المحتوى الرئيسى

التنظيمات المسلحة فى سيناء: 11 جماعة تكفيرية.. و«بيت المقدس» فى المقدمة

10/26 12:50

تشهد سيناء حالياً، ولاده اجيال جديده من المتطرفين، الذين ينتهجون القتل والتكفير وسيله لردع كل من يخالفهم الراي، بالقيام بعمليات ارهابيه واستهداف عناصر من الجيش والشرطه. ويُعد الجيل الحالي، من اجيال العنف، ابرز الاجيال التكفيريه، واكثرها قدره علي القيام بعمليات نوعيه، داخل سيناء، وفي قلب القاهره.

ومنذ عزل محمد مرسى، تغيرت ملامح خارطه الجماعات التكفيريه بشمال سيناء وضمت 11 جماعه تكفيريه علي راسها «أنصار الشريعة» و«جند الاسلام» التي انصهرت في «انصار بيت المقدس» بعد 30 يونيو، وجماعه «التوحيد والجهاد» التي اسسها الدكتور خالد مساعد والتي كانت تتخذ من قري الفيتات والزوارعه والمهديه والثومه مقراً لها، وجماعه «انصار الجهاد» وهي جماعه تمثل «تنظيم القاعده» علي ارض سيناء وتمركزت في رفح بالقرب من منطقتي «الماسوره والوفاق» ومن الشريط الحدودي مع قطاع غزه ولا سيما بقريه العجره، وجماعه «التكفير والهجرة» و«الانصار والمهاجرين» والاخيره اسسها عادل حباره المحبوس حالياً بتهمه تنفيذ مذبحه رفح الثانيه التي استشهد خلالها 25 من جنود الامن المركزي وتمركزت باحدي المزارع بمنطقه «باب سيدوت» جنوب رفح وضمت تلك الجماعه مجموعه كبيره من العناصر التكفيريه التي جاءت من محافظات اخري للاقامه بسيناء، لذلك اطلق عليها اسم «المهاجرين والانصار» فضلاً عن جماعه «انصار الشريعه» التي كان يقودها هاني ابوشيته وجماعه «السلفيه الجهاديه»، وذلك خلاف بعض الجماعات الفلسطينيه التي وجدت داخل سيناء ومن بينها «جيش الإسلام» التي يقودها التكفيري الفلسطيني ممتاز دغمش المتهم الرئيسي في مذبحه رفح الاولي والتي استشهد خلالها 16 من جنود الجيش المصري وقت الافطار في رمضان قبل الماضي بجانب جماعه «مجلس شوري المجاهدين» التي اسستها السلفيه الجهاديه بقطاع غزه.

وعلي الرغم من ان عدد الجماعات الجهاديه في سيناء بلغ 11 جماعه، فان معظم هذه الجماعات لم يعد في حاله نشاط الا تنظيم «انصار بيت المقدس» و«مجلس شوري المجاهدين- اكناف بيت المقدس» و«السلفيه الجهاديه في سيناء»، بالاضافه الي جماعات جهاديه صغيره، وهذه التنظيمات هي التي تقوم الان بعمليات ضد قوات الجيش والشرطه.

وفي نهايه شهر يونيو من عام 2012، اعلن تنظيم «مجلس شوري المجاهدين»، عن نفسه، في بيان، تداولته المنتديات الجهاديه علي شبكه الانترنت، واعلن تشكيل جماعه جديده في سيناء وغزه، بالاضافه الي تسجيل مرئي يعلن فيه مسئوليته عن استهداف دوريه اسرائيليه علي الحدود بين مصر واسرائيل، فيما سماه وقتها «غزوه النصره للاقصي والاسري».

ولجا التنظيم الي اصدار اكثر من بيان لتوضيح منهجه الفكري واستراتيجيته في العمل علي نحو يخالف الاشارات التي وردت في البيان التاسيسي، ويؤكد بشكل قاطع ان عمل التنظيم سيقتصر فقط علي ساحه الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، وان سلاحه لن يمتد صوب اي نظام عربي مهما تكن رؤيتهم لنظام الحكم فيه، وهو امر يؤكد ان مرحله التاسيس الاولي للتنظيم شهدت قدراً كبيراً من التخبط وعدم وضوح الرؤيه والاهداف.

وخلال فتره استمرت نحو عامين من عمل التنظيم، بدا واضحاً انه منغمس بشكل كامل في الشان الفلسطيني، لا سيما في غزه، وان دائره حلفائه واعدائه ترتبط بالاطراف الفاعله هناك. فعلي سبيل المثال، لم ينفذ التنظيم اي عمليه مشتركه مع اي تنظيم اخر في سيناء او في مصر بشكل عام، بينما نفذ عمليات بالاشتراك مع تنظيم جيش الاسلام الموجود في غزه، كذلك لم يصدر التنظيم اي بيانات يهاجم فيها اي طرف مصري، سواء قبل 3 يوليو او بعدها، في حين اصدر عده بيانات ضد سلطه حماس في غزه، وهي امور تشير الي تعاظم دور العناصر الجهاديه الفلسطينيه داخل التنظيم بالمقارنه بالعناصر المصريه.

ويري محمد اسماعيل، الباحث في شئون الحركات الاسلاميه، في دراسه له بعنوان: «خريطه الجيل الثالث من تنظيمات العنف في مصر»، ان العلاقه المعلنه بين «مجلس شوري المجاهدين» وباقي الجماعات الجهاديه في سيناء، اقتصرت علي مجموعه من الامور الشكليه، مثل ان يصدر بياناً عن «انصار بيت المقدس» يقدم فيه التعزيه لمقتل مجموعه من عناصر «مجلس شوري المجاهدين»، او العكس. وبعد عزل محمد مرسي، تسربت انباء حول اندماج التنظيمين بسبب انحسار نشاط احدهما، وهو «مجلس شوري المجاهدين»، وبروز دور «انصار بيت المقدس». لكن هذه الانباء ثبت عدم صحتها جمله وتفصيلاً، عندما بدا التنظيم يستعيد نشاطه ضد المصالح الاسرائيليه خلال العدوان الاخير علي غزه.

ويؤكد اسماعيل ان «انصار بيت المقدس» نشطت بوصفها جماعه مقاومه ضد المصالح الاسرائيليه لفتره استغرقت نحو ثلاثه اعوام، ثم عدلت استراتيجيتها الي جماعه تمارس العنف ضد الدوله المصريه ومؤسساتها، بعد فض اعتصام ميداني رابعه العدويه والنهضه في منتصف اغسطس 2013، واستهلت نشاطها بعمليه ضد قوات الجيش في سيناء، واعلنت عنها في 11 سبتمبر 2013 بالتزامن مع ذكري تدمير برجي مركز التجاره العالمي في الولايات المتحده الامريكيه. ويومها، عنونت بيانها بالعباره الاتيه «الجيش المصري.. عماله واجرام»، وكانت هذه هي المره الاولي التي يحدث فيها ان يتضمن بيان للتنظيم هجوماً ضد القوات المسلحه المصريه.

وخلال شهر منذ ذلك التاريخ، اعلنت «انصار بيت المقدس» انها انتقلت الي المرحله الثالثه من مراحل تطورها، وهي التي يمكن تسميتها بمرحله «تصدير العنف الي خارج سيناء»، وذلك حين اعلنت رسمياً في 26 اكتوبر 2013 مسئوليتها عن محاوله اغتيال وزير الداخليه، محمد ابراهيم، التي كانت قد وقعت قبل ذلك التاريخ باكثر من 40 يوماً. واعلن «بيت المقدس» كذلك عن تبنيه للعديد من العمليات الارهابيه، في سيناء ورفح والفرافره، وكان اخرها امس الاول الجمعه، التي راح ضحيتها ما يقرب من 30 ضابطاً ومجنداً، لكن التنظيم لم يعلن رسمياً مسئوليته، حتي مثول الجريده للطبع.

وقال جهادي سابق يعيش علي ارض سيناء «رفض ذكر اسمه خوفاً من بطش الجماعات التكفيريه»: نتيجه للضربات الامنيه فان 4 جماعات فقط نشطه وهي انصار بيت المقدس، والسلفيه الجهاديه التي كان يقودها من القاهره محمد الظواهري زعيم السلفيه الجهاديه في مصر والتي اكتفت باصدار البيانات عقب 30 يونيو لتهدد وتتوعد من خلالها قوات الجيش والشرطه بالقيام ببعض العمليات الفرديه، و«جند الاسلام» التي نفذت عمليه ارهابيه واحده ثم اختفت تماماً حيث استهدفت مبني المخابرات الحربيه برفح بسياره مفخخه يقودها انتحاري بتاريخ 12 سبتمبر 2013 واسفر الحادث عن استشهاد 6 جنود واصابه 17 اخرين، وجماعه «الانصار والمهاجرين» وهي الجماعه التي اسسها عادل حباره واندثرت عقب القبض علي قيادتها وتقديمهم للمحاكمه في قضيه مذبحه رفح الثانيه.

واضاف الجهادي السابق انه عقب ثوره 30 يونيو واسقاط حكم الاخوان فضلت بعض الجماعات العوده مره اخري لقطاع غزه للمشاركه في المقاومه ضد اسرائيل وقررت جماعات اخري العمل تحت لواء «انصار بيت المقدس»، منها جماعه «التوحيد والجهاد» ومجموعه كبيره من عناصر تنظيم «أنصار السنة - اكناف بيت المقدس» الذين تسللوا لسيناء هرباً من ملاحقات الجيش الاسرائيلي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل