المحتوى الرئيسى

معهد أمريكي: تجارة الآثار تنعش خزائن داعش - مصر العربية

10/29 14:37

ذكر موقع معهد البحرية الأمريكية United States Naval Institute أنه بالرغم من  الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ داعش، لا يزال المسلحون المتشددون يشقون طريقهم عسكريًا تمامًا كما ينقبون عن الآثار التاريخية التي لا تُقدر بثمن- مستخدمين في بعض الحالات ماكينات وآلات الحفر الثقيلة- والتي يقومون ببيعها في السوق السوداء من أجل تمويل خططهم الرامية إلى إقامة الخلافة الإسلامية.

وقال الموقع المعروف اختصارًا بـ USNI في تقرير نشره اليوم- الأربعاء- على موقعه الإلكتروني: إنه من خلال القيام بذلك، فإن جانبًا كبيرًا من الأصول المملوكة لـ داعش تكون بعيدة كل البُعْد عن متناول كافة الإجراءات المالية التقليدية المستخدمة في مكافحة الإرهاب.

وأوضح التقرير أن كافة أنواع التجارة غير الشرعية تجلب لـ داعش دخلاً ضخمة، ما يجعلها عرضة للحسد حتى من جانب الكثير من الشركات العالية العريقة، مشيرًا إلى أن تجارة التنظيم تتركز في البشر والأسلحة والسلع مثل النفط.

وأضاف التقرير أن مصادر التمويل غير الشرعية تلك تعد أكثر موثوقية وربحية من أموال المانحين الأجانب، إذ إنها تمنح مسلحي داعش اكتفاء ذاتيا ماليا. ومع ذلك، فإنه على الرغم من أن اليونسكو، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، قد أكدت في تقرير لها صدر مؤخرا على أن داعش تتاجر في الفن والآثار لتمويل عملياتها، لم يلقَ هذا الموضوع سوى اهتمام قليل في الصحف ودوائر صنع القرار، بالرغم من عشرات الملايين من الدولارات حصيلة الإيرادات المتحققة عبر تلك الأنشطة.

وأشار التقرير إلى أن مسلحي داعش يتمتعون ببراعة في النهب والتربح من التاريخ الثقافي الثري لـ الهلال الخصيب (مصطلح جغرافي أطلقه عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري برستد على حوض نهري دجلة والفرات، والجزء الساحلي من بلاد الشام).

ولفت إلى أنه على الرغم من أن الحصول على معلومات دقيقة صعب جدًا، يرد ما يفيد بأن الاتجار في الآثار تعد الآن ثاني أكبر مصدر لإيرادات التنظيم، بعد النفط بالطبع والذي تشير تقديرات وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن ينتج إيرادات بقيمة  مليون دولار تقريبًا يوميًا.

وأفاد تقرير معهد البحرية الأمريكية بأن تلك الأرباح باتت ذا أهمية كبرى ولاسيما في الوقت الراهن لـ داعش نظرًا لأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يواصل استهدافه لحقوق النفط ومصافي التكرير التي يسيطر عليها المسلحون، في الوقت الذي شرعت فيه تركيا أخيرًا في البدء في فرض قيود على مبيعات النفط في السوق السوداء.

واستشهد المعهد بتقارير صدرت مؤخرا والتي توضح أن نظام النهب والسلب الأكثر تعقيدًا موجود بالفعل عما كان يُعتقد في السابق. ونسب لمصادر محلية في كل من سوريا والعراق تصريحاتهم التي أدلوا بها لعالم الآثار مايكل دانتي والتي قالوا فيها إنهم يعتقدون أن ممارسات السلب هي الاحتلال الثاني الأكثر شيوعًا في المناطق التي تسيطر عليها داعش.

ورأى التقرير أن مسلحي داعش يؤلون نصوص الشريعة الإسلامية لشرعنة تلك الأعمال، موضحا أن "الخُمس"-  قيمة زكوية مستمدة من القرءان الكريم- تنص على دفع خُمس قيمة غنائم الحرب أو الكنوز الخفية مباشرة إلى السلطة الحاكمة، لكن داعش تؤول ذلك بما يخدم مصالحها من خلال فرض ضريبة تُقدر بما يتراوح من 20 إلى 50%  على السلع المنهوبة.

ولا تعد أعمال السلب والتجارة غير الشرعية شيئا جديدا في العراق؛ فالجريمة المنظمة في العراق تستفيد كثيرا من سرقة الآثار منذ أوائل التسعينات في القرن الماضي، وكذا في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003، حيث عملت الجماعات المتشددة مع اللصوص لتطوير ما أصبح بعد ذلك صناعة ضخمة غير شرعية.

ثم عاود هؤلاء اللصوص وشبكات التجارة غير الشرعية الظهور على مسرح الأحداث وبقوة، حيث يرتبط بعضهم بصلات قوية مع تنظيم القاعدة في العراق- الجماعة التي خرجت من عباءتها داعش.

وعلاوة على ذلك، فإن مهاجمة مواقع التراث الثقافي تعد استراتيجية وحشية ولكنها فاعلة لمسلحي داعش الذين يتربحون من خلال السطو على الأيقونات التاريخية الثقافية، من بينها تدمير المقابر المهمة والتماثيل الضخمة.  

وتتم عمليات الهدم تلك فقط بعد أعمال النهب المنظم للتحف والمتعلقات الأخرى القيمة الموجودة بداخل تلك المقابر، ما يساعد داعش وآخرين على التربح من بيع التحف القيمة والترويج للتنظيم من خلال التغطية الإعلامية لمثل تلك الممارسات الوحشية الثقافية.

وتشير الأدلة إلى أن داعش تستفيد جيدًا من شبكات الجريمة المنظمة لبيع التحف والآثار إلى دول مثل لبنان، الأردن وتركيا، حيث يتم مبادلة تلك التحف بالأموال والأسلحة قبل بيعها إلى المشترين الدوليين.

لقد تجاوزت داعش في تمويلها المصادر غير التقليدية، مثل المانحين الأجانب وغسيل الأموال، ما يجعل الجهود التي تقوم بها واشنطن والتحالف لوقف أنشطة التمويل غير الشرعية لها أقل فاعلية، وهو ما أقر به ماثيو ليفيت، المسئول السابق في وزارة الخزانة الامريكية حين قال " قدرتنا على مواجهة المشروعات الإجرامية المحلية لـ داعش محدودة للغاية."

ومع صعوبة تنظيم سوق الآثار في العالم، حتى في أوقات السلم، يظل هذا النشاط بالطبع يجرف العالم من واحد من أكثر الأماكن التاريخية ثراء في العالم في الوقت الذي يظل فيه أحد الروافد الحيوية في تمويل  أبشع وأغنى المنظمات الإرهابية التي ظهرت على وجه البسيطة.

اضغط هنا لمتابعة النص الأصلي

فورين بوليسي: داعش يجند الأطفال لحرب طويلة الأمد مع الغرب

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل