المحتوى الرئيسى

{الشرق الأوسط} في مهرجان أبوظبي السينمائي - 7 : «حورية وعين» للسعودية شهد أمين يحصد جائزة «أفلام الإمارات» الأولى

11/01 02:05

اُعلنت، يوم اول من امس، جوائز مسابقه «افلام من الامارات»، التي هي جزء اساسي من مهرجان «ابوظبي السينمائي»، وذلك قبل 24 ساعه من اعلان جوائز باقي مسابقات المهرجان (ليله البارحه).

الجائزه الاولي في مسابقة أفلام الإمارات (وهي ليست ذاتها مسابقه الأفلام القصيرة الدوليه التي تنتمي ايضا الي اعمال ومسابقات مهرجان ابوظبي) في فئه الفيلم الروائي ذهبت الي «حوريه وعين»، فيلم رقيق ذو جماليه واضحه للمخرجه السعوديه شهد امين، حوَّل فتاة صغيرة ترغب في ان تصحب ابيها (صائد اللؤلؤ) الي رحلاته البحريه، وحين لا يسمح لها، تعيش عوالمها واحلامها خصوصا، وهي تري تلك الجواهر التي يعود بها ابوها من رحلاته.

الجائزه الثانيه في هذا المجال ذهبت للمخرج الاماراتي عبد الله الكعبي عن فيلم «كشك» وهو عن امراه عجوز ينقذها شاب يشبه ابنها الغائب، فتدعوه الي حيث تعيش فيقوم بسرقتها.

تسجيليا، ذهبت الجائزه الاولي الي فيلم «مروان الملاكم» لحسن كياني، وهو سينمائي اماراتي جيّد سبق له ان قدم افلاما وثائقيه وتسجيليه عده. هذا الفيلم يدور حول ملاكم شاب وتمريناته في سبيل الاشتراك في الدورات العالميه. الثانيه في هذا النطاق ذهبت الي «زهره»، وهو عن متدرّبه اخري، فزهره لاري هي رياضيه تتدرب للاشتراك في بطولات التزحلق علي الثلج. المخرجه هي شيرين ابو عوف، وهي مصريه تعيش في ابوظبي، لكنها درست السينما في شيكاغو.

اقيمت الحفله في قاعه «قصر الإمارات»، وعكست بالطبع تخصص هذه المسابقه بالافلام القصيره المنتجه بايدي الجيل المقبل من السينمائيين. الجيل الذي سيعول اليه الاستمرار في حمل مشعل سينما ما زالت جديده، وتقف امام مفترقات. وهي في مجموعها احتوت علي 52 فيلما في 4 فئات؛ الافلام الروائيه القصيره والافلام الروائيه القصيره للطلبه والافلام الوثائقية القصيره والافلام الوثائقيه للطلبه.

«افلام الامارات» هو المهرجان الام في ابوظبي. في عام 2000 اطلقه مسعود امر الله من المركز الثقافي الذي كان يديره محمد السويدي، وذلك تحت اسم «افلام من الامارات». انذاك كان مسابقه محدوده وصغيره، بحسب عدد الافلام التي كانت تنتج انذاك. عاما بعد عام، ازداد عدد الافلام الاماراتيه المنتجه، وارتفعت نسبه المشاركات، وتحوّل المهرجان الي عروض موازيه لكل السينما الخليجيه.

عندما انتقل مسعود امر الله الي دبي ليصبح مدير مهرجان دبي الفني، اضطر، وقد اختلفت الاداره في ابوظبي، وتوقف عمل المركز الثقافي ليصبح مؤسسه تحمل اسم «TwoFour 54» ترك وليده في رعايه مهرجان أبوظبي السينمائي الذي كان يديره انذاك بيتر سكارلت، وهذا كان مهتما فقط بالمهرجان الكبير تاركا للسينمائي الاماراتي علي الجابري ادارته. وابلي الجابري بلاء حسنا منذ البدايه، وان بقي المهرجان هامشيا.

منذ 3 سنوات عندما اقيل سكارلت، واصبح الجابري مدير المهرجان باسره، اودع الجابري في مسابقه «افلام الامارات» كل ما يستطيع من جهد. كاي مسؤول عن الحركه الثقافيه والفنيه في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحرّك من دوافع وطنيه وسينمائيه واحده، وانجز لهذه المسابقه المزيد من العنايه. من نتائج هذا الاهتمام، ان تم الغاء المشاركات الطويله (تسجيليه ام روائيه) كونها تستطيع الالتحاق مباشره بالمسابقات الدوليه، وتوسيع رقعه المشاركه لتضم افلاما خليجيه اخري، ولو تحت العنوان الاماراتي ذاته.

* ليس سهلا استباق المستقبل وما سيحمله بالنسبه لهذه المواهب الفائزه، بل اي مواهب اخري لم يسعها الفوز. ليس فقط ان الطريق لا يزال طويلا، بل هناك مشكلتان تعوقان التقدّم بالنسبه للكثيرين من هؤلاء؛ الاولي هي الاكتفاء بالثقه الزائده عن الحاجه التي تمنع اصحابها من التقييم الموضوعي لانجازاتهم، والثانيه هي ان العديد من المحاولات المحليه في هذا النطاق، ومنذ سنوات بعيده، تستعير من الوسائط القريبه افكارها. هناك افلام تحاول (عبر الموسيقي والمؤثرات) اتباع اساليب هوليووديه واخري تكتفي بالاستحياء من اعمال واجواء البرامج والمسلسلات التلفزيونيه.

لكن النسبه التي ما زالت تعاني من هذه المشاكل النوعيه ما زالت علي حالها في السنوات الاخيره، وتلك التي تحاول بالفعل الخروج من الدائره الضيّقه لنصوص الذات هي التي بدات تنتشر.

لم تُتح لي مشاهده كل هذه الافلام، فهي بحاجه الي تخصيص برنامج عمل مستقل، لكن احد تلك التي شاهدتها كان يستحق الجائزه الاولي، لاسباب ربما لم تعد لجان التحكيم تصر عليها. الفيلم هو «ابو محمد» للمخرجه الشابه هبه ابو مساعد، ثاني فيلم قصير لها، كما اعتقد، وياتي حافلا بالنفس القصصي الصحيح مع تنفيذ لا تشوبه شائبه.

هو عن صاحب دكان متقدم في العمر نراه جالسا وراء مكتبه الضيق عند مدخل الدكان، يرد علي اتصال زوجته بان الغداء بات جاهزا. يقفل الدكان. يمشي في تلك الدروب الشعبيه (المخرجه اردنيه من اصل فلسطيني والاحداث والشخصيات اردنيه)، ثم يسقط ارضا.

ها هو في البيت تحت رعايه زوجته وعندما يفيق يسمع المشادات بين ولديه الشابّين. ما يحدث لاحقا هو توجيه فوهه الفيلم لمعالجه الجو الاسري الذي يُثير هم الاب المعتل. ليس ان للفيلم قصه محبوكه او غير محبوكه، بل هو دراما تسبر الدقائق الـ17 من مده عرض الفيلم محققه نجاحا في الكتابه وفي الاخراج والتصوير والتوليف.

* علي صعيد الافلام الطويله، شهدت عروض المهرجان زخما من التنوّع الاسلوبي والمعالجات ذات المستويات المختلفه من النجاح. وفي حين ان الفيلم الاميركي «99 منزل» لا يزال الفيلم الجيد الذي قد يدفع فاتوره انصراف لجنه التحكيم صوب اعمال محليه، وفي الوقت الذي احتدم فيه الخلاف حول فيلم «القط»، اذ عاب عليه معظم النقاد المصريين، لكنه وجد اعجابا لدي العديدين من النقاد العرب الاخرين، فان بضعه افلام اخري تدافعت للـظهور حامله اساليب عمل ومعالجات مختلفه تثري الرغبه في المقارنه.

هناك الفيلم الروسي «تجربه» لالكسندر كوت، وهو سينمائي من جيل القرن الحالي، يقدم هنا علي تحقيق فيلمه الروائي الثالث. العنوان الانجليزي يعني كلمتين عربيتين «تجربه» و«اختبار»، وكلاهما صحيح في الفيلم؛ في منطقه اسيويه الشعب والثقافه (قد تكون داخل روسيا او من جمهوريات النظام السابق) هناك رجل يرعي الغنم ويعيش في بيت بعيد عن البلده ولديه ابنه شابه يحوم حولها شابان؛ احدهما ذو ملامح غربيه واخر من ابناء المكان. يموت الاب بعدما اصيب بالبرد عندما اجرت السلطات العسكريه له فحصا فتوقفه عاريا تحت المطر ثم تتركه. تبقي الفتاه وحدها لتقود الحياه التي تنتظرها. لكن فجاه هناك ذلك الانفجار النووي الكبير الذي يقع في مقربه، والذي يطيح بها وبعاشقيها وبالبيت والمكان باسره.

التجربه قد تكون تلك التجربه النوويه المدمره، لكن الفيلم هو ايضا عن «اختبار» الحياه بالنسبه لتلك الفتاه الشابه، او قد تكون الكلمه المناسبه للاختبار الصحي الذي تعرض له الاب.

انه فيلم جميل المشاهد بسبب مكانه وبيئته، لكنه ايضا فيلم صامت تماما (الا من اصوات لا بشريه). يعيق الصمت بعض مشاهده الضروريه. هل يمكن مثلا ان يعود الاب الي منزله في قلب الليل ويطرق الباب الموصد من دون ان يخبر ابنته بانه والدها حتي تطمئن وتفتح له. لكن المخرج يغلّـب ضروره ابقاء الفيلم صامتا علي تلك المناسبات، وينجح في خلق حاله واحده متراصه في قصه بسيطه.

الحال ذاته بالنسبه لفيلم Labour of Love القادم من الهند، والمشترك في مسابقه «افاق» المخصصه للمواهب الجديده؛ قصه بسيطه صامته. مثل الفيلم الروسي، يمنع المخرج اديتيا فيكرام سينغوبتا شخصيتيه الرئيستين من الكلام. الاصوات المسموعه هي لباقي البشر، ولزحام الشارع، واصوات الاغاني والحافلات، وباقي مؤثرات الحياه العامه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل