المحتوى الرئيسى

انشقاق القمر وعناد المشركين للرسول

10/23 01:08

سعي المشركون منذ بدايه بعثه النبي -صلي الله عليه وسلم- الي الحيلوله دون وصول دعوته الي الناس باساليب مختلفه، منها: السخريه والتكذيب، والاستهزاء به - صلي الله عليه وسلم - ورسالته، وتحذير الناس منه، ورميه بشتي التهم والاوصاف، ومنها: مطالبته بالاتيان بمعجزه تثبت صدقه وتشهد بنبوته، مظهرين له استعدادهم ان يتبعوه ويؤمنوا به اذا جاءهم بها، وهم يريدون في الحقيقه من وراء طلبهم تعجيزه ـ صلي الله عليه وسلم ـ وايقاعه في الحرج.

قال الله تعالي: "بَلْ قَالُوا اَضْغَاثُ اَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَاْتِنَا بِايَهٍ كَمَا اُرْسِلَ الْاَوَّلُونَ * مَا امَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَهٍ اَهْلَكْنَاهَا اَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ" (الانبياء الايه 5 : 6)، وقال تعالي: { وَقَالُوا لَوْلَا اُنْزِلَ عَلَيْهِ ايَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ اِنَّمَا الْايَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَاِنَّمَا اَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * اَوَلَمْ يَكْفِهِمْ اَنَّا اَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَي عَلَيْهِمْ اِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَهً وَذِكْرَي لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }(العنكبوت الايه 50 : 51)، وقال تعالي: { وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّي تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْاَرْضِ يَنْبُوعًا * اَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّهٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْاَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * اَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا اَوْ تَاْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَهِ قَبِيلًا * اَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ اَوْ تَرْقَي فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّي تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ }(الاسراء من الايه 90: 92)، فامر الله ـ عز وجل ـ رسوله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ان يقول لهم: { سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ اِلَّا بَشَرًا رَسُولًا }(الاسراء الايه: 93).

وامام طلب المشركين وكثره سؤالهم للنبي -صلي الله عليه وسلم- ان يريهم ايه، استجاب الله ـ عز وجل ـ لهم فاراهم القمر شقين، حتي راوا جبل حراء بينهما، والاحاديث في ذلك كثيره، منها :

ما رواه البخاري في صحيحه عن انس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( سال اهل مكه رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ايهً فاراهم انشقاق القمر، فنزلت: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَهُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَاِنْ يَرَوْا ايَهً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ }(القمر الايه 1: 2 ).

وعن جبير بن مطعم ـ رضي الله عنه ـ قال: ( انشق القمر علي عهد النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ حتي صار فرقتين: فرقه علي هذا الجبل، وفرقه علي هذا الجبل، فقالوا: سحرنا محمَّد، فقال بعضهم: لئن كان سحرنا فما يستطيع ان يسحر الناس كلهم ) رواه الترمذي.

وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ( انشق القمر علي عهد رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ شقتين، فقال لنا النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ: اشهدوا ) رواه الترمذي.

وعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: ( قالت قريش للنبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ: ادع لنا ربك يصبح لنا الصفا ذهباً ونؤمن بك، قال: وتفعلوا، قالوا: نعم، قال: فدعا، فاتاه جبريل فقال: ان ربك يقرا عليك السلام ويقول لك: ان شئت اصبح الصفا لهم ذهباً، فمن كفر منهم بعد ذلك اعذبه عذاباً لا اعذبه احداً من العالمين، وان شئت فتحت لهم باب الرحمه والتوبه قال: بل باب التوبه والرحمه )، قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: " فانزل الله ـ عز وجل ـ هذه الايه: { وَمَا مَنَعَنَا اَنْ نُرْسِلَ بِالْايَاتِ اِلَّا اَنْ كَذَّبَ بِهَا الْاَوَّلُونَ وَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَهَ مُبْصِرَهً }(الاسراء الايه: 59) ) رواه احمد.

لم ينشق القمر لاحد غير نبينا ـ صلي الله عليه وسلم ـ، ورغم عِظم هذه المعجزه الا ان قلوب المشركين المريضه وعقولهم العنيده جعلتهم لا يؤمنون، بل واتهموا النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ بالسحر، وهو جهل منهم بقدره الله ـ عز وجل ـ في هذا الكون، ومطلق تصرفه في مخلوقاته.

وقال ابن حجر في فتح الباري: " قال ابو اسحاق الزجاج في معاني القران: انكر بعض المبتدعه الموافقين لمخالفي المله انشقاق القمر، ولا انكار للعقل فيه، لان القمر مخلوق لله يفعل فيه ما يشاء، كما يكوره يوم البعث ويفنيه".

واكد القاضي عياض: "اما انشقاق القمر فالقران نص بوقوعه، واخبر عن و جوده، ولا يعدل عن ظاهر الا بدليل، وجاء برفع احتماله صحيح الاخبار من طرق كثيره، ولا يوهن عزمنا خِلافُ اخْرقٍ منحل عري الدين، ولا يلتفت الي سخافه مبتدع يلقي الشك علي قلوب ضعفاء المؤمنين، بل نرغم بهذا انفه، وننبذ بالعراء سخفه".

واوضح ابن كثير: "فيما اعترض به المشركون علي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وما تعنتوا له في اسئلتهم اياه انواعا من الايات وخرق العادات علي وجه العناد لا علي وجه طلب الهدي والرشاد".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل