المحتوى الرئيسى

خريطة الدماء والحزن عمرو حمزاوي

10/26 08:36

رغم الالم الذي يعتصرنا جميعا بعد تجدد الاعمال الارهابيه وسقوط شهداء جدد من القوات المسلحه المصريه وقوات الأمن، رغم القسوه البالغه لمطالعه اسماء واعمار شهداء الوطن والواجب الذين انتهك مجرمون بوحشيه ودمويه وغدر حقهم في الحياه ونشروا خريطه الدماء من محافظة البحيره شمالا الي محافظة قنا جنوبا وخريطه الحزن في كل ربوع الوطن، رغم تعطل العبارات والتراكيب اللغويه حين تنادي الضمائر ان انعوا استشهاد من يحمون حق كل مصريه وكل مصري في الحياه، وان ادعوا للمكلومين بالصبر والسلوان وان طالبوا بمحاسبه المجرمين ومعاونيهم ومموليهم، رغم اهتزاز معاني الكلام في اذهاننا ونحن نستيقظ بين اسرنا لنكتب عن دماء طاهره اريقت وعمن جادوا بحياتهم وسعاده اهليهم لدحر الارهاب الاسود وغل يده عن المواطن والوطن وعن المجتمع والدوله، رغم طغيان الشعور بتهافت كل ما قد تدونه الصحف ويتناقله الاعلام ازاء مشاهد النعوش المتلحفه في العلم ومشاهد الامهات الباكيات علي الراحلين في ريعان الشباب..

رغم كل ذلك، تظل هذه لحظه لاعمال العقل كي ينتج التضامن الواسع لمواجهه الارهاب خطوات محدده يشترك المواطن والمجتمع في تنفيذها مع مؤسسات واجهزه الدوله التي تقف في خطوط المواجهه الاماميه في سيناء وعلي الحدود الغربيه وفي العمق المصري:

الان وعلي المدي الزمني القصير، يتعين مواجهه الارهاب الي الشرق والي الغرب بالتوظيف الفعال للادوات العسكريه والامنيه وبالتضامن الشعبي مع القوات المسلحه وقوات الامن وهي تواجه وحشيه ودمويه من استوطنوا بعض الملاذات في سيناء ويخترقون حدودنا مع ليبيا.

والتضامن يعني هنا مواصله تقديم الدعم المادي والمعنوي بادوات تختلف وفقا لامكانات المواطنات والمواطنين، من تنظيم زيارات رمزيه لبعض مواقع الجيش والشرطه في سيناء وعلي الحدود الغربيه حين تسمح بذلك مجريات الامور علي الارض للتعبير عن العرفان وشحذ الهمم، وجمع التبرعات العينيه والماليه لرعايه اسر الشهداء والمصابين واسرهم، الي توعيه الناس في الدوائر الشخصيه والمهنيه التي نتحرك بها بشان حتميه القضاء علي الارهاب ومحاسبه المجرمين.

والتضامن يعني هنا بالنسبه لي مواصله الادانه العلنيه للارهاب، وتوعيه الراي العام بكون مواجهته هي المسئوليه المشتركه للمواطن وللمجتمع وللدوله بغض النظر عن اختلافاتنا حول قضايا الحكم والسلطه، ودعوه الاطراف الاقليميه والدوليه المؤثره الي دعم مصر في مواجهتها للتنظيمات الارهابيه وادراك التهديدات الحاضره في سيناء والي الغرب الذي لم يعد ممكنا ازاءه تجاهل التداعيات الكارثيه للاوضاع الليبيه، ومطالبه الولايات المتحده الامريكيه والاتحاد الاوروبي «بفك الارتباط» بين تمكيننا من السلاح الذي نحتاجه لمواجهه الارهاب وبين الملفات الاخري لعلاقاتنا معهم «وفك الارتباط» ايضا بين الحصول علي المعدات العسكريه اللازمه لدحر الارهابيين في سيناء وعلي الحدود الغربيه وبين ملفاتنا الداخليه التي تظل شانا نتنازع عليه سلميا وبعين علي صالح المواطن والوطن دون ان نختلف علي حتميه مواجهه الارهاب، وكذلك تطوير كتاباتي اليوميه باتجاه التشريح العلمي للارهاب كظاهره اجراميه ذات مسببات عديده وتستدعي علي المدي الزمني القصير مزيجا من الادوات العسكريه والامنيه الموظفه في اطار سياده القانون.

اما علي المدي الزمني المتوسط والطويل، فالقضاء علي الارهاب له سبل واستراتيجيات تنمويه ومجتمعيه وحقوقيه ومعرفيه وفكريه كثيره وعلينا الشروع فورا في البحث الجماعي والحوار الموضوعي بشانها في الجامعات وفي المجتمع المدني وبين الاحزاب وداخل مؤسسات واجهزه الدوله وصولا الي توصيات محدده وقابله للتنفيذ.

ليس لنا ان نتخاذل ازاء وحشيه ودمويه الاعمال الارهابيه، ولا ان نختزل مسئوليه التضامن في تعبير مؤقت عن الحزن والتعاطف.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل