المحتوى الرئيسى

''ثأر'' و''تحرش'' و''أفلام هابطة''.. العيد فرحة

10/08 21:12

ياتي العيد ومعه سرور، تجمعات عائليه، فرحه في القلوب لعده ايام، غير انه في الاعوام الاخيره كان هناك ما يعكر ذلك الصفاء؛ تحرش تتزايد حالاته، عائلات تنتظر الاحتفاء بالعيد في المحافظات، فينقلب مع افرادها الحال الي ثار ينتهي بسقوط قتلي من الطرفين، لم يكن الامر جيدا كذلك علي مستوي الفن، فافلام العيد صارت تُصنف علي انها ''خفيفه'' حد الابتذال، اشياء طفت علي سطح المجتمع كطبقه ترابيه، تظهر بشكل اكثر تركيزا في العيد، لم يكن عيد الاضحى الذي انتهي منذ ساعات مختلفا.

جلست سيده من قريه ''الكدايه'' بمركز اطفيح بمحافظه الجيزة تغسل الملابس علي مجري مائي، يساعدها الزوج الذي يتبع عائله ''البكاريه''، لم تمر دقائق حتي حدثت مشاده بينه واحد افراد عائله ''ابو هلول''، حيث اعترض الاخير علي تواجده في المكان، ومع تطور حده النقاش، اطلق فرد ''ابو هلول'' الرصاص علي الرجل، ليصيبه في القدم اليمني واليسري قبيل عيد الاضحي بيومين، ذلك الموقف يعد منهجا للتعامل في اطفيح، اكثر من عائله دخلت في منطقه الثار، ومع تزايد عدد القتلي لم يعد ممكنا ان يتوقف سيل الدماء، وتكررت الاشتباكات بين اكثر من عائله خلال العيد في عده محافظات، كقنا، الشرقيه والفيوم.

''هشام سعيد''، احد ابناء القريه التي حدثت بها الواقعه، عايش كل الاحداث، والتي تتزايد علي حد قوله مع الاعياد ''اصل الناس ولادها اللي بره القريه بييجوا في الاعياد.. فالمشاكل بتتجدد تاني''، لا يتبع ''سعيد'' -الذي يعمل سائق- احد العائلتين، هو متفرج كالاخرين، الا ان ما يحدث اضره ''حياتنا بتقف لايام لحد ما الضرب يخلص.. فيه ناس بتقعد بالشهور متطلعش من بيتها''، علي الجهه الاخري ووسط الطلقات الطائشه يُصاب الذين ليس لهم يد بالامر، كسيده عجوز ذكرها ''سعيد''، مؤكدا انها ترقد باحد المستشفيات الان.

''العيد معرفناش نحس بيه''، يقول ''سعيد''، مُلقيا اللوم علي بعض ابناء العائلات ممن لا يبغون صلحا ''بيبقي الواحد فيهم قاعد بره القريه وييجي وقت العيد يولع الدنيا''، لا يعرف علاجا سوي تنازل الطرفين عن حقهم في من قُتلوا ''احسن ما ناس تانيه تموت''، علي المستوي الشخصي لا يحاول التدخل لحل اي نزاع ''محدش يقدر يعمل حاجه.. الشرطه مبتعرفش تدخل.. احنا بنسيبهم يخلصوا العركه وبعدين نطلع''.

ليست عاده ''خالد منصور'' ان يذهب للسينما في العيد، هو فقط يبحث عن فيلم جيد ليشاهده باي وقت من العام، يعتقد ان الخلطه المضمونه لاي منتج يريد اموال هو فيلم قائم علي الاثاره؛ سواء اللفظيه او الجنسيه ''وبيستهدف متفرجين من سن 16 لـ25 سنه''، ثم طرح العمل في موسم يبحث فيه بعض المراهقين عن تجربه ممتعه، تنجح الخطه في احد الاعياد فيكررها صناع العمل في اعياد اخري، حتي تصبح سينما العيد ذات سمعه سيئه، لكن ''منصور'' لم يياس من مشاهده الجيد بعد ''حاولت ادخل فيلم الجزيره العيد ده اكتر من مره بس فشلت عشان الزحمه''، عيد الفطر الماضي شاهد الشاب العشريني فيلم الفيل الازرق بالسينما اكثر من مره ''كنت عايز ادعم وجوده قصاد الافلام الهابطه''.

وبحكم نزوله الي الشوارع في العيد؛ فقد شاهد ''منصور'' وصديق له محاوله تحرش بثلاث فتيات في ميدان التحرير في احد الاعياد الماضيه، لم يكن بيده شيء مع كثره عدد المتحرشين ''لقينا بتاع جرايد من الميدان جاب خشبه وهدد الولاد بيها لو ممشيوش.. وبالعافيه عرفنا نخرج البنات''، يعلم ان الواقعه تتكرر عشرات المرات مع كل عيد، لذا منذ اعوام قرر توجيه النُصح لمن يعرفهم من الفتيات، ان الخروج الي الميادين او كورنيش النيل يعد خطرا ''حتي الخروج مع ولاد مبقاش مضمون زي الاول.. لانه ممكن حد يفتعل العنف معاهم''.

علي الارض تحاول حملات كـ''شفت تحرش'' منع التعدي علي الفتيات، ورصد الواقع، فخلال ايام عيد الاضحي الاربعه تم رصد 5 حالات تحرش جماعي و147 لفظيا و18 جسديا بالقاهره، بينما تم رصد 41 حاله تحرش لفظي بكفر الشيخ وحالتين جسديا وحاله جماعيه.

قال ''جمال الخشن''، استاذ علم الاجتماع السياسي، ان تغير حال العيد في مصر في السنوات الاخيره ليس امرا غريبا، فعدم الاستقرار السياسي الذي تمر به مصر اثر سلبا علي اكثر من صعيد، ومع حدوث صدع في احوال الناس المعيشيه فالتخبط وارد، كما ان السلطه نفسها لا تؤدي دورها بشكل كبير، علي حد قوله، مضيفا ان انتهاء الحوادث السيئه المصاحبه للعيد في الاعوام الاخيره لن يتم الا بوجود قوانين رادعه تُطبق، ثم استصلاح الفاسد في اخلاقيات المواطنين من خلال الاسره اولا، ثم الاعلام.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل