المحتوى الرئيسى

محمد عمارة يكشف «إسلاميات» طه حسين التي «أخفاها تلامذته»!

10/15 18:05

علي عبدالرازق : الاسلام دين روحاني .. عباره من وحي غيري!!

طه حسين يشن هجوما ضاريا علي سعد ورفاقه ثم ينضم اليهم!

كتابات العشرينات .. دعوه للفرعونيه ورفض وحده الدين والقوميه

زوجه طه حسين ساهمت بفرنجته ولم تتعرب!

”قاده الفكر” يمتدح الاستعمار الغربي بصوره

النيابه تثبت ان “الشعر الجاهلي” سخر من العقيده وشكك بها

”مستقبل الثقافه” : نحتاج ملزمون بحضاره اوروبا العلمانيه وحكمها!

كتابات الثلاثينات .. طه يهاجم فرنسا ومحاولات التبشير .. ويدعو لتحكيم الاسلام!

طه حسين يمتدح مؤسس “الوهابيه” ويشبهه بالنبي محمد!

عميد الادب يبارك ثوره يوليو .. ويقود “مجانيه التعليم”

الاسلام لا يعرف “دع ما لقيصر” .. والمستعمرون سفاحون

من الحجاز : الاسلام اقدس الاوطان .. وغرور العقل يعمي البشر

في كتاب ملحق بمجله “الازهر” العدد قبل الاخير، ازاح المفكر الاسلامي الدكتور محمد عماره النقاب عن العديد من نصوص طه حسين الاسلاميه والوطنيه التي كتبها في مراحل متفرقه من حياته، ولم تندرج تحت تراثه المتداول بين اروقه مؤسسات الثقافه في مصر لسبب غير معلوم. كما يقارن المؤلف بين تلك النصوص لجلاء تناقضات عنيفه تعرض لها عميد الادب العربي في افكاره ومواقفه، من درويش في رحاب اوروبا داعيا لقبول الشرق الانصياع والهزيمه الكامله امام الغرب حكما وتشريعا وثقافه، وانتهاء بمحارب يزود عن هذا الدين ودولته وتشريعه ، ويفند مزاعم الاستعمار والمستشرقين!

اما لماذا خرج هذا الكتاب ، فيؤكد عماره ان الكثير من الذين تعصبوا لاراء طه حسين الجدليه، وقدموا انفسهم باعتبارهم تلاميذه، قد اكتفوا بكتابات التي مثلت مرحله انبهاره بالنموذج الحضاري الغربي ، ومنها كتب “في الشعر الجاهلي” و”مستقبل الثقافه في مصر” ، وهو نفس ما قام به اشد خصوم طه حسين بالمناسبه، فجاء الكتاب ليتلمس من خلال كتابات طه حسين نفسه، وليس تاويلاتها، مراحل تطوره الفكري .

يلفت الكتاب لتمرد طه حسين المبكر علي مناهج الازهر ، وحرمانه من نيل الشهاده العالميه، وهو ما حدا به للالتحاق بالجامعه الاهليه المدنيه سنه 1908، وعُرف بتاثره بمناهج النقد الاستشراقيه، ومن الجامعه نال درجه الدكتوراه عن رسالته “تجديد ذكري ابي العلاء” سنه 1914م . وارتبط طه حسين بـ”حزب الامه” بزعامه احمد لطفي السيد، وفي صحيفه “الجريده” هجا مصطفي كامل رئيس الحزب الوطني ولم يسر بجنازته ! ثم قادته علاقته بالشيخ عبدالعزيز جاويش لصحافه الحزب الوطني حتي عام 1914م .

في هذه الفتره كتب طه حسين عن الدستور والحكم النيابي وتحرير المراه وتحكيم القران ، وهاجم المنفلوطي والرافعي وحافظ وشيوخ الازهر، لمواقفهم المحافظه.  حتي لقد ادعي ان المسلمين تاريخيا قد اتخذوا الجنس لا الدين جامعه لهم معمما هذا الادعاء حتي علي الخلافه الراشده ممتثله في عمر بن الخطاب

ويرد عماره بان عمر بن الخطاب كان يلح علي ان العزه انما هي بالاسلام، وان المدن التي مصرها مثل الكوفه والبصره والفسطاط لم تكن جيتو للامه العربيه وانما كانت معسكرات للجند كي لا يذوبون في الحياه المترفه ويبتعدوا عن مهمتهم بحمايه الثغور .

الغريبه ان تلك المرحله شهدت تناقضا في كتابات طه حسين، فمن صحف حزب الامه الليبرالي والحديث عن مصر الفرعونيه وطابعها البعيد عن اي انتماء لعروبه او اسلام، لجريده “الهدايه” لسان الحزب الوطني المحافظ، والحديث عن القران ككتاب “عبادات وقانون وحكمه وتشريع ” او ما كتبه سنه 1911 بان “حدود المراه هي ما حدها دين الله” وان رقي المسلمين لا يجيء بغير عوده للدين، بل لقد ذهب لتحريم زواج المسلم من كتابيه اوروبيه ، لما يمثله ذلك من مخاطر علي دين الاسره والتربيه للابناء! وقد ناقض ذلك فيما بعد بزواجه من فرنسيه مسيحيه.

في هذه الفتره التي يسميها الكتاب مرحله الشيخ طه حسين، ابان الحرب العالميه الاولي، كان كاتبنا ذو موقف وطني معارض للحكومه المصريه بقياده بطرس غالي التي مدت امتياز شركه قناه السويس الفرنسيه ، وعندما هنا الشيخ عبدالعزيز جاويش بمناسبه خروجه من سجن الاحتلال سنه 1909  ، وبالطبع يلفت مؤلف الكتاب الي انه لم يعثر في ثماني مجلدات تمثل تراث طه حسين واوراقه ومراسلاته بدار الكتب علي اثار طه حسين الأولي ، ووجد ضالته بكتب مثل “طه حسين الشاعر” لمحمد كيلاني.

ومن جامعه السوربون التي سافر اليها مبتعثا ، حصل العبقري طه حسين علي الدكتوراه عام 1917م عن رسالته “فلسفه بن خلدون الاجتماعيه” التي اكد فيها علي عظمه الاسلام، دينا ودوله، لكنه كان العام نفسه الذي تزوج فيه بـ “سوزان برسو” الفتاه الفرنسيه التي ملكت عليه وجدانه، والتي دعمت توجه زوجها التغريبي ولم تنجذب هي للعروبه او الاسلام، وحولت اسماء ابناءهما ويقال ان الابن “مؤنس” او كما نادته “كلود” حائز الدكتوراه في تاثير الادب العربي علي الفرنسي، رحل في فرنسا وهو علي ديانه امه! ناهيك عن سكرتيره المسيحي الفرنسي، كما نقل محمد عماره عن صلاه طه حسين في مسجد القرويين سرا خلال زيارته للمغرب كما نقل المؤرخ التازي للمؤلف!

لقد عاد طه حسين من فرنسا لمصر سنه 1919 مبهورا بكل ما هو غربي ثائرا علي كل ما هو شرقي ففي السياسه اختار ان يكون لسان حال احزاب الاقليات التي تنكرت لمقاصد ثوره 1919 وليكون المهاجم علي حزب الوفد وزعيمه سعد زغلول حتي لقد حققت معه النيابه سنه 1924 بسبب ذلك   . وفي الفكر عاد رافضا لمشروع التجديد والاحياء الاسلامي الذي كان يمثله الاستاذ الامام محمد عبده، بعد ان كان معجبا به كل الاعجاب، وراي انه حمل نصوص الاسلام اكثر مما تحتمل كي يجعلها تتفق مع العلم الحديث   .

ونجد بكتابه “قاده الفكر” ان قاده الفكر العالمي ليس فيهم الا الغرب، فقد بدا الفكر الانساني بالفلسفه اليونانيه  ،ولم يكن ظهور المسيحيه والاسلام بالشرق في العصور الوسطي الا جمله معترضه عادت بعدها السياده للفلسفه اليونانيه في العصر الحديث!  بل لقد طلب طه حسين من الشرق الاعتراف بالهزيمه امام الغرب اليوناني، والقاء السلاح والتسليم للمظهر الغربي تسليما، وتحدث عن فلسفه افلاطون وارسطو باعتبارها قمه تطور الفكر الانساني، بغير ان يقدم اي نقد لبعض الاطروحات الطوباويه والعبثيه التي تضمنتها فلسفتهما، مثل زوال الاسره وتربيه الدوله للابناء ، كما جحد طه حسين لتراث علماء المسلمين الاوائل الذين تدين اوروبا في نهضتها لهم بالفضل، كابن سينا او الرازي، وغيرهم، ولم يشر من قريب او بعيد للنقد الاسلامي للتراث اليوناني الذي قدمه بن تيميه والشافعي وبن سينا وعلماء غربيون ايضا  .

يزيد علي ذلك ان طه حسين زين القوه الاستعماريه، واعتبر ان الاسكندر الاكبر المتوفي في 323 ق. م ، بين قاده الفكر البارزين، وانه كان يغزو الاراضي الشرقيه تمهيدا لغزو العقول، وفتحها، وتنويرها، متجاهلا النقد المسيحي الشرقي للقهر الديني والحضاري الذي صنعه الاغريق والرومان بالشرقيين، وتنكيلهم للمسيحيه الشرقيه حتي ان الكنائس تؤرخ بعيد الشهداء الذين ذبحهم واحرقهم واغرقهم الرومان في اتون الاضطهادات، واعتبر طه حسين ان علاقه اليونان بالشرق هي “المشاركه الحضاريه” في الفلسفه واللغه ، ثم تناسي تماما سبعه عشر قرنا قبل ظهور الاسلام، وقرون عديده بعده مثلت حلقات لهجوم الغرب علي الشرق، بضراوه، وبينها حلقات مؤسفه كالحروب الصليبيه.

في كتاب الشيخ علي عبدالرازق “الاسلام وأصول الحكم” اعترف طه حسين بنفسه بان صاحبه كان يقرا فصوله عليه ويتركها له لينقح فيها بفضل الصداقه العميقه التي ربطتهما، فداب طه حسين علي ادماج افكار علمانيه تماما علي الكتاب، لم يكن المؤلف يقصدها منذ البدايه ، والدليل ان الشيخ علي خلال محاكمته ، اكد انه يعتقد ان الاسلام دين تشريعي، وانه يجب علي المسلمين اقامه شرائعه وحدوده، وان الله خاطبهم جميعا بذلك ! بل لقد دافع علي عبدالرازق سنه 1946 وهو عضو بمجلس النواب واثناء عرض مشروع بقانون خاص بالوقف، دافع عن التشريع الاسلامي، وحذر من تمزيق الفقه الذي هو الرابطه الاقوي بين الامم الاسلاميه! وفي 1947 م اصدر الشيخ علي عبدالرازق كتابه عن “الاجماع في الشريعة الإسلامية” وكل ما في الكتاب مناقض لدعوي الروحانيه المحضه للشريعه الاسلاميه، واكد لاحقا بمجله “رسالة الإسلام” ان عباره ” رساله الاسلام روحانيه فقط ” لم تكن رايه يوم نشر كتاب “الاسلام واصول الحكم” !

الكتاب جعل شريعه الاسلام روحيه محضه لا علاقه لها بالسياسه او الاداره، وصور الخلافة الاسلامية التي هي في حقيقتها نظام مدني مرجعيته الشريعه الاسلاميه ، باعتبارها كهانه كنيسه  فقال “ان الخليفه عند المسلمين يقوم في منصبه مقام الرسول (ص) وينزل من امته منزله الرسول بالمؤمنين فولايته كولايه الله تعالي” مضيفا ان ” هذه الخلافه حتي في عصرها الراشد لم ترتكز الا علي القوه الرهيبه” مؤكدا ان محمدا ما كان الا رسولا لدعوه دينيه خالصه غير مشوبه بشيء من الحكم. وبالتاكيد كانت تلك الافكار شائعه بعد سقوط الخلافه الاسلاميه وتحطيم وعاءها بعد الحرب العالميه الاولي .

تفجرت القضيه الثالثه في عدوان طه حسين علي المقدسات الاسلاميه، وهي قضيه كتاب “في الشعر الجاهلي” الذي نشره حسين سنه 1926م ، ففي هذا الكتاب عبر طه حسين عن قمه الانبهار بالغرب، والتماهي مع مناهجه، فقال : “ان عقلنا غربي وان عقليتنا نفسها قد اخذت منذ عشرات السنين تتغير وتصبح غربيه.. ” بل وذهب لتطبيق شكه علي عقائد اسلاميه وردت بها ايات محكمات في الاعجاز القراني وهو الامر الذي فجر واحده من اعنف المعارك في حينها.

ومن امثله ذلك، يشير الدكتور محمد عماره، لجحود طه حسين للوجود التاريخ لابي الانبياء ابراهيم الخليل عليه السلام ، ولابنه اسماعيل، عليه السلام، والرحله الحجازيه التي قاما بها، واقامتهما قواعد البيت الحرام، واوليه الاسلام في الجزيره العربيه، وعلاقه الاسلام بمله ابراهيم ، فاعتبر ذلك حيلا واساطير ! وراح يشكك بنسب النبي للهاشميين، واعتبرها سيره بشريه اقتنع بها الناس في حينها.

لكن ، وعلي ايه حال فقد اعترف طه حسين في نص فرنسي ترجم ونشر بعد وفاته انه انتهي لرفض قدر كبير من “الشعر الجاهلي” لما فيه من تشكيك ببعض المعتقدات التي ذكرت في القران والاحاديث النبويه.

الكتاب صدرت مئات الرسائل والكتب ردا عليه، وتصدت زعامه الامه ممثله في سعد زغلول باشا رئيس مجلس النواب يومئذ قائلا لطلبه الازهر المتظاهرين :”ان هذا الدين متين ، وليس الذي شك فيه زعيما ولا اماما حتي نخشي من شكه علي العامه، فليشك من شاء. وماذا علينا اذا لم يفهم البقر؟!”

وفي 19 اكتوبر سنه 1926م بدا رئيس نيابه مصر “محمد نور الدين” التحقيق مع الدكتور طه حسين في البلاغات التي تقدم بها طلاب الازهر وعلماؤه وشيخه الاكبر ضد ما جاء بالكتاب ، وانتهي قرار النيابه لحفظ الاوراق اداريا لان القصد الجنائي غير متوفر، لكن القرار تضمن التاكيد علي ان الكاتب اعتدي بغير شك علي نصوص القران و”سلك طريقا مظلمه”، بخلاف ما يتناقله الوسط الثقافي الان بان النيابه انتصرت للمؤلف .. وهدات المعركه بسحب الكتاب من المكتبات وحذف منه طه حسين السطور الاكثر حده في العدوان علي القران والاسلام ، وبعد ان كتب بيانا ارسله الي مدير الجامعه احمد لطفي السيد يعلن فيه انه لا يزال مسلما ثابت الايمان وان دروسه بالجامعه خلت خلوا تاما من التعرض للديانات لانه يعرف ان الجامعه لم تنشا لمثل هذا.

مع مطلع حقبه الثلاثينات كتب طه حسين في مجله “الهلال” عدد ابريل سنه 1931م “ان مصر اليوم هي مصر بالامس، اي مصر الفراعنه، والمصري فرعوني قبل ان يكون عربيا، فلا تطلبوا من مصر ان تغير فرعونيتها، وان مصر لن تدخل في وحده عربيه حتي ولا اتحاد عربي” .. “ومع ان الدين العربي واللغه العربيه مقومان اساسيان للحياه المصريه الحديثه .. فان الدين لا يصلح ان يتخذ اساسا للوحده”

وفي كتابه “مستقبل الثقافه في مصر” ، اعتبر طه حسين ان استقلال مصر عبر معاهده 1936م لا يتعدي الاستقلال السياسي والتحرر من الامتيازات الاجنبيه، لكن الالزام لبلادنا بان تسير سيره الاوربيين في الحكم والاداره والتشريع وان تتماهي مع الحضاره الاوروبيه في كل مكوناتها حلوها ومرها، بقي . ونحن مصريون وطنيون لكننا في الحضاره اوربيون!

ويرد محمد عماره بان في ذلك مجافاه للحقائق الثابته تاريخيا، فقد اثر الاسلام وفتوحاته بشتي البقاع التي دخلها، باعتراف اهلها، ونستمع مثلا للمؤرخ كريستوفر داوسون حين يؤكد بمطلع القرن العشرين ان “محمدا هو اجابه الشرق علي تحدي الاسكندر، فقد اسس الدوله الكبري التي اصبح لها ثقافتها الخاصه وحضارتها في مواجهه الهلنستيه بوجه عام”

ثم ذهب طه حسين الي ان حضارتنا الحديثه يجب ان تكون علمانيه كما هو الحال في الحضاره الاوروبيه ، متجاهلا الفروق بين حضارتنا العربيه الاسلاميه وبين الحضاره الغربيه القائمه علي العلم الحديث وتناقضه الشديد مع اللاهوت الكنسي، في حين نتامل كلمات الامام مالك بن انس “93- 179هـ - 712- 759م” التي قالها فيها : “ان ديننا هذا علم، وعلمنا هذا دين” ، كما شهد علماء الغرب بالاتساق بين القران والعلم

شهدت الثلاثينات بدايه توجه طه حسين للكتابه عن الاسلاميات، واسهم في الدفاع عن الدين ضد المنصرين والبهائيين داعيا للتجديد الديني، وبرزت مقالاته عن العداله في الاسلام ، بل وغير من قناعاته السياسيه فتوجه لحزب الوفد وكتب عن وطنيه زعيمه سعد زغلول ،كما شهدت تلك الحقبه انتقال طه حسين بشده الي موقف العداء الشديد لصدقي وحكومته، بعد ان كان يدين له بالولاء

وفي عام  1932 اقرت لجان مراجعه كتابه “في الأدب الجاهلي” بان المؤلف اضاع الوحده القوميه للمسلمين وايمانهم بتواتر القران وقراءاته واعتقادهم في صدق القران وتنزهه عن الكذب ، وفي نفس العام قررت حكومه صدقي فصل طه حسين من وظيفته بالجامعه ، لكن تلك الازمه كما يري مؤلف الكتاب كانت الرحم الذي شهد مخاض تحول طه حسين البطيء نحو الانتماء الاوضح للاسلام، لقد ادرك ان السير في طريق تحديه للراي العام “عمل احمق وشرير” وفقا لمذكرات زوجته.

سنجد طه حسين يكتب بعدها عن فرنسا التي ترفع شعار الثوره والمؤاخاه ثم تستعبد الشعوب، وثم في كتابه “علي هامش السيره” يؤكد ان هناك اشياء قد لا يدركها العقل، وينتقد الغرور الذي يزين للانسان ان يغل الطبيعه بقوانينه القاصره ، وهو يشير للمعجزه الكبري “القران” الذي هو ليس شعرا او نثرا وانما كتاب فصلت اياته من لدن خبير، وليس لاحد ان ياتي بمثله

وفي مجله المقتطف ، نجد ان طه حسين كتب عن حرمه الربا، وانتقد البرلمان وشيخ الازهر الظواهري لاقرارهم ايداع اموال الازهر والاوقاف في البنوك بفوائد وايرادات، واضاف : “اليس نهي الدوله والافراد والازهر والاوقاف عن الربا اثر عند الله عز وجل، واحب اليه من مصادره كتاب الخطيب البغدادي “تاريخ بغداد” لان فيه نقدا  لابي حنيفه!”

وفي معركته ضد مدارس التبشير للمسيحيه في مصر، طالب باغلاق تلك المدارس، واتهم شيخ الازهر بـ”النوم العميق” وهاجم الحكومه التي تصمت خشيه غضب الانجليز! وبعدها عام 1934 تجده يتصدي لفتنه البهائيين فكتب في صحيفه الوادي الوفديه ان ذلك عبث بالقران المقدس، واعتداء علي الدستور التي تحمي نصوص الاسلام من التحريف.

الغريبه ايضا، ما يقراه محمد عماره، بمجله “الهلال” 1933، عن ثناء طه حسين علي الحركه الوهابيه وصاحبها الراحل في 1792م، ووصفه بانها تشبه الدعوه المحمديه الفطريه البسيطه، وخاصه انه ترك السياسه ومغانمها لال سعود، وتفرغ للدعوه بعد ان تفشت الجاهليه في نجد والجزيره العربيه من جديد ! ولم يجد باسا في الحرب واعمال السيف التي كان يشنها بن عبدالوهاب علي المخالفين غير المنصاعين! كما اثني علي ما تركه هذا المذهب من اثر يجده ايجابي علي الحياه العقليه والادبيه عند العرب، فقد استدعي الصراع الفكري بين الوهابيين وخصومه الرجوع لكتب التراث ليؤيد كل منهم مذهبه ، فانتشرت كتب بن تيميه وبن القيم  واستفاد العالم الربي كله من هذه الحركه العقليه الجديده .

واستدعي الدكتور محمد عماره وثيقه منشوره بتراث طه حسين الجزء الرابع ايضا، يتحدث فيها طه حسين عن ان دعوه “دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله” لا تناسب العقل الاسلامي حيث ان الاسلام جعل سلطان قيصر مستمدا من الشعب، والشعب سلطانه مستمد من الله، وبالتالي فالسياسه اصلا من أصول الدين،  ويرفض فصل رجال الدين عن رجال السياسه، حيث ان اوروبا بها احزاب دينيه سياسيه كثيره واساقفتها معنيون بالسياسه جدا . كما اكد بمقال في صحيفه “النداء” عام 1947 ان “الاسلام بني دوله خالده” بعد ان كان ينكر في كتبه التي اصدرها بالعشرينات ان الدين لا علاقه له بالدوله والاوطان.

وفي كتابه الوعد الحق 1949 تتراجع الاساطير التي ميزت سابقه “علي هامش السيره” وتبرز حميميه علاقه طه حسين بقصص صحابه الرسول صلي الله عليه وسلم.

يري الدكتور محمد عماره ان ثوره يوليو دشنت لمرحله حاسمه من التطور الفكري لطه حسين، عميد الادب ، فقد كان سعيدا بها وكان اول من اسماها “ثوره ضد الملك” وكتب ذلك صراحه بالصحافه، كما رحب بالاصلاح الزراعي معتبرا انه يحقق انصاف المحرومين، ودعا لنظام جمهوري يميل للبرلماني، ودعا للتعجيل بجلاء الانجليز عن مصر، وانتصر لافكار الثوره من مجانيه تعليم وعداله ، وساهم بكتابه دستور 1954 ضمن لجنه الخمسين برئاسه السنهوري، وتراس تحرير صحيفه “الجمهوريه” الناطقه بلسان الثوره.

ايد طه حسين سياسه ناصر ضد الاحلاف العسكريه الاستعماريه واسرائيل وامريكا ، ودعم سياسه مناصره حركات التحرر الوطني العربيه خاصه بمراكش وتونس والجزائر، واصفا المستعمرين الفرنسيين بانهم “لصوص سفاكي دماء” ، وحين وقع العدوان الثلاثي علي مصر 1956 ، رد طه حسين وسام الجوقه الذي منحته فرنسا اياه.

لكن طه حسين ظل ينتقد الميثاق الوطني الذي يدعو لاشتراكيه تشبه كثيرا الماركسيه البحته ، واغفاله لدور المفكرين والمثقفين بين ثورتي 1919 و1952   .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل