لماذا اجتمعت الأديان الثلاثة في "مصر القديمة"؟

هنا تجتمع الاديان السماويه "يهوديه، مسيحيه، اسلاميه" من خلال اجراس الكنائس واذان المساجد وترانيم المعبد اليهودي، محميه للهدوء والسلام بعيدا عن العنصريه، عندما تحضر الي هناك ياتي في ذهنك جمله "الدين لله والوطن الجميع"، جاء اسم "مجمع الاديان" لتلاقي الديانات السماوية في مكان حضاري وتاريخي واحد في مصر، وهذا ما لم يوجد في اي دوله اخري.

كان المعبد اليهودي هو اول ما بُني بمنطقه مجمع الاديان، وتحول الي كنيسه في عهد احمد بن طولون وسمي بكنيسه الشماعين، وعاد مره اخري كمعبد بعد ان اشترته الطائفه اليهوديه وزعيمها في ذلك الوقت "إبراهيم بن عزرا" عندما تعرضت الكنيسة الأرثوذكسية لضائقه ماضيه ولم تستطع دفع الضرائب المفروضه علي تلك الكنيسه فعرضتها للبيع للطائفه اليهوديه، والمعبد الان للزياره السياحيه فقط ولا تتم فيه اي صلوات، وهناك ما يقرب من 14 معبد يهودي في مصر، منهم 9 مسجلين بوزاره الاثار، ويرجع اهتمام الدوله بهذا الاثر الي اهميته التاريخيه واحتواء مكتبته علي العديد من نفائس الكتب والدوريات التي تؤرخ للطائفه اليهوديه في مصر.

ويروي اليهود ان مكان هذا المعبد كان قد اتخذه موسي عليه السلام للصلاه، ويؤكد ذلك النقوش الموجوده علي احد جدران المعبد، وبني المعبد من طابقين كاغلب المعابد اليهوديه، الاول يستخدم لقداس الرجال والثاني لقداس السيدات، ويحتوي علي صفين من الاعمده الرخاميه ذات التيجان المزخرفه، وينقسم الي 3 اقسام، اكبرهم هو الاوسط الذي يعلوه فتحه للتهويه والاناره، وفي وسطه منصه الوعظ وحولها مقاعد المصلين، والهيكل في جانب المعبد الشرقي، ويضم تابوت العهد ولفائف من التوراه القديمه.

المعبد اليهودي بمنطقه مصر القديمه

بُني حصن بابليون بمنطقه مصر القديمه، كقلعه وحصن منيع للحمايه العسكريه الرومانيه، وبذلك يكون خط الدفاع الاول لبوابه مصر الشرقيه، ويطلق علي الحصن مسمي قصر الشمع، ويرجع ذلك الي انه كان كل شهر توقد الشموع علي احد ابراج القلعه، ويقع بداخل الحصن عدد كبير من المعالم الاثريه القبطيه، نعرض فيما يلي بعضا منها:

"لماذا سميت منطقه مصر القديمه بالسبع كنايس؟!"

تعتبر الكنيسه المعلقه احد اهم اثار منطقه مصر القديمه او ما سمي بـ "مجمع الاديان"، وتعرف بهذا الاسم لانها شُيدت فوق منطقه حصن بابليون علي ارتفاع 13 مترًا فوق سطح الارض، ما جعلها اعلي المباني في منطقه مصر القديمه، ويرجع تاريخ الانشاء للقرن الخامس الميلادي، وهي من اقدم كنائس مصر، حيث كانت في الاصل معبدًا فرعونيًا، وتحتوي الكنيسه علي 120 ايقونه موزعه علي جدرانها وبداخلها كنيسه اخري يُصعد اليها بسلم خشبي وهي كنيسه "مارمرقس".

الكنيسه المعلقه بمنطقه مجمع الاديان في حي مصر القديمة

تعد كنيسه القديسه برباره من اجمل الكنائس القبطيه، ويرجع تاريخها الي القرن الـ 14، وتسميتها نسبه الي القديسه برباره التي ولدت في اوائل القرن الثالث المسيحي باحدي بلاد الشرق الاوسط "بانيكوميدا" في احدي الاسر الغنيه الوثنيه، واعتنقت المسيحيه علي يد القديس "اوريجانس" المصري، ورفضت الزواج حينها لتترهبن وتتفرغ للعباده ولخدمه المسيحيه، وقد قتلها والدها الذي دعته الي ترك الوثنيه واعتناق المسيحيه، ولذلك سميت تلك الكنيسه باسمها.

يتكون دير الراهبات من قاعه مستطيله الشكل، ويعتبر هذا الدير مباركًا بالشهيد صاحب الدير، وفي مقدمته تمثال محفور علي الحجر لمارجرجس وهو يقتل التنين بسهمه.

تم تاسيس المتحف القبطي عام 1910 بمنطقه حصن بابليون بحي مصر القديمه، وذلك لاهميه انشاء مكان يجمع العديد من الاثار المسيحيه التي قد خزنها في منطقه بجانب الكنيسه المعلقه، وكان يهدُف من هذا المتحف الي تسهيل دراسه المسيحيه وتاريخها في مصر، ويبلغ عدد مقتنياته حوالي 16000 اثر رتُبّت حسب نوعيتها الي 12 قسمًا، وكان اهم تلك المقتنيات "كتاب مزامير داوود" والذي خصص له المتحف قاعه كامله لعرضه.

ويذكر ان حي مصر القديمه قد احتوي علي عده كنائس اخري منها: كنيسه ابو سرجه، كنيسه قصريه الريحان، رئيس الملائكه ميخائيل، وكنيسه ابو السيفين والانبا شنوده وغيرها الكثير من الكنائس الاخري.

يعتبر مسجد عمرو بن العاص هو اول مسجد تم بناؤه في مصر وافريقيا سنه 641 ميلاديه، ورابع مسجد في العصر الاسلامي بعد مساجد المدينه المنوره، وتم بناؤه في عاصمه مصر الجديده اثناء الفتح الاسلامي لمصر وهي مدينه "الفسطاط" بحي مصر القديمه وكان قد امره ببنائه الخليفة عمر بن الخطاب حينها، ليقيم المسلمون شعائر الصلاه والعباده وسمي باسمه حتي الان، يصلي فيه المسلمون حتي الان صلواتهم الخمس وفي الاوقات التي بينهم يكون من اهم المزارات السياحيه الاسلاميه في مصر.