المحتوى الرئيسى

العامل النفسي .. مفتاح نجاح لاعبي كرة القدم

10/11 20:49

سبق وان قال ادي برايسلار (1921-2003)، لاعب منتخب ألمانيا واسطوره فريق دورتموند: "اللعب علي الميدان هو الشيء الوحيد الذي يحسم نتيجه المباراه". ورغم صحه تلك المقوله، الا ان هناك عدداً من الحيل العقليه التي يتم ايضاً اللجوء اليها من اجل تحسين اداء اللاعبين. فالفرق التي منيت بسلسله من النتائج السلبيه تتبادل، علي سبيل المثال، غرف تغيير الملابس مع الفريق الخصم اثناء مباراه الاياب. اما المدربون، فيرتدون دائماً قميصاً او ستره تجلب لهم الحظ. كما ان اللاعبين "يرسمون" كل مره علامه الصليب قبل دخولهم المعلب.

كل هذه الاشياء يمكنها فعلاً ان تؤثر بدرجه كبيره علي النجاح او الفشل في كرة القدم، وهو ما تم تاكيده علمياً، كما يوضح دانييل ميميرت، من كليه الرياضه بمدينه كولونيا الالمانيه، اذ يقول: "نعتقد بانه يتم حسم الامور في بعض الرياضات اعتماداً علي عوامل اخري بعيده عن العقل".

حراس المرمي يمكن ان يتكهنوا بنجاح او فشل تسديدات خصومهم انطلاقاً من لغه الجسد

لغه الجسد تؤثر علي الفريق الخصم

من بين الامثله الاخري المعروفه الضربات الراسيه، فمن يلعبها لا ينبغي عليه دائماً اتخاذ القرار "الصحيح"، بل هو مطالب باتخاذ قرارات "شاذه" ولكنها تستند الي الابداع، والابتعاد بتفكيره عن الانماط السائده بهدف مباغته الخصم ومفاجاته وعدم ترك المجال امامه للتحضير لها. لكن عمليات كثيره اخري تحصل في الدماغ ولا تقتصر فقط علي التفكير الاستراتيجي.

وبحسب دانييل ميميرت، فان الانسان الذي يكون مرتاح البال يقوم بعمل افضل، مقارنه بمن يمر بحاله تذمر عميقه او يكون في محيط لا يشعر فيه بالارتياح. ويوضح ميميرت هذه الفكره قائلاً: "عندما يعرف المرء بان اللاعب يحب ان يكون في وسط عائلته وان ذلك يعطيه القوه، لن يكون مفيداً او صحيحاً جمع كل اللاعبين بالفندق في ليله ما قبل المباراه، لان الطاقه البشريه في نهايه الامر هي التي يتم الاعتماد عليها اثناء اللعب". ولهذا السبب، يجب بذل كل جهد من اجل خلق محيط ملائم للرياضي يشعر فيه بالارتياح ويمكّنه من بذل افضل مجهود لديه.

يعتبر النجم البرتغالي رونالدو من اللاعبين الذين يوظفون لغه الجسد باحتراف داخل الملعب

كما تُظهر الدراسات المتخصصه في لغه الجسد ان لها تاثيراً علي الفريق الخصم وعلي الزملاء في نفس الفريق. وهذا مهم بشكل خاص اثناء ركلات الجزاء او الركلات الحره. ويوضح مميرت ذلك بالقول: "عندما يواجه اللاعب المكلف بتسديد ركله الجزاء حارس المرمي بصدر واسع، فان ذلك يولّد لدي حارس المرمي الشعور بان اللاعب يريد تسجيل الهدف وان الركله ستكون جيده ولن يتمكن علي الارجح من التصدي لها"، مضيفاً: "خلافاً لوقفه لاعب تكون اكتافه منحنيه في مواجهه حارس المرمي، فهم حينئذ يربطون تلك الهيئه بالضعف ويكون لديهم شعور بانهم سيصدون الركله". لذلك، يواجه المدربون هذا التاثير السلبي للغه الجسد وينادون لاعبيهم عندما يفشلون في ايقاف الكره او يتاخرون في تمريرها بعبارات مثل: "ارفع راسك وواصل اللعب".

النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب نادي ريال مدريد الاسباني، مثال ممتاز علي الاستخدام الامثل للغه جسد المهيمنه وينفذ الضربات الحره بطاقه وتركيز عاليين، وهذه هي الطريقه الصحيحه، حسب ما اكتشف العلماء، ذلك ان لغه الجسد الايجابيه التي تقترن بحركات يتم تكرارها باستمرار تعتبر احد طرق تحسين الاداء، اذ يشرح ميميرت من كليه الرياضه في كولونيا: "يجب علي الانسان ان يفكر ملياً في حركاته، وهو ما يسمي بتمارين الدماغ. من المهم التركيز وافساح المجال امام تطبيق الحركات والتمارين التي تم التدرب عليها بشكل جيد".

قرارات الحكام تتاثر بضغط الجماهير المحليه

التفاؤل والتشاؤم كعامل نفسي مساعد

بالاضافه الي كل ما ذُكر، فان بعض اللاعبين المحترفين يؤمنون بنذر الشؤم والفال الحسن، ويلجاون الي بعض الممارسات التي تجلب لهم الحظ قبل المباريات. ولا يقتصر ذلك علي انصار الفرق وحدهم، فالمهاجمون، مثلاً، يرتدون جواربهم بدءاً بالايمن فالايسر، في ما يقسم حارس المرمي بتميمه الفريق.

حتي فيما يتعلق بهذه الممارسات، يؤكد العلماء انها تساعد. ويشرح الباحث في علوم الرياضه ميميرت تجربه شاركت فيها مجموعتان طُلب منها ممارسه لعبه الغولف ومحاوله اسقاط الكرات في الحفر، وتم اعطاء المجموعه الاولي كرات الغولف وقيل لهم انها ذات "فال حسن"، اذ تمكن اشخاص اخرون في السابق من ادخالها في الحفر، بينما اعطيت المجموعه الثانيه كرات وقيل لها انها "سيئه الطالع". وبالفعل، فقد نجحت المجموعه الاولي في تحقيق نتائج افضل من المجموعه الثانيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل