المحتوى الرئيسى

الصابئي في العراق.. دجاجة تبيض ذهبًا وقتله حلال!

10/31 07:58

الصابئه العراقيون يمارسون طقوسهم الدينيه

يتعرض اتباع الديانه الصابئيه القديمه المسالمه والضاربه في عمق التاريخ العراقي، لتعسّف واضطهاد اديا الي اجبار عدد كبير منهم الي مغادره البلاد والعيش في المهجر القسري، حتي يكاد العراق ان يفقد فصيلاً مهماً من مكونات مجتمعه المتميزه.

عبد الجبار العتابي من بغداد: شكا العديد من المواطنين من اتباع الديانه الصابئية المندائية في العراق، في احاديث مع "ايلاف" مما يتعرضون له من قتل وتهجير وتعسف فضلاً عن اطلاق صفه (الكفار) عليهم، مؤكدين ان الصابئي اصبح عند الكثيرين هو "الدجاجه التي تبيض ذهباً وقتله حلال".

تقول راهبه الخميسي الكاتبه والشاعره والناشطه المندائيه المعروفه ان الصائبه يتعرضون الي انّواع عديده من الاضطهاد والخوف.

وقالت لـ"ايلاف": "هناك الكثير من الامور المهمه التي يعاني منها المندائيون في العراق، ومنها اولا حرمانهم من تبوّء مراكز قياديه متقدمه او حتي بسيطه وحسب استحقاقاتهم، طبقًا لمقوله ( لا تتخذوا من غير المسلمين اولياء لكم)، حتي ان المكانات الوظيفيه البسيطه التي كان البعض يتراسها كمدير قسم او دائره او حتي مدير مدرسه الخ، قد استبدلت باخري مسلمه تحت ذرائع واسباب تافهه لمجرد الرغبه بابعادهم.

اضافت: "ثانيًا، انهيار الوضع الامني وفقدان السلم الاجتماعي، فقد اصبح العراقيون يواجهون الخارجين عن القانون وجهًا لوجه وتسيّدت الميليشيات الدينيه المتطرفه علي الاوضاع الامنيه وفقدان الثقه بالاجهزه الامنيه وتكرر حالات الاختطاف والابتزاز المادي والتسليب والقتل وتشويه الجثث بهدف نشر الذعر والرعب والخوف وارسال رسائل للمندائيين بان لا مكان لهم علي هذه الارض وان مصيرهم الي زوال خاصه وان اغلب المندائيين يعملون في مهنه صياغه الذهب، والتي حولتهم الي اهداف جاهزه للصوص والقتله والمجرمين والميليشيات التي تمول نفسها من عمليات السرقه والسلب والاختطاف وطلب الفديه وتجاره الممنوعات".

واشارت الي ان هناك ضغوطاً يتعرض لها المندائيون في حياتهم اليوميه ترغيبًا وترهيبًا لارغامهم علي اعتناق الاسلام وتغيير دينهم وخاصه النساء المندائيات ومحاولات ابتزازهن وتقديم عروض الزواج لهنّ وتغيير ديانتهن، اضافه الي حالات اختطاف وتغييب عديده للمندائيات لم تستطع عائلاتهن من الاستدلال علي مصيرهن، اضافه الي فرض الحجاب الاسلامي عليهن خاصه في المدارس والجامعات وكذلك ما يجري من مضايقات مشابهه علي الشباب المندائي في المدارس والكليات والادارات الحكوميه".

وتابعت الخميسي: "في ظل ظاهره تسيد العشائر علي الحياه الاجتماعيه في العراق وفرضها لقوانينها غير المتماشيه مع العصر بعد ان غابت الدوله والقانون، وبما ان المندائيين لا ينتظمون اجتماعيًا كعشائر فانهم يتحالفون مع العشائر الكبيره لحمايتهم امام الاخرين، لكن غالبًا ما تميل كفه حكماء هذه العشائر بالضد من المندائيين بالرغم من انهم يؤدون التزاماتهم الماديه والاجتماعيه للعشيره التي تحالفوا معها".

وختمت الخميسي بالقول: "وبعد كل هذا وغيره الكثير فكيف للصابئه المندائيين العيش في وطن اصيب بالسعار وفلتت زمام اموره، وهم اقليه الاقليات، وحيث لا يزال المندائي يُعامل بمبدا النجاسه ويحرمون عليه في الاسواق مسك الخضار او الفاكهه او الخبز، وحتي انه لا يسمح له التواجد في بعض المدن التي ولد وعاش فيها وتحولت لاحقًا الي مدن وارض مقدسه لا يجوز ان يدنسها غير المسلمين !!!؟

المواطن المندائي سلام الزهيري، اكد لـ"ايلاف" انه عندما يمشي في الشارع فانه مرعوب، فربما يقتل او يتم خطفه!

وقال: "مُنذُ سقوط النظام السابق ولحد اليوم فقدنا الكثير من الشباب، حيث تم قتل الكثيرين، والقضيه الان تتمحور في خطف وقتل مباشر خصوصاً للصاغه المندائيين، وهُناك ضعف استخباراتي كبير جداً لملاحقه المجرمين وتصعيب القضايا من قبل القضاء العراقي، حيث يذهب الشخص المتضرر للقاضي والذي اما يقول لهُ ان هذه القضايا تحدث لجميع العراقيين او يقول لهُ ان الصابئه يعملون بالسحر ولذلك يتعرضون لمضايقات".

واكد قائلاً: "مررتُ بذلك شخصيًا حيث تم اختطافي قبل سنتين تقريباً ثم تم تعطيل القضيه من قبل التحقيق والقاضي والشرطه والاستخبارات ولحد الان لم يتم القاء القبض ولا علي شخص واحد ولو مشتبهاً بهِ".

ويوضح انه استطاع الهرب من الخاطفين، ولما تم تسليمه من قبل سياره تنقل ركاباً الي سيطره الشرطه لم يخرج ولا شرطي للمداهمه في المنطقه.

واشار الي انّه "قد تم ايضًا اختطاف عمه في منطقه الشعب ببغداد فتمت مقايضته بالمال، ثم قتل ابن خالته في محافظه ميسان الجنوبيه بدم بارد امام الماره ونادوا عليه بالكافر، وتم قتل احد ابناء عمومته في بغداد سنه 2007 وكذلك احد عمومته في بغداد سنه 2008،  كما تم قتل احد عمومتي سنه 2006 في بغداد امام الناس، وبدم بارد تم قتل شابين في ميسان في سنتي 2005 و2008 امام الماره فضلاً عن خطف شاب في ميسان سنه 2012 ومقايضته بمال قدره 17 الف دولار اميركي".

وتابع قائلا: "الصابئي هو عباره عن دجاجه تبيض ذهباً، وماله وعرضه حلال وقتله يسهّل دخول الجنه لانه كافر!  لقد نادينا كثيراً ولكن لا من مجيب يسمع النداء وطالبنا منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان والهجره الدوليه والحكومه، بالتدخل وايجاد حل ولكن بلا جدوي، ناشدنا كثيراً واستنجدنا كثيراً وبلا فائده فمصيرنا نحو الانقراض ولا يوجد شخص مسؤول قادر او راغب في التدخل ليجد حلاً".

يعمل المواطن المندائي صفاء زهرون صائغًا، ويشير في افادته لـ"ايلاف" الي تعرضه الدائم للابتزاز، وقال: "من الحقوق التي ننعم بها هي اصدار قوانين خاصه لنا وخصوصاً في ميسان حيث كان اخرُها هو اعتبار الاعياد المندائيه عطلاً رسميه لابناء الطائفه واستحصال قرار بامتلاك ارض المعبد في المحافظه وبناء المعابد وترميمها، ولكن في مقابل ذلك حصلت الكثير من قضايا الاضطهاد وفي نظام صدام قُتلَ شخص سنه 1995 واخر سنه 97 واخر سنه 99".

واضاف: "ولكن في ظل الحكومات التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق ولحد الان حصلت الكثير من المضايقات منها دخول عصابات للبيوت وسرقتها وتهديد العوائل المندائيه بالسلاح بانهم كافرون وقتلهم حلال، تم قتل العشرات بل المئات من المندائيين في محافظات بغداد وميسان والبصره وكركوك والناصريه وتم خطف كثير من المندائيين ومقايضتهم بالمال من خلال ابتزاز اهاليهم والبعض الاخر تم قتله قبل او بعد استلام المال وقسم اخر تم تحريرهم من قبل الشرطه او الجيش ولكن هذه حالات نادره".

من جهته،  سرد عبد الجبار جميل، ويعمل موظفاً، العديد من الحوادث التي عايشها.

وقال: "عذابات لا تنتهي والخوف يحاصرنا اينما نكون، ولا اعرف كيف اشرح لكم معاناتنا، فاي معاناه اوصف لك واطفالنا حين يذهبون الي المدارس يقول لهم الطلبه انت (صبي نجس) قتلك حلال ولا نريدك ان تعيش بيننا! كيف يقول الاطفال ذلك لو كان الاباء لم يتكلموا بهذا او ان الاهل لم يسمحوا لاولادهم اللعب في الشارع او الذهاب للاسواق او المدارس، ولما يخرج شخص من البيت لقضاء اي عمل يقلق اهله عليه ويتصلون به في كل ساعه".

اضاف: "تم سلب مندائي في ميسان اثناء الغروب واصيب، ولكنه استطاع قتل احد افراد العصابه بمسدسه الشخصي واصاب الاخر والثالث لاذ بالفرار ولكنه لم يتخلص من العشائر ومطالبها بالفديه، كما تم خطف شاب من ميسان قبل ثلاثه اشهر وتم دفع  فديه، ومصيره مجهول لحد الان، وقتل ايضا احد ابناء عمومتي قبل شهرين بعد خطفه ودفع فديه قدرها 50 الف دولار بعد ان دخلت عصابه علي عائله مندائيه وتم ضرب رب الاسره لحد تكسير عظامه وسرقه امواله، وتم قتل شاب بعد 18 يومًا من خطفه وشنقه ووضعه في برميل للحوامض وايضًا قتل شاب في ميسان قبل ايام في قضاء المجر بعدما سرق القتله منه ذهباً يقدر بكيلوين و400 غرام، حيث قتلوه بكاتم وتم خطف بنت عمتي قبل نحو شهر ولحد الان مصيرها مجهولاً، كما اختطف شاب في ميسان سنه 2007 وتم تحريره بعد مقايضته بالمال وتم القاء القبض علي العصابه ولكنهم خرجوا بعد فتره بعد دفع رشوه".

واكد انّ عصابه دخلت علي شيخ بشير في قضاء المجر وهو رجل دين مندائي قبل سنتين واطلق افرادها النار عليه واصابوه، ثم عادوا بعد حوالي 6 اشهر من جديد ليدخلوا عليه ويصيبوا اخته في ساقيها مما ادي الي اصابتها باعاقه، لكنه قاومهم بسلاح ولاذوا بالفرار، كما دخلت عصابه علي بيت خالتي بمنطقه الشعب في بغداد سنه 2008 وحاول افرادها ذبحها وزوجها بسكين لولا تدخل جارهم واطلاقه النار علي عليهم، كما تعرض رئيس مجلس الطائفه المندائيه في مدينه الناصريه الجنوبيه للضرب بالسكاكين هو وزوجته قبل سنتين وهو يسير في احد الشوارع، ثم قتل شاب في البصره بذبحه واحراق جثته قبل سنه وقتل شاب في كركوك في باب بيته قبل سنه وتم حرق طفل وهو حي في قضاء الكحلاء في ميسان، كما دخلت عصابه علي بيت مندائي وضربوا رب الاسره وابنه بالحديد بلا سبب قبل 4 اشهر، وكذلك تم حرق بيت عائله مندائيه لدي مغادرتها له، والاحداث مستمره.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل