المحتوى الرئيسى

محسن الجلاد يكتب: «السيسى» 2022

10/22 09:53

(بقعه ضوء مسلطه علي السيسي وسط اظلام المكان وكانه يتحدث الي الشعب بصدق شديد).. علشان كل الانجازات اللي عملناها سوا.. الشعب وانا لازم الانجازات دي ما تكونش انجازات منقوصه ولا معيوبه.. لازم يبقي كمالتها احترام الرئيس والشعب للدستور.. وهما مدتين كفايه قوي.. المده الثالثه هتكون مفسده والرابعه مفسده كبيره والخامسه المفسده الاعظم ومدى الحياة النكبه الكبري

حيث الغرفه شاسعه المساحه وذات طابع كلاسيك فخم من حيث الديكورات والاثاث.. ويتصدر المكتب الرئاسي «مكتب رئيس الجمهورية»، الديكور هو مكتب كلاسيك فخم وخلفه مقعد الرئاسه «مقعد الرئيس»، وهو مقعد كلاسيك ايضاً، وان كان شديد الفخامه وذا مظهر مهيب.. وتتوسط الغرفه مائده اجتماعات متوسطه الحجم حولها مقاعد متراصه حولها بعنايه.. وفي احد الاركان صالون

او بيسون عتيق وفخيم للغايه، وفي الركن الاخر انتريه فخم يتناسب مع ديكورات واثاث الغرفه الكلاسيك.. وهناك عند ركن الانتريه شاشه تليفزيون عملاقه تبث من خلال احدي القنوات الفضائيه الكبري مظاهرات عارمه في شوارع القاهره وعواصم المحافظات ومدن وقري المحافظات لجماهير شعب مصر الذي خرج في مظاهره عن بكره ابيه لمطالبه الرئيس والزعيم عبدالفتاح السيسي باعاده ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية..

بينما الرئيس عبدالفتاح السيسي، المرتدي ملابس كاجوال انيقه، جالس في ركن الانتريه «تاره منتشياً وتاره ساهماً ومهموماً»، وجالس بجواره حفيده الاكبر «محمود» الذي يدنو من عامه العاشر، والرئيس السيسي يحيط حفيده المفضل والمقرب منه للغايه بذراعه اليسري.. بينما والد الطفل والحفيد محمود «الابن الاكبر للرئيس السيسي» والمهندس «مخلص» الصديق الحميم للرئيس السيسي، الذي تمتد صداقتهما الوطيده الي ايام الطفوله جالسين علي اريكه اخري، وهم جميعاً يتابعون ما تبثه القنوات الفضائيه عن المظاهرات العارمه التي تفوق مظاهره «30 يونيو 2013» والتي تطالب فيها الجماهير من جميع الفئات والطبقات الرئيس السيسي باجراء تعديل علي الدستور يسمح له بالترشح لفتره رئاسيه ثالثه، لانجازاته خلال الفترتين الرئاسيتين التي توشك اخراهما علي الانتهاء..

وبينما الرئيس السيسي يتابع ما تبثه القناه الفضائيه علي الشاشه العملاقه وهو في لحظات تبدو عليه علامات النشوه والامل وفي لحظات اخري تبدو عليه علامات الشرود والهم والتردد نسمع صوت مذيع القناه الفضائيه وهو يقول بحماس:

المذيع: ها هو شعب مصر.. شعب مصر العظيم.. شعب حضاره السبعه الاف عام خرج عن بكره ابيه بجميع فئاته.. رجالاً ونساءً واطفالاً وشيوخاً.. مسلمين ومسيحيين.. عمالاً وفلاحين.. الجميع خرجوا في هذه المظاهره التاريخيه التي اجمعت وكالات الانباء وجميع المواقع الالكترونيه بما فيها موقع «جوجل» الجغرافي علي انها اكبر مظاهره تشهدها البشريه علي مر التاريخ.. مصر كلها خرجت تطالب الرئيس والزعيم عبدالفتاح السيسي، صاحب نهضه مصر الحديثه والعملاقه، بضروره وحتميه اعاده ترشحه في الانتخابات الرئاسيه المقبله.. نعم، الشعب يا سيدي الرئيس يريده تعديلاً دستورياً تجريه ويطرح علي مجلس النواب للموافقه عليه ثم يطرح في استفتاء عام علي الشعب صاحب القرار الاعلي ليوافق عليه ليسمح بترشحك لفتره رئاسيه ثالثه.. فالدستور ينص علي انه لا يحق للرئيس الترشح لاكثر من فترتين رئاسيتين.. وها هي الفتره الرئاسيه الثانيه لعصر «السيسي» صاحب نهضه مصر الحديثه والعملاقه توشك ان تنتهي، ومصر كلها.. مصر عن بكره ابيها تريدك رئيساً لفتره ثالثه ورابعه.. رئيساً مدي الحياه يا صاحب نهضه مصر الحديثه والتاريخيه.. يا صاحب الانجازات العملاقه.

الرئيس السيسي يتناول الريموت ويضغط علي احد ازراره لينخفض صوت المذيع والتليفزيون.. ثم وهو في قمه نشوته يتنهد وتعلو وجهه ابتسامته المشرقه المالوفه وهو ينظر لابنه الاكبر ولصديقه «مخلص» قائلاً:

الابن: (بحياديه تامه) الراي راي حضرتك يا بابا..

«السيسي»: (وهو ينهض ويتقدم بنفس الابتسامه المشرقه والنشوه نحو صديقه المهندس مخلص).. هه.. وانت يا «مخلص» يا صاحبي.

«مخلص»: (بشيء من التحفظ) والله ما انا عارف اقول لك ايه يا سياده الريس..

«السيسي»: (بعتاب لطيف) وبعدين معاك يا صاحبي.. احنا مش متفقين ان واحنا مع بعض نشيل الكُلفه ونشيل يا باشمهندس ويا ريس ونبقي مخلص وعبدالفتاح اصدقاء العمر الطويل.

«مخلص»: (متنهداً بشيء من الحيره وكثير من التحفظ) والله ما انا عارف اقول لك ايه يا عبدالفتاح.. ومهما يكون رايي وراي ابنك، فالراي الاول والاخير والنهائي والحاسم ليك.

«السيسي»: (وهو يفرك يديه ويتنهد بنشوه وتفاؤل) اه.. والله انا كنت بقول..

الحفيد محمود: (مقاطعاً بجديه وخفه ظل) هتقول ايه بس يا جدو.. هو حضرتك لسه خدت رايي.. ولّا انا يعني قاعد فسوخه في القعده.

«السيسي»: (مستغرقاً في الضحك وهو يحتضن حفيده محمود بحب وحنان جياشين) ههههه.. ما عاش ولا كان اللي يقول علي حبيب جدو فسوخه.. ده انت رايك عند جدو اهم راي.. هه.. ايه رايك..؟

الحفيد محمود: (وهو ينظر له ملياً) هتزعل لو قلت لك لا؟

«السيسي»: (ماخوذاً) طب لا ليه وانت شايف الشعب كله طالع في مظاهره تاريخيه عايزيني ارشح نفسي تاني.. وعايزيني كمان رئيس مدي الحياه..

الحفيد محمود: (بتلقائيه طفوليه وجديه) عموماً انا قلت لحضرتك رايي.. وانت عارف قد ايه انا بحبك.

««السيسي»:» وانت كمان عارف قد ايه انا بحبك (وهو يحتضنه بين ذراعيه) وقد ايه رايك مهم بالنسبه لي.. (ثم متحيراً) بس لا ليه..؟ انت مش بتقول انك فخور بجدو وانك فخور انك حفيد رئيس الجمهوريه..

الحفيد محمود: (مواجهاً اياه بتلقائيه) علشان نفسي افضل فخور بحضرتك علي طول..

«مخلص»: (متدخلاً وهو ينظر للسيسي بوضوح) انت فاهم كويس يا عبدالفتاح.. بس النشوه والكرسي والمنصب والنفوذ وسلطان السلطان مش عايزينك تعترف انك فاهم..

«السيسي»: (ساهماً وبنبرات صدق وكانه يتحدث الي نفسه وهو ينظر ناحيه المقعد الرئاسي الفخم).. انا مش هكابر ولا هنكر ان الكرسي ده له حسابات اخري.. والمنصب الرئاسي كمان له حسابات اخري.. والنفوذ وسلطان السلطان لهم حسابات اخري.. وزي ما للثروه حسابات اخري لدرجه ان صعب قوي واحد يشقي في ثروته وجمعها بالحلال يضحي بيها.. الكرسي والمنصب الرئاسي والنفوذ حاجه زي كده.. بس ما تنسوش اني صاحب نهضه مصر الحديثه والعملاقه.. مصر يوم ما اتوليت رئاستها كان كل احتياطيها النقدي ما يكملش 17 مليار دولار معظمهم قروض ومنح.. ده غير انها كانت مديونه بقرب الخمسين مليار.. ده غير الدين الداخلي اللي كان بمئات المليارات.. شوفوا دلوقتي بعد اقل من تمن سنين.. مصر عندها قناه السويس بعد تطويرها ومحورها وبتدخل قرب الميه مليار في السنه الواحده.. مصر فرضت الاستقرار حتي علي المنطقه العربيه كلها اللي كانت علي وشك الانهيار والتقسيم.. مصر السيسي اللي افشلت مخططات تخريب وتقسيم المنطقه العربيه.. مصر السيسي هي اللي بعد ما كانت علي وشك الافلاس بقت الاقتصاد المنطلق بسرعه الصاروخ لغايه ما بقت الاقتصاد العاشر علي مستوي العالم.. شوفوا دخل الفرد كان كام وبقي كام.. شوفوا عيشه الناس كانت ايه وبقت ايه.. شوفوا المشاريع العملاقه اللي تم انجازها بمعجزه في اقل من تمن سنين.. شوفوا حتي الكوره.. بعد ما كنا موكوسين دخلنا كاس العالم بدل المره اتنين وفي المره التانيه دخلنا المربع الذهبي وخدنا الثالث علي مستوي العالم.. حتي السينما اللي كانت كلها افلام بلطجه واغاني هابطه ورقص شوفوا حال السينما بقي عامل ازاي.

الابن: مش ده كله حضرتك عملته لوحدك.. لولا ان الشعب كله حط ايده في ايدك ما كانتش حاجه واحده من الانجازات دي كلها تمت..

«السيسي»: انا.. انا ما قلتش غير كده.. وكل اللي بفكر فيه ان علشان خاطر البلد وعلشان اكمل انجازات تاريخيه، البلدي دي تستحقها، لازم انزل علي رغبه الشعب واكمل المشوار..

«مخلص»: (بصدق وجديه) اكثر حاجه البلد دي تستحقها ان دستورها يتم احترامه وما يحصلش فيه اي تلاعب تحت اي مبرر..

الابن: (وهو يتقدم منه) والدستور بينص صراحه انهم مدتين رئاسيتين فقط..

«السيسي»: (بتردد) وخطه.. خطه المشاريع العملاقه اللي محضرها للفتره الجايه..

«مخلص»: اللي ييجي بعدك يكمل خصوصاً انك قدرت تعمل بنجاح دوله مؤسسات.

«السيسي»: بس.. بس الشعب عايزني.. الميه مليون عايزين «السيسي» رئيس مدي الحياه..

«مخلص»: الميه مليون يستحقوا ان دستور بلدهم ما يتلعبش بيه الكوره.. يستحقوا تداول سلطه وديمقراطيه بجد.

«السيسي»: (بشيء من الحده) ما تنكرش يا «مخلص» اني ارسيت قواعد مجتمع ديمقراطي بجد..

«مخلص»: محدش يقدر ينكر.. ومحدش يقدر يقول غير ان التلاعب واللعب بالدستور علي هوي الحاكم بعيد خالص عن قواعد الديمقراطيه.

«السيسي»: بس ده باراده الشعب.

الابن: شعب عاطفي حبك ومقدر انجازاتك ومش هاينه عليه العشره وخايفين من اللي جاي بعدك انه ما يقدرش او ما يعرفش يكمل مشوارك.

«السيسي»: طب ايه رايكو بقي ان الشعوب العربيه كلها عايزاني استمر.

«مخلص»: الشعوب العربيه والحكام العرب كلهم محتاجين القدوه، وكنت قدوه جميله وعظيمه، ولازم تفضل قدوه عظيمه.

«السيسي»: (ملاحقاً اياه) اهو انت قلتها بعضمه لسانك اهه.. لازم تفضل.

«مخلص»: لازم تفضل قدوه لاحترام الديمقراطيه والدستور والقانون واحترام الشعب.. وده هيكون اهم شيء في انجازاتك.

«السيسي»: اه.. (ساهماً للحظات) طب ولما اسيب الكرسي والمنصب.. انا ايه ضمّني ان اللي جاي بعدي هيعرف يكمل المشوار.

الابن: الشعب بقي ناضج بما فيه الكفايه وزي ما عرف يختار ويختارك هيعرف يختار اللي يكمل مشوارك..

«السيسي»: (وهو يتنهد باسي وهو ينظر للمقعد الرئاسي الفخيم) والكرسي ده يقعد عليه حد غيري..؟

«مخلص»: لو كان غيرك خلد عليه ما كانش وصلك.

«مخلص»: تسيبه بمزاجك قبل ما حبك يتحول لعشق وتبقي انت والكرسي كيان واحد.. تسيبه قبل ما يسيبك.

«السيسي»: بس انا خدت علي اني تبقي شغلتي ووظيفتي رئيس جمهوريه.

الابن: كفايه كده يا بابا.. احتراماً للدستور.

«السيسي»: انا لسّه بصحتي ولسه ما كملتش تمنيه وستين سنه وحاسس اني ممكن اشتغل كمان دورتين علي الاقل بمنتهي الكفاءه.

«مخلص»: كفايه كده يا صاحبي.. احتراماً للدستور ولنفسك..

«السيسي»: (بشيء من العصبيه) ما هو انا ما ينفعش بعد ما كنت بشتغل تمنتاشر ساعه في اليوم اقعد في البيت من غير شغلانه.. ولا عايزيني بعد ما كنت رئيس مخابرات عسكريه ووزير دفاع ورئيس جمهوريه لدورتين اشتغل سرّيح بعربيه بطاطا..!

الحفيد محمود: (بتلقائيه طفوليه) عارف يا جدو انك لو عملت مشروع عربيه البطاطا ده هتكسب كتير قوي.

«السيسي»: (بعتاب لطيف) انت بتتريق علي جدو يا سي محمود..؟!

الحفيد محمود: مش تريقه يا جدو.. الشعب في مصر ميه مليون والميه مليون كلهم بيحبوك قوي جداً خالص.. هتلاقي الميه مليون كلهم واقفين طوابير طوابير علشان يشتروا من عندك بطاطا.. وانت تكسب فلوس كتير بقي.. «الابن ومخلص يضحكان.. والسيسي يبتسم بغيظ وهو ينظر لهما بنفس الغيظ».

«ثم يدخل مدير مكتب الرئيس ويتجه نحو الرئيس السيسي».

مدير مكتب الرئيس: سياده الرئيس.

«السيسي»: خير يا سياده اللواء ممدوح.

مدير مكتبه: السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد رئيس مجلس البرلمان والسيد رئيس الديوان جايين طالبين مقابله سيادتك فوراً..

«يخرج مدير مكتب الرئيس والسيسي يجلس علي مقعد الرئاسه خلف المكتب الرئاسي ثم يدخل رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الديوان.. وبعد التحيه والمصافحه.. والسيسي لرئيس مجلس الوزراء وهو يتجه للجلوس في ركن الانتريه».

«السيسي»: خير يا سياده رئيس الوزرا..

رئيس الوزراء: الشعب كله زي ما حضرتك شايف في انتظار قرارك يا سياده الرئيس..

«السيسي»: اه.. (باهتمام) انت ايه رايك وراي الوزرا في حكومتك يا سياده رئيس الوزرا..؟

رئيس الوزراء: راينا من راي الشعب.. ان سيادتك تكمل المشوار نزولاً علي رغبه الشعب كله.

رئيس مجلس النواب: (معقباً) وده مش راي مجلس الوزرا فقط يافندم.. ده راي مجلس النواب باجماع الاراء مستقلين ومعارضه قبل احزاب الائتلاف الحكومي.

«السيسي»: (لمخلص وابنه وحفيده) سامعين.

«مخلص»: الراي النهائي لسيادتك يا سياده الريس.

رئيس الوزراء: وهي دي عايزه ذره تردد يافندم.. ده اجماع شعبي عمره ما حصل علي مر التاريخ.. وده لانجازات سيادتك العملاقه واللي العالم كله بيتحاكي بيها وبيضرب لها ولسيادتك الف تعظيم سلام.

«السيسي»: (بعد ان ينظر نظره بها شيء من التحدي لابنه ومخلص)! لا قل لي يا سياده رئيس الوزرا.. ايه اهم الانجازات دي؟

رئيس الوزراء: كفايه منظومه التعليم اللي كانت في الحضيض بقت من اعظم نظم التعليم في العالم.. وكفايه الانضباط اللي بقي في الشارع المصري والمشاريع العملاقه وعلي راسها محور قناه السويس.. وباقي الانجازات العملاقه سيادتك والشعب والعالم كله يعرفها كويس.. ولازم سيادتك تكمل المشوار.

«السيسي»: اه.. (ثم متفكراً.. ثم ينظر الي مخلص والحفيد والابن) ايه رايكو؟

«الابن ومخلص يلوذان بالصمت والحفيد بتلقائيه».

الحفيد: انا قلت لحضرتك رايي يا جدو.

رئيس النواب: اكيد رايك زي راي باقي الشعب يا ابوحنفي.

«مخلص»: رايه.. في صالح الشعب (بحسم).

«السيسي»: (بعد لحظه تفكير) طب وده يحصل ازاي والدستور بينص انهم مدتين رئاسيتين فقط لا غير يا سياده رئيس الوزرا.

رئيس الوزراء: يافندم الدستور مش قران ولا كتاب مقدس.. واللي عملوا الدستور اللي هما الشعب بيطالبوا بتعديل الدستور.

رئيس النواب: وده تعديل بسيط وطفيف يافندم.. وهو حرف واحد فقط لا غير اللي هيتغير.. وكل اللي فيها ان هنشيل من كلمه معينه حرف التاء المربوطه ونحط مكانه حرف الدال.. فقط لا غير.

«السيسي»: (بشيء من الدهشه) حرف واحد فعلاً.

رئيس النواب: (مؤكداً) واحد فقط لا غير، حضرتك.

«السيسي»: (بشيء من اللهفه) ازاي؟

رئيس النواب: الماده بتقول ايه حضرتك؟

رئيس النواب: (وهو يخرج ورقه من جيبه يقرا منها) انه من حق الرئيس المنتخب ان يترشح مده مماثله.. (ثم ينظر للرئيس) صح سيادتك.

رئيس النواب: كلمه مده هنشيل منها التاء المربوطه وهنحط مكانها دال تبقي ايه سيادتك؟

رئيس النواب: والتعديل هينطرح علي مجلس النواب في جلسه عاجله وهيتوافق عليه بالاجماع.

رئيس الوزرا: وعلي الشعب في استفتاء عام وهيتوافق عليه بنسبه لا تقل عن سبعه تمنيه وتسعين في الميه.

«السيسي»: وافضل الرئيس.. (وعينه تبرقان بالامل وشيء من السعاده).

رئيس الوزرا: مدي الحياه سيادتك.

رئيس النواب: وما تنساش سيادتك ان اللي قبل قبلك قعد رئيس ثلاثين سنه.

«مخلص»: (متقدماً نحو السيسي وكانه يواجهه ويذكره) وراح فين بعد كده؟.

رئيس مجلس النواب: (مستنكراً) لا يا باشمهندس مخلص.. الفارق كبير جداً وشاسع جداً.. وانجازات سياده الرئيس تتحدث عن نفسها.. والشعب.. الشعب صاحب القرار الاول والاخير هو اللي خارج في مظاهره تاريخيه بيطالب بالتعديل الدستوري وبالرئيس السيسي رئيساً مدي الحياه.

رئيس الديوان: (ملاحقاً الرئيس الساهم والشارد والمهموم) وعموماً سيادتك يافندم لو كان الحل ده مش عاجب فخامتك فيه حلول تانيه كتير.

«السيسي»: (بشيء من الاهتمام) حلول زي ايه؟

رئيس الديوان: زي حل «بوتين» و«ميدفيديف».. السيد رئيس مجلس الوزرا ينزل مدعوماً من سيادتك في انتخابات الرئاسه وينجح وسيادتك تتكلف من البرلمان برئاسه الحكومه بتفويضات وصلاحيات رئيس الجمهوريه، بحيث ان الرئيس الجديد يكون رئيس شرفي وسيادتك اللي في ايدك كل المقاليد.. وده حل عملت بيه روسيا وتركيا ودول متقدمه كتيره.. ومفيش فيه، والحمد لله، اي عوار دستوري.. ولا اي انتهاك للدستور.

«السيسي»: (ساهماً) اه.. وايه حلول تانيه؟..

رئيس النواب: (بدهائه) هو حل واحد اللي فاضل.. ان ننزل انتخابات الرئاسه اللي جايه واحد من بتوعنا موثوق في اخلاصه وتبعيته.. وينزل تحت مظله تاييد سيادتك وينجح.. وشهرين تلاته يتقدم لمجلس النواب باعتذار رسمي عن المنصب لظروف صحيه وتتعمل انتخابات جديده وسيادتك تدخلها وتنجح النجاح الساحق.. وترجع للمنصب.

الابن: (بشيء من السخريه) قصدك يعني اللي هيدخل هيقوم بدور «المحلِّل».

رئيس النواب: (بدهائه) هو المحلل مكروه في الشرع بس مش حرام.. وللضروره احكام يافندم.

رئيس الوزراء: انا شخصياً بميل للحل الاول وتعديل الدستور خاصه انه بناء علي رغبه الشعب.

رئيس النواب: وانا متضامن معاهم ومع الشعب يافندم.

«السيسي في حيره من امره بينما يتقدم منه حفيده محمود».

«محمود»: (بصدق) انا عند رايي يا جدو.. وكفايه كده.

«السيسي»: بس انا صعبان عليّا الانجازات اللي نفسي اكملها..

«مخلص»: ولّا صعبان عليك الكرسي؟

«السيسي»: صعبان عليّا كمان تكمله مسيره النهضه.

الابن: ولّا صعبانه عليك الطياره الرئاسيه واُبهه الرياسه؟

«السيسي»: (بلحظه وضوح وصدق) صعبان عليا كل حاجه.. تكمله الانجازات والسلطه والنفوذ والكرسي والطياره الرئاسيه.

الابن: (وهو يتقدم منه مردداً بصوت رخيم) كفايه كده.. السلطه المطلقه مفسده مطلقه.

«مخلص»: (وهو يتقدم من السيسي) هتكون اهم انجازاتك لما تحافظ علي قدسيه الدستور.

الحفيد: قد ما الشعب بيحبك قد ما الشعب والدنيا كلها هتحترمك يا جدو.. (وهو يتقدم من السيسي).

رئيس الديوان: (وهو يتقدم نحو السيسي) لازم حضرتك تستمر علشان تحافظ علي انجازاتك وعلي وحده نسيج البلد وعلي استمرار الازدهار.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل