المحتوى الرئيسى

لنواجه أنفسنا! عمرو حمزاوي

11/01 07:56

لنواجه انفسنا، ونعترف بان تعثرنا الحضاري وتخلفنا عن اللحاق بمسيره البشريه نحو التقدم والعدل والحق والحريه وبناء المجتمع والدوله الحديثه وانهيار القيمه الفرديه والجماعيه للمعرفه وللعلم وللعقل وللتسامح هي جميعا ازمات وجود لم تبدا بالامس القريب ولن تنتهي غدا.

لنواجه انفسنا، ونعترف باان الاجرام الارهابي الذي ينتهك حق الإنسان في الحياه وحق الوطن في السلم والاستقرار ما كان له ان يضربنا بعنف في سيناء وان يهددنا علي الحدود الغربيه وان تطول شروره بين الحين والاخر مدنا واماكن علي امتداد خريطه مصر دون انتشار للتاويلات الزائفه للدين بين قطاعات شعبيه مختلفه وشيوع لفكر التطرف الكاره للانسانيه وللاخر والمبرر للعنف وغياب للتنميه المتوازنه وتراكم للمظالم المرتبطه بانتهاكات الحقوق والحريات، وجميعها عوامل تجعل من سيناء ومناطق اخري بيئه قابله للارهاب وللعنف ويتعين مواجهتها بسرعه وبفاعليه.

لنواجه انفسنا، ونعترف بان المصريات والمصريين ترهقهم عقود الاستبداد والفساد الطويله وتفقدهم الثقه في منظومات الحكم / السلطه التي تختزل المواطنه في واجبات دون حقوق والمجتمع في فجوات واسعه بين الاغنياء والفقراء ومساواه غائبه والدوله في مؤسسات واجهزه للسيطره وللهيمنه وللضبط وللقمع لا تساءل ولا تحاسب وان الطريق الوحيد لتجاوز ذلك هو التاسيس لحكم القانون الضامن للمساواه وللديمقراطيه الضامنه للعدل وللمشاركه الشعبيه وللتنميه المتوازنه القادره علي تحقيق العداله الاجتماعيه.

لنواجه انفسنا، ونعترف بان المجال العام بالقرارات والاجراءات الاستثنائيه التي تفرضها السلطه التنفيذيه وبسياسته التي اميتت وباعلامه الذي يسيطر عليه الراي الواحد وبمجتمعه المدني الذي يتعرض لهجمه سلطويه شرسه لم يعد اليوم بقادر لا علي اداره حوار حر وعقلاني وموضوعي بشان سبل المزج بين الادوات العسكريه والامنيه وبين الادوات القانونيه والتنمويه المجتمعيه في مواجهه الارهاب وتهميش التاويلات الزائفه للدين وفكر التطرف عبر نشر المعرفه والعلم وللعقل والتسامح واستعاده ثقه الناس في امكانيه ضمان حقوقهم وحرياتهم وانجاز التنميه والعداله الاجتماعيه، ولا علي تطوير التضامن الشعبي الواسع مع الدوله وهي تواجه الارهاب الي لحظه توافق مجتمعي نتيقن معها من نجاحنا الحتمي في القضاء علي التنظيمات الارهابيه وحمايه المواطن والوطن من شرورها وتحصين المجتمع والدوله ازاء تهديداتها.

لنواجه انفسنا، ونعترف بان قارب الوطن الذي نتعلق به جميعا تحاصره اليوم عواصف الاجرام الارهابي بوحشيته ودمويته وتحيط به غيوم كثيفه لمظالم تراكمت وحقوق وحريات انتهكت وقطاعات شعبيه كالشباب استعدت وتنميه غابت وحسابات مصالح شخصيه وضيقه يرتفع ضجيجها العام والاعلامي ومن حوله ومن حولنا حروب الكل ضد الكل في ليبيا والعراق وسوريا واليمن وانفجارات اقليميه في اماكن اخري، وان نجاه الوطن وبالتبعيه نجاتنا جميعا تظل مرهونه بتوحدنا وبنجاحنا في الربط الايجابي بين مواجهه عواصف الارهاب وبين ازاحه غيوم المظالم بالانتصار للحقوق وللحريات.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل