اليابان والجزر.. أزمات مع دول الجوار

اعلنت اليابان اخيرا خوضها مناوره "السيف البتار" العسكريه مع حليفتها التقليديه الولايات المتحده، في الوقت الذي تشهد فيه علاقتها مع الصين توترا كبيرا، بسبب خلاف طوكيو وبكين علي مجموعه من الجزر، الي جانب التوترات الناجمه عن البرنامج النووي لكوريا الشماليه.

وعلي الرغم من اهميه تلك التدريبات الدفاعيه لليابان، في ظل الازمه الحدوديه مع الصين، فان ازمه طوكيو ليست مع بكين وحدها، حيث تشكل الجزر المحيطه باليابان ازمه حدوديه مع جيرانها. فمن ازماتها علي الكوريل مع روسيا الي سينكاكو باليابانيه (دياو يو بالصينيه) مع الصين الي صخور لينكورت كوريا الجنوبية، تتعدد ازمات إمبراطورية الشمس المشرقه مع دول الجوار لتتفجر بين الحين والاخر.

خريطه جزر الكوريل المتنازع عليها بين روسيا واليابان ــ ارشيفيه

هي مجموعه تتكون من 4 جزر تقع بين جزيره كامتشاتكا الروسيه وجزيره هوكايدو اليابانيه في ارخبيل الكوريل والذي تطلق عليه اليابان اراضي الشمال، وعلي الرغم من ان تلك الجزر غير ماهوله بالسكانالا انها غنيه بالمواد الطبيعيه كالنفط والغاز والزئبق وهو ما تفقده اليابان في جزرها المتعدده.

وكانت الكوريل دائما محل نزاع بين الطرفين فنجحت اليابان في السيطره عليها في بدايات القرن العشرين في اعقاب الحرب الروسيه اليابانيه " 1904ـ1905" ابان حكم روسيا القيصريه، الا ان روسيا استطاعت استعاده تلك الجزر الاستراتيجيه في اعقاب مؤتمر بوتسدام في اعقاب الحرب العالميه الثانيه "1939-1945" والتي انتهت بهزيمه اليابان.

واشتعلت ازمه الكوريل مره اخري خلال تولي ديمتري ميدفيدف رئاسه روسيا 2010، حيث زار الجزيره واكد في خطابه هناك انها جزء من الاراضي الروسيه، ما دفع اليابان اثر ذلك الي استدعاء سفيرها من موسكو احتجاجا علي تلك الزياره.

ولا تزال ازمه الكوريل احدي الازمات الحساسه التي تؤثر يف علاقات الجوار بين البلدين.

موقع جزر سينكاكو(دياويو)المتنازع عليها بين الصين واليابان ــ ارشيفيه

يطلق اليابانيون عليها اسم سينكاكو بينما يطلق عليها الصينيون دياويو وهي جزر غير ماهوله بالسكان، قامت اليابان بالسيطره عليها عام 1972 واعلنت عام 2012 ضمها رسميا الي اراضيها لتتبع اداريه محافظه اوكيناوا وهو الامر الذي ادي الي اشتعال التظاهرات ضد اليابان في الصين والتي تدعي ايضا احقيتها بها لتضاف ازمه سينكاكو الي ازمه تتعلق بتاريخ اليابان العنيف في التعامل مع الصين.

الولايات المتحده من جانبها، اعلنت عقب هذه الازمه دعمها لليابان في ضم سينكاكو لها كنوع من الدعم لحلفها في الشرق الاوسط الذي يضم كلا من اليابان وكوريا الجنوبيه.

وهي جزيره جبليه غير ماهوله بالسكان، يعرفها الكوريون باسم دوكدو في حين يعرفها اليابانيون باسم تاكاشيما، تبعد عن جزيره اولونج الكوريه الجنوبيه بنحو 87 كم، بينما تبعد عن ميناء اوكي الياباني بنحو 157,5 كم.

صخور لينكورت المتنازع عليها بين كوريا الجنوبيه واليابان ــ ارشيفيه

وفي الوقت الحالي تسيطر كوريا الجنوبيه علي الجزيره، وتجري قواتها البحريه بين الحين والاخر تدريبات لحمايه الجزيره ضد اي عدوان، كما ان سيول تعمل دائما علي نشر كل الوثاق التي تثبت تبعيه الجزيره لها.

ويشار الي ان محرك البحث الشهير "جوجل" غير اسم الجزيره علي الخريطه الي "صخور لينكورت" بدلا من "دوكدو"، رغبه في البقاء علي الحياد من القضيه، وهو الامر الذي ادي الي احتجاج كوريا الجنوبيه لدي الشركه المالكه لاكبر محرك بحث في العالم.

الاهم في هذا الامر ان قضيه دوكدو هي احدي القضايا التي تتفق فيهما الكوريتان، الي جانب قضايا تتعلق بتاريخ اليابان العنيف في شبه الحزيره الكوريه، خلال فتره الاحتلال (1910-1945).

المناهج الدراسيه في اليابان وأزمه الجزر

ولا تزال اليابان تسعي بين الحين والاخر الي محاوله اثبات تبعيه تلك الجزر لها، حيث اعلنت وزاره التعليم اليابانيه مطلع العام الحالي، عن رغبتها في تعديل المناهج الدراسيه لتضم سينكاكو وتاكاشيما الي الاراضي اليابانيه في ماده التاريخ.