المحتوى الرئيسى

مشيرة خطاب: لفظ «فلول» لا يغضبنى.. و«مبارك» أخطأ بتجاهل «تقارير الشارع»

10/12 11:03

استقلت من «حكومه شفيق» عندما شعرت بان الاجواء «غير مناسبه».. ولانني «قدمت ما يكفي»

الحرب ضد الارهاب لا تتجزا ولا تقتصر علي «داعش» ويجب ان تشمل كافه صور الارهاب في مقدمتها ما تشهده مصر

مشروعات مكتبة الأسرة والقراءه للجميع ومدارس تعليم الفتيات اقامتها «سوزان» لخدمه الشعب.. بموارد الشعب

المجتمع يرفض فكره السيده الاولي حالياً.. ومكاسب المراه مهدده بالضياع

زياره «السيسي» لنيويورك دعمت موقفنا دولياً وحصلت علي الاعتراف الغربي بشرعيه «30 يونيو»

عملت قريباً من «سوزان مبارك» 12 عاماً.. ولمست منها كل احترام واخلاص.. والتاريخ سيعطي كل شخص حقه

«25 يناير» ثوره فجرها الشباب واختطفتها جماعه الاخوان.. واستعادها الشعب ثانيه بثوره «30 يونيو» بمسانده قويه من الجيش

قررت بعد ثوره 25 يناير، ان العمل يجب ان يتم في صمت، وظلت تراقب وتشاهد الموقف مفضله الابتعاد عن اضواء الاعلام، وعلي الرغم من استقالتها من حكومه الفريق احمد شفيق، في 20 فبراير 2011، فانها لم تتوقف لحظه عن دور «النحله»، الذي اشتهرت به اثناء توليها العديد من المناصب السابقه.

السفيره مشيره خطاب، وزيره الاسره والسكان سابقاً، اكدت في حوارها مع «الوطن» انها راضيه تماماً عن دورها الذي ادته خلال نظام مبارك في الدبلوماسيه والخارجيه المصريه، ثم في المجلس القومي للطفوله والامومه، واخيراً وزاره الاسره والسكان، وانها فتحت خلال عملها العديد من الملفات المسكوت عنها. لافته الي انها استقالت من حكومه «شفيق»، حينما شعرت بان الاجواء غير مناسبه للاستمرار، وانها قدمت ما يكفي.

واشارت الي ان خطا حسني مبارك، الرئيس الاسبق، تمثل في انه لم يكن يشكك، علي ما يبدو، في صحه ما يعرض عليه من تقييم وتقارير عن حاله الشارع، فيما كان خطا محمد مرسي، انه لم يكن رئيساً، او علي الاقل لكل المصريين، لافته الي انها عملت قريباً من سوزان مبارك، لمده 12 عاماً، لمست خلالها منها كل احترام واخلاص، والتاريخ سيذكر كل شيء وسيعطي كل شخص حقه، وان مشروعات مكتبه الاسره والقراءه للجميع ومدارس تعليم الفتيات اقامتها قرينه الرئيس الاسبق لخدمه الشعب وبموارده. العديد من كواليس الفتره الماضيه، واوضاع مصر داخلياً وخارجياً، ودور المراه في المجتمع وحقوق الاطفال، يرصدها الحوار التالي:

■ اين ذهبت الوزيره مشيره خطاب، بعد خروجها من مكتبها في وزاره الاسره والسكان في فبراير 2011؟

- عقب خروجي من الوزاره، سافرت الي جنيف لالقاء الكلمه الرئيسيه في المؤتمر السنوي لجامعه وبستر، في مارس 2011، وعلي الرغم من انني اوضحت لهم، خروجي من الوزاره، فانهم اكدوا لي ان الدعوه شخصيه، وكان المؤتمر عن وسائل التواصل الاجتماعي، وثورات الربيع العربي، واتذكر انني ركزت علي التنامي المتسارع لمختلف وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، والدور النشيط للفتيات في الثوره، وكيف انه كان تحدياً للتقاليد، وعقب هذا المؤتمر، سافرت الي المغرب، لرئاسه مائده مستديره، عن تمكين النساء في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مايو 2011، وفي نفس الشهر سافرت الي اسطنبول، لتدريب النساء العراقيات، وفي يونيو تحدثت امام مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين بواشنطن، مع وزيره المراه التونسيه، ومنه الي مونتريال لاجتماع المجلس الدولي للطفل باعتباري احد نواب الرئيس، ثم الي امستردام لحضور مؤتمر عن التعليم المالي والاجتماعي، وبعدها بشهر بدات تدريس القانون الدولي الانساني في جامعه بيروجيا بايطاليا. ومنذ ذلك التاريخ تسارعت وتيره مساهماتي وانضممت الي عضويه العديد من المؤسسات العلميه ومراكز الابحاث في الولايات المتحده واوروبا وافريقيا، كما اتحدث بصفه دوريه امام العديد من الاجتماعات والمؤتمرات الدوليه الهامه، ودربت قيادات شابه من مختلف دول العالم، وانا اعتز بحصيله جهودي في السنوات الاربع الماضيه، لانها اضافت لي كثيراً.

■ وكيف كان يستقبلك المشاركون في تلك المؤتمرات والمحاضرات بعد ثوره يناير، وكنت قبلها وزيره في نظام مبارك؟

- التقييم العلمي لي كان يحكمه ادائي، وفي مصر اعتدنا ان كل ذي منصب يحظي بمجاملات كثيره، وكنت اعرف ان هذه المجاملات ستنتهي بخروجي من منصبي، ولكن ما حدث معي جعلني اشعر بان من جد وجد، فقد اديت دوري في وزاره الخارجيه، وكامين عام للطفوله والامومه، ثم كوزيره للاسره والسكان بتفانٍ شديد، وانجزت خطوات ايجابيه في قضايا خطيره مسكوت عنها، وهي فتره اعتز بها كثيراً، واعتبرها ضمن افضل سنوات حياتي، وفي مصر، والكثير من المؤتمرات التي اشارك فيها بالخارج ما زلت اسمع من اناس لا اعرفهم اشاده بعملي ودوري، كما اكتسبت اصدقاء كثيرين بعد ان تركت المنصب.

■ هل قدمتِ استقالتك من الحكومه في 20 فبراير2011؟

- نعم، الاجواء كانت غير مناسبه، وقلت ما قدمته يكفي.

■ وكيف كانت الاجواء في الحكومه خلال تلك الفتره؟

- كانت الاجواء في مجلس الوزراء تعكس الواقع المضطرب في الشارع، واعتقد انها المره الاولي ان تواجه حكومه مصريه مثل هذا الموقف، وكان هناك بحث لافضل السبل في التعامل مع هذه المواقف، وفي اخر جلسه لي في مجلس الوزراء، خلال حكومه الفريق احمد شفيق، كان هناك كلام عن الثوار وما يفعلونه، ودافعت وقتها عنهم بشده، وقلت ان هؤلاء الشباب من افضل مكونات المجتمع المصري، ولا بد من الاستماع لهم والاستجابه لمطالبهم، والجميع كان يعيش في قلق، الا ان الامور تسارعت بصوره كبيره، واليوم وبعد 4 سنوات اصبح الشعب ذا وعي سياسي جيد، واكثر حرصاً علي المشاركه، احساساً بالمسئوليه، بعد معاناه، وبعد ما شاهدناه من تدمير لممتلكات الشعب، واري اننا الان اكثر قوه، وبالنسبه لي فقد اديت دوري في الخارجيه، وفي المجلس القومي للطفوله والامومه، ثم في وزاره الاسره والسكان، بتفانٍ في قضايا خطيره، وفتحنا ملفات عديده مسكوتاً عنها.

■ كيف كان رد فعل احمد نظيف، رئيس الوزراء الاسبق تجاه ثوره تونس، عندما اندلعت؟

- كان هناك قلق، ولكن الوقت كان قصيراً، ولم تكن هناك دراسه متانيه للحل، فالازمات كثيره، هناك بطاله، وتدنٍ في المرتبات، ومعظم الاعتصامات كانت بسبب قصور العداله الاجتماعيه وضعف الرواتب.

■ كيف رات مشيره خطاب ثوره 25 يناير؟

- 25 يناير، ثوره فجرها الشباب، واحتضنها الشعب، ثم اختطفتها جماعه، واستعادها الشعب مره ثانيه في ثوره 30 يونيو، بمساعده جيش مصر العظيم، الذي لبي نداء الجماهير، ففي اجتماع مجلس الوزراء، قلت -وسجلات المجلس تشهد بذلك- ان شباب يناير هم صفوه الشباب، وهو شباب غيور علي مصر، وحضرت لي وفود من شباب الثوره مرات عديده للتفاوض خلال الـ14 يوماً الاولي من ثوره يناير، ودعوني للنزول معهم، وقلت لا بد ان استقيل اولاً، لا ان انزل من اجل التقاط الصور فقط.

■ وكيف استقبلت خبر تولي محمد مرسي، رئاسه الجمهوريه؟

- غالبيه متابعاتي للاوضاع في مصر، كانت من خلال التليفزيون، وخلال فتره مرسي وحكم الاسلام السياسي، كنت اتابع ما يدور من حوارات واتساءل: هل يصح لمصر كدوله ذات حضاره 7000 سنه، ونحن الان في القرن 21 ان تكون مثل هذه الموضوعات، هي التي تشغلنا، وتكون محلاً للنقاش، فنحن لم نسمع حرفاً عن القضايا الاقتصاديه او عن تشغيل الشباب ومكافحه الفساد، وعن سبل تحقيق العداله الاجتماعيه، كان ما يشغلهم هو قضايا تخصيص «بلاجات» للاجانب، والغاء قانون الطفل، واعاده زواج القصرات، عندها شعرت بالصدمه، لاننا عكس الاتجاه، وضد العصر.

■ وماذا عن ثوره 30 يونيو؟

- «يونيو» كانت ثوره لاستعاده مصر مجدداً، وافساد المخططات الخبيثه لاضعافها وتفتيت المنطقه العربيه، وشرعيه 30 يونيو تاكدت بتنفيذ خارطه المستقبل، ووضع دستور 2014 الذي يحترم الحقوق والحريات ويؤسس لدوله المؤسسات ويفصل بين السلطات، كما يجعل الشعب مصدر هذه السلطات، ثم كان اجراء الانتخابات الرئاسيه التي جاءت برئيس اجمعت عليه الاراده الشعبيه، وسيجري استكمال الخارطه باجراء الانتخابات البرلمانيه التي يجري الاعداد لها حالياً.

■ هل خرجت مع الشعب في «30 يونيو»؟

- خرجت للمسيرات مرات عديده انا وابنائي واحفادي في المعادي، وكانت مشاعر المصريين جميله جداً، ولم ترهبنا تهديدات الاخوان.

■ هل ادليت بصوتك في الانتخابات البرلمانيه في نوفمبر 2011 والرئاسيه في 2012؟

- خرجت للتصويت في جميع الانتخابات الرئاسيه والبرلمانيه منذ 25 يناير، فيما عدا الانتخابات الرئاسيه الاولي لوجودي خارج مصر.

■ ولمن كنتِ ستعطين صوتك لو كنت في مصر؟

- صوتي كان سيذهب للفريق احمد شفيق، لما رايت فيه من قدرات تنفيذيه قويه جداً، وهو انسان محترم او لعمرو موسي، لما اعرفه عن قدراته السياسيه وعلاقاته الدوليه القويه.

واجتمعت معهم مرتين ورفضت النزول الي «التحرير» معهم قبل الاستقاله

■ هل شاركتِ في مظاهرات ميدان التحرير من قبل؟

- نعم، فبعد ثوره يناير، وتحديداً في يوم 8 مارس كانت هناك احتفاليه بيوم المراه العالمي، ويومها طردت النساء من ميدان التحرير، وكان بالنسبه لي يوماً لا ينسي، بسبب الوجوه الغريبه التي شهدتها في الميدان والعنف المستخدم ضد النساء، ومن هناك اجريت يومها حواراً مع مراسل وكاله الانباء الايطاليه، قابلته ونحن في طريقنا الي الميدان، وتولي حمايتنا من المشاهد الغريبه والبلطجه التي امتلا بها الميدان في هذا اليوم.

■ بعد ثوره 30 يونيو، هل كانت لك تحركات دبلوماسيه لتوضيح حقيقه الاحداث؟

- نشرت مقالات، والقيت محاضرات وشاركت مناظرات عبر الهاتف والانترنت في الولايات المتحده الامريكيه واوروبا وتركيا والصين وافريقيا، وخلال وجودي في العديد من الفعاليات الدوليه، كان بعضها يرتبط مباشره بالوضع في مصر، كنت حريصه علي شرح حقيقه الاحداث، وان 30 يونيو ثوره شعب، فعلي سبيل المثال شاركت في 1 يوليو 2013 في حوار نظمه مركز وودرو ويلسون الدولي للدارسين، وهو من اكبر عشره مراكز امريكيه للابحاث ومسانده صناع القرار في الولايات المتحده، ودار خلاله حوار مع قاده الفكر والاكاديميين ووسائل الاعلام الامريكيه بمشاركه الوزير نبيل فهمي، ومحمد انور عصمت السادات، لشرح ما حدث في ثوره 30 يونيو الشعبيه، التي خرجت باراده المصريين، وبعدها في 11 يوليو شاركنا جميعاً مره ثانيه في فعاليه مماثله لمتابعه تطورات الاوضاع، وشرح ما حدث في 3 يوليو، وفي 8 يوليو تحدثت امام جامعه برين ماور، في ولايه بوسطن الامريكيه، امام وفود من مختلف الجنسيات، لشرح حقيقه الثوره التي تجتاح مصر، وبعدها القيت كلمه اخري في واشنطن يوم 10 يوليو، عن حقيقه ما حدث وعرضت صوراً لمسيرات ومظاهرات 30 يونيو.

وفي 11 يوليو، اجريت حواراً تلفزيونياً في واشنطن، واخر مع اذاعه مونتريال بكندا، شاركت بعدها في مؤتمرات واجتماعات عديده في مختلف الدول، منها ايطاليا، ففي مقر الخارجيه الايطاليه التقيت وزيره الخارجيه ونائبتها، وكان لي حديث قصير مع رئيس الوزراء الايطالي في روما في شهر نوفمبر 2013 علي هامش احد الاجتماعات، وفي ميلانو مع عدد من الجمعيات الاهليه وسيدات الاعمال، وفي مدينه بيرجامو مع عدد من القيادات الصناعيه، الي جانب شرح حقيقه الاوضاع للشباب من خلال محاضراتي الدوريه لطلاب جامعه بيروجيا للاجانب بايطاليا.

والقيت كلمه في اديس ابابا، عاصمه اثيوبيا، عبر «سكايب» امام المؤتمر السنوي لطلاب جامعه برنستون بالولايات المتحده، وفي الصين خاطبت فئات عديده في محافل مختلفه، وفي جنيف شاركت مؤخراً في احدي الفعاليات الجانبيه للمجلس الدولي لحقوق الانسان، مع عدد من ممثلي المجتمع المدني، علي راسهم المستشار عبدالعزيز سالمان، رئيس هيئه المفوضين بالمحكمه الدستوريه وامين عام لجنه الانتخابات الرئاسيه، والمفكر الاسلامي الدكتور كمال الهلباوي، امين عام منتدي الوحده الاسلاميه، والدكتور حسن موسي، رئيس المدرسه الازهريه ورئيس احدي الجمعيات الاهليه في فيينا، لشرح ما حدث.

والان، انا استعد للسفر الي روما، في اكتوبر الحالي لحضور مؤتمر عن «العلاقات عبر الاطلنطي في وقت الازمه»، يحضره عدد من الشخصيات الامريكيه والايطاليه والدوليه، لمناقشه بعض القضايا الدوليه، وساتحدث في جلسه بعنوان: «من الربيع العربي الي خريف دوله الخلافه الاسلاميه»، عن الوضع الحالي في مصر، خصوصاً بعد الزياره الناجحه للرئيس عبدالفتاح السيسي، للولايات المتحده لحضور اجتماعات الجمعيه العامه للامم المتحده في نيويورك، ويشاركني نفس الجلسه وزير الداخليه الايطالي ونائبه وزير خارجيه ايطاليا السابقه، وهناك اجتماع في تونس خلال نوفمبر المقبل، ساشارك فيه، عن الدستور التونسي، وانوي مقارنته بالمصري، لايضاح نقاط قوه الدستور المصري الذي اري انه نظراً لاعتبارات سياسيه ومواقف بعض الدول الغربيه، لم ياخذ ما يستحقه من التقدير الدولي كالتونسي.

■ كيف ترين ردود الفعل الدوليه تجاه مصر بعد 30 يونيو؟

- ردود الفعل الدوليه تباينت في كل مرحله زمنيه، فعقب ثوره 25 يناير، كان الناس يحيوننا في المطارات لاننا مصريون، وبعد ان تولي «مرسي» الحكم، وبدء احداث العنف، كانوا ينظرون الينا بنظرات شفقه، ثم جاءت 30 يونيو، بوضع مختلف، فالبعض كان فرحاً بها، ومسانداً لها، وهناك البعض ينتظر، ليفهم ماذا يجري، ومن هنا تاتي اهميه وجود مبعوثين لنا في الخارج يتكلمون بحرفيه ولغه تناسب الثقافات التي يخاطبونها، عن الاوضاع في مصر، ولا يكفي ان تكون البعثه او الوفد مخلصاً، او لديه حماس، بل الاهم هو الاسلوب والقدره علي الاقناع، والدفاع عن الثوره، واراده الشعب بالحجه والبرهان، فقد رايناً وفوداً للدبلوماسيه الشعبيه، فيها مَن كان موفقاً، وهناك مَن اخفق رغم نيته الحسنه والمخلصه، واليوم في ظل الثوره المعلوماتيه ووسائل الاتصال الحديثه، اصبحت هناك قواسم مشتركه بيننا والشعوب الاخري تجعل من السهل علينا اقناعهم.

■ ما رايك في الرئيس عبدالفتاح السيسي؟

- السيسي، زعيم، يحظي بشعبيه جارفه، ويتسم بالصدق، وكلنا نحبه ونثق فيه، بدليل انه عندما طلب من الشعب تفويضه لمحاربه الارهاب المحتمل، وقع اكثر من 22 مليون مواطن ومواطنه، وثائق لتفويضه، وخرج اكثر من 30 مليون مصري لتاييده، كما اكتسب شرعيته عندما انتخبته الملايين باغلبيه ساحقه. وترجم الشعب المصري مساندته بمواقف مشهوده، عندما اتخذ قرارات اقتصاديه هامه تؤكد مساندته للعداله الاجتماعيه، منها قرار الغاء دعم بعض المحروقات مثل البنزين والغاز الطبيعي في البيوت، وتقبله المواطنون بتفهم، كما تحمل الشعب بمزيد من الصبر انقطاع التيار الكهربائي، وعندما دعاه «السيسي» الي الاكتتاب لشق قناه السويس الجديده، تدفقت المليارات لشراء شهادات القناه، لتتجاوز المبلغ المستهدف في اسبوع واحد.

اري في الرئيس السيسي شموخاً، وايماناً بقدر بلاده، لذلك اعتذر عن عدم حضور القمه الافريقيه الامريكيه، واناب رئيس مجلس الوزراء، عنه، رداً علي عدم التزام الرئاسه الامريكيه بالتوقيتات والمراسم المتبعه في مثل هذه المناسبات. واخيراً كانت ملابسات لقائه مع الرئيس الامريكي باراك اوباما، تعبر عن تقدير واهتمام كبير بزيارته لنيويورك، التي حقق فيها نجاحاً كبيراً، وعاد منتصراً معززاً بتقدير دولي يضاف الي التقدير الشعبي.

■ هل التقيت الرئيس السيسي من قبل؟

■ من خبرتك الدبلوماسيه، كيف ترين المشهد الدولي تجاه مصر؟

- اراه في تحسن، ويعد الان في افضل حالاته منذ ثوره 25 يناير، فزياره الرئيس السيسي الي نيويورك قدمت لمصر الجديده، بفضل الدور الذي لعبه الشعب، وتماسك الجبهه الداخليه، وقوه الجيش المصري ودوره الوطني وتمتعه بالتاييد الشعبي، ثم دور الاشقاء العرب في دول الخليج والاردن والجزائر، وغيرها، وبعض الدول الغربيه والولايات المتحده التي رفضت الاعتراف بثوره 30 يونيو ادركت اليوم خطا توجهها، وتراجعت وغيرت موقفها وبادرت بمد يدها لمصر.

■ كيف تابعت كلمه الرئيس امام الامم المتحده؟

- كانت ناجحه وموفقه بكل المعايير، خصوصاً ان زيارته لامريكا كانت مشفوعه بتاييد شعبي جارف هناك، فالمشهد البطل كان للمصريين المحتشدين في الشارع وخارج القاعه اثناء كلمته لتحيه رئيسهم، وهو اهم لقطه، كما ان اول كلمه قالها الرئيس، هي تحيه الشعب المصري، وهو ما يعبر عن ان المصريين هم حرصه واهتمامه الاول والاخير، الامر الذي رفع رصيده لدي الجماهير، كما ان ترديده «تحيا مصر» والحضور من ورائه مشهد لا يحدث كثيراً في الامم المتحده، كما ان المقابلات المكثفه التي اجراها الرئيس خلال الزياره مع ملوك ورؤساء دول فاعله علي الساحه الدوليه والاحترام الذي حظي به صورته مع الرئيس الفرنسي اولاند ومع الرئيس اوباما والوفد المرافق له يعبر عن اهميه ومكانه مصر، واهتمام الاداره الامريكيه بلقاء السيسي، وسعيها له، واود ان اؤكد ان الاعداد لهذه الزياره كان في منتهي الدقه والحرفيه، ولابد من تحيه وزاره الخارجيه عليه لما بذلته من جهد، ولمن لا يعلم فان تبكير موعد القاء كلمه الرئيس امام الجمعيه العامه، امر بالغ الصعوبه، والنجاح في تحقيقه يعبر عن حرفيه عاليه جداً والمستوي الرفيع لاتصالات الخارجيه في اروقه الامم المتحده.

■ وماذا عن لقائه مع اوباما؟

- الاداره الامريكيه هي من طلبت لقاء السيسي، والمقابله عبرت عن تغير نظره الولايات المتحده تجاه ثوره 30 يونيو، واعترافها باراده الشعب المصري، بدليل البيان الصادر عن الخارجيه الامريكيه، وفيه ان العلاقات المصريه الامريكيه تمثل حجر الزاويه في السياسه الخارجيه للولايات المتحده تجاه الشرق الاوسط لفتره طويله، وهي نقطه مهمه جداً عززت من المركز الدولي لمصر، يضاف الي ذلك ان التطورات في العالم العربي، وظهور جماعات مسلحه جديده تمارس الارهاب باسم الدين مثل «داعش»، وغيرها، زاد من قناعه المصريين والعرب باهميه ثوره 30 يونيو، وانه من الضروري ان تظل مصر متماسكه وجيشها قوياً، لانها حصن منيع ضد الارهاب، يصد هجماته عن العالم العربي، كما اود ان اشير للرساله التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، الي الرئيس السيسي بمناسبه تنصيبه، وكانت ابلغ تعبير عن وزن ومكانه مصر، ودورها المحوري في المنطقه والعالم.

■ كيف ترين رد فعل الرئيس السيسي علي طلب امريكا مشاركه مصر في الحرب ضد داعش؟

- رد الفعل كان حاسماً وقاطعاً، فاولاً الحرب ضد الارهاب لا تتجزا ولا تقتصر علي داعش، بل يجب ان تشمل جميع صور الارهاب، وفي مقدمتها ما تعانيه مصر، ثانياً لم نتورط في الحرب علي داعش الذي يمثل ايديولوجيات تكفيريه متطرفه يجب ان نعترف انها نجحت بالفعل في التوغل في عقول بعض ابناء مجتمعاتنا عبر عقود طويله، ولذلك اري ان الحرب علي الارهاب لا تقف عند مهاجمتهم بالجيوش علي الارض، فيجب ان تمتد لتشمل مهاجمه العقول والافكار المسمومه، وهذه الكلمات قالها الرئيس السيسي في الاحتفال بعيد العلم، حيث اكد ان المواجهه الفكريه هي الحل الجذري والاكيد، هنا اود ان اشير الي الاهتمام الذي اولاه الرئيس لقضيه اصلاح التعليم والارتقاء بجودته.

وانا اري ان خطوره داعش تكمن في افكاره، قبل كيانه، ومن الضروري مواجهه تلك الافكار بالحوار مع الشباب فيجب ان نستمع اليهم، ونتواصل معهم باسلوبهم.

■ كيف كانت ردود الافعال الدبلوماسيه لاصدقائك في الخارج تجاه زياره السيسي للامم المتحده؟

- كانت ردود فعل ايجابيه جداً، ففي 6 اكتوبر الحالي، كتبت صحيفه الفايننشيال تايمز، ان الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح في استعاده وضع مصر داخلياً ودولياً، وان تعيد الولايات المتحده رسم سياستها تجاه مصر والمنطقه، واشادت بسياسته الاقتصاديه والقرارات التي اتخذها، وسبق ذلك ردود افعال مماثله عقب اللقاء المصري الامريكي، اتضح في تصريحات الرئيس الامريكي نفسه، من ان العلاقه المصريه الامريكيه تشكل حجر الزاويه في السياسه الامنيه الامريكيه، واتفقت عدد من وسائل الاعلام الغربيه علي ان امريكا سعت من وراء اللقاء لتحسين علاقاتها مع مصر والحصول علي دعمها في المنطقه لان دورها التاريخي وهيبتها في الشرق الاوسط سيساعدان واشنطن في حملتها ضد داعش. وهناك جريده الواشنطن بوست، علقت علي نجاح زياره السيسي لنيويورك، وانها كانت معبره عن وزن واهميه مصر. كما توقفت امام موقف مصر التي نبهت علي ضروره عدم اختزال الحرب علي الارهاب في محاربه داعش.

■ من واقع خبرتك الدبلوماسيه من المسئول الان عن الترويج الاعلامي لمصر في الخارج، وما دور السفارات ومندوبي الهيئه العامه للاستعلامات؟

- الترويج الاعلامي لمصر في الخارج قضيه بالغه الاهميه، فلا توجد جهه واحده مسئوله بمفردها عن الترويج الاعلامي لمصر، وزاره الخارجيه تلعب دوراً مهماً، واعتقد ان زياره الرئيس لنيويورك اظهرت بوضوح اهميه دورها، كذلك الهيئه العامه للاستعلامات، ومكاتبها المنتشره داخلياً وخارجياً تؤدي دوراً هاماً للغايه، ويجب ان تتوفر لها الامكانيات الماديه والبشريه والتقنيه التي تمكنها من الاضطلاع بمهامها، لكن ما اود التاكيد عليه، هو اننا نعيش عصر السموات المفتوحه، واصبح فيه للمواطن دور اخطر من كل هذه الاجهزه مجتمعه، فالمصريون الذين اصطفوا امام الامم المتحده، للترحيب بالسيسي لعبوا دوراً اخطر من اي جهاز اعلامي، فنحن في عصر حقوق الانسان، والتزام المواطنين مثلاً بالنظام العام واحترام الماره والحفاظ علي نظافه الشوارع وقواعد المرور، يجذب السياح اكثر ما تجذبه الاعلانات المدفوعه في شبكه CNN ما شابهها. وترحيب موظف الجوازات بالمقبلين في المطار اقوي دعايه للوطن، كما ان زياره السيسي للامم المتحده لعبت دوراً هاماً في الترويج لمصر، والمقابلات التي اجراها والاحاديث الصحفيه، والمصريون الذين تجمعوا لتحيته قدموا افضل صوره للبلاد، ومثل هذه المبادرات تـاثيرها اقوي من الاعلانات المدفوعه، المهم فهم ثقافه من نروج لديهم ومخاطبتهم بالعقل والمنطق وباستخدام لغه العصر، وفي المقابل فان العصبيه والانفعال ليسا وسيله للاقناع.

■ هل توافقين علي فكره المصالحه مع الاخوان؟

- الشعب اصبح مسيساً ويشارك بعد ما كان يفضل العزوف، وهو من يقرر قبول او رفض المصالحه، لكن من الواضح ان هناك رفضاً شعبياً للمصالحه، خصوصاً مع من سفك الدماء واستباح الارض، ومن الصعب الان المصالحه، فالاولويه لمحاربه الفكر المتطرف الذي يشق وحده المصريين، كما ان المصالحه ليست كلاماً، ولا بد ان يسبقها اثبات لحسن النوايا، ولو حدثت تكون وفق معايير وضوابط، ما اتمناه ان ينتهي الارهاب الاسود.

■ ما رايك في الدكتور محمد البرادعي؟

- دبلوماسي مصري مخضرم، لديه رؤيه، الا ان الخدمه في المنظمات الدوليه لفتره طويله بعيداً عن مصر ربما تجعل رؤيته للامور مختلفه، وتوقيت انسحابه من مصر، كان خطاه الكبير.

■ كيف قرات تقارير المنظمات الدوليه مثل العفو الدوليه وهيومن رايتس ووتش، عن حقوق الانسان في مصر؟

- هذه التقارير سياسيه لا حقوقيه، فهي متحيزه وغير منصفه، وهو ما يتضح في توقيت اصدارها، كما انها اختارت بعض الاحداث، وتعمدت اغفال البعض الاخر، وكُتب عنها الكثير لتفنيد ما تضمنته من مغالطات.

■ كيف ترد مصر علي مثل هذه الجمعيات الاخوانيه في الخارج؟

- عنصر المبادره مهم جداً، ومن المهم ايضاً توثيق الاحداث بالصوت والصوره وتجميع اراء الشهود وفضح محاولات التشهير بمصر ليس فقط داخلياً، بل الاهم من ذلك علي الصعيد الخارجي. ومن الضروري التدقيق في اختيار الشخصيات التي يسند اليها مهمه تمثيل مصر، او الدفاع عنها في الخارج، فالامر يتطلب مهارات محدده واسلوباً هادئاً وعلمياً ومتزناً، بعيداً عن التهويل او التهوين في الحديث مع دعم الامر بالارقام والحقائق وتصيد الاخطاء للطرف المعادي، كما يفعل معنا، ولا بد من الحديث بلغه العصر، فهناك الفاظ وعبارات عفي عليها الزمان لا يجوز استخدامها، كما ان قضايا حقوق الانسان اصبحت في اولويات السياسه الدوليه وللاسف تثار بصوره انتقائيه، لهذا يجب ان نتنبه الي هذه الانتقائيه مثلما حدث في تقرير هيومان رايتس ووتش من مغالطات ومحاوله ايقاعنا في مطبات ولكنهم انكشفوا.

■ هل تغضب مشيره خطاب من لفظ «فلول» مبارك؟

■ البعض يقول ان مشيره خطاب كانت الذراع اليمني لسوزان مبارك؟

- نعم عملت قريباً منها 12 سنه، واحترمت حماسها للاطفال، وفي هذه الفتره كانت انجازات الطفوله والامومه في مصر غير مسبوقه، وكسرنا حواجز صمت في العديد من القضايا التي خدمت الشعب، والشعب نفسه هو من تصدي للاخوان، او غيرهم فيما بعد عند محاولته تدمير هذه الانجازات.

■ كيف استقبلت مطالب نساء الاخوان بتغيير قانون الطفل والسماح بختان النساء؟

- بكل اسي، وتعجبت ان تاتي من نساء يدركن خطوره هذه الجرائم، تساءلت كيف تكون اولويات برلمان 25 يناير التنكر للمبادئ التي قامت من اجلها الثوره، فلم نر البرلمان يناقش سبل تحقيق الحريه او الديمقراطيه او العداله الاجتماعيه، او محاربه الفساد، وانما وجدناه يطالب بالغاء انجازات مهمه تحققت للمراه وللطفل، وما اثلج صدري ان المجتمع المدني والاف الرجال والنساء في الكفور والنجوع، الذين تكاتفوا معنا لتحقيق هذه الانجازات هم من تصدوا لهذه المحاولات، ولا يزال هؤلاء يقظين ومصرين علي استكمال ما تحقق، فهذه الانجازات ليست ملكاً لافراد، وانما لملايين البشر، ممن طالبوا بحقوقهم وناضلوا من اجلها، فهناك قري ونجوع في مصر خرجت عن بكره ابيها واعلنت بشجاعه معارضتها لجريمه تشويه الاعضاء التناسليه للاناث، وتمت صياغه قانون للطفل لا يزال العالم يشيد به ويعتبره من اهم انجازات مصر.

■ ما رايك في المراه المصريه والدور السياسي الذي لعبته مؤخراً؟

- المراه المصريه هي البطل الحقيقي للثورتين اللتين شهدتهما مصر في السنوات الاربع الماضيه، تحدت العادات والتقاليد وخرجت للشوارع والميادين الي جانب الرجل، ولم ترفع شعارات بمطالبها، وانما انضمت للرجال في مطالب الوطن باسره، والمشاركه النشطه للنساء في التصويت علي دستور 2014 ثم الانتخابات الرئاسيه جاءت استمراراً لدورها النشط عبر السنوات الاربع الماضيه، وكانت المراه حاضره في كل المناسبات، وابهرت العالم بوعيها ومشاركتها، وفي الواقع مصر مدينه لنسائها ويجب ان تعود دوله مدنيه تقوم علي حقوق المواطنه وسياده القانون.

■ كيف ترين غياب النساء عن مراكز اتخاذ القرار؟

- المراه حتي الان لم تحصل علي حقها الطبيعي الذي ناضلت من اجله، نحن تخلصنا من سيطره تيار الاسلام السياسي علي الحكم، ولم نتخلص من افكارهم التي تسللت الينا عبر السنين. فلا تزال النظره المتحيزه تنكر علي المراه حقوقها. ولا يزال لدينا عدم ادراك لحقيقه ان مصر لن تنهض الا اذا عوملت المراه كمواطنه لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات. ومع ذلك هناك امل كبير، في ان تحتل النساء مواقعها في مراكز اتخاذ القرار، خصوصاً ان الرئيس السيسي يدرك ويثمن دور المراه، واستهل لقاءاته كمرشح للرئاسه بلقاء اعضاء المجلس القومي للمراه، وكثيراً ما يخص المراه بالذكر في لقاءاته، وبرهن علي ذلك بزياده تمثيل المراه في الحكومه، حيث لدينا 4 وزيرات، كما لاحظنا التمثيل المشرف للنساء في المجالس القوميه المتخصصه التي انشئت حديثا للتعليم وتنميه المجتمع، وكلي ثقه انه سيحرص علي تطبيق الدستور بما يضمن عداله تمثيل المراه، ونامل ان يكون تمثيل المراه في الانتخابات البرلمانيه المقبله معبراً عن دورها البطولي.

■ هل ضاعت مكاسب المراه برحيل سوزان مبارك؟

- لا، ولكن بعضها مهدد، والفضل في الحفاظ علي المكاسب يرجع للدور الذي لعبته النساء، ومنهن السفيره مرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمراه، التي وقفت بشجاعه تدافع عن مكتسبات المراه.

■ هل حدث اي اتصال بينك وقرينه الرئيس الاسبق، بعد الثوره؟

- عقب الثوره حاولنا الاطمئنان عليها، وارسلنا رسائل عن طريق المكتب مثلما اعتدنا في اطار العمل، والحق يقال انه خلال عملي معها 12 عاماً، لمست منها كل احترام واخلاص في العمل، والتاريخ سيذكر كل شيء وسيعطي كل شخص حقه، واري ان بعض ردود الفعل تجاهها تعود لكونها امراه، وفي مجتمعنا ما زالت النظره الذكوريه تضعف من وضع المراه في المجتمع.

■ هناك مشروعات موصومه بانها مشروعات سوزان مبارك، ما رايك في ذلك؟

- هذه المشروعات تخدم الشعب، وتضافر من اجل تحقيقها الكثيرون وتم تنفيذها بموارد الدوله، ويشكر كل من عمل لتحقيقها، مثل مدارس تعليم الفتيات التي اشاد بها كل من زارها، ومنهم امين عام الامم المتحده بان كي مون، وهي مدارس تقدم خدمه تعليميه مميزه للفتيات في افقر القري، وباحدث اساليب التعليم، مثلها مثل خطوط نجده الطفل ومكتبه الاسكندريه، ومكتبه الاسره، ومشروع القراءه للجميع، وغيرها، ولا اعرف لمَ يجري وصم مثل هذه المشروعات.

■ هل مصر تحتاج الي السيده الاولي الان؟

- التنميه، خاصه في الدول التي تكافح من اجل التقدم، تحتاج كل شخص بيده ان يقدم المساعده، ودور السيده الاولي يتوقف علي استعدادها ورغبتها.

■ هل تعتقدين ان المجتمع يرغب في وجودها؟

- اعتقد ان الشعب المصري وخصوصاً الفئات الضعيفه منه التي عاده ما تسقط من الاهتمام في ظل زحمه قضايا اخري قد تبدو اكثر اهميه او الحاحاً، تحتاج الي دورها ودعمها سواء المعلن او غير المعلن، وهذه هي الخبره المستفاده من الدول التي قطعت شوطاً في التنميه البشريه وتخفيف حده الفقر.

■ ما رايك في اوضاع الطفوله في مصر حالياً؟

- مضطربه مثلها كاشياء اخري كثيره.

■ وماذا عن دور المجتمع المدني حالياً في قضايا المراه والطفل؟

- انا سعيده بدور المجتمع المدني للحفاظ علي الحقوق المكتسبه، لانه شريك في كل ما قمنا به، وفي تقديري انه ضمان قوي وتعبير عن التعدديه والديمقراطيه.

■ قضيه زواج القاصرات عادت مجدداً، كما يمارس ختان الاناث دون رقابه كافيه، ما رايك؟

- اري الامر رده خطيره وانتهاكاً لحقوق الاطفال، ومصر ستمثل قريباً امام المجلس الدولي لحقوق الانسان في المراجعه الدوريه الشامله لحقوق الانسان، وستسال عن ذلك ضمن امور اخري، وكم كنت اود ان ينص دستورنا علي الالتزام بالحقوق المكتسبه كما فعل الدستور التونسي.

■ كيف يمكن مواجهه مشكله اطفال الشوارع وعماله الاطفال؟

- هذه المشاكل مثال حي لما اشرت اليه من الاستخفاف بقضايا الطفوله، ويجب ان نعلم ان اطفال الشوارع وعماله الاطفال هي تعبير عن فشل التعليم، ونتيجه له، لا يوجد تلاميذ او اطفال فاشلون، ولكن هناك مدارس ومدرسين فشلوا في جذب الاطفال للتعليم، ويجب علاج تلك المشاكل من منابعها، برفع مرتبات المعلمين، وبناء مدارس جديده، وبناء المعلم في حد ذاته ليكون وسيله صالحه لنقل المعارف للاطفال، ويجب ان نتاكد من ان هذه المدارس تؤدي الغرض من انشائها، وتحتضن عمليه تعليميه حقيقيه، وان التلاميذ يذهبون اليها سعداء شغوفين لانهم يحصلون علي تعليم يحفزهم علي مواصله الدراسه، مع القضاء علي الدروس الخصوصيه التي تكلف الاسر المصريه 116 مليار جنيه سنوياً، مع القضاء علي ايه كلفه خفيه للتعليم مثل شراء زي او كتب او تسديد رسوم نشاط.

ومن الضروري ان يواكب التعليم النهضه المعلوماتيه، وان يتوجه التعليم لتنميه شخصيه الطفل ومواهبه وقدراته العقليه والبدنيه، وحقه في التعبير عن رايه وفي الاستماع اليه، وان يرسخ داخل الاطفال احترام حقوق الانسان وحرياته، وهويته الثقافيه وقيمه الوطنيه، وتنميه روح التفاهم والتسامح والمساواه بين الجنسين وعدم التمييز لاي سبب كان، واتمني ان اري برنامجاً يرعاه الرئيس يدعو للتبرع لسداد الرسوم المدرسيه وشراء الزي المدرسي للاطفال الفقراء وبدء حمله قوميه لضمان التحاق كل طفل بالتعليم وضمان عدم التسرب من الدراسه مهما كانت الاسباب اقتصاديه او اجتماعيه.

ولا بد من تمكين الوالدين الفقراء من الوفاء بحقوق اطفالهم في التعليم والحمايه الاسريه. ومنع اسباب تخلي الاسره عن حمايه اطفالها وتسهيل الفرصه الثانيه، والعوده للمدارس لمن تسرب من التعليم، فبكل وضوح اري ان التعليم هو الوسيله الوحيده التي ستجعل «مصر قد الدنيا»، لذلك يجب ان يصبح مشروعاً قومياً يلتف حوله المصريون كالتفافهم حول مشروع قناه السويس، ويجب ان نوجه الموارد اولاً لتعليم الاطفال ومنع تسريبهم، لان ذلك اهم من محو اميه الكبار، ونموذج المدارس الصغيره الصديقه للاطفال قليله التكلفه، تناسب المناطق النائيه، وفي هذه المناطق يمكن رعايه نماذج ناجحه تقاوم شرور الدروس الخصوصيه، وسبق ان زرنا اماكن لم يكن المحافظون يعرفون شيئاً عنها وانشانا فيها مدارس تضاهي ارقي المدارس الخاصه في جوده التعليم، والامم المتحده وثقت التجربه وافردت لها احدي مطبوعاتها كنموذج تحتذي به الدول.

■ كيف ترين المطالبات بتعديل قانون الطفل، ورفع العقوبات فيه لتصل الي الاعدام؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل