المحتوى الرئيسى

صور| الوجه المظلم لـ"نوبل".. كوارث الجائزة في العلوم

10/12 17:01

تحظى جوائز نوبل في المجالات العلمية، الطب والفيزياء والكيمياء، بتقدير إعلامي كبير، رغم الخلافات السنوية حول من يستحق هذه الجائزة. لكن هناك اتهامات تحاصر تاريخ الجائزة وحاضرها بالمحاباة والتحيز ومخالفة أهدافها الداعية إلى السلام. 

مثلا، هل تعلم أن مبتكر الجدول الدوري الحديث للعناصر "ديميتري مندلييف" لم يحصل على جائزة نوبل للكيمياء؟ يبدو هذا عاديا، "المهاتما غاندي" نفسه لم يحصل على نوبل للسلام، ولم ينلها "نيكولاي تولستوي" في الأدب.

لكن إذا عرفت أن الجائزة كانت ستُمنح له بالفعل عام 1906، لولا فارق صوت واحد في اللجنة، كان لا يرى أهمية لأعمال "مندلييف"، ليحصل عليها في ذلك العام الكيميائي الفرنسي "هنري مواسان" لنجاحه في عزل عنصر الفلور من مركباته الطبيعية، وهو إنجاز لم يكن ليصل إليه لولا... تخمينك صحيح، لولا جدول "مندلييف".

هل يمكن وصف الجائزة في بداياتها بالعنصرية؟

هذا اتهام غير علمي بالطبع ولا إثبات عليه. لكن هناك قصة ثانية. في عام 2001 مُنحت نوبل للفيزياء بسبب إنجاز في تطوير نظرية "تكاثف بوز- آينشتاين Bose–Einstein condensate"، وهو طور معقد من أطوار المادة، تنبأ به كلا من العالم الشهير "ألبرت آينشتاين"، والفيزيائي الهندي "ساتيندرا ناث بوز" عام 1924، قبل أن يتم إثباته بعد 70 عاما.

لكن "بوز" نفسه لم يحصل على جائزة نوبل قط رغم وفاته عام 1974. هناك نوع معروف من الجسيمات تحت الذرية يُدعى "بوزون" مثل الإلكترون والبروتون، سُمي نسبة لاسمه بفضل إنجازاته في اكتشافه، لكنه لم يحصل على الجائزة.

عندما أوصى مخترع الديناميت "ألفريد نوبل" بجوائز تُمنح سنويا للإنجازات في 5 فروع: الطب، الفيزياء، الكيمياء، الآداب، السلام، كان يقصد التكفير عن ذنبه باختراعه طريقة تدمير وحشية كانت سببا في مقتل الآلاف. لذلك نجد في القوانين المنظمة للجان الجائزة، ضرورة أن يكون الإنجاز الفائز مفيدا للإنسانية ويساعد في تحسين مستوى حياة البشر.

لكن هناك بعض العلماء فعلوا العكس تماما، إذ كانت إنجازاتهم سببا في جعل العالم أسوأ.

في عام 1918، مُنح الألماني من أصل يهودي "فريتز هابر" جائزة نوبل للكيمياء. مُنحت الجائزة له تقديرا له في اكتشاف السماد الصناعي المعتمد على النيتروجين. يبدو هذا جيدا. لكن "هابر" معروف في الأوساط العلمية بأنه "أبو الحرب الكيميائية"؛ لأن ابتكر عدة غازات سامة قتلت الآلاف خلال الحرب العالمية الأولى.

انتحرت زوجته الكيميائية "كلارا إيمرفار" عام 1915 بمسدسه العسكري، نظرا لحزنها على دوره في قتل البشر بطريقة مؤلمة وفاجعة.

فيما بعد، أسس "هابر" شركة الكيماويات الشهيرة Degesch والتي اخترعت بعد عقدين غاز "زيلكون B" سيء السمعة، وهو السلاح الذي استخدمه النازيون لإعدام اليهود في أفران الغاز. يشكك مؤرخون في الأعداد الحقيقية لضحايا الهولوكست، لكن بلا شك أن بعض اليهود وغيرهم تعرضوا لهذه التجربة البشعة.

قد تتساءل، وما ذنب لجنة "نوبل" في هذا كله؟ فالجائزة مُنحت لـ"هابر" في إنجاز محدد بعيدا عن إنجازاته الأخرى. لكن القصة التالية توضح كيف يمكن لـ"نوبل" أن تتورط بشكل أسوأ.

في عام 1949، ذهبت جائزة "نوبل" في فرع الطب للبرتغالي"أنتونيو إيجاس مونيز"، لدوره في "اكتشاف القيمة العلاجية لعملية إزالة أجزاء من الفص الجبهي للدماغ lobotomy لبعض مرضى الذهان" بحسب حيثيات الجائزة. هذه العملية البشعة تقتضي بفتح الجمجمة وإزالة أجزاء من الدماغ، ليعود المريض أقرب إلى الجماد، وديعا مستكينا ينتظر الموت فحسب.

عارض أطباء وعلماء هذه الطريقة في العلاج، وتحدثوا عن كونها لا أخلاقية وتعرض حياة المريض للخطر، لكن وميض "نوبل" منحها البريق، خلال ثلاث سنوات بعد منح "مونيز" الجائزة، تعرض نحو 5000 مريض لإزالة أجزاء من الفص الجبهي. قبل أن تنحسر بالتدريج وتُمنع في عدة دول. أما "مونيز" نفسه، فبعد فوزه، أطلق عليه أحد مرضاه النار قبل أن يجريها عليه. ظل الطبيب البرتغالي مشلولا حتى توفي نتيجة الاكتئاب عام 1955.

هذه ليست خطيئة "نوبل" الطبية الوحيدة فحسب. ففي عام 1926، منحت الجائزة للدنماركي "يوهانس فيبيجر" بفضل اكتشافه طفيلا ميكروبيا يُدعى "Spiroptera carcinoma" ادّعى أنه السبب في مرض السرطان. اتضح أن كلامه بعد ذلك هراء محض. أما العالم الياباني "كتسوسابورو ياماجيوا" والذي أدت أبحاثه الكيميائية حول السرطان إلى تطور علاجنا له في أيامنا الحالية، فلم ينل الجائزة.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل