المحتوى الرئيسى

إذا كنت من محبي عبد الحليم وعبد الوهاب تعرف على أهم موزعي أغانيهما

10/10 09:07

سئل مره الاستاذ محمد عبد الوهاب؛ متي تصير الالحان المصريه مالوفه السمع كغيرها من الحان العالم في كل العالم؟! فاجاب؛ عندما نستطيع ان نعزف اللحن وحده دون كلام؛ فتتكون لدينا مقطوعه موسيقيه جميله متكامله البناء.

وبغض النظر عن موافقه او رفض هذه المقوله، الا انها توضح ادراك الاستاذ للوضع المقلوب، الذي وضع التاليفات الموسيقيه اسفل السلم؛ بعد اسم المطرب والملحن وكاتب الكلمات؛ وبما ان التاليف الموسيقي في هذا الوضع؛ لاسباب جماهيريه تتعلق بتراث الموسيقى الشرقية المعتمد علي الغناء بشكل اساسي؛ فمن الطبيعي ان يكون حال التوزيع الموسيقي غير مرضٍ علي الاطلاق؛ فمثلاً جميعنا يعرف ان من غنت اغنيه لا تكذبي نجاه ومن لحنها محمد عبد الوهاب ومن كتبها كامل الشناوى، لكن كم واحداً اهتم بمعرفه ان علي اسماعيل هو من وزع اللحن؟!

طبعاً هذا غير تاليفه لموسيقي هذا الفيلم -اي الشموع السوداء- وتوزيعها، وتوزيع جميع الحان الفيلم الاخري؛ مما جعل الحاله الموسيقيه للفيلم في حاله توافق خاليه من اي نشاز؛ يضر بشريط الصوره او بالدراما.

قليلون جداً استطاعوا في هذا الزمن فعل كل ما سبق، ومن ابرز واهم هؤلاء القليلين الموسيقار المصري علي اسماعيل، الذي عاش 52 عاماً فقط؛ استطاع خلالها خلق موسيقى مصريه جداً وضعها داخل قوالب التاليف الموسيقي التي يستسيغها ويعرفها اي مهتم ومحب للموسيقي البحته في العالم.

52 عاماً انتهت في احدي بروڤات مسرحيه كباريه عام 1974، عندما سقط مغشياً عليه، وتوفي اثناء نقله للمستشفي.. هكذا ببساطه ودون سابق انذار.

ثلاثه هم من اثروا بشده في وضع علي اسماعيل علي هذا الخط الصعب والمختلف. اولهم الاب اسماعيل خليفه مدرس الموسيقي وقائد فرقه الموسيقي الملكيه، وهذا تاثير غير هيّن ابداً حينها؛ ان تنشا في بيت صنعه الاب فيه الموسيقي؛ فتكون النغمات جزءاً من التكوين، هذا التكوين والاستعداد الذي جعل الاب يعلّم ابنه العزف علي اله الساكسفون واله الكلارينت، هذا التعليم الذي اهّل علي ان يعمل عازفاً في فرقه الموسيقي العسكريه، قبلما يلتحق بمعهد فؤاد الاول للموسيقي المسرحيه؛ وهناك تعلم التاليف الموسيقي من اجل الدراما؛ من اجل التعبير عن الحدث بالزمن.. بالمترونوم :-)

الشخص الثاني هو الاستاذ برنتي الذي تعلم اسماعيل عنده بشكل يشبه الدرس الخصوصي؛ اسس التاليف والتوزيع الموسيقي الكلاسيكي، وما يقتضيه ذلك من سماع تراث موسيقي الغرب الكلاسيكي، ومعرفه دقيقه بقوالب التاليف الموسيقي بشكل مفصل؛ مما دفع اسماعيل للانفتاح اكثر علي الموسيقي المعاصره لزمانه؛ فقدم لنا من خلالها ومن خلال ما علمه اياه الاستاذ برنتي مقطوعات مثل هذه المقطوعه:

الشخص الثالث هو الاستاذ الكبير اندريا رايدر، الذي تقول شجون علي اسماعيل عنه: اندريا رايدر هو استاذ علي اسماعيل. وفي مقام اخر تحكي: دخلت الي مكتبه بابا فوجدته يبكي وهو يستمع الي اغنيه عبد الحليم «جبار»؛ فقعدت اطبطب عليه واساله مالك؛ فقال لي وهو يغالب دموعه: «شايفه الاستاذ اندريا رايدر ازاي وزع اللحن؟».

انظروا لحال فرقه رضا للفنون الشعبيه بعد وفاه علي اسماعيل. هناك جزء من الروح اذا سُحِب؛ لا يفلح مع ما تبقي منها في الجسد؛ ان يجعله علي قيد الحياه، وهذا ما حدث؛ فكما كانت الفرقه هي البراح بالنسبه لعلي اسماعيل الذي حقق فيه بجانب التاليف الموسيقي للافلام- كل احلامه غير المتوافقه مع عصره؛ كان هو بالنسبه البراح، الذي مهما استُبدل لن تكون نتيجته الا كل ضيق.

- علي اسماعيل يتحدث عن موسيقي فرقه رضا:

في وثائقي قديم عُرض علي التلفزيون المصري انتج علي الاغلب اواخر الثمانينيات؛ ظهر هاني شنوده ومودي الامام ود.مصطفي ناجي وغيرهم؛ ليتحدثوا عن التاثير الهام جداً وتحويله المسار التي فعلها اسماعيل في تاليف موسيقي مصريه، وفي التوزيع الموسيقي عموماً، وان هذا الرجل هو من شب برؤوسهم فوق سطح البحر السائد؛ لتلمس مواهبهم الكبيره شطان جديده، وهذا بدوره مهد الطريق لوجود حميد الشاعري، الذي صعد بالتوزيع الموسيقي الي اول السلم.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل