المحتوى الرئيسى

بغداد ترد على «داعش» بافتتاح مهرجانها الدولي السادس للسينما

10/19 05:47

رغم اضطراب الاوضاع الامنيه في عموم العراق، وورود شائعات عن اقتراب قوات تنظيم «داعش» الارهابي من حدود بغداد، فقد انطلقت عصر اول من امس فعاليات مهرجان بغداد السينمائي الدولي السادس، بمشاركه (750) فيلما من (45) دوله سيعرض 112 منها ضمن المسابقات الرسميه الـ6 المقرره للمهرجان، وابرز مفاجات المهرجان هذه المره ان غالبيه الافلام المشاركه تعرض للمره الاولي في العراق والعالم العربي.

اللافت في الموضوع ان بغداد ومنذ اكثر من 10 سنوات تشكو غياب صالات العرض السينمائي، تلك الصالات التي كانت ومنذ الثلاثينات من القرن الماضي تشكل العصب الاجتماعي والثقافي للعاصمه العراقيه، حيث لم يكن اي شارع رئيس يخلو من اكثر من صاله للعرض السينمائي، خاصه في شارع الرشيد الذي كان يعد، بالاضافه الي كونه اول شارع، اهم شوارع العاصمه العراقيه، وكذلك في ساحه التحرير.

وسرعان ما ازدهرت هذه الصالات وتنوعت عروضها السينمائيه، فكانت صاله سينما النصر بشارع السعدون مخصصه لافلام العوائل، وكانت الاسر الراقيه تشتري مقصوراتها لتواصل حضورها لروائع الافلام المصريه وقتذاك، وهناك صاله سينما سميراميس للافلام الراقيه، الغربيه خاصه، اما صالتا سينما غرناطه وبابل فكانتا متخصصتين لحضور المثقفين العراقيين لطبيعه الافلام التي كانت تعرض هناك، بينما تخصصت صاله سينما السندباد للافلام الهنديه، وصاله سينما الخيام لافلام (الاكشن) في الغالب، وسينما المنصور لافلام الشباب، وهكذا.

الا ان الظاهره التي ميزت بغداد هي وجود صالات صيفيه لعرض الافلام، وهي صالات مفتوحه علي الهواء الطلق وتعرض افلامها للعوائل ليلا، مثل صاله سينما روكسي الصيفيه الشهيره.

لكن وللاسف بدات هذه الصالات بالانحسار والاختفاء، حيث زحف الخراب والحريق علي صالات شارع الرشيد ومن ثم شارع السعدون، وقد اسهم الحصار الذي فرض علي العراق منذ بدايه تسعينات القرن الماضي باطلاق رصاصه الرحمه علي صالات العروض السينمائيه بسبب عدم وجود افلام سينمائيه جديده، كما اسهمت الظروف الاقتصاديه والسياسيه بوضع نهايه عصر مجد السينما في بغداد فتحولت هذه الصالات لدور عرض افلام فيديو منتجه محليا او مستورده بواسطه جهاز (البراجكتور) او صالات لعرض اعمال تهريجيه سطحيه سميت بالمسرح الكوميدي، قبل ان تتحول غالبيه الصالات الي مخازن ومحلات تجاريه.

ويشكو صناع السينما في العراق من الاغفال والاهمال المتعمدين للجهات الحكوميه فيها للشروع بتاهيل صالات العرض السينمائيه في بغداد طيله اكثر من 11 عاما، والاكتفاء بالوعود او التحجج بعدم وجود الميزانيه اللازمه.

لكن من يقف وراء هذا المهرجان يصرون علي مواصله فعالياتهم رغم كل هذه الظروف التي كان علي الحكومة العراقية الاهتمام بها، فصالتا سينما بابل والمنصور من املاك الدوله، الاولي مخربه والثانيه مغلقه بحكم موقعها في ساحه الاحتفالات.

منظمو مهرجان بغداد السينمائي السادس، الذي سيواصل علي مدي 5 ايام وحتي 19 من الشهر الجاري، عزموا، ايضا، علي الرد الفعلي لمخاوف تثيرها الماكينه الاعلاميه المعاديه باقتراب دخول تنظيم داعش الارهابي الي بغداد، وقرروا ان يضيئوا سماء بغداد بالمئات من الأفلام السينمائية ويشغلوا لياليها بالامسيات الثقافيه والفنيه في تجربه اراد لها مؤسسوها دعم الانتاج الفيلمي في العراق وتشجيع سينما الشباب وكذلك سينما المحترفين ودعم سينما المراه في العراق والعالم العربي والوقوف مع قيم التحضر والتطور والمدنيه، تمهيدا للنهوض بالواقع الثقافي والسينمائي في البلاد، اضافه للسعي الي احتضان سينمائي عراقي، عربي، دولي يجمع السينمائيين من كل انحاء العالم.

مدير المهرجان الدكتور طاهر علوان قال في حديثه لـ«الشرق الاوسط»: «استغرق التحضير للمهرجان عاما كاملا، وهي الدوره الاضخم بين دورات المهرجان، اثرنا ان يكون فيلم الافتتاح عراقيا، وهو من افلام تظاهره بغداد عاصمة الثقافة العربية، يحمل عنوان (الحاج نجم) الذي سيعرض للمره الاولي في العراق والوطن العربي وهو من الافلام الضخمه واشتركت فيه عناصر فنيه من فرنسا وبريطانيا، سيناريو وحوار سلام حربه، وموسيقي احمد الشواك، وتصوير توماس سيشاوا، واخراجي، وتدور احداث الفيلم عام 1918 حيث المقاومه ضد المحتل البريطاني.. ونجم البقال يؤديه ببراعه الفنان الكبير سامي قفطان، علما بان الفيلم سبق ان شارك في مهرجان (مالمو) للسينما العربيه في السويد للفتره ما بين 26 الي 30 من شهر سبتمبر (ايلول) الماضي».

واضاف: «تراوحت افلام المسابقات المشاركه ما بين الروائي الطويل والروائي القصير والوثائقي وافلام حقوق الانسان فضلا عن افلام المخرجات العربيات والافلام العراقيه مع مشاركه عربيه واسعه في جميع المسابقات تقريبا، واهم ما سيحمله هذا العام هو ازاحه الستار عن مجموعه من الافلام العراقيه التي انتجت لحساب مشروع بغداد عاصمه للثقافه العربيه العام الماضي، يليها تنظيم ندوه نقاشيه تتضمن لقاء مع مخرجي تلك الافلام، اضافه الي ندوات تتناول واقع ومستقبل صناعه السينما في العراق بمشاركه نخبه من السينمائيين العراقيين».

اما بقيه الافلام العراقيه المشاركه فهي فيلم (اغتيال مع وقف التنفيذ) وهو شريط روائي قصير للمخرج الراحل فاروق القيسي، وفيلم (دمعه رجل) للمخرجه دينا القباني وهو من الافلام الروائيه القصيره، وكذلك الفيلم الروائي القصير تحت عنوان «صبر المفاتيح» قصه وسيناريو وحوار واخراج الفنان سامي قفطان، بالاضافه الي فيلم وثائقي للمخرج سعد الهلالي.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل