المحتوى الرئيسى

جمال فهمي يكتب: الطيب والنشَّال..

10/22 09:55

بسبب الجهل والغباوه والاميه، فان بعضهم ادمنوا اللعب علينا بوقاحه لعبه «الطيب والشرير» او «الضحيه والجاني» اللذين هما في الواقع شخص واحد..

اما اشهر مَن استهدفنا بهذه اللعبه فهو عصابه اخوان الشياطين، غير ان دواعي الامانه والاستقامه تقتضي الاقرار بان هذه العصابه، رغم انها الاقوي شرًّا والاطول عُمرًا في النصب والتخريب، فانها ليست وحدها التي تجهد وتجتهد في لعبه لبس الاقنعه الكاذبه البائسه التي لا تخدع عيّلًا صغيرًا، وانما ينافسها حاليًّا قطيع ارامل نظام الاستاذ حسني مبارك وولده.. هؤلاء من فرط وثقل خليط الغفله والسعار والطمع الذي يسبحون فيه تراهم هذه الايام وقد مسَّهم الجنان الرسمي لدرجه الاقتناع ان بمقدورهم تزوير او اجراء عمليه غسل وتبييض ناجحه لتاريخهم الاسود القريب، ومن ثَمَّ خداعنا واقناعنا بانهم كانوا اخيارًا واطهارًا وليسوا مجرد حراميه ونشالين، من اسوا واوسخ نوع.

والحق انني لو كنت واثقًا ان واحدًا من العصابه او القطيع المذكورين اعلاه يفقه او يعرف شيئًا من المعارف عمومًا والابداعات الانسانيه خصوصًا، لكنت اكتفيت الان باشاره عابره ومن دون تفاصيل، الي تلك الروايه الاشهر في تاريخ الادب العالمي (دكتور جيكل ومستر هايد) التي رسمت بحزق ومهاره لوحه دراميه مرعبه تشرح كيف يتمزَّق الانسان بين تناقضات الخير والشر الراقدين بين ضلوعه، وعندما يحاول ان يتذاكي ويعاند الطبيعه متوهمًا ان بمقدوره العيش بشخصيتين مزدوجتين ومتصادمتين احداهما سريه تسعي وتنشط في الظلام بالشر والقبح والتوحش، بينما الشخصيه الثانيه تواجه عيون الناس في النور بسيماء الطبيه والاحترام والعلم، فان النتيجه هي ان الشرير يهزم العالم الطيب بل ويقتله.

فاما الملخص الُمخل لاحداث هذه الروايه ذائعه الصيت التي كتبها الروائي الانجليزي روبرت لويس ستيفنسون، (1850 - 1894)، فهي تبدا من واقعه ليليه حدثت في احد شوارع لندن المظلمه الكئيبه حين ظهر رجل احدب قميء الطلعه وهو يسير بخيلاء ملوحًا بعصاه ذات اليمين وذات اليسار، وبينما هو علي هذه الحال يتصادف مرور فتاه صغيره تركض في الاتجاه العكسي فتصطدم به بقوه فيقع الاثنان ارضًا، لكن الرجل القميء سرعان ما ينهض ويواصل مسيره، داعسًا بقسوه فوق جسد الفتاه النحيل من دون ان يعبا او يكترس بصراخها المرعوب، لكن هذا المشهد العجيب المخيف يستوقف بعض مَن تصادف وجودهم في المنطقه فيتجمعون حوله ويقبضون عليه، هنا يخبرهم بانه يُدعي المستر «هايد» وانه مستعد لان يدفع للفتاه اي مبلغ من المال يرضيها ويعوّضها عن الاذي الذي سببه لها، وفورًا يدس يده في جيبه ويناول دفتر شيكات يلاحظ واحد من المتجمهرين انه مزيَّن باسم شخص مرموق ومعروف هو الدكتور «جيكل»!!

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل