المحتوى الرئيسى

«الجزيرة».. زواج جنائزى كمال رمزي

10/24 09:14

كريمه، او «هند صبري»، الصعيديه، ذات القوه والعنفوان، كبيره عائله النجايحه، تضطر، بسبب بطش الظروف، للموافقه علي الزواج ممن لا يصلح لها: جعفر ــ خالد صالح ــ زعيم الرحاله، اللئيم، المخاتل، الطامع في السلطه، المتستر بالتدين، الذي يبطن غير ما يظهر.. في ليلة الزفاف، ترتدي العروس فستانا اسود، جمالها يمتزج بالحزن، ويبدو المشهد كله ــ باسلوب شريف عرفة ــ جنائزيا بامتياز، معتم ومقبض، قاتم وكئيب، ينذر بعواقب وخيمه، تاتي فورا.. الرحاله، يطلقون النار علي عائله النجايحه، عقب تسلل «جعفر»، مبتعدا عن مكان المذبحه.

«الجزيره 2»، فيلم قائم علي الحسابات الخاطئه لابطاله، يحاول كتاب السيناريو، ال دياب، محمد وخالد وشيرين، رصد التكتلات المستحيله، بين المتناقضين تماما، يتوافقون للحظات، خلال عواصف ما بعد ثوره يناير 2011، ثم تتفرق بهم السبل، وقد يغدو صديق الامس، عدو اليوم، ويحسب للفيلم ربطه المتفهم بين المصير الخاص، والاحداث العامه. ابطاله جميعا، يعيشون في قلب الدوامه، وهذا ما جعل العمل ساخنا، تتاجج انفعالات شخصياته بالرغبه في النجاه، والثار، وربما التردد والخوف.

عقب تعليقات الضابط رشدي ــ خالد الصاوى ــ الواثق من قدراته، المستخف بشباب الثوره، يندلع الهجوم علي السجون، ومديريات الامن، واقسام الشرطه، فتنقلب الاوضاع. المحكوم عليه بالاعدام، منصور الحفني ــ احمد السقا ــ يجد نفسه خارج الاسوار، بينما غريمه، اللواء رشدي، محبوسا في زنزانه، مقدما للمحاكمه، بعد دفاعه المستميت عن المؤسسه التي ينتمي لها، واضطراره لاطلاق الرصاص، علي مقتحمي مكتبه، الامر الذي سيبرئ ساحته لاحقا.

الهارب، منصور الحفني، يقرر العوده الي الجزيره، لتصفيه حسابه مع النجايحه، وكبيرتهم، حبيبه الايام الخوالي، كريمه، التي امست من الد اعدائه.. كما يطمح لاستعاده ممتلكاته، ونفوذ عائله «الرحايمه» الزائل.. احمد السقا، المتعايش مع شخصيه منصور الحفني، منذ «الجزيره 1» 2007، يدرك تماما ما تتسم به من صلابه وعناد، فضلا عن الاستعداد للنزال، بلا تردد، الي اخر رمق.. وهذه الجوانب تتماثل مع ما يتوافر عند الضابط رشدي، بالاداء الراسخ، المتفهم، لخالد الصاوي، المحافظ علي رباطه الجاش، في اخطر المواقف.. كذلك الحال بالنسبه لهند صبري، المدركه لما تتمتع به كريمه من قدره هائله علي تحمل مسئوليه الجزيره التعيسه، الفقيره، الضنينه، التي تمزقها عداوات قديمه، مزمنه.

الفيلم لا يفوته، وهو يرصد، بالسلوك والتصرفات، طباع ابطاله المثيره للاعجاب، ان ينتبه، وينبهنا، الي الماخذ المعطوبه في شخصياتهم: منصور الحفني، المهيمن علي زراعه وتجاره المخدرات، لا يسعفه خياله بتغيير هذا النشاط، حتي بعد عودته للجزيره.. الضابط رشدي، المتواطئ مع الحفني في مواقف عده، ايام «الجزيره 1»، يضع يده، من جديد، في يد خصمه اللدود.. كريمه، تتسلل الانتهازيه الي كيانها، حين وافقت علي الزواج المدمر من «جعفر».

شخصيتان جديدتان في «الجزيره 2»، تتماشيان مع ما جري، وتوسعان افاق الرؤيه: «علي»، باداء جميل من الممثل الواعد، احمد مالك، هو ابن الحفني، تربي في الاسكندريه، مع عمه الابكم، الطيب، بعيدا عن «الجزيره»، باحقادها، ودمويتها.. هو، شان الجيل الجديد، يرنو الي عالم اخر، دنيا يعمها المحبه والوئام، لكن والده، الحفني، بقوه شكيمته، يجره الي مستنقع الثار والمؤامرات، ويعود معه للجزيره كي يواصل دائره الجحيم، فهل ينجح «علي» في تغيير الواقع الاسن.. الاجابه، ليست في الفيلم، ولكن في مستقبل الايام.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل