المحتوى الرئيسى

معارك طرابلس تنتقل إلى باب التبانة.. وتنذر بأيام عصيبة

10/27 02:18

لم تكد الاشتباكات، التي اندلعت الجمعه في اسواق مدينة طرابلس القديمة في شمال لبنان بين الجيش ومسلحين اسلاميين متشددين، تهدا، حتي اشتعلت معارك ضاريه في محله باب التبانة (ذات الغالبيه السنيه) عند الطرف الشمالي للمدينه.

وقالت مصادر امنيه بان قوات الأمن نفذت مداهمات في مدينه طرابلس، واضافت ان 6 جنود ومدنيين اثنين و9 من المقاتلين الاسلاميين علي الاقل قتلوا منذ تفجر القتال يوم الجمعه.

ودارت طوال نهار امس، في منطقه باب التبانه، اشتباكات شرسه استخدمت فيها القذائف والرشاشات والمضادات المدفعيه، بين الجيش اللبناني وما يقارب من 100 الي 150 مسلحا من لبنانيين وسوريين، تابعين لمجاميع مسلحه، متحصنه في المنازل والمحال التجاريه المكتظه بالمدنيين.

ووجهت المستشفيات نداء للمواطنين للتبرع بالدم، فيما جابت سيارات الاسعاف، طوال النهار، شوارع طرابلس ناقله المصابين. وقد اقفرت المدينه بالكامل، فالمعركه لا تشبه ما كان يدور في سنوات ماضيه بين باب التبانه وجبل محسن (اغلبيه علويه)، ووصفها البعض بالحاسمه لمستقبل المدينه، ودور الدولة اللبنانية ووجودها فيها.

ويصعب تحديد الانتماءات الدقيقه لجميع المقاتلين الذين شاركوا في الاشتباكات، لكن المصادر قالت: ان بينهم مقاتلين سوريين ولبنانيين علي صله او متعاطفين مع تنظيم «داعش» او جبهه النصره ذراع تنظيم القاعده في سوريا.

وانتقلت الاشتباكات في طرابلس، امس، من المدينة القديمة حيث كان المتشددون يتمركزون من قبل الي باب التبانه. وكان ابرم اول من امس اتفاق اسهم في انهاء المعارك في اسواق المدينه القديمه، وسمحت التسويه لمقاتلي المعتقل بتهم ارهابيه احمد سليم ميقاتي المتحصنين بالاسواق، بالخروج من ازقه المنطقه الاثريه القديمه، مقابل الافراج عن رهائن من المدنيين.

وهذه هي المره الاولي التي يخوض فيها الجيش معركه بهذه الضراوه في طرابلس، بعد ان عمل طويلا علي تاجيلها وحل قضيه هذه المجموعات المسلحه سلميا دون جدوي. وبدات المعارك بسبب الاعتداءات المتواصله علي الجيش في طرابلس، كان اخرها اثناء مداهمه، الجمعه، في خان العسكر، لمنزل ميقاتي.

وقال الوزير السابق فيصل كرامي لـ«الشرق الاوسط»: «الجيش عازم علي الحسم، وهو لا يستطيع ان يتراجع. اولا لان الجيش هو من اعتدي عليه من قبل المسلحين، وثانيا لان التراجع يعني سيطره المسلحين علي المدينه وهنا الطامه الكبري، لانه حينها يصبح كلام قائد الجيش حول الخوف من السيطره علي طرابلس وتحويلها الي مرفا للدوله الاسلاميه واقعا». واضاف: «هؤلاء المسلحون يتمترسون في مناطق شعبيه مكتظه بالمدنيين والاطفال الذين حولوهم الي رهائن بالفعل، والجيش لا يستطيع الحسم بسرعه لهذا السبب الانساني». واعتبر ان «علي الجميع تغطيه الجيش في هذه الظروف الصعبه».

وشهد محور سوق الخضار في التبانه كما محور الغربا، والجسر، اشرس المعارك، وتمكن الجيش من حصر حركه المسلحين في شارعين اثنين، واحكام المخارج خوفا من هربهم خارج مناطق الاشتباك. وناشد مواطنون احتجزوا في بيوتهم، عبر وسائل الاعلام اجلاءهم من مناطق المعارك، فيما ترك بعض سكان طرابلس البعيدين عن التبانه منازلهم خوفا من امتداد رقعه الاشتباكات.

وعقد اجتماع في منزل النائب محمد كباره لنواب وفعاليات طرابلس، قال بعده النائب كباره ان «مدينه طرابلس كانت ولا تزال في كنف الدوله».

وطالب المجتمعون بمعالجه الامور لجهه انصاف طرابلس ومعالجه الظلم والقهر، وتحقيق العداله والمساواه، واكدوا «رفض اي اعتداء علي المواقع العسكريه والعسكريين». كما طالبوا «بتطبيق الخطه الامنيه بشكل سلمي».

وقال عبد الغني كباره، مستشار الرئيس الاسبق للحكومه سعد الحريري، لـ«الشرق الاوسط» بعد الاجتماع: «اكدنا، اننا مع تطبيق الخطه الامنيه والعسكريه، وهي مستمره، وانما طالبنا بتصويب الاعمال العسكريه، لانها تجري في منطقه يقطنها نحو 90 الف شخص. ونحن مع الحكمه في اداره المعركه وتصويب السلاح في اتجاه المخلين، وتحييد المدنيين والحفاظ علي ارواحهم، وقد قمنا باتصالات مع الرئيس الحريري والرئيس فؤاد السنيوره، الذين اتصلوا بدورهم بقائد الجيش جان قهوجي، للتفاهم علي هذه النقاط».

وعمد المسلحون اثناء المعارك الي خطف المعاون اول في الجيش اللبناني فايز العموري، الذي يقطن باب التبانه. واشترط شادي مولوي، قائد احدي المجموعات المسلحه، وقف المعارك لاطلاق سراح العموري.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل