الإخوان مصابون بـ"الضلال الفكرى" و"متلازمة" الماسادا
يجب ان تكون حذراً وانت تحادثه، ولا تحاول التحذلق عليه والافتعال، رغم ذلك لن يمنعك حذرك من ان يخترق شخصيتك ويضعها علي شريحه التحليل النفسي باقتدار دون ان يتخلي عن مرحه ودعاباته، ليقول لك حقيقه من انت مهما حاولت تقمص شخصيه اخري
فنظراته الثاقبه العميقه، ملامحه الهادئه وابتسامته ذات المغزي ستسقط عنك اي اقنعه ستجبرك لان تتعامل معه كانسان بسيط مجرد من كل تعقيدات الحياه، انه العالم واستاذ الطب النفسي الكبير د. احمد محمود عكاشه، والذي اخذني في حواري معه الي عالمه البسيط المعقد، المفهوم.. الغامض لاغوص في الشخصيه المصريه وكارثه الفوضي الاخلاقيه وكيفيه الخروج منها، وسبب اختياره للمجلس الاستشاري الرئاسي، وحقيقه دوره بالمجلس كما تطرق الحوار معه للمزيد من القضايا الاخري ومنها مستقبل مدينه زويل وكيفيه الخروج من مازق عنف الاخوان، وقدم عكاشه عده روشتات اهداها لي ولكل المصريين من اجل حمايه صحتنا النفسيه، وكان الحوار.
> لماذا تم اختيارك كعضو بالمجلس الاستشاري الرئاسي وانت في مجال الطب النفسي وليس في مجال القطاعات الخاصه باحتياجات المواطنين الماديه؟
- في اعتقادي.. الرئيس عبدالفتاح السيسي اول رئيس يهتم بسلامه الصحه النفسيه للمصريين، والمثير انه لم يحدث في تاريخ العالم ان تم فصل الصحه النفسيه عن الصحه العامه في تعاملات الدوله، ولكن يبدو ان الرئاسه نظراً لما تمر به مصر من متغيرات اخلاقيه نعرفها ونرصدها، رات انه من بين الاولويات الاهتمام بالصحه النفسيه للمصريين بصوره خاصه، لهذا تم اختياري كمستشار الرئيس للصحه النفسيه والتوافق الاجتماعي، وهذا الاهتمام يتفق تماماً مع حقيقه ان النهضه في اي امه لا تاتي بالقوه الاقتصاديه او العسكريه او الموارد الطبيعيه، ولكنها تاتي باخلاق المواطن، والصحه النفسيه هي مرادف الاخلاق وجوده الحياه والرضا النفسي والسعاده، وكل ذلك اصبح في مجال اهتمام الرئيس، ومن هنا جاء اختياري للاسهام في هذا الملف الكبير الشائك، بتقديم الافكار والمشوره والمقترحات الي الرئيس، وليتم بعده تنفيذ هذه الافكار علي ارض الواقع من اجل تحقيق وحمايه الصحه النفسيه للمصريين، ويجب علينا ان نشدد ان هناك فرقاً كبيراً بين الصحه النفسيه وبين المرض النفسي.
> ما وجه الخلاف بين مفهوم الصحه النفسيه والمرض النفسي؟
- الصحه النفسيه تتكون من 4 نقاط، اولاً القدره علي التكيف مع ضغوط الحياه والصمود في الازمه، مع القدره علي اداره الغضب «العصبيه»، ثانياً العمل والعطاء بحب وكفاءه واتقان، اي كلما كان الانسان قادراً علي الانجاز وهو في حاله حماس واتقان، كانت صحته النفسيه افضل، واذا كانت بعض الاحصائيات في مصر تشير الي ان نسبه من المصريين لا يعملون سوي 28 دقيقه في اليوم، فلا يمكن لهؤلاء ان يشعروا ابداً بالرضا النفسي، فالعمل يعطي نوعاً من الثقه في النفس والذات، وايضاً الشعور بالانجاز، وساضرب لك مثلاً بسيطاً «الكناس» عامل النظافه الذي يكنس الشارع بضمير، يعود لبيته وهو في حاله رضا وقناعه، اما الاخر الذي لا يتقن تنظيف الشارع، يعود لبيته وبداخله شعور بعدم الرضا والقناعه، فيتشاجر مع زوجته واولاده، وهو لا يعلم سبب عصبيته، فالعمل مرادف للصحه النفسيه، ومن هنا العاطلون عن العمل صحتهم النفسيه سيئه.
النقطه الثالثه ان يكون هناك مواءمه وتوافق بين القدرات والتطلعات او الطموح، اي الانسان الذكي الكفء طالما يعلم ان عمله يتواءم مع قدراته، فهو في صحه نفسيه جيده، ولكنه عندما يعلم ان الوصول الي النجاح يعتمد علي المحسوبيه، تسوء صحته النفسيه اما النقطه الرابعه فتختص بمكونات الصحه النفسيه ومنها حريه التعبير واحساسه باحترام الوطن بهويته، واثبتت الابحاث ان حريه الراي مسئوله عن نسبه 30٪ من الصحه النفسيه، فقد يكون الانسان فقيراً وعاطلاً، ولكنه يفضفض ويتكلم بحريه، فتكون صحته النفسيه افضل.
> ماذا دار في اجتماعكم مع الرئيس وما هو دورك؟
- بدايه المجلس يضم نخبه معروفه هائله من العلماء والخبراء، معظمهم في الخارج، وبينهم اربعه فقط في مصر، لا يبغون مالاً ولا سلطه، فكلهم معروفون، وافكارهم واستشارتهم لوجه الله ولوجه الوطن، منهم علماء ومسئولون عن الطاقه والمياه والزراعه، وتكنولوجيا المعلومات، التعليم، الصحه، البحث العلمي، وخبير للمشروعات الكبري، ونحن نشكل بنكاً للافكار للرئاسه، في اجتماعنا الاول قلت للعلماء الاتي: حتي اتمكن من التعمير وزراعه مليون فدان، احتاج لمواطن لديه اخلاقيات، فلا يمكن ان نعمل ونطور في مجالات الانتاج، الصناعه، الزراعه، والتجاره، والسياحه دون وجود اخلاق، اذ يجب ان يغلف كل هذا الاخلاقيات الوطنيه، وقلت لهم ان هدفي ان يتحلي المواطن المصري بثلاثه انواع من الثقافه: الاخلاقيه، الثقافه العلميه، وثقافه العمل.
> ما الروشته التي يجب ان يطبقها كل مصري مع نفسه اولاً للحد من الانفلات الاخلاقي؟
- علي المواطن التعامل بمصداقيه، وتحمل المسئوليه والاتقان، والانضباط، والتعاون ونشر روح الفريق والتسامح ويجب ان يفهم كل مصري انه اذا لم يتواجد روح الفريق، لن نكسب اي مباراه تحقق السعاده والانتصار للجماعه كما علينا تجنب افه الانانيه والفرديه مثل ما يحدث في رياضيات العنف.
ويجب ان نعلي من قيم العطاء للاخر، لان تمركز الانسان حول نفسه هو مرض نفسي، والتمركز حول الاخر اي العطاء هو الصحه النفسيه، والمصري الان متمركز حول نفسه وهمومه، ويعيش صراعات من اجل نفسه، سواء صراعات طبقيه، فئويه، او مذهبيه، ويجب ان يتخلص من كل هذا من اجل المجتمع الوطن، اذا اردنا ان نخلص المصريين من سوء الاخلاقيات، يجب ان نخلق وننمي لديهم «الضمير الجمعي» اي نشترك جميعاً في ضمير واحد لفائده الوطن، ثم في ضمير خاص.
> هل غياب الضمير الجمعي السبب في ظهور العنف والجريمه علي هذا النحو بالشارع المصري وما هو العلاج؟
- في كتابي «ثقوب في الضمير المصري» قبل 10 سنوات تنبات بما سيحدث في مصر من ثوره، وان الشباب سيقوم بشيء نتيجه للمعادله المطروحه، من فقر واميه وبطاله، وهو ما يؤدي الي غياب الصحه النفسيه وتمزق المجتمع، ولكي نعالج هذا الخلل و«نرتق الثقوب» يجب العنايه ومعالجه الفقر والاميه والبطاله والتي تؤدي للعنف والجريمه والادمان والتمركز حول الذات.
ومعلوم ان الضمير ينشا لدي الطفل داخل الاسره، فهو يخاف ان يكذب تجنباً لعقاب والديه، وليس خوفاً من دخول النار، لانه راي عقاب والديه ولم ير هذه النار، ونظراً لان 40٪ من نساء مصر في حاله اميه، ونسبه 5٪ من هؤلاء لديهن القدره علي الحاق اطفالهن بدور الحضانه، لذا يجب ان يتم التركيز علي الامهات الاميات في اخلاقياتهن لتكون قدوه لاطفالها، لينشاوا بضمير دون ثقوب، ويلي تربيه الضمير في المدرسه كمؤسسه تربويه ثانيه، ومن المؤسف ان قله من المعلمين فقط هم الذين يتحلون بالضمير الوطني، بينما هناك من يسرب الامتحانات للاولاد ويسمحون بالغش، واذكر في هذا ان الرئيس السيسي قال لنا للاسف ان 60٪ من خريجي المعاهد الفنيه لا يجيدون القراءه والكتابه لهذه الاسباب، لذا يجب التوجه الي مؤسسات التعليم لاصلاحها اخلاقياً.
> الاسره المصريه الحديثه اصيبت بحاله من التفسخ والتفكك في العلاقات فما اسباب ذلك؟
- علي راس تلك الاسباب العولمه التي اضعفت دور الاسره، واصبح كل اولادنا يعتمدون علي الانترنت ووسائط التواصل الاجتماعي غير المباشره، وحسب الابحاث الامريكيه والدوليه الاخيره، تبين ان الطفل يتعرض لـ100 الف مشهد من العنف والدم، قبل بلوغه سن 10 سنوات بسبب وسائل الاتصال والاعلام التي يتعرض لها ساعات طويله دون رقابه، يحدث هذا لدي اطفال امريكا، رغم ان الاسر هناك تحدد عدد ساعات جلوس الطفل امام التلفاز بساعتين مثلاً، فما بالنا واطفالنا وهم لا يفارقون الشاشات ليلاً نهاراً.
ومشاهد العنف والدم تؤدي الي بلاده الاحساس وسهوله القيام بهذه الاعمال، فلا يوجد اي مبرر لان يمسك طفل برشاش ويطلقه علي اصدقائه في المدرسه بامريكا، اذن الاعلام المصري المرئي مسئول مسئوليه كبيره - نظراً لان الصحف لا يقرؤها في مصر اكثر من 600 الف شخص، لكن التليفزيون يشاهده 90 مليون مواطن فاذا استطاع التليفزيون ان يبتعد بالاعمال الفنيه والمسلسلات عن الدعاره والعنف والمخدرات، وان يقدم لنا نموذجاً ومثلاً عليا وقدوه لتعليم اطفالنا وشبابنا القدوه ليس في الدين فقط، بل في الثقافه والفن، فهل يعقل ان الغرب لا يزال للان ينتج افلاماً عن الحربين العالميتين الاولي والثانيه، ونحن نقدم عن حرب اكتوبر 3 افلام هزيله، حرب اكتوبر مليئه بالقدوه والمثل والنماذج التي يجب طرحها، لتقديم روح وطنيه وانتماء للوطن.
> اذا تحمل الاعلام كل مسئوليه الانفلات الاخلاقي؟
- الي درجه كبيره فالاعلام دوره شديد الخطوره لذا اري ان تصريح الرئيس الراحل السادات بان الصحافه سلطه رابعه، كان له مضاعفاته السلبيه، فالعالم كله به 3 سلطات، قضائيه، تشريعيه، وتنفيذيه، والاعلام يجب ان يكون رقابه وليس سلطه، ومن هنا كان الانفلات الاعلامي الموجود حالياً هو الذي اضاف ثقوباً للضمير المصري بدلاً من ان يرتقي به، فنحن نرصد السوقيه في اللغه الاعلاميه، او التي يسوق لها الاعلام من خلال اعمال فنيه وثقافيه وغيرها، الانهيار في القيم وابتزاز المسئولين، النقد المستمر غير البناء، وهذا لا يعني ابداً التعميم.
ويتابع قائلاً، كلما تحدث الاعلام عن القتل، المخدرات، الدعاره، الانتحار، الاغتصاب، تزايدت نسبتها في المجتمع، فهناك المحاكاه وما يسمي بالتوحد مع مرتكبي هذه الاعمال واعتبارهم ابطالاً، فبعض المدمنين اسمعهم يعترفون انهم بداوا الانحراف بعد ان شاهدوا فيلماً او مسلسلاً، وهم يحاكون او يقلدون الشعور بالسعاده في اجواء المغامره والنساء والنفوذ مع المخدرات ويتجاهلون النهايه الخطره.
> وكيف يستعيد الشارع المصري انضباطه؟
- عن طريق اعطاء الشرطي ورجل الامن قيمته، وان يكون له هيبه، فاخلاق المواطنين تكتسب من هيبه الدوله، ويجب ان نخصص شرطه للامن، فمهمه الشرطه خدمه المجتمع في الامن.
> الا تلعب البطاله والفقر والجهل دوراً في هذا الانفلات بجانب الاعلام والفن الهابط؟
- بالطبع تتكالف عده عوامل وكما سبق وقلت البطاله، الفقر، الاميه واتصور انه لو تم تجنيد كل شباب العشوائيات العاطل عن العمل، فذلك سوف يحد من العنف والجريمه، وسيحمي هؤلاء من استقطاب الاخوان لهم واستئجارهم لتنفيذ عمليات ارهابيه، وسيتم خلق روح الوطنيه والانتماء لدي هؤلاء، ففي الصين مثلاً، عندما قام ماوتس تونج بالثوره الثقافيه، اعتمد فيها علي الشباب، وارتدي الشباب جميعهم ملابس ماوتس تونج، واخبرهم ان ما يهمه ازاله الاميه، وان كل شاب عليه ان يقوم بمحو اميه اخرين، وبهذه المناسبه سمعت ان رئيس جامعه المنصوره لم يمنح اي طالب شهاده التخرج الا بعد ان يثبت انه علم خمسه اشخاص، واذا تم تطبيق ذلك المبدا سيتم القضاء علي الاميه خلال عام، فمن المؤسف اننا علي مدي 60 عاماً واكثر ننادي بمحو الاميه، ولم ننجح في محوها، وشيء اكثر اسفاً، ان مصر تحتل المركز رقم 17 في نسبه التعليم بين الدول العربيه، والدول العربيه بها من 80 و85٪ من المتعلمين، بينما مصر نسبه التعليم بها 8 و73٪ وفقاً لتقرير اليونسكو، ولا ياتي بعدنا سوي الصومال والسودان، وحسب اليونسكو فان اكبر نسبه تعليم عالمياً قطاع غزه، ثم قطر، والضفه الغربيه، لان الامم المتحده هي التي تشرف علي التعليم هناك، لذا لا يوجد تسرب، وفي مصر يتسرب 30٪ من التعليم.
> الم تساهم مجانيه التعليم في مواجهه ظاهره التسرب ومحو الاميه؟
- يجب ان نعترف بان التعليم في مصر ليس مجاناً علي الاطلاق ومجانيه التعليم ليست الا شعارات دون واقع، كما انه من المؤسف ان خريجي المعاهد والجامعات لا يصلحون للعمل لانهم لم يخرجوا بمعلومات تؤهلهم للعمل حتي خريجي المدارس الخاصه، في بلدان العالم المتقدمه لا يدخل الجامعات الا المتفوقون الذين يستحقون استكمال التعليم، اما الباقون يتم توجيههم فنياً للعمل في المجالات المختلفه، وما ينقصنا في مصر هو رفع قيمه الاعمال الفنيه وان نتخلي عن النظره الدونيه لهم، ان يشعر المزارع بقيمته انه فلاح، وكذلك العامل، في فرنسا علي سبيل المثال 70٪ منهم فلاحون، وفخورون جداً بعملهم، ولديهم زهو وحب انهم ينتمون للريف.
> هل تعتبر الاخوان مصابين بامراض نفسيه ام انهم يفتقدون للصحه النفسيه؟
- اراهم مصابين بـ«الضلال الفكري» وهؤلاء لا ينتمون الي الوطن، فجماعه الاخوان منذ 80 عاماً تقوم بغسيل مخ للاطفال من البدايه من سن 5 سنوات بحيث يكونون منظومه معرفيه فكريه واحده، الا وهي الكراهيه لمن كان مختلفاً معهم، اي يقومون باـلغاء مساله «الراسمال الاجتماعي» وتصبح الحميميه والثقه لمن ينتمي الي جماعتهم، فهي جماعه لا تبغي الدعوه، ولكن السلطه والسياسه.
ومصر لم تعرف العنف، الا من خلال هذه الجماعه، والتي كانت اول من قتل القضاه والسياسيين والاصابه بالضلال الفكري هو الاعتقاد الخاطئ الذي لا يمكن مناقشتهم فيه، وهم لا يقراون الا ما يقال لهم، لا يشاهدون الا ما يسمح لهم به، مثل «الحصان» الذي وضعت غمامه علي عينه، ولا يمكنه سوي السير للامام والاصطدام بكل شيء لانه لا يري، وكل عمل بالنسبه لهم جهاد للشهاده.
واذكر ان فنان الكاريكاتير الراحل مصطفي حسين قال ذات مره «اخيراً وجدتها انهم قطيع بلا وعي»، وهم بالفعل كذلك مغسولو المخ، صدقوا ما قيل لهم في رابعه ان سيدنا محمد «صلي الله عليه وسلم» صلي وراء مرسي، وان سيدنا جبريل نزل وصلي معهم، ومن يموت وتوضع صوره مرسي امامه يدخل الجنه، وبينهم للاسف اساتذه طب وهندسه.
> ما الحل لمواجهه تلك الحاله الاخوانيه التي اصابت المجتمع بالعنف وتهدده بالتفكك؟
- الحل هو الحوار المتواصل معهم، سواء من يعمل حوارات معهم خاصه في الجامعات والمدارس، ولو نظرنا لاي حروب في العالم نجد انها انتهت بالحوار، لانهم في ضلال فكري يجب معالجته وتقويمه، وهم مصابون بمتلازمه «المسادا» والمسادا جبل بين اسرائيل الاردن، وحدث قبل الاف السنوات ان الرومان ارادوا القضاء علي جماعه يهوديه متطرفه، فصعدت تلك الجماعه الي جبل المسادا للاحتماء به، الا ان الرومان حاولوا صعود الجبل، وعندما علم اليهود انهم سينهزمون، ولان الانتحار مرفوض في عقيدتهم، اتفقوا ان يقوم كل منهم بقتل عشره، سواء من البشر او الطير او الحيوان، واحرقوا الزرع وكل شيء، وهكذا اباد بعضهم البعض.
لذا يعتقد الاخوان ان العالم كله ضدهم، وانهم الوحيدون علي صواب، واذا استشهد احدهم، فهذه هي الجنه والخلاص.
> من خلال عضويتكم بمجلس امناء مدينه زويل للعلوم والتكنولوجيا الي اين وصل العمل بهذا المشروع؟
- يجب ان نعرف اولاً ان الامل الوحيد في نهضه الاخلاق ونهضه مصر هي البحث العلمي ونهضه الاقتصاد، ويكفي الاشاره الي ان الابحاث العلميه المعروفه والمنشوره بكل الدول العربيه مجتمعه لا تزيد علي 3٪ من مجموع البحوث في العالم، في حين تستحوذ اسرائيل وحدها علي نسبه 0.1٪، حتي ان اسرائيل اصبحت الان تصنع وتبيع السلاح لامريكا والصين، في حين امريكا تستحوذ علي 37٪ من اجمالي الابحاث العلميه العالميه، ومدينه زويل للعلوم والتكنولوجيا هي امل مصر لتحقيق ذلك التقدم في مجال الابحاث لنصل الي مستويات عالميه، والجامعه التابعه لها تمثل منها 15٪ من المشروع، وتوجد 6 معاهد بحوث تعمل بكامل قوتها، ومعاهد البحوث بالمدينه ستصل بمصر الي درجه متقدمه عالمياً في مجال الابحاث العلميه علي مستوي العالم، لتصل بمصر الي المستوي 60 عالمياً بدلاً من 150 وهناك ابحاث في الطاقه النوويه، الخلايا الجذعيه، النانو تكنولوجي وهو احدث علم دقيق، وكل الابحاث العلميه ستؤدي لنهضه مصر، وفيما يتعلق بمبني مدينه زويل، كان يوجد صراع علي المكان، ولكن لا يزال الطلبه التابعون لجامعه مدينه زويل يدرسون في نفس المكان لحين الانتهاء من عمليات البناء وكافه التجهيزات، والعام الماضي تم قبول 300 طالب هم نخبه الطلبه وخلاصه المجتمع، والعام الجاري تم قبول 200 طالب وهم الحاصلون علي درجات علميه 100٪، ولم يتوقف شيء، وليطمئن المصريون الي ان المشروع يجري تنفيذه علي قدم وساق.
> هل ستنتهي ثوره الاخلاق؟
- انا متفائل اننا سنري بدايه تغيير الاخلاق في مصر وتعظيم مشاعر الانتماء للوطن من خلال سنوات اقل من اي بلد في العالم، ويكفي الاشاره الي ان المصريين بداوا خطوات مهمه في الطريق الي العقل والضمير الجمعي، وذلك عندما توقف الدعم، ولم يثوروا، وكان العالم في انتظار حدوث ثوره ثالثه، خاصه وان رؤساء مصر علي مدي 60 عاماً لم يجرؤ احدهم علي الاقتراب من الدعم، ولكن الامل منح المصريين الصبر علي تحمل المعاناه، انا نفسي عشت بالقاهره الجديده 3 اشهر دون مياه بسبب خطا لمسئول سابق في مد انابيب المياه، وصبرت ومعي غيري وتحملنا، لانه صار لدي الجميع امل مع وجود مؤشرات ومسببات حقيقيه لهذا الامل، ولعل من اهم مؤشرات ذلك الامل ان المصري الذي يقال عنه انه فقير استطاع ان يجمع 68 مليار جنيه في 8 ايام للمشاركه في مشروع قناه السويس، ولا يوجد شعب استطاع ان يقوم بهاتين الخطوتين، وهذه بدايه، لانه وجد القدوه الصحيحه التي تعطيه الامل.
> وهل توجد روشته سريعه لعلاج فوضي الاخلاق التي نعاني منها؟
Comments