محمد بن مبارك: انتخاباتنا نزيهة والرقابة الدولية مرفوضة
تعيش البحرين هذه الايام حالتين: الاستعداد للانتخابات النيابيه، وعاشوراء، في ظل وضع طبيعي جدا تتخلله مواصله النشاط الديني والسياسي والثقافي بشكل خاص. لم يؤثر علي ذلك حرق خيام بعض المرشحين لانهم تمردوا علي قرار جمعيه «الوفاق» لمقاطعة الانتخابات مما اضطر احدهم الي سحب ترشيحه. قد يكون ما يجري في العراق وسوريا من ناحيه، وما يعيشه اليمن من ناحيه ثانيه، اعاد الوعي لدي بعض البحرينيين بان الدمار لا يحقق الاهداف، والحفاظ علي ما يجمع اهم بكثير من زرع بذور التفرقه، وانه عندما تهدا النفوس ويتوقف التدخل الخارجي فان كل الشوائب ستزول.
الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس لجنه تطوير التعليم، ووزير الخارجية السابق، كان صريحا في حديثه الي «الشرق الاوسط» حيث اكد ان جمعيه «الوفاق» لن تلغي الوفاق في البحرين، و«اذا كان هناك من ينوي تغيير النظام فاننا نعتبر هذا عملا تخريبيا ولن يؤدي الي اي نتيجه».
لفت الي ان ايران لا تزال تتدخل في الشؤون الداخليه رغم «اننا نتطلع الي حسن الجوار معها، ونريدها ان تركز علي قضاياها قبل ان تركز علي قضايانا، كذلك لا نري لها دورا مساعدا في القضاء علي تنظيم (داعش) هي او الرئيس السوري بشار الاسد، فايران طرف في المشكله». كما نفي وجود 75 رياضيا في السجون البحرينيه، مشيرا الي الملايين من الدولارات التي تصرف لزعزعه استقرار الخليج، وقال: «ان ما يجري في اليمن تهديد للمنطقه كلها».
قال الشيخ محمد بن مبارك ان صوت المواطن البحريني في مجلس النواب اعلي من صوته في الشارع، ومع ترحيبه بتغطيه الصحافيين الاجانب للانتخابات رفض الرقابه الدوليه، اذ «ليس دينا مشكله تزوير». واستغرب الضجه حول قضيه التجنيس، و«لماذا لا يجوز التجنيس في البحرين بينما يجوز في العالم كله؟». وهنا نص الحوار:
* في هذه المرحله، هل اصبحت الطائفيه اهم من الوطن؟
- كلا. حياه المواطن، عيشته، مستقبله، كلها في الوطن. اما خياراته السياسيه او المذهبيه فقد علمتنا شيئا واحدا وهو ان الوطن يبقي الاساس.
* لكن ما نلاحظه في بعض الدول العربيه ان الطائفه صارت تغلب المواطنه.
- اعتقد ان هذه الحاله قصيره وليست بعيده المدي ولا تحقق الاهداف المطلوبه، وعلي العكس فان التمحور الطائفي لا يخدم اي طرف. انه يفرق. اما الدين فللجميع وكذلك المذهب وحريه الاديان محترمه، لكن استغلالها سياسيا خطا.
* تستعدون لاجراء انتخابات، علي اي اساس ستجري؟ انتخاب مجلس كامل ام ممزوج بالتعيين؟
- عندنا مجلسان، مجلس النواب منتخب، ومجلس الشوري بالتعيين، وهذا حسب الدستور. وللمره الرابعه تجري الانتخابات واثبتت قدره الدستور علي مواجهه المشكلات. الاهم ان الانتخابات تجري بشكل مباشر، والمواطن يقترع. نحن في منطقه تحتاج الي هذه المشاركه. ونامل ان تنمو التجربه وتترعرع ولا يقف الناس عائقا بوجه الديمقراطيه. الديمقراطيه لا تاتي من فوق، انها تنمو في الداخل.
* هل شجعتكم الولايات المتحده الاميركيه؟
- نحن اتخذنا خطوات قبل ما يسمي «الربيع العربي»، وقبل ان تبدا النصائح بالانهمار شمالا وجنوبا وغربا.
* في هذه الانتخابات بالذات، نلاحظ صمتا اميركيا.
- لا نتوقع ان يتدخل احد في شؤوننا ويبدي رايه. نحن اصحاب الوطن ونحن اصحاب الراي، ونطبق الديمقراطيه التي تناسبنا. اما هذه الدول فان لها تصورات تتعلق بها. مفهوم الديمقراطيه في اميركا يختلف عن مفهومها في السويد مثلا، كل بلد له مفهوم ووضع. لكن الولايات المتحده الاميركيه صديقه، نتعامل معها بعده مجالات اقتصاديه وسياسيه ودفاعيه، لكن الامور الداخليه لا نعتقد انها من اختصاص اي دوله اخري.
* هل ستفتح البحرين ابوابها لمراقبين دوليين اثناء اجراء الانتخابات وللصحافيين الاجانب؟
- الصحافيون نرحب بهم، لكن مساله الرقابه الدوليه نعتقد اننا قادرون علي اجراء انتخابات نزيهه، ولدينا دليل بان الانتخابات الاخيره لم يطعن بها مواطن، هذا يعني ان لدينا النظام والطريقه اللذين يؤديان الي الهدف وهو انتخابات نزيهه يشارك فيها الجميع والكل يؤمن بصحتها. ليس لدينا مشكله تزوير، واثبتت التجارب صحه ذلك.
* لماذا احرقت خيام بعض المرشحين، ولماذا المقاطعه؟
- من حق المواطن ان يشارك في الانتخابات او يقاطع.
* لكن الانتخاب من حقه.
- من حقه ان ينتخب ومن حقه ان لا ينتخب، لكن ان يخرب او يهدد المواطنين الاخرين الذين يريدون ممارسه حقهم فهذا عمل ضد القانون ويخالف حريه الراي، ويخالف الممارسه الديمقراطيه. لا تريد ان تنتخب انت حر، لكن ان تمنع الاخرين من الانتخاب فهذا غير مقبول.
* ماذا تفعل الحكومه لمنعه من منع الاخرين من الانتخاب؟
- هناك القانون. من يحرق الخيام، من يلجا الي القوه لمنع الاخرين، نحن نؤمن بالقانون والنظام، نطبق القانون، ولكل جريمه لها عقاب. نحن بلد مؤسسات. هذا ليس ايقاف المقترعين انما ايقاف الديمقراطيه، انه عمل مضاد للتطور. للجميع الحق في الانتخاب، لكن ان يمنع الاخرين!
* لاحظت انه في اغلب الصحف البحرينيه ملاحق عن الرياضه، وفي الوقت نفسه ذكرت لجنه الدفاع عن الرياضيين ان 75 رياضيا بحرينيا لا يزالون معتقلين.
- هذا غير صحيح. في هذه الارقام مغالطه. المغالطه كبيره جدا، وما تسمعين اليوم هو من الحملات الاعلاميه والتشويشيه والمحطات التي تصرف عليها الملايين من الدولارات. لا تاخذينها علي انها صحيحه.
* قراتها في صحف امس؟
- اعرف، نعم، لدينا حريه صحافه في البحرين.
- هناك دول اخري لها مصالح لجعل المنطقه دائما في وضع غير مستقر. هناك من يعمل علي عدم استقرار المنطقه ككل وليس البحرين فقط، ونحن جزء من المنطقه. اما قضيه ما تقوله الصحف في البحرين، فليس هناك رقابه علي الصحافه. نحن ننفي الامر مره او مرتين، لكن هذا امر يومي ولن يتوقف. قضيه طرح نصف الحقيقه او قلب الحقيقه امر يحدث وسوف يحدث.
* لكنّ هناك تقصيرا من جهه الحكومه هنا. انا احترم المعارضه في كل مكان لكن بعض المعارضين يبالغون، خصوصا في الصحافه الاجنبيه، ونلاحظ من ناحيه الحكومه البحرينيه صمتا مطبقا.
- هناك متحدث رسمي باسم الحكومه، وزيره الاعلام سميره رجب، كل اسبوع تعقد مؤتمرا صحافيا وترد علي معظم الاسئله، لكن لا نستطيع مع الانترنت والـ«تويتر» التفرغ للرد، كل الدول لا تستطيع وليس البحرين فقط. انما في القضايا الرئيسيه فان لنا مواقف واضحه. انها معركه وبقدر المستطاع نحاول ابراز الحقيقه.
* كيف هي علاقتكم بايران بصراحه ومن دون دبلوماسيه؟ ماذا تطلبون منها غير حسن الجوار؟
- هذه النقاط الاساسيه. حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخليه. اليوم بعض الصحافه في لبنان والمحطات التلفزيونيه هناك واضحه في تركيزها ضد الوضع في البحرين. نحن نريد من ايران ان تركز علي قضاياها قبل ان تركز علي قضايانا، او ان تنصحني ماذا اعمل. ثم نحن دوله عربيه ويجب ان تدرك ايران ان البحرين من جسم العالم العربي وليس علي ايران ان توجه الدول العربيه. لكن تدخلها في لبنان واضح، تدخلها في اليمن واضح، نحن لا نريد اكثر من حسن الجوار، نريد حياه طبيعيه، تذهب الناس الي ايران وتعود بشكل طبيعي. لكن علي ايران ان تتوقف عن التدخل.
- نعم. لا تزال تتدخل.
* اي تهديد اشد خطرا علي البحرين: الانقسام الداخلي ام ما يجري في العراق وسوريا ام اطماع ايران؟
- اهم شيء ان تكون الجبهه الداخليه قويه ومتينه، وهذا ما نعمل عليه. هناك اخطار تحيط بالمنطقه، ليس البحرين فقط، من الشرق والغرب، من المغرب العربي حتي المشرق العربي. الظروف صعبه، لكن بالتعاون بين الاشقاء نستطيع ان نصد الاخطار والهجمات علينا. بالنسبه الي العراق الوضع فيه سيئ، ونامل ان يعود العراق كعراق عربي نامٍ ومتطور. سوريا عزيزه علينا، العراق عزيز علينا، ليبيا، واليمن، كل هذه الدول عزيزه، لكن اهم شيء ان تكون جبهتنا الداخليه قويه ومحيطنا في الخليج، كدول مجلس التعاون الخليجي متماسكا.
* لكن العاصفه وصلت الي اليمن، واليمن من المحيط الخليجي، هل يمكن ان تستقر فيه ومن ثم تهدا، او ان تعود لتنطلق منه الي دوله خليجيه اخري.
- ما يحدث في اليمن ليس بجديد.
- اجل، انه تطور نوعي، ونحن سوف ندعم اليمن بكل ما نستطيع كي يحل مشكلاته من الداخل. التدخل من الخارج لا يحل المشكلات اذا لم تكن جبهه الوطن نفسه مستعده. عندما يكون اليمن مستعدا فنحن، كمجلس التعاون، لا نزال علي اتصال دائم مع الحكومه اليمنيه ونقدم المشوره ونتبادل الاراء. نحن جزء مساعد ولسنا جزءا من المشكله. نحن نريد ان نكون جزءا من الحل.
* اي حل، اذا كان الحوثيون بداوا اخذ مكان الدوله في اليمن، كضرب تنظيم القاعده مثلا، الي درجه ان الرئيس اليمني عبد ربه منصور طلب منهم التوقف ولم يستجيبوا؟ كيف ستكونون جزءا من الحل في هذه الحاله؟
- الحل، اذا طلب منا التوفيق والمساعده لن نتردد. لكن قبل ان يطلب من اي جار الدعم يجب ان تكون هناك حكومه موجوده وتتخذ المواقف، اهل الدار ادري بشعابها. يجب علي اليمن ان يلملم اوضاعه ويحل مشكلاته، ودعمنا جاهز لدوله قويه وقادره ان تتعايش وتتعاون مع جميع الاطياف.
* هل تعتقد ان ما يجري في اليمن تهديد للسعوديه؟
- انه تهديد للمنطقه ككل. اي دوله تعاني من عدم الاستقرار تؤثر علي استقرار الجيران، عدم الاستقرار في اليمن يؤثر علينا نحن في البحرين، غايه المنطقه ان يكون اليمن مستقرا. نريد جوارنا كله مستقرا.
* كان اليمن علي عداء مع الاستقرار؟
- لهذا قلت ان الاحداث الاخيره ليست بالشيء الجديد، هي نوعيه. حاولنا ومستمرون، لا يمكن ان نتخلي عن اليمن، لكن علي اهل الدار مسؤوليه.
* لكن مَن مِن دول الخليج يستطيع ان يقوم بوساطه بين الحكومه اليمنيه والحوثيين؟
- كمجلس التعاون الخليجي قمنا بالوساطه، ثم دخل علي الخط مندوب الامم المتحده، الكل بذل ما يستطيع، لذلك اقول انه علي الاخوه في اليمن وضع سياستهم علي الطريق الصحيح. لا يستطيع احد تحميل الاخرين اكثر من استطاعتهم.
* القياده في البحرين: قسم يحمل الجزره وقسم يحمل العصا. من سيحسم؟
- لا نحمل الجزره ولا العصا. نحمل مصلحه الوطن والعمل علي تقويه اوضاعه وتحسين الوسائل المعيشيه لكل المواطنين. الشيء الوحيد الذي نتمسك به هو القانون والنظام، وهما يطبقان علي الجميع، ويجب ان لا يستغل البعض الحقوق المتاحه، لان اضعاف الدوله يؤدي الي كوارث. لذلك نحن في البحرين نحمي المواطن، ومعيشته، وكرامته وحريته، انما ضمن القانون. لا يمكن حمايه المواطن من دون القانون، ونعمل علي تطبيق القانون علي الجميع، ولنسمع صوت الجميع في مجلس النواب.
- ليس الجميع. اذا كانت «الجمعيه» او غير الجمعيه قررت المقاطعه فلا تمثل كل المعارضه. كلا. ابدا. في المجلس الان هناك معارضه وليس من حق احد اعطاء نفسه مفتاح صلاحيه المعارضه. مراكز الاقتراع منتشره والترشيح مفتوح للجميع من دون استثناء وكل المناطق مفتوحه، لا يلام من فتح الباب وطلب المشاركه، بل من لا يريد ان يدخل في هذه العمليه. تقع المسؤوليه علي من لا يريد، وليس مسؤوليه الدوله... وصوت المواطن في مجلس النواب اعلي من صوته في الشارع، هكذا تقول الديمقراطيه. نحن ديمقراطيه ناشئه ويجب ان نتمسك بها وندعها تنمو. نحن نامل من الجميع المشاركه.
* هل هذا يعني ان جمعيه «الوفاق» لن تلغي الوفاق العام في البحرين؟
- نعم، الوفاق موجود في البحرين، والامور تسير بشكل جيد، والجميع مهتم بنجاح التجربه الديمقراطيه.
- نحن بلد يحاول ان يطور نفسه، ويجب ان نتمسك بالحريه الموجوده ونطور الحياه. تغيير النظام او تغيير الوضع الاجتماعي لا يتم الا تدريجيا.
* هل هذا يعني ان هناك تفكيرا بتغيير النظام؟
- انا لا اقول تغيير النظام انما تطوير النظام.
* عندك «تطوير النظام» لكن عند فريق ما «تغيير النظام»؟
- اذا كان ينوي هذا الشيء فاننا نعتبر هذا عملا تخريبيا لا يؤدي الي نتيجه. وتشهد الامم المتحده للبحرين بالتقدم في مجالات التعليم والخدمات والصحه. نحن بلد متطور ونامل المزيد، لكن اذا كان هناك من يريد هذا التغيير... اذا ارادت مجموعه ان توجه البلد بطريقتها، فلن تحصل علي نتيجه.
* كيف هي علاقتكم بالاردن علي كل الاصعده، خصوصا الامنيه؟
- الاردن دوله شقيقه، نتعاون متعها علي كل الاصعده، كما كل دول مجلس التعاون الخليجي. علاقتنا جيده وعلي احسن ما يرام مع الاردن.
* هل ما زالت حمله التجنيس قائمه؟
- قضيه التجنيس قصه يراد منها التشويش علي الوضع. نحن لدينا قانون للتجنيس كما في كل بلد في العالم. يحق لكل دوله هذا القانون. احيانا يمر علي الناس 20 عاما دون ان يتم تجنيسهم. انما ان تمنع دوله تجنيس ناس عاشوا فيها وخدموها، فهذا عمل غير سليم. انا اريد ان اقلب التوجه. لماذا يتم تصوير التجنيس وكانه بعبع؟ بالعكس، اذا كان التجنيس حسب النظام الموجود فاننا نقوم به كما تقوم به اي دوله في العالم. لماذا في البحرين لا يجوز، ويجوز في العالم كله. كل شعوب العالم اليوم تطعم بشعوب اخري، ما دام النظام والقانون يسمحان. لدينا قانون ونظام، هناك من يقول: كلا، هذا هندي لا يحق له، او هذا فلان لا يحق له. لماذا؟ يمكنه ان يرفع دعوي قائلا انه امضي 25 سنه في البلاد. يجب عدم استخدام بعض الشعارات.
* هل طمانتك نتائج الانتخابات التونسيه بتقدم العلمانيين علي «النهضه»؟ وهل هذا دليل علي انحسار الاحزاب الدينيه مثلا بعد فشلها في اداره الحكم؟
- انا سعيد بما جري في تونس، حيث انتهت الانتخابات بسلام. لا شك هناك بين العلمانيين والاسلاميين حوار وتنافس، ولكن اهم شيء ان لا يصل التنافس الحاد الي حاله: اما انا واما انت. ما جري شيء جيد. انا اؤيد ما جري في الانتخابات، ونحن نتعامل مع الفائز. نحن نتعامل مع اي نظام ياتي في اي بلد عربي، الا اذا اتخذ ذلك النظام مواقف غير وديه او كان مرفوضا من شعبه. انا اعرف الرساله التي تشيرين اليها، في العالم العربي اليوم رده نحو التطرف الديني ولا شك هناك متشددون، كما حال «داعش»، ونعتبر هذا ضد المصلحه الوطنيه وضد الدين. واصبح مشروعا تخريبيا وتدميريا وليس مشروع اصلاح. نامل ان يكون لدينا وعي بان الدين دين، والسياسه سياسه، والتطرف لا يخدم احدا، بل يضر بصاحبه. نحن مع الوسطيه، ومع الحريه ومع التطور الديمقراطي النابع من داخل المجتمع وليس المفصل في الخارج، وهذا ما لا يفهمه الغرب. علي الغرب ان يشجع اي تطور ديمقراطي لا ان يقول: يجب ان يحصل هذا او ذاك، هذا ما ادي الي المشكلات في كل العالم العربي...
* بعض دول الخليج العربي وبعض اثريائه متهمون بانهم يدعمون المنظمات الارهابيه مثل «داعش» و«النصره». هل هذا الاتهام مبرر ام انه تهمه غير صحيحه؟
- اعتقد ان هناك فئات في الغرب تريد الاساءه للعالم العربي وان تضعه دائما في موقع التهمه. نحن اكثر المتضررين من هذا الموضوع ويقولون لنا: انتم تساعدونهم. اما اذا كان هناك شخص في اي بلد من المنطقه يتبرع بالمال لهم فهذه مسؤوليه الشخص وليست مسؤوليه الدوله. في سوريا اليوم وفي العراق «داعش». لا استغرب عندما ياتون ويقولون عن التبرعات. انا لا استغرب ان هناك من يتبرع، لان اولادهم انضموا الي «داعش» للقتال. هل نحن من دربناهم؟ هل نحن من طلبنا منهم التوجه الي القتال؟ ذهبوا بانفسهم. هناك فرق بين ان تؤيد او ان تحارب هذا الاتجاه. هم مصرون علي القول: انتم. هناك اشياء خبيثه في هذا الاتجاه ويجب ان نكون واعين لها.
* هل توجه بحرينيون للقتال؟
* هل تحاولون منع من يريد التوجه؟
- نعم، ونعتبره مخالفا للقانون ويطبق عليه القانون اذا عاد الي البلاد، نعتبر هذا عملا اجراميا.
* هل انت واثق بان الغرب يريد القضاء علي تنظيم «داعش» ام ان التنظيم سيبقي؟
- «داعش» موجود في سوريا وفي العراق وليس في كاليفورنيا، ولذلك هو من مسؤوليه اهل البلد، والدول الاخري تدعم. فاذا كان اهل البلد غير مقتنعين بمحاربه «داعش» فانه سيستمر، اما اذا كانت هناك قناعه بضروره محاربه هؤلاء الناس فيمكن الحاق الهزيمه بهم. انا اعتقد ان الايام ستثبت للعراقي والسوري بان هؤلاء الناس اتوا عليهم بالمصائب، الطائرات من فوق والمقاتلين علي الارض. امل ان يكون هناك تجاوب علي الارض من الاخوان في العراق وفي سوريا.
* هناك من يقول ان العراق لن يبقي كدوله موحده، بل ستكون هناك ثلاث دول.
- والله امر مؤسف اذا حدث ذلك، اتمني ان يكون العراق موحدا وقويا، صحيح انه لن يكون كما كان في الماضي، قد يصبح ولايات متحده، او نظاما جديدا. ان ما اتمناه عراق موحد. انه زمن الوحده. الناس تريد ان تتوحد لا ان تتمزق. نامل للعراق ان يكون موحدا بوضع جديد مقبولا من كل العراقيين.
* الجنرال الاميركي جون الن المكلف تامين دول التحالف لمواجهه «داعش»، قال ان دعمنا العسكري للمعارضه السوريه سيكون ليس لمحاربه نظام بشار الاسد، بل لمحاربه «داعش».
- حتي الان لم تتخذ الاداره الاميركيه موقفا لمحاربه النظام السوري. يقولون: نحن لمحاربه «داعش»، فهؤلاء جماعه متطرفه ولن ندخل في حرب مع النظام. وانا اعتقد ان هناك موقفا عربيا في هذا الاتجاه، لان النظام السوري انتهي كنظام معترف به، اما موضوع التوجه نحو النظام ككل، فيجب ان يدرس عربيا. انا لا اؤمن بالحل العسكري بين الدول العربيه، بل بالحل السياسي، وتفاهم حول الموضوع. كل من يقتل هو عربي. ان بقاء هذا النظام غير ممكن.
Comments