المحتوى الرئيسى

“التفريغ النفسي”.. محاولات لمحو الموت من أذهان أطفال غزة

10/15 11:17

صدمات متتاليه تلقاها الاطفال في غزه خلال الحرب الاخيره، كان اصعبها فقد الاحبه والعائله، بالاضافه الي فقد المنازل، ومشاهد الدماء والقصف التي لا تفارق ذهن الاطفال بتاتا.

شكلت الحرب الاخيره علي غزه عاملا نفسيا صعبا علي الطلاب خصوصا فئه الاطفال منهم كثير من الاطفال فقدوا التواصل مع المجتمع ورفضوا الاندماج فيه من جديد بينما امتنع كثيرون منهم العوده للمدارس وحياتهم العامه من جديد.

من هذا المنطلق عمدت وزاره التربيه والتعليم الي تنفيذ برنامج (التفريغ النفسي) في جميع مدارس القطاع بكل فئاتها، الخاص بتهيئه الطلاب بعد هذه الحرب الاستعداد لدخول عام دراسي جديد.

وياتي دور مشاريع التفريغ النفسي من اجل مساعده الاطفال علي الاستمرار في حياه مستقره امنه وصولاً الي دعم صمودهم علي الارض واعاده التوازن الطبيعي الي حياتهم ودمجهم في المجتمع المحيط بهم .

احد الاطفال الذي يعيش في مدارس الايواء فقد اخوه وابوه في الحرب، بعودته الي المدرسه لاحظت المعلمات انطوائه وشده بكائه بمجرد الحديث معه، فبعد محاولات من الجلسات الحواريه المنفرده ودمجه مع اقرانه والتعامل الخاص الذي لقيه من المدرسات بدا يتحدث عن الموضوع وكل ما حصل معه.

وخلال النشاطات التي اقيمت في المدرسه كالالعاب والتمثيل والرسم وغيرها كشفت هذه النشاطات عن حاله طفله اخري انعزلت عن الحديث واللعب مع قريناتها، ولم تشارك في اي نشاط من الانشطه، فبعد الحديث معها ظهر انها فقدت والدها في الحرب مما جعلها اكثر انطواءً علي نفسها.

فقررت المدرسه زياره الطالبه مع مجموعه من صديقاتها في المنزل، مما ادي الي كسر حاجز الخوف لدي الطالبه واندماجها مع الطالبات حيث شعرت ان الجميع يهتم لاجلها ويهتم لامرها وسريعاً ما عادت الي المشاركه في الانشطه والفعاليات، ولم يتم ذكر اسماء حسب طلب المرشده التربويه .

من جهه اخري اكدت المرشده التربويه ثناء مكي ان التفريغ النفسي شمل كلاً من الهيئه التدريسيه عن طريق الاسترخاء والتفريغ الانفعالي بالحديث والحوارات وكذلك الطلبه عن طريق الرسم والمواهب والمسرح والجلسات الحواريه المنفرده .

“ان افضل طريقه لتجاوز ازمات الحرب، هي ان نعود للحياه العاديه”، هذا ما اكدت عليه مكي في حديثها، واشارت ان عمليه التفريغ النفسي اكدت علي الوازع الديني لدي الطلبه وكذلك التاكيد علي ان العلم هو السلاح الوحيد للطالب اولاً واخيرا.

 الدكتور فتحيه اللولو عميد كليه التربيه في الجامعه الاسلاميه اكدت علي اهميه التفريغ النفسي لان الاطفال تعرضوا الي حاله شحن انفعالي شديد يؤدي الي الكوابيس والعنف والعدوانيه.

واضافت ان التفريغ النفسي هو اداه جيده لاعاده التوازن النفسي اليهم ويرجعوا الي طفولتهم وتطوير المفاهيم التي تغيرت لديهم خلال الحرب.

واشادت بدور المعلم الذي يقع علي كاهله جزء كبير من مراعاه الطلاب وحسن المعامله معهم وترك مجال للطفل للحديث عما مر به خلال الحرب، اما عن طريق الكلام او الرسم او الشعر او التمثيل.

واشارت الي اهميه تعزيز التربيه الايمانيه وتثبيت العقيده الصحيحه عند الاطفال حيث ان ما حصل هو قدر ونصيب من الله عز وجل.

احمد الحواجري خبير ارشاد نفسي دولي ومدير عام الارشاد والتربية الخاصة قال “ان وزاره التربيه والتعليم خصصت لمواجهه الحرب برنامجي دعم اكاديمي والذي يشمل كيفيه تقديم التعليم بطرق مختلفه وبرنامج دعم نفسي وهو (البرنامج الوطني للدعم النفسي الاجتماعي لمواجهه اثار الحرب).

وقد تم البدء بتنفيذ البرنامج قبل بدء العام الدراسي علي ثلاث مراحل مختلفه، بدايه بدعم العاملين من مدرسين ومدراء ومشرفين، ثانيا بناء القدرات وتدريب الكوادر علي فنيات الدعم الاجتماعي وشمل البرنامج 400 مرشد و40 منسق صحه مدرسيه و168 مشرف تربوي وبحضور 11.000 معلم .

واستمر البرنامج في مرحلته الثالثه باستقبال الطلاب وعمل اسبوع “احنا بغزه بخير” شمل الاسبوع انشطه وبرامج تفريغ نفسي وانتهي بيوم مفتوح في جميع مدارس القطاع.

واضاف الحواجري ان البرنامج شمل الحالات الخاصه التي تحتاج الي تدخل خاص والحالات التي تعرضت الي اعاقات بسبب الحرب وكذلك الطلاب الذين لا يحضرون للمدارس وذلك عن طريق متابعتهم وتقديم الدعم الخاص بهم.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل