المحتوى الرئيسى

زينب الوكيل سيدة مصر

10/21 08:48

«لا تظلموا الموتي ولو طال المدي/ اني اخاف عليكمو ان تلتقوا».. بهذا البيت الشعري لابي العلاء المعري يفتتح مصطفي عبيد كتابه الجديد عن السيده زينب الوكيل حرم مصطفي باشا النحاس.

الكتاب يقع في مائتي واربعين صفحه من القطع المتوسط وقد صدر الشهر الماضي عن دار الرواق للنشر، لكنه دخل في اقل من اسبوعين ضمن قائمه «الكتب الاكثر مبيعاً» في مكتبات دار الشروق التي تتولي توزيعه.

والكتاب يعتبر اول دراسه حقيقيه تتناول سيره حرم مصطفي النحاس، والتي لم يرد ذكرها الا يسيرا في بعض كتابات خصوم الزعيم المحبوب مصطفي النحاس وكان ذلك بغرض الهجوم والتلفيق وهو ما دعا مؤلف الكتاب ان يعيد طرحه وتسجيله مفنداً وداحضاً وباحثاً عن الحقيقه.

لقد جاءت «زينب» كما يقول الكاتب من الظل الي النور حيث دنيا الرجل المتوج علي قلوب ملايين المصريين. وقفت الي جواره في سنوات هي الاصعب والاشرف في تاريخنا الحديث. شاركته انتصاراته وانتصارات مصر وشعبها في مواجهه سلطه ملكيه مستبده، واحتلال بريطاني بغيض، وتلقت سهام الحساد والخصوم في صبر وجلد يليق بسيده عظيمه.

وكان خصوم الوفد وسماسره السياسه والمنتفعون بالملك فاروق يهاجمون النحاس باشا من خلال زوجته. يختلقون حولها الحكايات ويروجون عنها الشائعات وينشرون ضدها المقالات والافتراءات بلا حدود في الصحف والمجلات وحتي في الكتب للانتقاص من قدره، وكان الرجل يبتسم في صبر وهو يعلم مقدار عطائه للامه المصريه.

وبعد ثوره يوليو اتسع حجم الافتراء وزاد عدد الخصوم وصار واضحا ان كثيرين صعدوا الي رضا السلطه علي حساب النحاس باشا وحرمه وتشويه صورتيهما. وعلي مدي 13 عاماً ساندت السيده العظيمه زوجها بكل ما تملك. باعت حُليها واثاث منزلها لتكفل له مصروفات علاجه حتي لقي ربه في 23 اغسطس 1965، ولم يمهلها القدر ان تعيش طويلاً بعده، ففي 9 نوفمبر 1967 رحلت زينب الوكيل لتلحق به في دار الحق، بعد ان صبرت طويلا علي افتراءات واكاذيب دار الباطل لتطوي صفحه من المجد لم يكتبها احد، ولتثبت انها لم تطق الحياه بعده سوي عامين فقط، وتعجلت اللحاق به رغم انها لم تكن قد جاوزت عامها الخامس والخمسين.

ويقول المؤلف في مقدمة كتابه انه كان من المؤسف ان كثيرين ممن انصفوا النحاس باشا بعد وفاته، فاتهم ان يذكروا خيراً للسيده العظيمه التي كانت تقف الي جواره وتسانده وتشاركه همومه واحلامه، متناسين في ذلك الحكمه الشهيره التي طالما سمعوها بان «وراء كل رجل عظيم امراه»، بل ان بعضهم اعتبر تلك السيده اساءت الي النحاس باشا والي الوفد ومسيرته، رغم ان اعظم ما قدمه الوفد من انجازات وعطاء لمصر كان خلال السنوات التاليه لزواج النحاس باشا بزينب الوكيل.

تحت عنوان «فتاه من الظل» يحكي مصطفي عبيد عن ميلاد «زينب» عام 1912 في قريه سمخراط بالبحيره في عائله نبيله عرفت باسم الوكيل، لانها كانت تتولي وكاله الحجاج المصريين الي الاراضي المقدسه. في ذات العام يلاحظ الكاتب انه شهد ميلاد سيدات كثيرات عرفهن التاريخ السياسي مثل ايفا براون عشيقه هتلر، والسيده وسيله زوجه الزعيم التونسي الحبيب بورقيبه، والمطربه اسمهان.

ان عائله «الوكيل» واحده من العائلات الثريه التي نزحت الي مصر من الجزيره العربيه خلال العصر العثماني، وحازت عشرات الالاف من الافدنه وامتد نفوذها في محافظه البحيره لدرجه انه تم تمثيلها في اول مجلس نواب مصري عام 1866.

ويحكي الكتاب كيف شارك ابراهيم الوكيل وهو جد زينب في الثوره العرابيه ثم ساند سعد باشا زغلول في جمع التوكيلات للتحدث باسم الشعب المصري، كما كان لابنه عبدالواحد الوكيل والد زينب دور في مسانده حزب الوفد بعد ثوره 1919.

ان ابناء عبدالواحد الوكيل تعلموا كما يتعلم ابناء الاسر العريقه في ذلك الوقت، حيث اهتم والدهم بتعليمهم اللغتين الفرنسيه والانجليزيه، الي جانب التعليم الديني المُتمثل في القران وعلومه وبعض العلوم الشرعيه. وثمه اشارات متكرره لالتحاق زينب في الرحمانيه بمدرسه ما ابتدائيه، لكن ما يؤكده عدد من افراد عائلتها هو انها التحقت بمدرسه المير دي ديو في جاردن سيتي بعد انتقالها الي القاهره، وهناك تعرفت الفتاه الصغيره علي العلوم واللغات المختلفه، وخرجت بعده صديقات كانت ابرزهن صديقه السلحدار التي ظلت علي علاقه وطيده بها بعد زواجها.

وبين القاهره وسُمخراط تنقلت زينب مع عائلتها التي بدات في مد جسور التعارف والمصاهره مع عائلات اخري عن طريق الصداقه والشراكه التجاريه.

لقد كان بيتا عبدالواحد الوكيل في مصر الجديده، وحدائق القبه محلا لاجتماعات كثير من صفوه المجتمع من عائلات كبري واعضاء مجلسي نواب وشيوخ وموظفين كبار في وزارات مختلفه واعيان واصحاب اراض وصحفيين وكتاب، وهم الذين كانوا يرون زينب ويعتبرونها جديره بالزواج من رجل عظيم يعرف لها حقها ويستحق جمالها وذكاءها. وفي يوم ما رات السيده ليزا مقار وهي صديقه عايده حرم مكرم عبيد زينب في منزل والدها بحدائق القبه وتحدثت اليها واعجبت بلباقتها ولطفها وجمالها، وطلبت صوره منها احتفظت بها الي حين لتكون فيما بعد بين يدي مصطفي النحاس الذي كان يبحث عن عروس.

ويستعرض الكتاب في فصل كامل اسباب تاخر زواج النحاس، وما ذكره البعض عن علاقه غرام ربطته بفتاه نمساويه او ايطاليه تدعي «فيرا».

ان مصطفي باشا النحاس من مواليد 15 يونيو 1879 ظل حتي الخامسه والخمسين دون زواج والسؤال المهم هنا هو لماذا ظل النحاس باشا عازبا لنحو 23 عاماً بعد تخرجه في كليه الحقوق؟

ان الثابت طبقا لتحليل شخصيه مصطفي النحاس ان هناك حقيقتين مهمتين اولاهما انه كان مستقيماً ومتديناً لدرجه يصعب معها تخيل دخوله في علاقات غير مشروعه قبل الزواج، والثانيه انه كان مُنشغلا بشكل قاسٍ بالقضيه الوطنيه. ويكفي الاشاره الي ان ثوره 1919 قامت والنحاس علي مشارف الاربعين من عمره، فضلاً عن كونه فقيرا ليس له دخل سوي ايراد مكتب المحاماه. كما انه كان مُحملاً بعبء الانفاق علي ابناء اخته نظراً لاحتياجهم الشديد. وفي تلك الاثناء كانت القضيه الوطنيه هي شغله الشاغل، بل هي كل حياته. وقد نُفي مع سعد زغلول عام 1921 وظل ثلاث سنوات في المنفي.

وحتي بعد عودته من النفي واستقراره النسبي في مصر انشغل بالترافع في قضايا الجهاز السري لثوره 1919، وكان له دور في انقاذ رقبتي احمد ماهر والنقراشي من الاعدام عندما اتُهما بالضلوع في اغتيال وقتل الانجليز والمتعاونين معهم خلال الثوره.

لقد اثر ذلك علي حياته الاجتماعيه بشكل كبير، لدرجه انه رفض كمحام كثيراً من القضايا بسبب التفرغ لهذه القضيه. ويحكي ابراهيم فرج جانباً من الظروف الماديه التي احاطت بالنحاس وقتها والتي جعلته ابعد عن ترف الزواج فيقول: «امتنع علينا قبول ايه قضيه اخري في الوقت الذي كان فيه مصطفي النحاس في امس الحاجه الي المال لمواجهه متطلبات حياته وحياه اولاد شقيقته وعندما اشرت اليه من طرف خفي الي ظروفه الماليه الخاصه قال لي: يا ابراهيم. ان قضيه ماهر والنقراشي قضيه خطيره ولها اثار بعيده بالنسبه لمصر وللوفد».

ولم يلبث ان توفي سعد باشا زغلول في اغسطس 1927 وعمر النحاس يتجاوز بقليل الثامنه والاربعين، وصار عليه بعد انتخابه رئيساً للوفد عبء كبير يتمثل في سد الفراغ الناتج عن رحيل زعيم كاريزمي نادر.

لقد ظلت ثوره 1919 لنحو 15 عاما متصله تناضل وتكافح ويجاهد ابناؤها لتحقيق استقلال الوطن، وصار واضحا في 1934 وبعد سلسله ضربات موجعه من الانجليز والقصر واسماعيل صدقي ان الثوره انتهت، وان اقصي ما يمكن تحقيقه هو ما تحقق بعد ذلك في معاهده 1936.

وخمدت روح الثوره تماماً بعد سلسله مصادمات وصدامات حاده وكفاح مرير، وشعر كثير من الوفديين انه ان الاوان للراحه بعد 15 عاماً من المعاناه، من الالم، من الفقر، من النفي، ومن الملاحقات البوليسيه والدفاع الدائم عن استقلال مصر.

هنا فقط يمكن فهم رغبه مصطفي النحاس في الزواج. انه انسان طبيعي وسوي، وفوق ذلك متدين ومستقيم، والمفترض ان يكون له زوجه، وعائله مثل باقي البشر. وربما راي النحاس انه ان الاوان ان يستريح وان يتحول نضاله الوطني من مرحله الثوره الي مرحله السياسه. هنا فان زواجه يساعده نفسيا علي قبول تلك الفكره، لان الاسره بغض النظر عن موعد انشائها تعتبر بمثابه علامه طمانينه واستقرار.

لم يتزوج الزعيم المحبوب من الملايين وقتها عن قصه حب، وانما كان يبحث عن لحظات راحه، عن امان اجتماعي بعد ان يتجاوز سن المعاش ويجد من يرعاه في شيخوخته ومرضه. كان زواجه عقلياً تماماً، فهو يبحث عن سيده محترمه سليله بيت شريف تعرف قدره، وتحترم زعامته. كان الرجل يبحث عن سيده تمنحه العطاء العاطفي الغائب عنه طوال سنوات النضال والكفاح والثوره. لقد كان النحاس باشا يدرك دون شك ان من حقه ان يمارس حياه طبيعيه مثل كل الناس، وان تكون له زوجه تشاركه الحياه بعد ان قاربت علي نهايتها. ربما كان هذا تصوره عندما ابدي الرغبه لاصدقائه واهله في الوفد في الزواج.

ولاشك ان سن الخامسه والخمسين هي الوقت الاخير الذي يمكن ان يتزوج فيها في ظل قانون اجتماعي يحرم الارمله من معاش زوجها العامل في الحكومه ان اقترنت به بعد تجاوزه سن الخامسه والخمسين.

ويقع الاستاذ محمد حسنين هيكل في خطا مهم عندما يكتب ان النحاس ولد سنه 1879 وتزوج سنه 1935، اي انه لست وخمسين سنه من عمره ظل اعزب.

وهذا التاريخ يختلف تماماً عن الموعد الحقيقي لزواج النحاس والذي ذكر في معظم المصادر وكان 12 يونيو 1934.

ان احدي الحواديت الشهيره لزواج مصطفي النحاس يرويها كريم ثابت المستشار الصحفي للملك فاروق في مذكراته التي حملت عنوان «عشر سنوات مع فاروق». يقول كريم ثابت:

«قرر النحاس في سنه 1934 ان يتزوج، وقرر ان يتزوج قبل 15 يونيو لانه في يوم 15 يونيو سنه 1934 كان سيبلغ الخامسه والخمسين، وقانون المعاشات لموظفي الحكومه المصريه في ذلك الوقت يحرم الارمله من نصيبها في معاش زوجها اذا تزوج بعد بلوغه الخامسه والخمسين. وكان لمكرم عبيد والسيده قرينته صديقان عائليان هما جاك ميلاد والسيده قرينته ليزا مقار، وذكر مكرم امامهما يوما ان النحاس يفكر في الزواج ويبحث عن عروس.

فقالت السيده ليزا، انها لما كانت تقيم في حدائق القبه كانت تسكن في فيلا مجاوره لدار عبدالواحد الوكيل بك واسرته فادي تزاور العائلتين الي نشوء علاقات صداقه وود. وقالت ان لعبدالواحد الوكيل عده بنات وان اكبرهن تدعي زينب لم تتزوج بعد وهي علي جانب كبير من الذكاء والجمال، وانها تعتقد انها العروس التي تصلح للنحاس.

وكان مكرم عبيد يعرف عبدالواحد الوكيل ويقدر سجاياه، فاعاد علي النحاس ما سمعه من ليزا مقار، فصاح النحاس قائلا: بنت عبدالواحد الوكيل يستحيل. ده خرج من الوفد. فقال له احدهم انه لم يخرج من الوفد، وانما استقال من الهيئه الوفديه في عهد وزاره اسماعيل صدقي، ليدرا عن نفسه اضطهاد الحكومه في مصالحه ولم ينضم الي حزب اخر. وقال اخر: ان السياسه شيء والزواج شيء اخر.

واخيراً طلب النحاس ان ياتوا له بصوره زينب الوكيل قبل ان يقرر قراره النهائي، وجلبت السيده ليزا مقار صورتها فما كاد يراها حتي اعجب بها، واعرب عن رغبته في زياره العائله ليتسني له ان يراها. وتمت الزياره، ولما عرف زينب ازداد اعجابا بها، وسارع الي طلب يدها. وتم عقد القران في سنه 1934 اثناء وزاره «عبدالفتاح يحيي».

وتظهر قصه الزواج بدون تفاصيل في بعض صحف تلك الفتره حيث تشير جريده الاهرام في خبر لها منشور في 13 يونيو 1934 الي حفل الزفاف فتقول:

«قبل ان وافت الساعه السادسه من بعد ظهر امس اخذت السيارات المقله للعظماء والكبراء والوزراء السابقين والوجهاء تيمم تجاه ضاحيه حدائق القبه الي شارع شفيق باشا‏,‏ حيث تقوم دار ال الوكيل الكرام اصهار حضره صاحب الدوله الرئيس الجليل مصطفى النحاس باشا، ففي هذه الدار تولي حضره صاحب الفضيله الشيخ ابراهيم الغاياتي صيغه عقد قران دولته بسليله المجد الانسه النجيبه زينب الوكيل هانم، وقد وزعت عليهم الحلوي والمرطبات واخذ المصورون صورا عديده لدوله الرئيس والحفله الانيقه‏.‏ ثم جلس دوله الرئيس في وسط الحفل المبتهج واستمعوا الي قصيده عامره القاها الشاعر الكبير عباس محمود العقاد‏,‏ ثم وقف المطرب المبدع الاستاذ محمد عبدالوهاب فاطرب الحاضرين بصوته العذب الحنون في قطعه ترنمت بها نبرات الموسيقي‏ تقول:

النيل يهني بفرحه شخصك الغالي /

والامه تهتف وصوتها في الهتاف عالي/

لمصطفاها العظيم والكوكب الهادي /

الله يبارك زواجك يا زعيم النيل /

وينصرك والوطن ع الظالم العادي.

وكان من المثير للاستغراب ان هذه الاغنيه التي شدا بها عبدالوهاب مهنئاً زعيم الامه وعروسه، وكتب كلماتها شاعر غنائي اسمه حسني عبدالحميد فقدت من سجلات اغاني عبدالوهاب.

اما قصيده الشاعر عباس محمود العقاد فقد بدات ابياتها بقوله: باسم مصر ازجي تهاني مصر / لامين علي اسم مصر حسيبُ.

ولاشك ان هذا الحدث كان محط فرحه عارمه في ربوع مصر من ملايينها التي عشقت مصطفي النحاس حتي التقديس، وفرحت لفرحه، وابتهجت لسعده. وليس ادل علي ذلك من برقيات التهاني التي تلقتها جريده الجهاد لسان حال الوفد في ذلك الوقت بنبا قران الزعيم. وقد وصل الامر بجموع العامه الي اقامه حفلات متنوعه بمختلف الاحياء تم خلالها توزيع الحلوي والمشروبات وقراءه القران.

وفي السنوات الاولي كانت زينب تدرك ان الرجل العظيم يجب ان تكون وراءه امراه عظيمه. تؤمن بمبادئه وتدرس افكاره وتقدم المشوره، وتهيئ المناخ اللازم لاستقرار انساني دافع الي الامام. كان النحاس بالنسبه لها هو ذلك الرجل العظيم، والذي يجب ان تكون زوجته مثله وطنيه ونزيهه ومثمره. وهنا، فاننا نلمح تعليقاً منصفاً للاستاذ محمد حسنين هيكل عندما يقول بشان زواج النحاس انه «كان زواجا سعيدا، ومع ان فارق السن كانت له احكامه، فان شباب الزوجه توازن مع مكانه الزوج زعيما معترفا به للسواد الاعظم من شعبه».

وقد لاقت زينب في بدايات زواجها مشكلات كادت تعكر صفو حياتها، خاصه عندما اختلف الكاتب الكبير عباس محمود العقاد مع مكرم عبيد ثم امتد هذا الخلاف ليشمل الوفد كله مع كيل الاتهامات والاوصاف السخيفه للنحاس باشا نفسه، ثم امتد هذا الهجوم بشكل غير منطقي الي زينب زوجه النحاس والتي لم تكن معروفه جيدا بعد، وهو ما تستنكره السيده فاطمه اليوسف في مذكراتها، وتقول انها لم تكن راضيه عن ذلك.

والمؤسف ان العقاد كان حاداً في خصامه كما هو حاد في محبته، ولاشك ان تعرض زينب الوكيل لهجوم غير مبرر وانتقاد غير وجيه في بدايه زواجها بسبب اقترانها بزعيم الوفد قد اكسبها صلابه وقوه احتمال ستجعلها فيما بعد اكثر قدره علي مواجهه سهام النقد واتهامات الخصوم بصدر رحب وقدره موضوعيه علي الرد والمواجهه.

ان صوره السيده صفيه زغلول ومكانتها لدي الناس جعلت زينب تقتنع انه ليس عيباً ان يكون لها دور في الحياه السياسيه يتمثل في مسانده الوفد ومواجهه خصومه وردهم والدفاع الدائم عن الزعيم المحبوب من الشعب. لقد فكرت ونجحت في ان تقدم نموذج الزوجه العاقله المتزنه القادره علي تقدير مكانه زوجها افضل التقدير، ولاشك ان اسرتها التي تعلم تماما قيمه وقدر مصطفي النحاس كانت تدفعها دفعاً في هذا الاتجاه. لقد صار النحاس باشا بالنسبه لها ولعائلتها كبير العائله الذي يُستشار في كل امر وتكون له الكلمه النافذه والاخيره. وربما نلمح ذلك في فقرات متعدده من مذكرات النحاس كما املاها علي محمد كامل البنا سكرتيره الخاص. في مدونات عام 1940 يحكي النحاس باشا:

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل