المحتوى الرئيسى

أكتوبر.. معركة الكرامة لمصر والأمة العربية .. وأذلت إسرائيل

10/04 08:38

سطرت القوات المسلحه في حرب اكتوبر المجيده اروع واعظم ملاحم القتال العسكري بالاسلحه المشتركه، وحطمت اسطوره الجيش الذي لا يقهر واستطاعت بقدرات ابنائها وايمانهم وعزيمتهم ان تتجاوز مانع خط باريف الحصين وتدمره تدميراً كلياً، واصبح يوم 6 اكتوبر صفحه سوداء في تاريخ ومستقبل اسرائيل.

لقد استطاعت القوات المسلحه بما حققته من انجازات عبقريه في الحرب ان توقف وتعطل اسرائيل ومن وراءها في تنفيذ مخططاتهم في الدول العربية بشكل خاص والشرق الوسط بشكل عام واجبرتهم علي تاجيل طموحاتهم، كما افسدت القوات المسلحه علي الغرب استكمال مشروع التقسيم فيما يسمي بمشروع الشرق الأوسط الكبير او الجديد بتاييدها لاراده الشعب في ثوره 30 يونيه.

«الوفد» تنشر سلسله حوارات مع قاده القوات المسلحه الذين شاركوا في صناعه نصر اكتوبر بمناسبه مرور 41 عاماً علي الانتصار العظيم.

< بصفتك احد ابطال اكتوبر .. كيف تري هذا الانتصار العظيم بعد مرور 41 عاماً علي الحرب؟

- حرب اكتوبر هي معركه العزه والكرامه لكل المصريين بل والعرب لانها تعد اول حرب شاملة ينتصر فيها العرب علي العدو الاسرائيلي منذ قيام دولته التي نهبت وسلبت الاراضي العربيه بمخططات غربيه.

< من عظمه نصر اكتوبر ان الجيش المصري حقق النصر رغم التفوق العسكري والتكنولوجي لصالح اسرائيل .. ما اهم مظاهر هذا التفوق التي لمستها؟

- كان هناك تفاوت رهيب في القدرات العسكريه لصالح العدو الاسرائيلي، فكانت ترسانه الامريكان والغرب مفتوحه لليهود بمختلف انواع السلاح المتطور، وكانت قدرات الجيش المصري محدوده ومعظم الاسلحه دمرت في النكسه ولدينا اسلحه دفاعيه لا يمكن استخدامها بالمعايير العسكريه لتحرير سيناء وقهر العدو، ويكفي ان نعلم ان سلاح الطيران الإسرائيلي كان يصول ويجول ويمرح في الاراضي المصريه وكانت اسرائيل علي قناعه تامه بانها تستطيع توجيه ضربه جويه لاي بقعه في الاراضي المصريه، وهنا ظهرت العبقريه المصريه عندما طورت القوات المسلحه اسلحتها واستطاعت بامكاناتها التسليحيه المتواضعه ان تنفذ هجوما ساحقا علي العدو الاسرائيلي.

< كان بناء حائط الصواريخ ملحمه مصريه بمشاركه المدنيين والعسكريين.. حدثنا عن ظروف بناء الحائط؟

- بناء حائط الصواريخ كان معركه مصير، ولذلك اصرت القوات المسلحه علي بنائه لشل الطيران الاسرائيلي ومنعه من العبث داخل الاراضي المصريه، وايضاً لحمايه القوات اثناء المعركه، واثناء بناء حائط الصواريخ كان الطيران الاسرائيلي يوجه ضربات يوميه للعمال والجنود وكان لهذا تاثير نفسي ومعنوي رهيب علي الجنود، لدرجه ان ضباط الصف والضباط في التشكيلات التعبويه كانوا يشاركون في عمليات البناء بانفسهم، وتم بناؤه رغم الخسائر العاليه نتيجه الغارات الاسرائيليه علي القواعد.

< 6 سنوات عجاف بين النكسه والانتصار .. كيف كان وضع القوات المسلحه والشعب في هذه الفتره؟

- النكسه كسرت اشياء كثيره في نفوس المصريين بمن فيهم القوات المسلحه، ولم يكن احد يتوقع الهزيمه بهذه الدرجه واحتلال سيناء، وكان من النتائج المباشره للنكسه هز الثقه بين الشعب وجيشه، فالقوات المسلحه خسرت سلاح الطيران بالكامل دون ان يتحرك من مكانه فضلاً عن باقي الاسلحه والاف من الجنود، ولكن بعد ايام قليله من النكسه تولدت الاراده الشعبيه والعسكريه لاسترداد الارض وخوض المعركه للنهايه وكانت هناك معارك بعد 3 اسابيع من النكسه، وهو زمن قياسي يدركه العسكريون جيداً وبدات القوات المسلحه في اعاده بناء صفوفها وتسليحها ووقف الشعب بجانب الجيش وخاضت مصر حرب الإستنزاف وكبدت العدو خسائر باهظه واستمرت العمليات العسكريه دون توقف حتي جاء نصر الله ممثلاً في انتصار اكتوبر العظيم.

< كان لحرب الاستنزاف دور مهم في رفع معنويات الجيش والشعب .. حدثنا عن هذه المرحله واثرها في نفوس المقاتلين؟

- حرب الاستنزاف كانت بمثابه مرحله «استعاده الثقه» التي اهتزت عقب النكسه سواء بالنسبه للفكر الاستراتيجي او لعقيده القتال وروح المقاتل والعسكريه المصريه بوجه عام.

واستطاعت القوات المسلحه خلال هذه الحرب ان تخطط لمعركه التحرير وتعدل الخطط، كما انها اتاحت فرصه امام العقول المصريه للابتكار والتغلب علي العقبات بامكانات محدوده.

يضاف الي هذا انها كبدت العدو خسائر فادحه في العتاد والارواح، ومنحت المقاتلين ثقه بان النصر قادم لا محاله باي ثمن.

< اين كان موقعك في صفوف الجيش؟

- وقت قيام الحرب كنت ملازما اول وكنت قائد فصيله مدافع مضاده للدبابات عديمه الارتداد، وكنت قائد ثاني سريه مشاه وهي السريه الثالثه في الكتيبه 18 مشاه من اللواء 16 واثناء عمليه العبور استشهد قائد السريه النقيب الشهيد محيي الدين احمد رجب حيث كنا في اول موجه عبور، وكانت الكتيبه موجوده في الدفرسوار وهي المنطقه التي وقعت فيها معارك شرسه وقويه، نظرا للاهميه الشديده لهذا المكان، والتي تاتي من كونه نقطه التقاء من المجري الملاحي لقناه السويس مع البحيرات المره الكبري وكان العدو نظرا لاهميه المكان قد انشا 2 نقطه حصينه، بجوار بعض بفاصل لا يتجاوز 500 متر، ونقطه حصينه ثالثه جنوبهما بحوالي 5 كيلو مترات تسمي «تل سلام» وهذه المنطقه اذا استطاع العدو العبور اليها، او الاقتحام منها يسهل الاتجاه الي مدن قناه السويس بل ويسهل الانطلاق بعدها للقاهره، وهذا الموقع زاره العديد من القاده منهم الرئيس البطل الشهيد محمد انور السادات بطل الحرب والسلام، ووزير الحربيه ورئيس اركان وجميع القاده علي كافه المستويات، حيث كانوا يقومون بعمل لقاءات مع الجنود ويلتقون بهم ويسلمون عليهم واحدا واحدا، ثم يصعدوا لاستطلاع الموقف، ولذلك اعطي اليهود اهميه خاصه لهذه النقطه ووضعت القوات المسلحه فرقه مدرعه في الغرب للتعامل مع هذه النقطه، ومنع وصول اي قوات اسرائيليه الي الغرب.

< .. وكيف حدثت الثغره من خلال معايشتك للموقف؟

- ثغره الدفرسوار نشات بسبب اصرار العدو علي الاختراق من الدفرسوار بسبب رصد قوات الاستطلاع الامريكيه من خلال طائراتهم عدم تواجد قوات مصريه في المنطقه الغربيه وهو ما تسبب في حشد العدو 3 فرق كامله واختراق المنطقه.

وكان الامريكان فضلاً عن تزويد اسرائيل بالسلاح المتطور يشاركون في الحرب بطلعات استطلاع لصالح اسرائيل لكشف تحركات القوات المصرية علي الارض، وبعد عبور هذه الفرقه المدرعه تنفيذا لقرار تطوير الهجوم بهدف تخفيف الضغط علي الجبهه السوريه اصبحت هذه المنطقه مكشوفه للعدو، وبتكثيف نيرانه وعملياته القتاليه عليها يستطيع اختراقها والوصول الي الضفه الغربيه فاصبحت بمثابه قشره ضعيفه في حال اختراقها، يمكن تحقيق نجاح علي الارض، وهو ما شجع العدو علي حشد اكثر من 1000 دبابه في هذا المكان الضيق لكي يخترق المنطقه ويصبح خلف الجيوش الميدانيه الموجوده في الشرق وكنا سننفذ خطه « شامل» والتي عدلت بعد ذلك باسم «شامل المعدله» بهدف طرد العدو الاسرائيلي من الغرب واسر الباقي، وتدخل وزير الخارجيه الامريكي هنري كسينجر وقال للسادات «لن نسمح بهزيمه السلاح الامريكي» وبعدها كانت مفاوضات الكيلو 101.

< بصفتك احد ابطال حصار الثغره .. ماذا عن المعارك والبطولات التي وقعت اثناء ذلك ؟

- الدفرسوار شهدت بطولات جماعيه وفرديه لا تحصي من قوات الجيش المصري، ولكن ما يتعلق بالمعركه التي شاركت فيها الكتيبه التي كنت احد ضباطها، فان جميع قاده هذه الكتيبه اصيبوا بالكامل ومن لم يصب استشهد، وكان في ذلك الوقت قائد الفرقه هو الفريق عبد رب النبي حافظ، والذي اصيب واصبح بعد ذلك رئيس اركان حرب القوات المسلحه، وقائد اللواء الثالث هو العميد الشهيد شفيق متري سيدراك، وقائد اللواء 12 عادل يسري والذي اصيب وبترت ساقه، ولم يبق من قاده الفرقه سوي اللواء عبد الحميد عبد السميع قائد اللواء 16، واللواء الذي كنا فيه كان علي الجانب الايسر منه المشير حسين طنطاوي قائد الكتيبه 16، ونحن علي الجانب الايمن الكتيبه 18 مشاه بقياده المقدم احمد اسماعيل عطيه وكان معه نخبه من قاده السرايا المقاتلين الاشداء ذوي الباس الشديد والخبره العظيمه،وكان اختيار المقدم احمد اسماعيل للنقاط الدفاعيه للكتيبه موفقاً للغايه، حيث استند بالدفاعات الخاصه بالكتيبه علي ترعه جافه في منطقه كان يطلق عليها الاسرائيليون المزرعه الصينيه،اما نحن فكنا نطلق عليها قريه «الجلاء»، وكانت هذه الترعه تجهز ضمن خطه زراعه هذه المنطقه قبل 1967 .

وكان تساقط الطائرات الاسرائيليه وتدمير الدبابات والارتال له اثر ايجابي رهيب في نفوس القوات المسلحه، واستمر الهجوم والتقدم حتي يوم 14 اكتوبر ليلا، حيث اخذ القتال في هذا الوقت شكلاً اخر، بعد ان كثف العدو نيران مدفعيته علي الفاصل بين الجيشين الثاني والثالث الميداني وحشد ارتالا ضخمه من الدبابات والمجنزرات في الوادي بمنطقه تل سلام، وفي ليله 14 حاول العدو ان يخترق هذه المنطقه ليصل الي الضفه الغربيه للقناه ويحاصر مؤخره الجيشين، وذلك من خلال 3 محاور، اثنين منهما تعاملنا معهم،وبعد ذلك استطاعت القوات المصريه حصار الثغره وكانت قادره علي الانتهاء منها لولا تدخل الولايات المتحده الامريكيه.

بشكل عام بطولات المقاتلين في حرب اكتوبر لا تنتهي فمثلاً الكتيبه 18 استطاعت ان تقوم بصد العدو في الدفرسوار عند قريه الجلاء وادارت معركه دفاعيه قويه وتم تدمير العشرات من الدبابات واخص الرائد نوارين الباسل الذي استطاع وحده تدمير اكثر من 20 دبابه والرائد محمد الشافعي عطيه الذي قاتل في نفس المعركه يومي 15 و16 اكتوبر ودمر 16 دبابه واسر 10 جنود والرائد احمد ابراهيم كحيل قائد السريه الثانيه الذي دمر 4 دبابات واصيب في اذنه ولم يترك موقعه رغم الاصابه الشديده .

موقف اخر للبطوله النادره لسائق يدعي «فؤاد السيد سالم» تربص له العدو، حيث كان يقود سياره نقل الجنود المصابين واخلائهم، واصاب الاسرائيليين بالجنون، حيث كان يخلي الجنود المصابين من وسط القوات الإسرائيلية لانهم كانوا قد قطعوا علينا الطريق، وكان لابد من المرور من وسطهم فكانت سرعته تجعله هدفا غير سهل، الا انه تم قصفه بالدبابات وليست دبابه واحده.

< ما اصعب موقف تعرضت له شخصياً اثناء الثغره؟

- كان لدينا عزيمه واصرار لا يمكن وصفه، ولكن من اشد المواقف التي تعرضت لها انني كنت في مواجهه مباشره مع مدرعه للعدو حاولت اقتحام الحد الامامي للدفاعات في مواجهه مباشره بهدف بث الرعب في نفوسنا، ونظرا لارتكاز موقعي الدفاعي علي ترعه جافه فقد شكلت مانعا للمدرعه التي تحمل 10 جنود مظلات، فقمنا بامطارها بوابل من الطلقات اضطرها الي النزول في الترعه الجافه مما مكننا من اقتحامها انا ورجالي وتم اسر من فيها وتسليمهم للقياده.

< سيناء حررها الجيش من العدو في ملحمه اكتوبر واليوم يطهرها من الارهاب .. كيف تري الاوضاع في سيناء؟

- اولاً القوات المسلحه المصريه نتاج حضاره عميقه تمتد جذورها الي 7 الاف سنه، والتاريخ يشهد للمقاتل المصري، والجيش قادر علي الفتك بالارهابيين في غضون ساعات، لكنه لا يفعل حفاظاً علي ابناء سيناء الشرفاء، وبشكل عام نستطيع ان نقول انه لم يعد للارهاب مكان في سيناء والباقي مجرد بقايا تريد ان تعبث بامن مصر وسوف تقتلعها القوات المسلحه والشرطه خلال فتره وجيزه.

والحرب علي الارهاب تتحرك فيه القوات المسلحه طبقا لخطط استراتيجيه منذ البدايه وخاصه بعد اكتشاف العديد من المتفجرات والمدافع الثقيله, حيث يتم رصد البؤر وعزلها ثم اقتحامها فالقوات المسلحه تواجه بشده العناصر التكفيريه التي تعتنق ايديولوجيا افكار تنظيم القاعده, والتي تهدف الي قتل افراد الجيش والشرطه لاحداث فراغ امني في سيناء

< تنميه سيناء مساله لم تعد تحتمل التاخير .. ما تعليقك ؟

- العقيده العسكريه علي يقين تام بان تعمير سيناء مطلب امن قومي، وسيناء لابد ان تعمر وتزداد بها نسبه الكثافه السكانيه، ولابد ايضاً من استغلال مواردها في مرحله بناء مصر الجديده، والقوات المسلحه لن تترك سيناء وبدات بالفعل في تنفيذ مشروع قناه السويس الجديده الذي اطلقه الرئيس السيسي وسوف ينتهي في زمن قياسي وهو عام واحد.

< كيف تري تاثير مشروع قناه السويس الجديده علي التنميه في سيناء؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل