المحتوى الرئيسى

«داعش» يقترب من احتلال الأنبار والسيطرة على سد حديثة

10/11 01:23

يقف مسلحو «داعش» علي وشك السيطره علي محافظه محوريه غرب العراق، مما سيشكل نصرا كبيرا للتنظيم الارهابي وانتكاسه مثيره وحرجه للتحالف الذي تتزعمه الولايات المتحده ضد الجماعه.

ومن شان فوز «داعش» بالسيطره علي الانبار منح مسلحيه السيطره علي احد اهم السدود بالعراق، بجانب الكثير من المنشات الضخمه التابعه للجيش، الامر الذي قد يزيد من مخزونات السلاح الوفيره بالفعل لدي الجماعه. ومن شان ذلك ايضا السماح للجماعه باقامه خط امدادات من سوريا الي قرب بغداد، ومنحها موقع متميز يمكنها من شن هجمات ضد العاصمه العراقيه.

الملاحظ ان هجوم «داعش» علي الانبار حظي باهتمام اقل عن هجومها ضد مدينه كوباني السوريه الحدوديه، التي تواردت الصور منها علي ايدي المصورين الصحافيين المرابطين فوق تلال بتركيا المجاوره. الا ان الاسابيع الاخيره، شهدت غزو مقاتلي «داعش» بصوره ممنهجه لمدن وقري الانبار، وحصارهم لمناطق تمركز للجيش ومراكز الشرطه، اضافه لشنهم هجمات ضد قوات عراقيه في الرمادي، عاصمه المحافظه.

يذكر ان «داعش» تمكن بالفعل من ضمان معقل له داخل محافظه الأنبار في يناير (كانون الثاني)، عندما سيطر علي مدينه الفلوجه واجزاء من الرمادي، واستمر في تقدمه داخل المحافظه في يونيو (حزيران) . ومع ذلك، ابقت الحكومة العراقية سيطرتها علي جيوب صغيره داخل المحافظه ذات الغالبيه السنيه.

من جهتها، منيت القوات العراقية بانتكاسات عده خلال الهجوم الاخير الذي شنه «داعش»، بما في ذلك خساره قاعدتين تابعتين للجيش. من جهه اخري، هاجمت الطائرات الحربيه والمروحيه الهجوميه الاميركيه اهدافا لـ«داعش» ووفرت الدعم للقوات العراقيه التي تقاتل في الانبار. وساعدت الضربات الجويه الاميركيه الشهر الماضي في صد هجوم علي سد «حديثه»، وذلك في اطار مساعي المسلحين للسيطره علي امدادات المياه العراقيه. ومع ذلك، اخفقت الضربات بوجه عام في وقف تقدم المسلحين.

من ناحيته، علق الخبير الامني العراقي، سعيد الجيشي، بقوله: «اذا سيطر (داعش) علي الانبار، سيصبح بامكانه تهديد اهداف مهمه ببغداد. واذا خسرت الحكومه سيطرتها علي سد حديثه، سيتعين علي قوات الامن الانسحاب، سيسيل حمام دماء».

تجدر الاشاره الي ان محافظه الانبار - كبري محافظات العراق - شكلت محور موجه التمرد السني ضد القوات الاميركيه التي اندلعت بعد الغزو عامي 2003. وفي عام2006 قرر الكثير من القبائل السنيه بالانبار تاييد الحكومه المدعومه من واشنطن في مواجهه الجماعه التابعه لتنظيم القاعده بالعراق، في خضم ما عرف لاحقا بـ«الصحوات السنيه». وقد سحقت حركه التمرد تلك.

بيد ان السياسات الطائفيه لرئيس الوزراء السابق، نوري المالكي، الشيعي، اثارت سخط القبائل السنيه، وعملت «داعش» التي تاسست كذراع لـ«القاعده» داخل العراق، علي تاجيج هذه الغضب السني. في الوقت ذاته، تمكن عناصر «داعش» من تحسين قدراتهم العسكريه عبر المشاركه في الحرب الاهليه بسوريا. وبالفعل، نجحوا في السيطره علي اجزاء واسعه من سوريا والعراق. وتشير بيانات صادره عن القياده المركزيه الاميركيه الي انه منذ بدايه الحمله الاميركيه ضد «داعش» في اغسطس (اب)، هاجمت الطائرات الاميركيه اكثر من 40 هدفا داخل الانبار.

من جهتها، اعربت اداره اوباما عن املها في ان تتمكن القوي العربيه السنيه بالمنطقه، بقياده السعوديه، من اقناع قبائل الانبار بالانقلاب ضد «داعش» والانضمام للقوات الحكوميه العراقيه او المشاركه في حرس وطني قوامه عناصر محليه.

الا انه رغم رحيل المالكي في وقت مبكر من الشهر الماضي، لم تظهر مؤشرات توحي بان النفوذ العربي، مع افتراض وجود جهود لممارسته، ترك تاثيرا يذكر. واعرب ابناء قبائل سنيه عن تخوفهم من الميليشيات الشيعيه المشاركه في القتال الذي يخوضه العراق ضد «داعش».

وخلال محادثات جرت هذا الاسبوع بينهم وبين الجنرال الاميركي المتقاعد جون الن، منسق الاداره الاميركيه لشؤون التحالف الدولي ضد «داعش»، ذكرت قيادات قبليه انه «لن نقف في مواجهه (داعش)، بينما توجد ميليشيات شيعيه داخل مناطق سنيه»، حسبما افاد الزعيم القبلي سميل المحمدي في تصريحات صحافيه. المعروف ان الانبار، التي تضم مساحات صحراويه واسعه تقطعها طرق للشاحنات تؤدي للاردن والسعوديه وسوريا، تحمل اهميه استراتيجيه ورمزيه بالنسبه لـ«داعش»، وفي حال سيطره الجماعه علي المحافظه، سيصبح بمقدورها نقل اسلحه ومقاتلين من المناطق التي تسيطر عليها في سوريا حتي الضواحي الغربيه لبغداد، وحاليا، يقطع خط الإمداد هذا منطقتي حديثه والرمادي الخاضعتين للسيطره الحكوميه. ايضا، من نتائج السيطره علي الانبار مساعده الجماعه علي تمديد حدودهم الفعليه لاطراف العاصمه العراقيه.

من جانبه، قال احمد صدق الدليمي، رئيس شرطة الانبار: «ستتحول المنطقه لقاعده لتحركاتهم، وسيمر وقت طويل قبل ان نتمكن من اعاده السيطره عليها»، كما ان السيطره علي الانبار تشكل نصرا معنويا لـ«داعش». في هذا الصدد، اوضحت جيسيكا لويس، مديره الابحاث بمعهد دراسه الحرب في واشنطن، ان «الانبار تمثل مهد الجماعه الام لـ(داعش)، وهي القاعده في العراق. لذا فان السيطره علي مدن الانبار يحمل اهميه كبيره لهم (داعش)».

وذكر مسؤولون امنيون بالانبار، ان «داعش» عمل علي تعزيز قوته القتاليه داخل المحافظه. يذكر ان مسلحي «داعش» قاتلوا بضراوه خلال الايام القليله الماضيه للسيطره علي مدينه هيت بمحافظه الانبار الواقعه علي نهر الفرات، وكذلك بلده كبيسه القريبه. وتقع البلدتان قرب قاعده عين الاسد العسكريه، وهي واحده من اكبر القواعد العسكريه بالعراق، حيث تمد تعزيزات للقوات المعنيه بالدفاع عن سد حديثه الواقع شمال غربي القاعده مباشره. وتبعا لتقرير صدر حديثا عن معهد دراسه الحرب، فان «داعش» شن حمله متطوره في الانبار خلال الاسابيع الاربعه الماضيه، مما مكنه من السيطره علي غالبيه الاراضي الممتده من الحدود السوريه حتي ابو غريب في الضواحي الغربيه من بغداد.

وعمد المسلحون لقطع خطوط امدادات الجيش العراقي والاتصالات بين القوات، وتعزيز مكاسبهم التي لن يكون من السهل القضاء عليها عبر حمله جويه، حسبما افاد التقرير. وقد يكون مصدر القلق الاكبر تقدم «داعش» نحو الرمادي، الواقعه علي بعد 80 ميلا من بغداد.

وافادت وسائل اعلام عراقيه، الاثنين، بان قوات الامن انسحبت من وسط الرمادي، وهذا ادعاء نفاه الدليمي، مدير شرطه الرمادي، لاحقا. ومع ذلك، ادت الهجمات التي جري شنها طيله الاسبوع الماضي الي سيطره المسلحين علي احياء جديده بالمدينه.

من جهتهم، حذر مسؤولون محليون من قرب انهيار الحكومه المركزيه في الرمادي. وقال احمد ابو ريشه، احد الشيوخ القبليين البارزين والذي يقود مجموعه من المقاتلين الموالين للحكومه بالمنطقه: «تخضع جميع المناطق حول الرمادي لسيطره (داعش)». واضاف ان قواته، ذات التسليح الخفيف، لم تتلق دعما جويا خلال قتالها ضد «داعش».

وحذر ابو ريشه من انه «اذا سقطت الرمادي، فسوف تسقط الانبار كلها، الرمادي هي الراس، فاذا قطعت الراس مات باقي الجسد».

ومن بين اكبر الخسائر التي منيت بها قوات الامن العراقية كان فقدان قاعده عسكريه بالصقلاويه. كان مقاتلو «داعش» قد طوقوا القاعده الواقعه الي الغرب من الفالوجه الشهر الماضي، وفر بعض الجنود من القاعده، بينما يعتقد ان المسلحين ذبحوا اخرين كثيرين، تبعا لما افاده ناجون. واضافوا ان ما بين 300 و500 جندي مفقودين. بعد ذلك، سيطر المسلحون علي قاعده عسكريه في البوعيثه، الواقعه علي بعد 50 ميلا من بغداد.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل