المحتوى الرئيسى

وفاة عبد القادر الشيبي كبير سدنة بيت الله الحرام

10/24 01:19

انتقل الي رحمه الله تعالي، في الثالثه من فجر امس الخميس، الشيخ عبد القادر الشيبي كبير سدنه بيت الله الحرام، وذلك في مستشفي الملك خالد بالحرس الوطني في جده، عن عمر يناهز الـ74 عاما، بعد صراع مع مرض سرطان الكبد دام 5 اشهر. ودُفن الشيخ عبد القادر في مقبرة المعلاة بمكه المكرمه، بعد ان صُلي عليه عصر امس في المسجد الحرام بمكه المكرمه.

يُذكر ان «ال شيبه» توارثوا حمل مفاتيح الكعبة المشرفة منذ اكثر من 16 قرنا، وحسب التقاليد القرشيه فان السدانه يتولاها الاكبر سنا في العائله. وتولي الشيخ عبد القادر بن طه الشيبي سدانة الكعبة عقب وفاه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الشيبي منذ عام 2010.

وتتاهب اسره إل آلشيبي للاجتماع العائلي الموسع الذي سيعقد عقب اليوم الثالث للعزاء، لتسليم مهمه كبير السدنه، لاكبر الاحياء من الذكور من افراد اسره ال الشيبي، وتبدا مراسم الاجتماع بحضور ورثه كبير السدنه السابق، حيث يقومون بتسليم عهده الكعبه المشرفه لكبير السدنه الجديد. ومن ضمن العهده التي تقدم لكبير السدنه الجديد مفتاح الكعبة المشرفه، قبل ان يقوم جميع افراد الاسره بتهنئه عميدهم الجديد بشرف الرياده، ويقتصر الاجتماع ومراسمه علي افراد اسره ال الشيبي.

الشيخ عبد الملك الشيبي، شقيق الراحل الشيخ عبد القادر، قال لـ«الشرق الاوسط» امس «بعد اجراء مراسم تسلم عهده الكعبه المشرفه، لكبير سدنه بيت الله الحرام الجديد، يُرفع بذلك لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ للتشرف بسماع توجيهاته وتعليماته».

واستنادا لتشريعات اسره ال الشيبي، في ما يتعلق بترتيب الولايه في ما بينهم، سيكون كبير سدنه بيت الله الحرام الجديد هو الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي، كونه الاكبر سنا بين افراد الاسره الحاليين، ليحتل المرتبه العاشره في سلم ترتيب كبار سدنه بيت الله الحرام في عهد الدوله السعوديه. واكد الدكتور صالح، في حديثه لـ«الشرق الاوسط» امس، انه لا يشترط ان يكون خليفه كبير بيت السدنه من فرع معين من ابناء الشيبه، مبينا ان الشرط يقتصر فقط علي ان يكون «الاكبر سنا في افراد العائله بشكل عام». ويفصل «اليه اختيار كبير سدنه بيت الله الحرام انه يجري اختيار الذي يليه في السن، وكما هو الحال في هذا الوضع الذي نعيشه يكون الاختيار لي كوني الاكبر سنا في الاحياء من بيت الشيبي».

وعن المهمه التي سيقبل عليها يقول الشيخ صالح «شرفنا الله سبحانه بان نكون خداما لبيته الحرام والكعبه المشرفه، منذ عهد ما قبل الاسلام وحتي وقتنا الحالي، ومنذ يوم فتح مكه اقر رسول الله صلي الله عليه وسلم سدانه الكعبه لال شيبه وثبتها لهم، وقال الرسول الكريم: (خذوها يا بني طلحه خالده تالده لا ينزعها منكم الا ظالم)، وايضا اجمع المفسرون علي ان سبب نزول قول الله تعالي (اِنَّ اللَّهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تُؤَدُّوا الامَانَاتِ اِلَيٰ اَهْلِهَا وَاِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ اَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ اِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ اِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)، هو اداء مفتاح الكعبه لال الشيبي»، ويختتم بالقول «ونرجو الله ان يعيننا علي هذه الامانه الكبيره».

وسدانه الكعبه المشرفه هي خدمتها والقيام بشؤونها وفتح بابها واغلاقه. ويعرف الذين يقومون بذلك بالسدنه. وتعرف السدانه كذلك بالحجابه، ومن يقوم بها يسمون بالحجبه؛ لانه يحجبون الكعبه عن العامه.

وتذكر كتب السير والتاريخ ان السدانه انتقلت الي ابناء اسماعيل عليه السلام لمده طويله، ثم اغتصبها منهم جيرانهم واخوالهم جرهم، ثم اغتصبتها خزاعه من جرهم، ثم استردها منهم قصي بن كلاب وهو من ابناء اسماعيل، وهو الجد الرابع للنبي - صلي الله عليه وسلم - ثم صارت من بعده في ولده الاكبر عبد الدار، ثم صارت في بني عبد الدار جاهليه واسلاما، ولم تزل السدانه في ذريته حتي انتقلت الي عثمان بن طلحه بن ابي طلحه بن عبد الله بن عبد العزي بن عثمان بن عبد الدار بن قصي. وقد مات عثمان ولم يعقب، فصارت الي ابن عمه شيبه بن عثمان، ولا تزال في يد ولده الي الان.

ولما اشرقت شمس الاسلام يوم فتح مكه المكرمه، اخذ نبينا محمد (صلي الله عليه وسلم) من عثمان بن طلحه بن ابي طلحه الحجبي سادن الكعبه المفتاح، وفتح بابها، ودخلها بعد تطهيرها من الاصنام. فقد «روي ابن عباس، رضي الله عنهما، ان رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لما قدم مكه ابي ان يدخل البيت وفيه الالهه، فامر بها، فاخرجت، فاخرج صوره ابراهيم واسماعيل وفي ايديهما من الازلام، فقال النبي (صلي الله عليه وسلم): قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط، ثم دخل البيت، فكبر في نواحي البيت، وخرج ولم يصل فيه» رواه البخاري.

وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قال «اقبل رسول الله (صلي الله عليه وسلم) عام الفتح علي ناقه لاسامه بن زيد، حتي اناخ بفناء الكعبه، ثم دعا عثمان بن طلحه، فقال: ائتني بالمفتاح، فذهب الي امه، فابت ان تعطيه، فقال: والله لتعطينه او ليخرجن هذا السيف من صلبي، قال: فاعطته اياه، فجاء به الي النبي (صلي الله عليه وسلم) فدفعه اليه، ففتح الباب، قال: ثم دخل النبي (صلي الله عليه وسلم) وبلال واسامه بن زيد وعثمان بن طلحه، وامر بالباب فاغلق، فلبثوا فيه مليا، ثم فتح الباب» رواه البخاري.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل