هوبير دو جيفنشي: الموضة الآن مبتذلة للغاية

يحمل مصمم الازياء الفرنسي هوبير دو جيفنشي، البالغ من العمر 87 عاما، وجهة نظر خاصه عن تاريخ الموضة، فنجم العصر الذهبي للموضه والذي يمثل شهاده حيه علي انحدارها، لا يتردد في التاكيد علي انتهاء الذوق الرفيع قائلا: "الموضه الان مبتذله للغايه".

ويعد جيفنشي، وهو تلميذ مصمم الازياء الاسباني الشهير كريستوبال بالنسياجا، احد القليلين الباقين علي قيد الحياه من عصر الازياء الراقيه "هوت كوتور" (تعني "الخياطه الراقيه" او "اخر صيحات الموضه")، والذي تدفع رؤيته الحكيمه الي اعاده النظر في السهوله التي توصف بها التصميمات التي تعرض مرتين بالعام بـ"المتميزه" و"الخارجه عن المالوف".

ويقول جيفنشي في مقابله مع (افي)، مرتديا ستره تحتها قميص ازرق فاتح بياقه بيضاء ونظاره للحمايه من الضوء: "يجب ان تتطور الموضه ببطء، بدون اي ثوره (..) فقط بهذا الشكل يمكن ان يصبح فستان ما مرغوبا ويدوم".

واضاف، بينما بجانبه العديد من التصميمات التي ابدعها في العقود الاخيره من القرن الماضي، والتي اعتبارا من الاربعاء المقبل ستعرض في متحف "تيسن بورنيميسزا" في مدريد ضمن معرض ضخم، "لا اقول هذا بهدف التباهي ولكن عند مشاهده هذه التصميمات نلاحظ انها لم تبتعد عن الموضه كثيرا".

وبين القطع المعروضه اغراض لم تعرض من قبل من مجموعات خاصه بينها فستان صديقته الممثله الفرنسيه الشهيره اودري هيبورن الذي ارتدته في فيلم "Breakfast at Tiffany's" وغيره من الملابس الانيقه التي ارتدتها عميلاته مثل جاكلين كينيدي وجريس كيلي.

ويهدف المعرض، الذي يحمل اسمه، لخلق حوار بلغه الالوان والشكل بين تصميماته واعمال المتحف، الذي تم اختيار اعمال هامه منه لرسامين مثل الفرنسي ربورت ديلوناي والاسباني اجناسيو ثولواجا والامريكي مارك روثكو والفلمنكي امبروزيو بوسهارت والفرنسي نيكولا دو ستايل.

وعن المعرض قال جيفنشي: "هذه الفكره كانت اكثر اثاره من مجرد معرض يستعرض مشواري"، علما بانه من محبي الفنون، الامر الذي ورثه عن اجداده الذين كانوا يحبون جمع النسيج، وهو ما احاطه منذ الصغر "بالجمال" وجعله يقدر اهميه المواد الخام الجيده.

ومن جانبه يقول منظم المعرض، الوي مارتينيز دي لا بيرا، "الحوار بين جيفنشي ومجموعه المتحف، نبيل وصادق وصلب"، مبرزا شخصيه المصمم "المتواضعه" رغم انه يشغل احد فصول تاريخ الموضه وفي تصميماته يجمع بين "الكلاسيكيه والخروج عن المالوف".

وكان اسلوبه العصري حاضرا منذ بدايته عام 1954 عندما اطلق مجموعه تحت اسم "Separates" وكان له الفضل في ظهور ازياء "البريتا بورتيه"، التي قدم فيها بدلا من فساتين السهره الانيقه مجموعه من الملابس التي يمكن ارتداؤها في الشارع مثل البلوزات والقمصان والتنورات.

وعن هذا الامر اشار: "اذا كان علي ان اعود للبدايه، فسافعل نفس الامر. الملابس التي تناسب الشارع هي المستقبل. العميله يمكنها اختيار قطعتين او ثلاثه والجمع بينها كما تشاء".

وحتي يرضي جميع الاذواق، كانت مجموعات جيفنشي تجمع بين الكلاسيكيه والبساطه وكانت تناسب امراه العصر التي كانت تغير ملابسها لثلاث مرات يوميا.

ويعترف جيفنشي بفضل بالنسياجا عليه، حيث قال ذات مره "بالنسياجا هو ديني"، وخلال حواره مع (افي) قال "لقد دعمني وساعدني، مثلما فعل مع اخرين كثيرين، كان علي استعداد دوما لتقديم المشوره والمساعده. كان شخصا ممتازا".

ويتراس جيفنشي "مؤسسه بالنسياجا"، ومنذ وفاه المصمم الاسباني عام 1972 كرس جهوده لاضافه القيمه لاعماله.