المحتوى الرئيسى

عجلة السينما العراقية تدور من جديد بفضل جيل المخرجين الشباب

10/20 00:58

علي نحو ساعتين من المشاهده الممتعه، دارت فيها عجله السينما العراقية الروائيه من جديد علي اكتاف مخرجين ومخرجات من جيل الشباب، استطاعوا فيها حصد اهم الجوائز العربيه والعالميه، بامكانات متواضعه، وعبر 6 افلام روائيه قصيره رصدت بعض ما خلفته سنوات الحروب والفقر التي سادت البلاد، واعادت طقوسا بغداديه غيبت منذ اكثر من 10 سنوات بسبب انكماش دور العرض السينمائي واهمال تجديدها.

تجربه السينما المتنقله او الجواله في سنتها الرابعه، التي قدمها المركز العراقي للفيلم المستقل اخيرا، تجربه اراد لها منظموها ان يوصلوا رساله للجمهور المحلي والعربي معا باهميه صناعه السينما في حياه الشعوب، واهميه ان تقول كلمتها للتاريخ لرصد احداث حقيقيه وماسي زمن الحرب التي كان ضحيتها الصغار والنساء علي وجه الخصوص.

المهرجان شهد عروضا لافلام روائيه سبق ان انتجها المركز ونالت الكثير من الجوائز والشهادات التقديريه العالميه، اخرها مهرجان دبي السينمائي الدولي العاشر. منها الفيلم الروائي الطويل «كرنتينه» للمخرج عدي رشيد الذي فاز بجائزه افضل فيلم عربي في مهرجان وهران السينمائي، وشارك في 20 مهرجانا دوليا، وفيلم «بين احضان امي» للمخرجين عطيه ومحمد الدراجي الذي نال 15 جائزه عربيه ودوليه، وشارك في 75 مهرجانا عالميا وعربيا، كذلك يشارك فيلم «ابن بابل» للمخـرج محمد الدراجي الذي حصد 35 جائزه عربيه، ودوليه وشارك في 150 مهرجانا عربيــا وعالميـــا، كمــا سيعرض المهرجــان مجموعه من الافلام الروائيه القصيره التي اخرجها مخرجون ومخرجات شباب، منها «خزان الحرب» للمخرج يحيي العلاق، وفيلم «عيد ميلاد» للمخرج مهند حيال، وفيلم «اطفــال الـلـه» للمخرج احمد ياسين، وفيلم «طيور نسمه» للمخرجين نجوان علي وميدو علي، وفيلم «احمر شفاه» للمخرج لؤي فاضل، وفيلم «اطفال الحرب» للمخرج ميدو علي.

يقول المخرج محمد الدراجي، احد منظمي المهرجان، خلال امسيه عروض سينمائيه نظمتها مؤسسه برج بابل للتطوير الاعلامي (احدي منظمات المجتمع المدني) في مقرها بالعاصمه بغداد، بحضور حشد كبير من الفنانين والمختصين وشباب السينما: «مرت 10 سنوات بعد عام 2003، اثمرت عن 15 فيلما سينمائيا استطاعت ان تذهب بالسينما العراقيه الي العالميه، عبر قصص تحكي عن هموم شعبها ومعاناتهم في الماضي وتطلعاتهم في الحاضر والمستقبل».

واضاف: «المهرجان انطلق في مدينه الناصريه جنوب العراق عام 2003، ليطوف بعدها جميع المحافظات العراقيه متنقلا بين المدن والقري والارياف ليكون بديلا عن دور العرض السينمائيه التي اتلفت بسبب الحروب ولم يجر تاهيلها حتي الان».

واكد الدراجي، وهو صاحب فيلم «تحت رمال بابل» الذي نال جائزه افضل فيلم عربي في مهرجان ابوظبي السينمائي عام 2013: «انطلاق الدوره هذا العام يتزامن مع اعنف حرب يتعرض لها العراق من قبل الارهاب والمتطرفين، وكان لا بد للسينما من دور لاجل التخفيف من وطاتها النفسيه علي الناس، كما اننا نؤمن بان السينما اداه فاعله في خلق ثقافه منتصره وجديده تتمكن من دحر الفكر الارهابي وتوثيق الكثير من الحقائق.

ووعد بان تجوب السينما المتنقله لتصل اماكن النازحين في شمال البلاد وجنوبها للتخفيف من وطاه ما اصابهم.

وعن مصاعب انتاج مثل هذه الافلام، يقول الدراجي: «هناك مصاعب كبيره لانتاج فيلم سينمائي واحد، فتكلفه صناعه الدقيقه تساوي بين (10 - 20) الف دولار، كذلك عمليه دخول وخروج اجهزه التصوير عبر مطار بغداد الدولي امر صعب، كذلك نوعيه الافلام التي اردنا من خلالها ان تكون احترافيه اكثر مما هي للتدريس والتعلم.

ويعد المركز العراقي للفيلم المستقل الذي يتراسه الفنانان محمد الدراجي وعدي رشيد احد المراكز السينمائيه المستقله ومقره في بغداد، وهو مدرسه للسينمائيين ومحبي هذا الفن، يجمع بين الرؤيه العالميه الحديثه للسينما والرؤيه العراقيه للنهوض بواقع السينما العراقيه من ناحيه الانتاج والتعليم وغيرها. واستطاع اخيرا وعبر التعاون مع وزاره الثقافة العراقيه ومشروع (بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013) انتاج 6 افلام عراقيه روائيه قصيره عرضت في مهرجان دبي السينمائي الدولي بعنوان «ارث عراقي: اطفال المستقبل»، وقد جري انتاج الافلام الـ6 في ورشه تعليم التصوير علي كاميرا 35 مليمتر السينمائيه واستمرت سنه كامله، انخرط فيها 20 طالبا، حيث يدرس البعض منهم الان في الخارج ضمن مشروع المركز العراقي للفيلم المستقل لبناء جيل جديد من صناع السينما في العراق.

قصص الافلام الـ6 التي عرضت في الامسيه، ورغم غياب مخرجيها الشباب بسبب مشاركتهم في فعاليات مهرجان الافلام العربيه في مالمو بالسويد فانها تولت الحديث عوضا عنهم وهي تحكي قصص الوجع العراقي والحياه التي خلفتها الحروب، ففي فيلم المخرج محمد ياسين (اطفال الله) يستعرض حياه فتي بترت ساقاه، لكنه ظل مراهنا علي فوز فريق البنات علي فريق البنين في احدي المدارس وهو يتنقل بسرعه علي سياج المدرسه. اما فيلم ميدو علي «اطفال الحرب»، فيقوم احد الاطفال بالافصاح عما يسكنه من اسي عبر رسوماته، انه من ضحايا الحرب، ويعيش في ملجا للايتام، وياتي بعدها فيلم «طيور نسمه» للمخرجه الشابه نجوان علي، بالمشاركه مع المخرج ميدو علي، ليستعرض قصه طفله تستهجن العالم من حولها بعد ان ارغمتها امها علي بيع طيور والدها المتوفي في احد الانفجارات، لكنها فوجئت بتحولها الي امراه وتقرر ان تخبئ الامر علي امها كي لا تطوي احلام طفولتها واحلامها في مجتمع ذكوري متسلط.

يقول الناقد السينمائي علاء المفرجي خلال حضوره الامسيه: «الفوره الرائعه لسينمائيينا الشباب في السنوات الاخيره، اثبتت ان مستقبل الفيلم العراقي يرسم ملامحه الشباب، ويكفي حضورهم المتميز في المهرجانات السينمائيه العربيه والعالميه وما ظفروا به من جوائز كثيره رغم امكاناتهم المحدوده».

واضاف: «تركيز مواضيع تلك الافلام علي الطفوله لم يات مصادفه، لان شباب السينما وهم يتصدون لمهمه بلوره انطلاقه جديده لها في السنوات الـ10 الاخيره هم انفسهم من اكتوي بنار الحروب واثارها المدمره، فكان من الطبيعي ان يستعيدوا في افلامهم طفولتهم غير المكتمله».

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل