المحتوى الرئيسى

8 أمور مختلفة بين ما يحدث في مسلسل “هاوس” وما يحدث في المستشفيات المصرية

10/25 15:05

“بعد ان نظرنا في اعراض المريض مجتمعه، تذكرنا حالهً مماثله في مسلسل الدكتور هاوس (موسم 7 – الحلقه 11) حيث عانت المريضه في المسلسل من قصور في القلب وكانت علي لائحه زرع للقلب قبل ان يكتشف الدكتور هاوس تشخيص حالتها بانه تسمّم بالكوبالت ناتج عن مفصل خزفي كان قد تم تركيبه للمريضه قبل فتره من ظهور تلك الاعراض عليها”.

هكذا تحدث الدكتور شافر، الطبيب البريطاني الذي تمكن من علاج احدي الحالات المستعصيه بفضل مسلسل هاوس. وقبلها كان نقل وكاله الاسوشيتد برس في خبر اخر عن شكر اطباء المان لكاتبي ومنفذي مسلسل هاوس، حيث ساعدوهم ايضًا في احدي الحلقات علي علاج احدي المريضات.

اذًا فهاوس كمسلسل وشخصيه متعدٍ لفكره الترفيه والتسليه والضحك بمتابعه حواراته، هاوس مثال لبيئه طبيه تمتلك الامكانيات والفكر الذي يمّكنها من علاج المرضي، وتحتوي علي معلومات طبيه تساعد الاطباء علي انقاذ حياه البشر.

ولمن لم يشاهد هاوس فذلك تعريف سريع بشخصيه بطله

هيو لوري او دكتور هاوس، اشهر الاطباء التخيليين في العالم تقريبًا، طبيب تشخيص غريب الاطوار، لا يتاثر ولا يتعاطف ويسخر من الجميع ومن افكارهم ومعتقداتهم، عبقري لا تقف امامه معضله طبيه، يفعل كل ما بامكانه لانقاذ مرضاه، عقلاني للغايه، جاف في تعاملاته الانسانيه، لكنه يؤمن بان حياه المرء تستحق ان يُفعل من اجلها كل ما هو متاح، لذلك فالكثيرون مدينون له.

اقرا لدينا ايضًا: هاوس ام شيلدون ام والتر وايت .. من هو بطلك الاذكي في المسلسلات الاجنبيه؟

اذا كنت في تخصص .. فعليك مشاهده مسلسل

وقبل ان نشرع في المقارنه بين الطب في هاوس والطب في مصر يجدر ذكر ان كُتَاب مسلسل هاوس يعتمدون في كتابه السيناريو العلمي للحالات الطبيه علي تقارير حالات حقيقيه من مجلات طبيه عالميه مثل New England Journal of Medicine و The Lancet.

بدايه يمكننا قول عدم توافر هذا المجال في مصر تقريبًا، او متوافر لكن لا يراه اغلب المصريون في المستشفيات التي يترددون عليها، والطب التشخيصي هو فرع من علوم الطب، شامل لكل الفروع، ومهمته الرئيسيه التعرف علي المرض الذي اصاب المريض حال كان هذا المرض نادرًا وغير شائع، او كون كل التحاليل والاشعات لم تظهر للطبيب المتخصص مرضًا محددًا يعرفه، حينها ينقله الطبيب لمسؤول الطب التشخيصي والحالات الصعبه في المستشفي، ذلك الطبيب الذي سيتفرغ لحاله واحده وسيعطيها وقتًا وسيبذل معها جهدًا عقليًا وبحثيًا اكبر.

ولكي نبسط وظيفه هذا الطبيب قليلًا، يمكننا القول انه اشبه ما يكون بطبيب الاستقبال (غير الموجود في كثير من المستشفيات المصريه ايضًا غالبًا)، ذلك الطبيب الذي يدل المريض غير المدرك وفقًا لحالته غير المعتاده لاي طبيب متخصص عليه ان يتوجه بطلب المساعده.

اغلب الاطباء في مصر تدرجهم الوظيفي يكاد يكون عسكريًا، بدايه من “نائب” ووصولًا لـ”استشاري”، واذا كان هناك تعاون بين طبيبين، فيكون غالبًا في اشتراكهم في فتح عياده معًا لعدم امتلاك كل منهما اموال فتح عياده واحده، او شكل التعاون يكون بتوجيه من دكتور قديم لشاب مبتدئ حول ما يجب عليه فعله.

وهو المختلف تمامًا في مسلسل هاوس حتي مع شخصيته الديكتاتوريه نسبيًا، حيث بدايهً يعمل هاوس في فريق من 4 اشخاص، عمل متعاون متجاوز فكره “علي كل شخص جزء من العمل عليه الانتهاء منه”، انه عمل فكري اولًا، حيث يتم عرض الحاله، ويجلسوا جلسه عصف ذهني ليدلي كل منهم برايه، وما يمكن فعله لانقاذ المريض، نقاش يمكن فيه ان يفرض شخص وجهه نظره علي هاوس ما دامت صحيحه.

وقد يكون اختيار خلفيه كل ممثل مقصود اختلافها بدرجه كبيره لتناسب طبيعه المجتمع الامريكي، لكن هذا لا يمنع ان فريق هاوس فيه الطبيب “الاسود” والطبيب ذو الاصل الاسترالي، والطبيب “اليهودي”، والطبيب ذو الاصل الهندي، ومع ذلك يتعاونوا ويتحدوا من اجل انقاذ المرضي.

لدي هاوس وفريقه كل الامكانيات الماديه لعلاج المرضي، ولعل اكثر ما يدور في بال اي مشاهد مصري حين يتابع مسلسل هاوس هو عن كل هذه الاجهزه وغرف الاشعه والتحاليل المتنوعه، خاصه اذا ما دار في الذهن شكل مستشفي قصر العيني والمرضي الملقيين في الطرقات.

وكون مستشفي برينستون التي يعمل فيها هاوس وفريقه مع كل امكانياتها تتبع التامين الصحي! اي من حق اي مواطن امريكي تشمله مظله التامين الصحي العلاج فيها مع كل تلك الدرجه من الاهتمام بالمرضي والتي تصل حد ايصالهم لباب المستشفي علي كرسي نقال بعد علاجهم.

مهنه الطب هي اصعب واهم المهن، فالخطا ترجمته حياه انسان، لذلك فكليات الطب حول العالم كلها تتميز عن غيرها بعدد سنين الدراسه الاكبر نسبيًا، ثم بعدها بعدد سنين خبره ومشاهده ومساعده دون اجراء عمليات تصل في دول ليكون عمر الطبيب مع اجرائه لاول عمليه 28-30 سنه، وهو ما ينعكس علي كفاءه الاطباء واحساسهم بخطوره عملهم، وما نراه بالفعل في هاوس.

لكن هنا فالاطباء يتدربون وهم في كليه الطب علي المرضي في غرف العمليات، وما اكثر تلك الحوادث في الجرائد والمواقع الالكترونيه التي تصف اهمال منظومه الطب في مصر حد الطبيب الذي نسي “فوطه” داخل بطن مريضه اثناء عمليه، وغيرها الكثير.

4) مهنه الطب ليست للتباهي

طبيب او مهندس، هكذا يفكر اغلب المصريين لابنائهم، حيث تلك هي كليات القمه التي تجمع ذوي المجاميع المرتفعه في الثانويه العامه، ومع كل ما يلقاه الطلاب في مسيرتهم التعليميه محاولين الحصول علي مجموع كليه الطب، ثم طرق التدريس وعدد سنوات الدراسه في الجامعه، فيصاب بعضهم بنرجسيه مريضه تجعل الطبيب المصري مرتديًا للمعطف الابيض حتي احيانًا بعد خروجه من المستشفي والكليه.

وهو ما يختلف معه هاوس تمامًا، فهاوس لا يرتدي المعطف الابيض الا في مشاهد قليله للغايه طوال المسلسل.

3) كره الناس لا يتنافي مع التفاني في مساعدتهم

لدي هاوس نظريه خاصه مفادها انه يعالج المرض لا المريض، وهو فكر نابع من عقليه هاوس المؤمنه بكون “البشر كلهم يكذبون”، وان التعامل مع مشاعرهم امر غير محمود، وعواقبه لا تصب في مصلحه علاجهم. هذه الطريقه من التفكير لا تختلف مع الايمان بحياه المرضي، ومحاوله علاجهم وانقاذهم بكل الجهد المتوافر والسبل.

واذا ما حوّلنا نظرنا لمصر، فالمرضي في مصر قد يموتون لا لكون بعض الاطباء مهملين فقط، او عدم تجهيز المستشفيات، لكن لعدم وجود غرفه عنايه مركزه جاهزه!

اقرا مقال الكاتب الطبيب محمد ابو الغيط: الاسباب الطبيه لتكفير الدوله المصريه

مهنه الطب تحتاج لكثير من الذكاء، كما انها تشغل جزءًا كبيرًا من حياه الاطباء كعدد سنين الدراسه ووقت الممارسه، لذلك تجد اغلب الاطباء ممتلكين لمواهب مختلفه يخففون بها ضغط الدراسه والعمل، ففي عالم الادب مثلًا ما اكثر الادباء الاطباء، منهم في مصر يوسف ادريس ومصطفي محمود واحمد خالد توفيق.

ونجد ذلك في طبيعه هاوس بالفعل فهو عازف جيد للبيانو ومحب للموسيقي ومشارك دائم في اي امر يجلب له الاستمتاع والمغامره، ومقارنه بالماضي والادباء الاطباء السابق ذكرهم نلاحظ قله المبدعين الاطباء في مصر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل