المحتوى الرئيسى

لماذا ينضم أوروبيون أقحاح إلى «داعش»؟ | المصري اليوم

10/23 22:02

دار نقاش عميق خلال المنتدي السنوي التاسع لصحيفه «الاتحاد» الاماراتيه الذي اختتم اعماله في ابو ظبي اليوم حول الاسباب التي دفعت اوروبيين اقحاحاً الي ان ينضموا الي «داعش» رغم انهم ينعمون بالحريه والرفاه في بلادهم، وكثير منهم تلقوا تعليماً حديثاً، يجعل بمكنتهم تمييز الخبيث من الطيب، والمفيد من المضر، وما يبعث علي التقدم مما يوقع في التخلف.

ابتداءً، قدم الكاتب الصحفي اللبناني الكبير الاستاذ عبدالوهاب بدرخان ورقه بعنوان «اعاده تصدير الارهاب من الغرب الي العالم العربي»، كشف فيها ان خمسه بريطانيين يلتحقون بداعش كل اسبوع، الا ان اغلب هؤلاء ينحدرون من اصول عربيه واسلاميه. لكن السؤال: ماذا عن بريطانيين وفرنسيين والمان وصرب واوروبيين اخرين هم لاتين وجرمان وسلاف واريون.. الخ.

هذا سؤال اثاره الدكتور وحيد عبدالمجيد، الكاتب والباحث البارز، رئيس تحرير مجله السياسه الدوليه، واجاب عليه بنفسه ليعزو ذلك الي تراجع تاثير الفلسفات الكليه والسرديات الكبري في اوروبا، وهي رؤي ونظريات كان بوسعها ان تجذب قطاعات عريضه من الشباب في العقود الماضيه الا انها افلست الان، ولم يعد بوسعها ان تجيب علي اسئله الشباب المتجدده والملحه، فتركتهم فريسه للفراغ والحيره، ولذا راح بعضهم يبحث عن الامتلاء في ركاب «داعش» ورحابها، او هكذا يظن ويتوهم.

تحدث الكاتب السعودي الاستاذ تركي الدخيل في ورقه عن اعلام «داعش» فاقترب من جوهر الموضوع حين اتي بشكل تفصيلي عن جانب الاغراء والاثاره فيما ينتجه هذا التنظيم الارهابي من مواد اعلاميه جذابه، بحس هوليوودي واضح عياناً بياناً، مستهلاً بذلك الفيديو الذي ظهر فيه شاب اسمر يقول عن تجربته بين مقاتلي داعش في ارض الشام موجهاً حديثه الي ابناء جيله: «اشعر انني في حلم.. المتعه التي نحن فيها لا يمكنكم تخيلها.. انها والله لنعمه عظيمه».

في ظني ان السبب في انضمام اوروبيين اقحاح الي داعش لا يعود فقط الي افلاس الفلسفات الغربيه، ولا الي ظروف قاسيه تواجه بعض الشباب الاوروبي الاصلي، بعضها اقتصادي يتعلق بالبطاله والتهميش وبعضها نفسي يرتبط بالاغتراب وكراهيه منتج الحداثه والعولمه وعدم التحقق لوجود هوه بين الحلم والواقع او حتي الرغبه في الانتقام، انما للموضوع جانب اخر الي جانب كل هذا، يتعلق بغرائبيه داعش، كما يصورها الاعلام العربي والغربي بنسب متفاوته، او يصدرها التنظيم الارهابي نفسه عن فكره وشخوصه وحاله وحياه من ينضمون اليه.

هذه الغرائبيه وتلك العجائبيه مغريه وجاذبه، وهي مساله تعلمها هوليوود نفسها ولذا تنتج عشرات الافلام من امثال «ملك الخواتم» و«افاتار» وكل افلام الـ «فان باير» و«المستذئبون»، وكذلك افلام الرعب متنوعه الموضوعات، موقنه ان لها جمهوراً ينتظرها في لهفه لتكسر رتابه حياته، او تمتعه، او تطلق العنان لخياله، او تلبي احتياجه الي الاساطير في عالم رقمي غارق في الاتمته.

ولعل ما ذكره الباحث السعودي منصور النقيدان مفيد في شرح جانب من الاسباب، حيث قال انه التقي شاباً سعودياً قاتل في الشيشان فراح يتحدث له بفخر واعتزاز عن تجربته هناك: «كنت اشعر انني رجل، بطل، مقاتل جسور، حر، امشي في الجبال حاملاً رشاشي ولا يوقفني احد.. لم اجد ذاتي الا بين المقاتلين».

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل