نصر أكتوبر.. وأكذوبة الإعلام الإسرائيلي

حاولت وسائل الاعلام الاسرائيليه خلال الايام الماضيه افساد فرحه الانتصار في حرب "يوم الغفران" ( حرب اكتوبر 1973) بمناسبه احتفال العرب بمرور 41 عاما علي نصر اكتوبر، اذ حاولت الصحف الاسرائيليه طيله الاسبوع الماضي نشر العديد من المقالات والتقارير الصحفيه التي تلمح الي ان السبب الرئيسي وراء هذا النصر هو تقصير القيادات الاسرائيليه لا عنصر المفاجاءه والكفاءه التي تميزت بها الجيوش العربية خلال المعركه مثلما يدعي العرب.

احدي الركائز الاساسيه التي حرصت الصحف الاسرائيليه علي تشويهها هو انكار تفوق وذكاء الاجهزه الاستخباراتيه العربيه في تنجنيد العملاء وهزيمه جهاز "الموساد" الاسرائيلي في الحرب المخابراتيه التي نشبت بعد حرب "الايام السته" (نكسه 67)، كان من بين هؤلاء العملاء ،العميل المصري رفعت الجمال او كما يعرف في اسرائيل، جاك بيتون، اذ حاولت صحيفه "يديعوت احرونوت" نفي جميع الادعاءات المصريه التي تشير الي خداع المخابرات الإسرائيلية من خلاله وانه كان العامل الرئيسي في تحقيق الانتصار علي الجيش الإسرائيلي بل اشارت الي ان الجمال كان العامل الرئيسي في هزيمه "حرب الأيام الستة" (نكسه 67) وخداع جهاز المخابرات المصري في محاوله منهم لنزع نشوه الانتصار عن العرب.

من جهه اخري حاولت وسائل الاعلام الاسرائيليه استبعاد عنصر المفاجاه الذي روجت اليه الجيوش العربيه المشاركه في الحرب مؤكدين ان توقيت المعركه كان معلوما منذ البدايه لدي الاجهزه الاستخباراتيه الاسرائيليه الا ان التقاعس المخابراتي هو من ادي لهذه النتيجه، فلقد نشرت صحيفه "يسرائيل هايوم" في عددها الصادره يوم الاحد 4 أكتوبر، تقرير صحفيا يتناول شهادات ضباط اجهزه الاستخبارات الاسرائيليه المشاركون في تحقيقات لجنه "اجرانات" المكلفه في 21 نوفمبر 1973بالتحقيق في القصور الذي تصرف به الجيش طيله فتره الحرب.

وبحسب الصحيفه، فان وزارة الدفاع الإسرائيلية سمحت بالنشر لشهادات عدد من ضباط اجهزه المخابرات الاسرائيليه كان علي راسهم رئيس وحده "بناء الشبكات" في الوحده الاستخباراتيه "848" (8200 اليوم) اللواء، يوئيل بن بورات، والذي افاد في شهادته للجنه بان اجهزه المخابرات الاسرائيليه كانت علي علم تام لما يجريه كل من الجيش المصري وحليفه السوري، استعدادا للانقضاض علي الجيش الاسرائيلي، ذلك الامر الذي لم يجعله متفاجئا عند بدء اللحظه الاولي للمعركه.

كما اشار بن بورات الي الوثيقه التي بعثها قبل نشوب الحرب الي رئيس المخابرات وقتها، ايلي زعيرا، والتي كان مفادها ان التدريبات التي تجريها الجيوش العربيه تشير الي نيتهم للحرب.

من جهه اخري المح بورات الي انه اجري محادثه تليفونيه يوم 2 اكتوبر مع زعيرا، طلب خلالها زياده قوي الجيش الاسرائيلي 100-150 الف مجند احتياط لتحسين الغطاء الردعي الاسرائيلي، الا ان زعيرا اجابه قائلا "وظيفه جهاز المخابرات هو حمايه قوام الدوله وليس زعزعه المجتمع والاقتصاد، ولهذا انا اقول لك انا لن اسمح لك بالتفكير حتي في تجنيد ربع شخص.. ربع مجند احتياط".

كما افاد رئيس قسم "تشغيل العملاء" ورئيس قسم بناء الشبكات في وحده تحليل المعلومات والمسؤل عن الشان السوري في الوحده الاستخباراتيه "848" ، يوسف زعيرا ان المخابرات الاسرائيليه كان علي درايه تامه بتحركات الجيش السوري ايذاء هضبه الجولان فلقد اكد زعيرا خلال التحقيقات التي اجريت معه من قبل اللجنه ان حذر من قبل القياده الاسرائيليه في احدي جلساتها قبل ايام معدوده من الحرب كون التحركات المصريه والسوريه مقلقه وتشير الي ان نيتها في الحرب لا مجرد اجراء تدريبات عسكريه خاصه ان هذه التدريبات كانت مصحوبه بالاسلحه والعتاد فضلا عن وصول قوه كوماندوز بحريه مصريه من الاسكندريه برفقه بعض القطع البحريه قبل اندلاع الحرب، الا ان القياده الاسرائيليه استبعدت مثل هذه الاحتمالات وضربت بكل التوقعات عرض الحائط.

ثمه عنصر اخر لم تغفل اسرائيل عنه وهو محاوله استفزاز ابناء الشعب العربي المحتفل بذكري هذا اليوم من خلال ،متحدثها الرسمي للاعلام العربي، افيخاي ادرعي عبر حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فلقد نشر ادرعي، صباح اليوم الاثنين مجموعه من الصور التي تم التقاطها بواسطه الجيش الاسرائيلي خلال ايام المعركه نافيا قدره الجيوش العربيه علي هزيمه الدوله العبريه.