المحتوى الرئيسى

مترجم.. محمد مدين أقوى شخصيات النظام الجزائري وأكثرها سرية وغموضًا

10/16 13:52

مترجم عن Mohamed Mediène, l'homme le plus mystérieuxd'Algérie

احدي الصور النادره لمن يسميه الجزائريون الجنرال توفيق القائد المهاب لمديريه الامن والاستعلامات الجزائريه منذ خمسه عشر سنه والذي يخوض صراع نفوذ شرس مع الرئيس بوتفليقه.

تاريخ من السريه و الغموض

لقد اصبح غموض النظام الجزائري اهم سمه مميزه و ليس ادل عليها من ان الجزائريين غدًا سينتخبون رئيسًا لهم مرشحًا مختفيًا لم يظهر – لاسباب صحيه – طيله الحمله الانتخابيه.

يعيش الجزائريون منذ الاستقلال تحت الوصايه الثقيله لجهاز المخابرات الذي لا يعرفون اسماء قادته ولا وجوههم. كان هذا الامر صحيحًا بالنسبه لـ”قاصدي مرباح” الرجل القوي للامن العسكري.

التسميه السابقه للمخابرات في ذلك الوقت، وقت الرئيس هواري بومدين الذي لم يتعرف الناس علي شخصه الا عشيه تكليفه برئاسه الوزاره اواسط الثمانينات.

كما يبقي هذا الامر صحيحًا بالنسبه للجنرال محمد مدين المدعو توفيق الذي يقود منذ سبتمبر 1990 مديريه الامن والاستعلامات الذي خلف الأمن العسكري.

شكل هذا الجهاز لمده طويله الحكومه الفعليه تحت واجهه الحكومات المدنيه المتعاقبه.

غموض وسريه النظام الجزائري لم تكن يومًا رغبه شخصيه لافراده و انما تضرب جذورها في عمق تاريخه منذ الرئيس بومدين او بالاصح في حرب الاستقلال في معاقل المقاومه.

كان يحلو لبومدين ثاني رئيس حكم البلاد ترديد عباره نظام لا يزول بزوال الرجال. من هنا نشا و بصوره مستدامه الغموض الذي يشوب اليات اتخاذ القرار السياسي الذي يكون في الغالب جماعيًا داخل المؤسسه العسكريه – قوات مسلحه و اجهزه استخبارات – لما يتعلق الامر بالقضايا الحيويه.

طريقه العمل هذه حيرت في احيان كثيره المتابعين للشان الجزائري الذين يعجزون في غالب الاحيان عن الاجابه عن سؤال من يسير الجزائر، بهذا الصدد نقلت اسبوعيه جون افريك جواب وزير جزائري لنيكولا ساركوزي لما ساله لماذا يشوب بلدكم كل هذا الغموض؟ فكان رد الوزير لان الغموض تحديدًا هو ما يصنع قوه النظام.

في راس هرم هذا النظام الغريب يجلس محمد الامين مدين رئيس مديريه الامن والاستعلامات، انه اقوي رجل في الجزائر واقلهم شهره. الاحرف الثلاثه للجهاز الذي يحكمه تثير شتي انواع الاشاعات والاساطير.

لا يوجد لدينا الا صوره او اثنتين للجنرال توفيق، وهو امر من شانه ان يزيد من غرابه هذه الشخصيه وهيبتها .

قبل سنوات قليله كان الجزائريون يخفضون اصواتهم لما ياتون علي ذكر هذا الاسم، فماذا نعرف عنه؟

ولد سنه 1939 في منظقه القبائل الصغري في ولايه سطيف وقضي طفولته في حي بولوغين غرب الجزائر العاصمه.

التحق و هو شاب في فتره حرب الاستقلال بصفوف جيش التحرير، انه احد اخر اربع ضباط في الخدمه في الجيش الجزائري قاتلوا في حرب الاستقلال.

بعد 1962 – سنه الاستقلال – بقي في الخدمه وكان ضمن من يسمون في الجزائر دفعه السجاد الاحمر وهم دفعه تخرجت في مدارس الكي جي بي ومختلف اجهزه الامن السوفييتيه.

بعد عودته كان مستقبله مرسومًا، فشغل عده مهام:

- رئيس شعبه الاستخبارات في الناحيه العسكريه الثانيه في الغرب الجزائري، والتي سيصبح رئيسها لاحقا رئيسا للجمهوريه الشاذلي بن جديد.

- ملحق عسكري في ليبيا.

- مسؤول الامن الرئاسي تحت الرئيس الشاذلي بن جديد

- ثم شغل بعدها احد اهم المناصب في جهاز المخابرات وهو مدير امن الجيش لما كان علي راس الجهاز محمد بتشين.

في سبتمبر 1990 غادر محمد بتشين رئاسه الامن العسكري ليخلفه علي راسه برتبه جنرال محمد مدين بصوره مؤقته لكن بعد اربع وعشرين سنه لازال علي راس هذا الجهاز الذي غير اسمه الي مديريه الامن والاستعلامات و تم الحاقه مباشره برئاسه الجمهوريه.

عند بدايه تاسيس الامن العسكري الذي كان يخشاه بومدين كما كان يخشي سلفه في حرب التحرير اراد صرفه عن سيطره قياده الاركان ليستطيع مراقبتهم جميعًا: الجيش والمخابرات.

في ديسمبر 1991 لما كانت الجبهه الاسلاميه للانقاذ علي وشك الفوز بالانتخابات البرلمانيه كان الجنرال مدين من ضمن مجموعه من القاده العسكريين ضمت قائد الاركان الجنرال خالد نزار ((الاستئصاليون)) – نسبه الي استئصال الحركه الاسلاميه – نظمت الانقلاب ضد الرئيس الشاذلي بن جديد. تم الغاء المرحله الثانيه من الانتخابات و تم اعتقال عشرات الالاف من الاسلاميين وتم تعيين واجهه مدنيه للنظام اطلق عليها المجلس الاعلي للدوله رئاسه جماعيه يتداول عليها بصوره دوريه اعضاء المجلس. امسك ((الاستئصاليون)) بخيوط القرار السياسي طيله سنوات الدم التي عرفتها البلاد.

لم تنته الحرب الاهليه الا مع وصول عبد العزيز بوتفليقه الي سده الحكم، لقد طلب منه العسكريون الترشح ليصبح اول رئيس مدني يحكم البلاد.

حيوان من ذوي الدم البارد

خلال سنوات الحرب الاهليه حوّل توفيق مديريه الامن والاستعلامات الي دوله داخل الدوله. احتل الجهاز دورًا رائدًا في الحمله علي الاسلاميين خلال العشريه السوداء، في التسعينات قام الجهاز باختراق والتلاعب في عده جماعات اسلاميه مسلحه. كما عارض بشده كل محسوب علي النظام او المعارضه وسعي لحل تفاوضي مع الجبهه الاسلاميه للانقاذ.

كما قام الجهاز بالتحكم في الاعلام و زرع اعضائه في مختلف المناصب العليا في الاداره والشركات الكبري وحتي الاحزاب السياسيه. حسب بعض الاحصائيات فان عدد منتسبي الجهاز يبلغ مئه الف عميل.

يتمتع الجنرال مدين بشبكات في شتي الاوساط و في كافه انحاء البلاد. متابع نهم لكره القدم ومحب للسيجار قليل الكلام ونفور من المناسبات الاجتماعيه، مشهور عنه هدوؤه وانطوائيته. حيوان من ذوي الدم البارد محبوب لدي مساعديه الذين يدينون له بالوفاء. قوته و نفوذه جعلا علاقته بالرئيس عبد العزيز بوتفليقه معقده، رجل يريد استرجاع صلاحيات الرئاسه و الانفراد احيانًا بالقرار.

بالنسبه لمديريه الامن و الاستعلام فان سلطه اول رئيس مدني يجب ان تبقي تحت رقابه المؤسسه العسكريه والا تتجاوز قصر المراديه – قصر الرئاسه – عده مرات قام عبد العزيز بوتفليقه بالحد من سلطه الجيش ورده الي ثكناته و فرض الرقابه السياسيه عليه.

في سنه 2004 لما اعترض رئيس اركان الجيش بصوره شبه علنيه علي ترشح بوتفليقه مجددًا و دعم منافسه علي بن فليس – حينها مثل يومنا هذا – طالب بوتفليقه باستقاله محمد العماري الذي تم استبداله برجل محل ثقه الجنرال محمد قايد صالح الذي مازال يشغل منصبه الي الان.

بقيت مديريه الامن والاستعلامات، بقي الجنرال مدين محتفظًا بكل مظاهر الولاء للرئاسه. في المقابل حاول الرئيس عده مرات عزله عن مهامه لكن دون جدوي، وفي المقابل رد الجهاز بسلسله من التحريات بحجه مكافحه الفساد طالت المقربين من الرئيس مثل المدير العام السابق لشركه النفط الحكوميه ووزير الطاقه شكيب خليل. تم اعتقال بعض المسؤولين.

لكن يبقي بوتفليقه وتوفيق يمسكان بعضهما بعضا في مواضع الالم، لا يمكن لاحدهما ان يستمر دون الثاني.

سنه 2004 دعم توفيق ترشح بوتفليقه ثم بعدها في 2009 كما دعم في 2008 التعديل الدستوري الذي سمح له بالترشح مجددًا.

في الاشهر الاخيره – نهايه 2013 – كان يبدو ان الجنرال مدين لا يرغب في ترشح الرئيس في حالته الصحيه تلك لعهده رابعه. بدايه الصيف الماضي بدات حرب مبطنه بين مديريه الامن و قياده اركان الجيش المواليه للرئيس – ليس هذا حال كل الجيش – وحملت قياده الاركان المديريه مسؤوليه الفشل الذريع المتعلق بالتنبؤ و التعامل مع الهجوم الارهابي علي احدي اكبر المنشات الغازيه في عين امناس في الجنوب الجزائري.

خلفت عمليه خطف الرهائن هذه موت العشرات من العمال. لقد اتهمت مديريه الامن و الاستعلام بعدم تتبع حركات الجماعات الارهابيه و التنبؤ بالهجوم.

كان الجنرال قايد صالح يقصد بنقده هذا ان يركز الجهاز عمله في جوهر مهامه وهي الاستخبارات و امن البلاد و الا يتدخل في الاعيب السياسه.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل