المحتوى الرئيسى

ثلاثية مستغانمي تختصر الوجع الجزائري وتفضح رغبات المرأة المستترة

10/23 13:30

هناك ثلاث خطوط حمراء يقف قلم الاديبه عندها السياسه، الجنس، الدين، وعليها ان لا تتجاوز هذا الثالوث، الذي يزلزل ركود الزمن من حولنا.

وعلي المراه ان لا تقترب منه، لكن الروائيه أحلام مستغانمي استطاعت وبجراه نادره ان تدخل المناطق المحرمه في غابه المجتمع الشائكه.

احلام مستغانمي: من مواليد 13/4/1953 في تونس، ترجع اصولها الي مدينة قسنطينة عاصمه الشرق الجزائري، عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهره كشاعره.

كان والدها محمد الشريف مشاركاً في الثورة الجزائرية، عرف السجون الفرنسيه، بسبب مشاركته في مظاهرات 8 مايو 1945.

وبعد ان اطلق سراحه سنه 1947 كان قد فقد عمله في البلديه، ومع ذلك فانه يعتبر محظوظاً اذ لم يلق حتفه مع من مات انذاك، ولكنه اصبح ملاحقاً من قبل الشرطه الفرنسيه، بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري، الذي ادّي الي ولاده حزب جبهه التحرير الوطني.

انتقلت في سبعينيات القرن الماضي الي فرنسا حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي سنه 1980 نالت شهاده الدكتوراه من جامعه السربون، تقطن حالياً في بيروت وهي حائزه علي جائزه نجيب محفوظ عن روايتها ذاكره الجسد.

وقال نزار قباني عن روايه ذاكره الجسد:-

«احلام روايتها دوختني. وانا نادراً ما ادوخ امام روايه من الروايات، وسبب الدوخه انَّ النص الذي قراته يشبهني الي درجه التطابق فهو مجنون ومتوتر واقتحامي ومتوحش وانساني وشهواني وخارج علي القانون مثلي.

ولو انّ احداً طلب مني ان اوقع اسمي تحت هذه الروايه الاستثنائيه المغتسله بامطار الشعر.. لما ترددت لحظه واحده».

ويتابع نزار قباني قائلاً: «هل كانت احلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون ان تدري لقد كانت مثلي تهجم علي الورقه البيضاء بجماليه لا حد لها، وشراسه لا حد لها، وجنون لا حد له، الروايه قصيده مكتوبه علي كل البحور، بحر الحب وبحر الجنس وبحر الايديولوجيا وبحر الثوره الجزائريه بمناضليها، ومرتزقيها وابطالها وقاتليها وسارقيها هذه الروايه لا تختصر (ذاكره الجسد) فحسب ولكنها تختصر تاريخ الوجع الجزائري والحزن الجزائري والجاهليه الجزائريه، التي ان لها ان تنتهي».

ويضيف نزار، انه عندما قال رايه في روايه ذاكره الجسد لصديقه سهيل ادريس، قال له: «لا ترفع صوتك عالياً.. لان احلام اذا سمعت كلامك الجميل عنها فسوف تجنّ… اجبته: دعها تُجن .. لان الاعمال الابداعيه الكبري لا يكتبها الا مجانين».

وفي عام 1993، ذكرت روايه ذاكره الجسد ضمن افضل 100 روايه عربيه، وفي 2010 تم تمثيلها في مسلسل سمي باسم الروايه نفسه للمخرج السوري نجده انزور، بطوله جمال سليمان وامل بوشوشه.

ثم جاءت روايه فوضي الحواس التي عبرت فيها احلام مستغانمي عن اوجاع المراه الجزائريه، والتي تعتبر الجزء الثاني من روايه ذاكره الجسد.

وتبدا الروايه بقصه قصيره اسمتها «صاحب المعطف» والقصه باختصار هي لقاء يجمع بين حبيبين افترقا لمده شهرين، لكنه الحنين.

وتبدا حرب اللغه بينهما كرّاً وفرّاً وكلاهما لايعلم انّه في الحب ليس هناك منتصر او مهزوم، تستمر القصه بهذا المنحي عده صفحات حتي تتدخل الكاتبه في النص، تكتشف الكاتبه فيما بعد تطابقاً عجيباً بين روايتها والواقع.

حيث تجد قاعه السينما التي اعدت اللقاء فيها موجوده فعلاً، وانها تعرض فيلماً، في وقت الموعد نفسه تجد الكاتبه نفسها مدفوعه بالفضول لحضور هذا الفيلم، واذا بها تجد الشخص بطل الروايه، وتبدا الاحداث بالتداخل حينما تلتقي بمن تظنه الشخص المعني والذي يشبه بطل الجزء الاول من ثلاثيتها –ذاكره الجسد-.

فالبطله اذن هي كاتبه تحب المواعيد والمواقف والحوارات، تحب ان تعيش في رومانسيه الحب الواهم، وهي التي وصفت اباها المناضل الذي تعرف عنه القليل، وامها المراه المؤمنه، واخاها الاصولي المتمرد علي وضع البلاد، وزوجها الضابط البعيد عنها والمنشغل بضبط الدوله التي تعاني من مشاكل بين السلطه التي هي بيد الجيش والاصوليين في الجزائر.

وجاءت روايه عابر سرير متممه لثلاثيه احلام مستغانمي التي اكدت فشل الثورات «حركات التحرر العربي»، في تحقيق طموحات الشعب بعد الاستقلال.

ربما بسبب العجز الفكري لما بعد الاستقلال، وربما نتيجه الحلم بالمدينه الفاضله، او الاحلام التي قدمها الثوار وفشلوا في الوفاء بها، او بسبب الاطماع الشخصيه لقاده تلك الثورات.

تكشف الثلاثيه عن العمق الوجداني عند المراه، وتفضح رغباتها المستتره.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل