والصوره، فنشرت اعماله في صحف ومجلات لبنانيه وعربيه وعالميه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل