المحتوى الرئيسى

خلف خطوط العدوّ!

10/30 16:07

Behind enemy lines .. او "خلف خطوط العدو" كما يترجم للعربيه.

فيلم هوليودي من انتاج سنه 2001 تدور وقائعه علي ارض البوسنة والهرسك ويرصد في لمحات خاطفه بعض جرائم الصرب بحق مسلمي البوسنه والمذابح الجماعيه لسكانها الامنين من المدنيين.

وكعاده معظم افلام الامريكان مخترعي السينما، خرج الفيلم باجود ما يكون من صوره وصوت وموسيقى تصويرية وتمثيل بالنسبه لامكانيات العام 2001.

الا انني في هذا المقال القصير او الخاطره الطويله لا اريد ان اتحدث عن تفاصيل الفيلم وانقده فنيًا او احكي قصته المشوقه، ولكن لاتحدث عن جمله واحده فقط جاءت علي لسان احد ابطال الفيلم وهو جندي مهمات خاصه سفاح شارك في العديد من المذابح واغتصب العديد من بنات البوسنه.

God has left this place long time ago " لقد غادر الله هذا المكان منذ زمن طويل".

هكذا جاءت تلك الجمله القصيره علي لسان هذا السفاح ردًا علي امراه مسلمه اختطفها ليغتصبها وكانت تحاول ردعه وصده عن ذلك بشتي طرق الاقناع حتي وصلت معه ان قالت له "الا تخاف من الله" بينما كان ياخذها بسيارته لمكان ناءٍ لينفذ جرمه وفعلته الشنيعه.

اتذكر اني حينها انتفضت من مكاني عندما قرات ترجمه تلك الجمله باسفل الشاشه واغلقت الفيديو مباشره وقلبي يكاد يخرج من مكانه علي عظم هذا القول وكنت حينها ببدايه دراستي الجامعيه ايام كان القلب غضًا لينًا لم يخبر الحياه بعد.

وظلت هذه الجمله عالقه بذهني حتي كتابه هذه السطور، اتذكرها كل فتره واتفكر فيها وفي مغزاها ومعناها، الا انني ومنذ مذبحه رابعة العدوية تحديدًا كانت هذه الجمله تحضر الي ذهني كثيرًا فلا يكاد اسبوع ينقضي الا وتفكرت فيها محاولاً الوصول لتفسير فلسفي لها.

ولم يكن ذلك من فراغ فما حدث يستحق ان يتوقف عنده الزمن طويلاً .. هذه المذبحه المروعه الوحشيه التي انتهكت ارواحًا طيبه مسالمه ودهست تحت اقدامها حلمًا جميلاً لاجيال عديده فما تركت قلب مسلم حقًا الا واثخنت فيه الجراح واشعلت فيه وقود الثار والانتقام.

كان الحدث جلل والمصاب كبير وليست الارواح التي اُزهقت هي فقط ما اكمد القلب بل انهيار حلم الحريه ورجوع زمن الاستعباد والعبوديه كانا ما اطارا الالباب واذهلا رذيل العمر والشاب، وهنا اتت الفاجعه الاكبر في من كنا نعتقد يوماً انهم لنا اهل واحباب واقارب واصحاب، فشامت هنا ومتشف هناك ومفوض للشيطان وغامس يده في حبر الانتخاب وانت بهم تصرخ يا ايها الناس اتقوا ربكم .. يا ايها الناس انسيتم يوم الحساب .. يا ايها الناس الا تخافون الله!

وحينها ترددت تلك الجمله التي قالها هذا السفاح في عقلي وكياني .. "لقد غادر الله هذا المكان منذ زمن طويل" .. نعم غادر الله جل وعلا بلادنا وهذا العالم منذ زمن طويل، ليس مغادره حسيه او مكانيه او زمانيه او كما يتبادر الي اذهاننا حينما نسمع او نقرا هذه الجمله للوهله الاولي، بل غادر قلوب الخلق فغادرت الرحمه وغادر العدل وغادر الحب وغادر الايثار وغادر الاخاء وغادرت الشفقه، فحينها اصبحت بلادنا تموج بما نراه اليوم من دماء كالانهار، ما نراه من تكالب الحكام علي السلطه وحكم البلاد ورقاب العباد، ما نراه اليوم من مذابح جماعيه في حق اهل سوريا والعراق، ما نراه من قتل وحرق وهدم واعتقال وتشريد لاهل سيناء خاصه ومصر عامه، ما نراه من انصراف المسلمين عن دينهم وغرقهم في الشهوات والملذات، ما نراه من ملايين الاطفال اللذين يموتون جوعًا كل يوم، ما نراه من ظلم وقهر وطغيان،  ما نراه من تجاره الرق في اوروبا واسيا .. الخ

نعم .. عندما غادر الله القلوب سكنتها الشياطين فظهر للعين كان الله لم يعد يكترث لنا او كانه - جل وعلا - قد غادرنا كبشر وتركنا نموج في بعض فلا تكاد تبصر الا الفساد في كل شيء.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل