المحتوى الرئيسى

القراصنة الجدد.. العالم بين الفكر وسرقة المعرفة

10/17 22:40

يتكبد الفنانون والكتاب خسائر تقدر بالملايين سنويا، بسبب القرصنه الالكترونيه؛ فلا يمر اكثر من اسبوع علي صدور اي فيلم واغنيه او حتي كتاب، بدون عرضه علي مواقع الإنترنت بلا مقابل، بالاضافه الي اختفاء مسمي "العرض الاول" علي شاشات الفضائيات، بعد تسبب القرصنه في مشكلات قانونيه بين المنتجين واصحاب القنوات الفضائية، الذين يشترون حق عرض الاعمال كعرض اول او ثان، ويفاجاون بوجودها كامله علي الانترنت بجوده عاليه.

واقترح الكونجرس الأمريكي قانونا لغلق المواقع المعروفه للقرصنه مثل "تورنت" وغيرها عام 2001، الا ان الشركات الكبري مثل "جوجل" و"فيسبوك" و"ويكيبيديا" رفضوا القانون، حتي وصل الامر الي حجبهم صفحاتهم الرئيسيه اعتراضا عليه، في حين ايدته شركات كبيره اخري مثل "سوني" و"اديداس". 

وانتشرت تهديدات من صناع السينما والفنانين والكتاب لمواقع الانترنت والمنتديات الالكترونيه، لتتحول بعدها الي معركه ساخنه بين مؤيدي القرصنه وانصار محاربتها والتصدي لها، وفي النهايه اكتشف المتضررون مدي صعوبه محاربه عدو لا تعرفه.

بعدها، لجا المتضررون من القرصنه الي استماله الجمهور ضد فعل القرصنه وشرح الاضرار الماديه، وفكره خرق حقوق الملكيه الفكريه، املين في نبذ المشاهدين للاعمال المسربه، ومساعده الفنانين في الحرب ضد القرصنه، ولكن لماذا يختار الجمهور ان يدفع ثمن منتج موجود امامه مجانا؟

بارت سيمبسون : لن اشاهد افلام مقرصنه

تحمي الملكيه الفكريه مصنفات عديده تحت شعار "ان كل ما يخلقه عقل او ذهن الانسان وتحويله الي نتائج ملموسه يمكننا من حمايتها وحفظها"، انطلاقا من الكتب والموسيقي والافلام والمسلسلات واللوحات الزيتيه والمنحوتات وغيرها، حتي الاعلانات والخرائط، ضمانا لحق المؤلف والحد من عبث مستخدمي التقنيات الحديثه، ولاعطاء المؤلف الحقوق التي تمكّنه من جني عائدات ماليه، عبر استخدام الغير لمصنفاته، وكذلك الحقوق المعنويه التي تمنحه الحق في المطالبه بابوه المصنف، والحق في الاعتراض علي التغييرات التي تدخل علي مصنفه، بشكل قد يسيء الي سمعه المبدع.

وفي السنوات الاخيره، اضيفت العقوبات الجنائيه نظرا لانتشار ظاهره تبادل ملفات القرصنه عبر الانترنت، لكنها لا تطبق الا في الحالات التي تتم علي نطاق واسع، بهدف التوزيع علي عدد كبير من الناس.

ويشكو بعض حائزي حقوق الملكيه الفكريه من سهوله اعاده نشر المصنفات، وتسميه مصنفاتهم المحميه حقوقها بانها برخصه المشاع الابداعي creative commons، ونشرها عبر الانترنت، موضحين ان هذا نابع من سوء فهم طبيعه الرخصه ودورها، ومفهوم الملكيه الفكريه عموما.

وكانت منظمه المشاع الابداعي creative commons، بدات العمل رسميا عام 2001، وتساعد علي توضيح الحقوق التي يحتفظ بها المؤلف، وكذلك الحقوق التي يتنازل عنها للاخرين، علي نحو يتوافق مع متطلبات قوانين الملكيه الفكريه.

وتسعي المنظمه الي اتاحه بدائل غير "جميع الحقوق محفوظه" المعتاده، في مواجهه لكل ما يُضيّق علي التشارك والابداع، والاصل فيها هو الحمايه المفرطه والسماح هو الاستثناء الذي يتوجب الاعلان عنه، واحيانا لاعمال لم يعد مؤلفوها الاصليون موجودون، او يتعذر التواصل الفعّال مع حمله حقوق الملكيه الفكريه، او تزداد كلفته بشكل معيق.

راي المدون عمرو غربيه، في سوء الفهم المتعلق بحقوق الملكيه الفكريه

وللاستفاضه في هذا الموضوع، سالنا المدون "عمرو غربيه"، بعض الاسئله المتعلقه باطار سوء فهم حقوق الملكيه الفكريه والقوانين المحيطه به.

ورد بان "نظام الملكيه الفكريه عتيق، يفيد اصحاب صناعه النشر والتوزيع اكثر مما يفيد المؤلفين والمستهلكين، وتم ابداع حلول تسمح ببناء علاقه مباشره بين المؤلفين والمستهلكين، دون الحاجه لوسائط، كما ان هناك العديد من الدراسات الاقتصاديه والقانونيه التي توضح ذلك، اهمها دراسات استاذ القانون لورنس لسج، اضافه للامثله الواقعيه التي ينشر بها كبار الكتاب والموسيقيون اعمالهم، ويوصلونها مباشره للجماهير عن طريق الانترنت، دون الحاجه لوسطاء".

واضاف ان نظام الملكيه الفكريه الحالي، يمزج ثلاثه انظمه ظهرت في ظروف مختلفه منذ ما يزيد عن قرن، وهم "نظام حقوق الطبع والنسخ"، و" نظام براءات الاختراع"، و"نظام العلامات والاسرار التجاريه"، موضحا ان اتفاقيه التجاره العالميه دمجت الانظمه الثلاثه في ما يعرف الان بـ"الملكيه الفكريه"، في عمليه اقل ما يقال عنها انها غير ديمقراطيه ولا تراعي مصالح الدول الاضعف والفقراء في العالم، وتؤثر علي قدرتهم للوصول للثقافه والغذاء والدواء، علي حد وصفه.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل