كرة القدم تجدد حروب "الطائر الأسود" (فيديو)

مباراه "كره قدم" بين صربيا والبانيا تنقلب الي "معركه حربيه"، دارت وقائعها فوق ملعب بارتيزان بمدينه بلجراد الصربيه، لتنذر بفصل جديد من العلاقات المضطربه بين الدولتين الواقعتين في أوروبا الشرقية، والمتهم الرئيسي "طائره تحكم عن بعد" اُطلقت وهي تحمل علم "ألبانيا الكبرى"، في اشاره للتطلعات الاقليميه القديمه لالبانيا، واثر ذلك القت السلطات الصربيه القبض علي "اولسي راما" شقيق رئيس الوزراء الالباني "ايدي راما"، بعد اتهامه بانه المتحكم بالطائره اثناء جلوسه بالمقصوره الرئيسيه، وسرعان ما تم الافراج عنه وعاد الي بلاده.

اتسمت العلاقات الصربيه الالبانيه بالعداء الشديد، خاصه بعد سيطره الدولة العثمانية علي دول البلقان بدخول القرن الخامس عشر وامتدت نحو خمسمائه عام، وكانت البانيا الكبري حينذاك تضم اربع ولايات تحت رايتها، وهي: شكودرا، ماناستير، يانينا، كوسوفا، وبلغت مساحه هذه المنطقه مائه الف كيلومتر مربع.

اندلعت حروب البلقان بين عامي 1912-1913 نتيجه صراع دول اليونان وصربيا وبلغاريا للسيطره علي اراضي الدوله العثمانيه في اوروبا، وبالفعل تم هزيمه العثمانين، ونتج عن ذلك ترسيمات حدوديه جديده، واعلن استقلال البانيا، وتم ضم كوسوفو التي تعني بالصربيه "الطائر الاسود"، التي كان اغلب سكانها من المسلمين الالبان تحت الحكم الصربي، والتي كانت لها مكانه مهمه في تاريخ صربيا منذ العصور الوسطي.

اصبحت كوسوفو بعد الحرب العالميه الثانيه احد اقاليم صربيا في دوله يوغسلافيا، التي سعت الي تهجير وتوطين الصرب ومواطني الجبل الاسود في كوسوفو، وبالمقابل سهلت نزوح الالبانيين الي خارج ذلك الاقليم، الي ان جاء عام 1974 الذي شهد اعلان كوسوفو الوحده الفيدراليه السابعه، وفقا للدستور، الذي سمح لها ان تقوم بتيسير شؤونها بحريه اكثر، ما نجم عنه زياده حجم التوتر بين سكان كوسوفو الصرب والالبان.

وفي عام 1990 تم سحب صلاحيات كوسوفو للحكم الذاتي واصبحت تدار بشكل مباشر، خاصه بعد وصول سلوبودان ميليسوفيتش الي رئاسه يوغسلافيا، تلك الفتره التي شهدت اضطرابات سياسيه واقتصاديه واحتدمت النزاعات بين الحكومه الفيدراليه وحكومات الجمهوريات.

وفي عام 1991 استقلت كرواتيا وسلوفينيا عن يوغسلافيا، وقوبل طلب البوسنه بالرفض، ومن ثم اندلعت المعارك بسراييفو، ما رسخ ان فكره الاستقلال والمقاومه السلميه من اجل اقامه دوله كوسوفو باتت امرا صعبا .

اثار الدمار في العاصمه البوسنيه سراييفو

وفي عام 1997 اندلعت الحرب بين قوات جيش تحرير كوسوفو من جهته ويوغسلافيا وصربيا من جهه اخري، وساندتها البانيا ووفرت لها الاموال والمقاتلين، وبعد 78 يوما من القتال بين الطرفين تدخلت قوات الناتو، بعد مجازر ارتكبت ضد المدنيين في كوسوفو، وقامت بقصف القوات الصربيه حتي اضطرت الي الانسحاب في 9 يونيو، وتم نشر قوات حفظ السلام بعد التوصل الي اتفاق.

وفي 17 فبراير 2008 اعلن البرلمان الكوسوفي بالاجماع استقلال كوسوفو، الامر الذي عارضته صربيا، وكان 22 اكتوبر 2014 الموعد المقرر لزياره رئيس الوزراء الالباني "ايدي راما" الي بلجراد التي كان من الممكن ان تساهم في اذابه الجليد بين البلدين في اول زياره منذ اكثر من 70 عاما لرئيس وزراء الباني، لكن يبدو ان نظريه كرة القدم توحد الشعوب قد فشلت ايضا كنظيرتها السياسه.