المحتوى الرئيسى

أسئلة الساعة فهمي هويدي

10/26 09:15

صبيحه اليوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من العام الماضي كان العنوان الرئيسي لصحيفة الأهرام كالتالي: اعلان مصر خاليه من الارهاب خلال ايام. ولاهميه الخبر فان الجريده نشرت العنوان باللون الاحمر. وصاغ الخبر رئيس التحرير انذاك الذي كتب قائلا: تعلن مصر رسميا خلال ايام قليله قد لا تتجاوز اسبوعا خلوها من مظاهر واشكال الارهاب، سواء في سيناء او في اي مكان اخر، لتبدا معركه جديده ضد ما يسمي «الطابور الخامس»، الذي يضم سياسيين وصحفيين واعضاء في منظمات المجتمع المدني.

من خبراتنا تعلمنا ان جريده بوزن الاهرام حين تنشر خبرا بهذه الاهميه منسوبا الي رئيس تحريرها، فانه في ذلك لا يعتمد علي «شطارته» فحسب، ولكنه ما كان له ان ينشره الا بناء علي تسريب او توجيه من المصادر العليا، التي درجنا علي وضفها بالسياديه.

هذه الخلفيه استعدتها حين وقعت الواقعه امس الاول (الجمعه 24/10) واذهلنا خبر الجريمه المروعه التي وقعت في شمال سيناء، وراح ضحيتها اكثر من 30 جنديا وضابطا من أبناء مصر الابرياء والشرفاء الذين قتلتهم يد الارهاب والغدر. اذ لا يجد المرء كلمات يعبر بها سواء بالحزن والفجيعه، او عن مواساته لاهالي هؤلاء الشهداء، الا انه حين يستعيد توازنه، فانه لا يستطيع ان يحجب دهشه تتملكه وتستدعي معها مجموعه من الاسئله المهمه التي يجب ان تطرح، لكي نفهم ما جري ونحاسب المسئولين عنه. وايضا لكي نضع حدا لمثل تلك المذابح التي يدهشنا ويفزعنا تكرارها حتي لا نكاد نصدق تنامي اعداد ومؤشرات ضحاياها.

ادري ان الفضائيات المصريه لم تقصر في تغطيه الحدث في مساء يوم وقوعه (الجمعه)، وقد لاحظت ان الحوارات التي جري بثها غلب عليها الانفعال، الذي لم يسمح بالتروي والتفكير. ومن ثم فانها ركزت علي مقترحات القمع والتاديب، التي فهمت منها انها استهدفت معاقبه اهل شمال سيناء وتهجيرهم من بعض المناطق، بدعوي تطهير سيناء من الارهابيين. علي صعيد اخر فان التحرك الرسمي تمثل في المسارعه الي عقد اجتماعين عاجلين لمجلس الدفاع الوطني والمجلس الاعلي للقوات المسلحه، لا اشك في محور البحث فيهما تمثل في محاوله الاجابه عن السؤال التالي: ما العمل؟ لا علم لي بما دار في الاجتماعين، لكنني ازعم ان الحدث يثير مجموعه من الاسئله يتعين الاجابه عنها في مقدمتها ما يلي:

• من هم الجناه الذين ارتكبوا المذبحه، وهل هم ضمن حلقات المجموعات التي قامت بتفجيرات طابا وشرم الشيخ في عامي 2004 و2005، ام انهم فئات جديده؟

• لماذا تحولت تلك المجموعات من توجيه عملياتها صوب الاسرائيليين من خلال ضرب سيّاحهم ونسف الانبوب الموصل للغاز اليهم، الي استهداف الجيش والشرطة المصرية في سيناء وخارجها؟

• هل هناك علاقه بين تصعيد تلك المجموعات عملياتها ضد الشرطه والجيش وبين وقوع الصدام بين السلطه والاخوان في 30 يونيو 2013 وما بعدها؟

• هل للسياسه دور في مواجهه الازمه. ام ان الحل الامني وحده هو الكفيل بذلك؟ ولماذا لم يحقق لذلك الحل الاخير اهدافه في القضاء علي الارهاب في سيناء طوال السنوات العشر الماضيه، رغم كل المداهمات والتصفيات والملاحقات التي تمت خلال تلك الفتره؟

• هل تسهم محاوله تنميه سيناء في امتصاص المراره والغضب في محيط القبائل، وهل تتغير النتائج اذا ما حل الاحتواء محل العراك والصراع؟

• هل هناك تقصير في تامين الجنود المصريين وحمايتهم من الاخطار التي تهدد حياتهم في سيناء، وما هي الثغرات التي ادت الي تكرار المذابح التي راح ضحيتها العشرات من اولئك الجنود؟

• اين الجهد الاستخباري والاستطلاعي الذي يجهض العمليات قبل وقوعها، ويخترق صفوف الارهابيين ويتواصل مع شيوخ وعناصر القبائل سواء للتوصل الي العناصر الارهابيه او لتامين قوات الجيش والشرطه؟

• هل يعقل الا تفرز سيناء سوي العناصر الجهاديه والتكفيريه المخاصمه للسلطه والمتمرده عليها، وهل هناك خطا في قراءه الواقع السيناوي لم يسمح لنا برؤيه الاوجه الاخري لذلك المجتمع، ام ان الخطا في البيئه التي لم تعد تفرز سوي تلك النوعيه من عنف السلوك؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل