المحتوى الرئيسى

"أتنيوس".. كاتم أسرار حكومات الملك فاروق (فيديو)

10/08 18:30

كتبت- سمر ابراهيم، تيسير قوايد:

بجوار قنصليه ايطاليا سابقًا ومقر بنك الأسكندريه حاليًا، في "محطه الرمل"، اعرق واشهر مدن عروس البحر الأبيض المتوسط "الاسكندريه"، ستجد عيناك تنجذب نحو مبني يجمع بين مزيج من العماره الايطاليه والفن اليوناني، في منتصفه تمثال ضخم لـ"الإسكندر الأكبر"، يحده من ناحيه اليمين "محطه الترام"، ومن ناحيه الشمال "امواج البحر".

لن تياس في معرفه اي معلومه عن هذه التحفه المعماريه الرائعه، فستجد "كريم" بائع البالونات يعرفه جيدًا، حيث ينتظر تحت نوافذه القديمه في انتظار الزبائن، وستجد ايضًا "عم اشرف" حارس جراج السيارات الذي يعرف تاريخ هذا المبني ايضًا، وهو مطعم "اتنيوس" الذي تاسس عام 1900، علي مساحه 4000 متر، حيث كان يمتلكه احد اشهر التُجار اليونانيين، الذين كانوا يستوطنون في الاسكندريه اوائل القرن الماضي.

في اوائل شهر ابريل الماضي، اطفا "اتنيوس" 114 شمعه علي تاسيسه، حيث توفي مؤسسه وهاجرت زوجته الي اليونان، كما توفي مالكه الجديد وتولي ادارته نجله، ولكن يبقي ذو سمعه حيه في ذاكره الاسكندريه واهلها.

وبملامح سمراء تحمل في تفاصيلها قوه البحر وصلابته، وشعر ابيض، ونضاره دائريه ذهبيه، وقف المهندس يعقوب يتابع زبائن "اتنيوس" الذين ياتون من كل حدب وصوب ليجلسوا امام البحر مباشره، ثم اطفا سيجارته ونظر الي عم "ميلاد"، اقدم جرسون في المطعم الشهير، قائلًا له "خلي بالك من طلبات الزبائن كويس يا ميلاد".

يعقوب احمد نصار.. المهندس الذي افني 26 عامًا من عمره، لرعايه ومتابعه حلم عمره "اتنيوس"، الذي فضله علي عمله كـ "مهندس بحري"، ليظل محافظا علي مكانته في الاسكندريه، كاكبر مطعم ومقهي علي مر التاريخ.

وقال يعقوب لـ"دوت مصر" :"والدي اشتري المطعم بـ30500 جنيه عام 1970 من الدوله في مزاد علني، حيث تاسس هذا المكان في شهر ابريل عام 1900، علي يد اليوناني قسطنطيوس اتنيوس، الذي توفي عام 1955، وتابعت ادارته زوجته التي كانت تتميز بقوه شخصيتها وصلابتها، حيث كانت من عاداتها في العمل، اذا اخطا عامل، تضع له ملاحظاتها مكتوبه في ورقه، ويرد عليها كتابه".

صاحب المطعم يروي قصته مع المطعم

واضاف يعقوب قائلا :"كان المحل وقتها متخصص في بيع الـجاتوهات والجيلاتي فقط، ولكن تغير نشاطه التجاري منذ 15 عاما فقط، ولكن لكثره ديونها للدوله تركت مصر في اواخر عام 1968، وتولت هيئه التامينات الاجتماعيه اداره المحل لمده عام واحد، ومن ثم عرضته للبيع في مزاد علني في يوليو عام 1970، واشتراه والدي وقتها، مع اصراره علي الاحتفاظ باسمه التجاري".

وتابع: "المكان له رواده من المشاهير والعظماء، حيث ان جميع الوزارات التي شكلها الملك فاروق خلال فتره حكمه، كان اول اجتماع لهم في (اتنيوس)، وكان بمثابه كاتم اسرار لقرارات حكومات الملك فاروق، كما ان الروائي العالمي نجيب محفوظ كتب روايته الشهيره "ميرامار" علي منضده مواجهه للبحر، وكان يعشق المكان جدًا، كما تم تصوير العديد من الافلام والمسلسلات به، كالفيلم الشهير (رد قلبي)، وفيلم (حاله حب) للفنان هاني سلامه، ومسلسل (حنان وحنين) للفنان عمر الشريف".

واوضح يعقوب ان الدكتور احمد زويل زار المطعم الشهر الماضي.. وقال لي :"انه كان من امنيات حياته وهو طالب في كليه العلوم، ان يستطيع دخول "اتنيوس"، وحذرني قائلًا :"خد بالك انت مش معاك مجرد مكان.. انت معاك حته من تاريخ البلد دي".

وقال: "المكان بالنسبه لاهل اسكندريه ذكريات وايام حلوه وارتباط نفسي وعاطفي به".. وتابع حديثه: " وفي يوم وجدت سيده ومعها اطفالها، ولما سالتها حضرتك مين؟.. قالت لي "انا عاوزه اخلي ولادي يشوفوا كنت بقعد فين انا وباباهم واحنا مخطوبين".

وبعد شرود ذهني للحظات.. قال يعقوب: "بقيت احس ان المكان بيتي، رغم انني من مواليد حي الضاهر بالقاهره، حيث ان كل ركن فيه وكل بلاطه بتمثل لي ذكري في عمري".

مطعم اتنيوس خالي من الرواد بعد الثوره

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل