المحتوى الرئيسى

القلق يساور كندا في ظل استقطاب الشباب نحو التطرف

10/24 01:16

في يناير (كانون الثاني) 2013 كانت البقايا المتناثره وسط الركام والحطام بعد احدي الهجمات الارهابيه علي محطه الغاز في الصحراء الجزائريه هي اشلاء لجثث رجلين غادرا بلادهما لشن ما عداه حربا مقدسه.

وكان الرجلان صديقين في المدرسة الثانوية في اونتاريو بكندا، قبل ان يسافرا عام 2011 الي المغرب وموريتانيا ومعسكر تدريب الارهابيين في مالي، الي ان لقيا حتفهما - في نهايه المطاف - في صحراء الجزائر.

ومنذ ذلك الحين اكتسبت القوي التي دفعت كلا من اكريس كاتسيروبس وعلي مدلج ليسلكا ذلك المنحني زخما داخل كندا وفي الدول الغربية الاخري علي حد سواء.

ووفقا لتقرير صادر عن الحكومه الكنديه، فقد سعي اكثر من 100 اصولي كندي، علي مدي الاشهر الاخيره، للانضمام الي الصراعات في الاراضي الاجنبيه الي سوريا.

وبدا يشهد الكنديون تهديدا لاول مره يوم الاثنين، عندما استخدم رجل متاثرا بافكار المتطرفين الاسلاميين ويقيم بالخارج، سيارته لملاحقه احد الجنود وقتله في كيبيك. وبعد ذلك قُتل الرجل علي ايدي رجال الشرطه.

وفي يوم الاربعاء، اغلقت اوتاوا، عاصمه البلاد، اثر اطلاق النار علي رجل مسلح ومقتل احد الجنود عند النصب التذكاري لضحايا الحرب، ثم وقع بعد ذلك هجوم علي مبني البرلمان الكندي. وحددت السلطات الرجل المسلح، الذي اردته الشرطه قتيلا، بانه شاب اعتنق الاسلام اخيرا.

ومن جهته، قال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، في كلمه الي الامه القاها من مكان مجهول مساء يوم الاربعاء، انه بينما يجري التحقيق في الدافع وراء هذا الهجوم، الا ان هذا الامر يهدف بشكل واضح الي الترويع. واوضح ان هذا الهجوم كان بمثابه «تذكره مروعه» للتهديدات التي تواجهها الدوله.

وتناضل كندا - مثلها مثل الدول الغربيه الاخري - من اجل فهم هذه الظاهره وضمان الا يتسبب المتطرفون في الحاق اضرار بالبلاد عند عودتهم.

وقد كثفت السلطات الكنديه من جهودها عقب شن الغارات الجويه بقياده الولايات المتحده ضد تنظيم داعش المتطرف في العراق وسوريا.

ويُذكر ان السيد هاربر كان من اشد المؤيدين لبذل جهود ترمي الي تدمير «داعش». وفي الثامن من اكتوبر (تشرين الاول) صوّت المشرعون الكنديون لصالح مشاركه الجيش الكندي في الغارات ضد «داعش» في العراق.

وعند تمرير القرار، قال السيد هاربر: «لو لم يجر دحر هذا التنظيم، فانه سينمو وينمو بشكل سريع»، واضاف: «لقد اعربوا بالفعل عن نواياهم الارهابيه علي الصعيدين المحلي والدولي، وحددوآ كندا من بين الاهداف المحتمله».

واشار هاربر الي التصريحات التي ادلي بها المتحدث باسم «داعش» ابو محمد العدناني؛ حيث كان يسعي لحشد مقاتلين لنصره التنظيم وحث المسلمين علي شن هجمات ضد المدنيين. وفي سبيل هذا الهدف، حثهم السيد عدناني علي «قتل الاميركي والاوروبي الكافر - وبالاخص الفرنسي الحاقد والقذر - او الاسترالي او اي كافر اخر من الكافرين الذين يشنون الحرب ضدهم، بمن فيهم مواطنو الدول التي شاركت في التحالف ضد (داعش)».

يشكل التهديد بشن هجوم ارهابي ينفذه «ذئب وحيد» مصدر قلق كبير بالنسبه لاجهزه الامن الغربيه، بما فيها كندا. وفي سياق متصل، كتب ستيفن بلاني، وزير السلامه العامه والاستعداد للطوارئ، في تقرير صدر في شهر سبتمبر (ايلول) حول التهديد الارهابي الذي يواجه البلاد: «الارهاب لا يزال يشكل تهديدا رئيسا للامن القومي الكندي».

وذكر التقرير: «منذ بدايه عام 2014 والحكومه علي درايه بعلاقه اكثر من 130 كنديا، سافروا بالخارج، بانشطه ارهابيه».

وفي حين تعد فكره مغادره كنديين لبلادهم لحمل السلاح والمشاركه في صراع اجنبي ليست بالامر الجديد او الفريد من نوعه بالنسبه لكندا، الا ان التقرير اشار الي تزايد عدد الافراد الذين لجاوا لذلك في الاشهر الاخيره.

وبحسب التقرير، فقد شارك الكنديون في اعمال «التدريب وجمع الاموال وتعزيز وجهات النظر المتطرفه وحتي التخطيط لاعمال العنف الارهابيه». واضاف: «لا يزال بعض المتطرفين المسافرين يقبعون بالخارج... عاد اخرون الي كندا، بينما لا يزال يفترض ان البعض الاخر لقي حتفه». كما افاد بان ما لا يقل عن 30 «شخصا كنديا» متورطون في انشطه ارهابيه في سوريا.

ومن جانبه، اخبر ميشال كولومبي، مدير جهاز المخابرات الامنيه الكنديه، المشرعين ان السلطات تجري - هذا الشهر - تحقيقات حول انشطه 80 شخصا اصبحوا متطرفين، وسافروا الي الخارج وعادوا مجددا الي البلاد، موضحا ان الحكومه تمكنت من تحديد هؤلاء الافراد واين كانوا، ولكنه لفت ايضا الي عدم وجود معلومات استخباراتيه تشير الي وقوع تهديد وشيك.

وبعد ذلك بنحو اسبوعين، حوّل رجل في كيبيك سيارته الي سلاح قاتل من خلال دهس ضابط صف وقتله واصابه جندي اخر بجروح.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل