عصابات المخدرات "تدفن" المسكيك في القبور الجماعية

تنتشر الاف المنازل المبنيه من الطوب واسقف الصفيح في الريف المكسيكي، لكن الشرطه تلقت في فبراير الماضي معلومات تفيد بان احد هذه البيوت يخفي سرا عظيما، ومع الحفر تم العثور علي 500 هيكل عظمي باعداد غير معروفه من الجثث التي كانت قد حللت في حامض.

ونشرت صحيفه "جلوبال بوست" الامريكيه عن زياراتها للمرزعه التي تبعد نحو 40 ميلا الي جنوب ولايه "تكساس".. هذه المنطقه التي يصعب الوصول لها، مشيره الي ان المواد الكيميائية المستخدمه في تحليل الجثث ومعلبات المواد الحامضه لا تزال متناثره حول المكان.

في معظم دول العالم، خبر اكتشاف مقبرة جماعية تمارس بها هذه الافعال الوحشيه، شيء مهم يذاع علي القنوات المحليه وقد يصيب المجتمع بالذعر، لكن كانت هذه احدث الجرائم البشعه التي قام بها المجرم المكسيسكي، زيتاس كارتل، زعيم عصابات الاتجار في المخدارات، فلم يعد الاهتمام بمثل هذه الجرائم يتم الا اضيق الحدود، فحادثه اكتشاف الجثث كانت مجرد واحده من سلسله المجازر والمقابر الجماعيه التي ابتليت بها المكسيك منذ عام 2010.

وعثرت السلطات المكسيكيه الاسبوع الماضي علي اربع مقابر جماعية سريه علي مقربه من مدينه "ريو جراندي" جنوب البلاد، وتم العثور علي 28 جثه متفحمه دفنت في بلده بجانب ولايه "جيريرو اجوالا"، حين اختفي 43 طالبا في 26 سبتمبر بعد ان تعرضوا لهجوم من قبل الشرطه المحليه وعناصر من عصابه تهريب المخدرات التي تعمل مع كارتل.

وحسب وزير العدل المكسيكي فان اربعه اشخاص اعتقلوا خلال هذا اليوم، وهم الذين ارشدوا الي المكان الذي عثر فيه علي المقابر الاربعه، وقالوا انهم دفنوا فيها الطلاب، وفي يونيو الماضي، تم العثور علي عشرات الجثث في مزرعه بولايه "فيراكروز" علي خليج المكسيك في واحده من ابشع الحوادث، حين وجدت 78 جثه تابعه للمهاجرين من بلده "سان فرناندو" في 2010.

وكانت السلطات المكسيكيه قد عثرت علي 500 جثه في مقبره سريه في اراضي "ولايد كواويل" قبل اكثر من ثمانيه اشهر، ومن جهته، قال نائب المدعي العام لشؤون البحث عن المفقودين بالولايه، خوان يانييس اريولا، انذاك ان قوات الامن عثرت علي رفات نحو 500 شخص في مقابر سريه في اراضي الولايه.

وقال في حديث لصحيفه "السيجول دي توررون" المكسيكيه ان بعض العظام احرقت في محاوله لاخفاء اثار الجريمه، بعدما تم العثور علي جثث القتلي في اراضي عده مزارع خلال عمليه واسعه النطاق شارك فيها 250 من العسكريين ورجال الشرطه وقوات الامن المحليه.

وتعتبر ولايه "سان فرناندو" ايضا التي ينتشر بها مزارع الذره من احدث الولايات تاثرا بهذه الحوادث، وتحاول نسيان هذا الرعب الذي اظلم اسم مجتمعهم، ومع ذلك، لا تزال مواقع المقابر الجماعيه مهمه للعائلات والاصدقاء التي لا تزال تبحث عن احبائهم، بينما قالت الحكومه في يونيو الماضي ان الاحصائات تشير الي اختفاء نحو 16 الف شخص في المكسيك منذ عام 2006، وفي الوقت نفسه، قتل اكثر من 70 الفا في اعمال عنف مرتبطه بالمنظمات التابعه لتجاره المخدرات.

وفيما يلي اسوء الحوادث التي تم اكتشاف العديد من المقابر الجماعيه بها اثر عمليات القتل التي تقوم بها عصابات المخدرات في المكسيك:

في يونيو 2010، في ولايه جيريرو، تم اكتشاف 55 جثه في منجم مهجوره للفضه، ويعتقد ان بعض الضحايا القوا علي قيد الحياه وماتوا جوعا، وزعم ان عمليات القتل تمت من قبل عملاء يعملون لحساب عصابه "بلتران ليفا".

في 24 اغسطس 2010 بولايه سان فرناندو، قتل مسلحون 72 من المهاجرين من امريكا الوسطي والجنوبيه المتجهين الي الولايات المتحده، في علميه قام بها مسلحون تابعون للمجرم المكسيسكي كارتل زيتاس.

في 2011 في ولايه دورانجو، حفرت قوات الامن سلسله من 23 قبرا حول الولايه، الي ان عثرت علي اكثر من 350 جثه، وفي اغسطس عام 2013، القت الشرطه القبض علي ماريو نونيز ميسا الملقب "M10"، وزعمت انه الذي دبر هذه المجازر نيابه عن كارتل سينالوا.

في ابريل 2011، ولايه تاماوليباس، في سلسله من الحفر حول مزرعه في البلده، تم العثور علي 193 جثه، ويعتقد الكثيرون انها تنتمي الي الضحايا الذين تم اعتقالهم من الحافلات علي الطريق السريع، ونسبت هذه الحادثه الي زيتاس.

في 20 سبتمبر 2011، ولايه فيراكروز، القي مسلحون 35 جثه في شاحنتين علي طريق مزدحم في وسط المدينه خلال ساعه الذروه، وزعم ان هذه العمليه مرتبطه بعصابه خاليسكو التي تطلق علي نفسها "الجيل الجديد لكارتل".

في 13 مايو 2012، ولايه نويفو ليون، القي مسلحون 49 جثه من شاحنه علي طريق خارج بلده في الصباح الباكر، كانت مطقعه الرؤوس والايدي والاقدام ما يجعل من الصعب للغايه تحديد هويات الضحايا، ويعتقد ان تكون جريمه القتل هذه مرتبطه بـ"زيتاس"، لكن هناك بعض الرسائل التي ارسلتها العصابه الي اهل البلده تنكر ان تكون هي وراء هذه الحادثه.

نوفمبر 2013، ادي حفر الشرطه في حقول تقع بين ولايه خاليسكو وميتشواكان الي العثور علي 74 جثه، ويعتقد ان الضحايا كانوا علي علي صله بحرب عصابات دارت وقتها بين عصابتي "خاليسكو كارتل" وفرسان الهيكل "تامبير جناج".