كاتب إسرائيلي :برلين ليست جنة اليهود

انتقد الكاتب الاسرائيلي، عوفير ادريت، خلال مقاله بصحيفه "هاارتس"، اليوم الأربعاء، موجه المعارضه الجديده التي تدعو الشباب الاسرائيلي للهجره الي العاصمه الالمانيه برلين، تحت عنوان " احتجاجات ميلكي" المقتبسه من اسم مثلجات شركه "ميلكي" التي ارتفعت اسعارها خلال الفتره الاخيره والتي تلمح الي الظروف الصعبه التي يعيشها الشباب الاسرائيلي حاليا.

وسخر "ادريت" في بدايه مقاله من الاسرائيليين الذين هاجروا الي برلين في ظل ارتفاع اسعار المنتجات الغذائيه في اسرائيل، مذكرا اياهم بان برلين نفسها تعاني من ظروف اقتصاديه واجتماعيه صعبه، رغم محاولات البعض جذب الشباب الاسرائيلي الي هناك بدعوي تحسن سبل المعيشه بها.

يقول الكاتب: "كم اسرائيلي يعيش اليوم في برلين؟ هل تصدقون فيس بوك؟ وماذا عن نصف الدوله الذي اصبح هناك؟ وماذا عن النصف الاخر؟ هل يجمع امتعته ويتخذ طريقه الان صوب مطار بن جوريون، اين الدوله التي تفاخرت في راس السنه الاخير بتعداد سكانها اليهود الذي وصل الي سته ملايين خلال السنوات الاخيره؟ هل سنعود الي المكان الذي صدر منه قرار بتصفيه نفس العدد منذ عده سنوات؟ وماذا عن ملامح الدوله العبريه، هل سنستبدل بوابه النبي داود قريبا ببوابه براندنبورج الالمانيه؟ هل سنكتفي بنهر سبريه الالماني بدلا من السباحه والصيد في نهر العوجا الاسرائيلي، هل سنستبدل متحف يد في شيم المخصص لتخليد ذكري المحرقه باحد الاثار التاريخيه التي تشير الي المحرقه اليهوديه في المانيا؟".

ويستطرد عوفير في نقده: "دعونا نتحدث بجديه اكثر، هل برلين مثل منتجات "ميلكي" ام مثل منتجات "كوتج" في زمنه؟ ان برلين اصبحت بمثابه الحيله المخصصه لجذب قلوب الاسرائيليين من خلال وسائل الاعلام الاسرائيليه، بمعني اخر لقد اصبحث "احتجاجات ميلكي" اكثر صدي من عبارات "احتجات اجتماعيه" وكذلك عباره "اسعار ميلكي" اكثر تشويقا من عباره "اسعار الوحدات السكنيه" وكلمه "برلين" اكثر من كلمه "هجره".

ولكن بعد ان حُقق الهدف واستطعتم ان تجذبوا اهتمام الجمهور الاسرائيلي، فان العاصمه الالمانيه ابعد ما يكون عن ان تكون "جنه" الاسرائيليين بجاذبيتها هذه، صحيح ان اسعارها منخفضه، صحيح انها اكبر بكثير من تل ابيب، صحيح انها اكثر تحررا ومذهله في اعين الكثير، لكن علينا توخي الحذر من الانبهار بالصوره المترسخه عن هذه المدينه كحل للازمه الراهنه ولايدولوجيه اليهود.