المحتوى الرئيسى

ترى هل هي آخر نصف تريليون دولار.. ؟!

10/02 07:20

كنت اشاهد استجوابا من قبل لجنه بالكونجرس الامريكي لكل من وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل ورئيس اركانه ديمبس وذلك يوم الثلاثاء الماضي الموافق 16 سبتمبر من هذا العام. وقال هيجل ما مفاده؛ «ان المشاركه العربيه والاسلاميه مهمه لمواجهه تنظيم الدولة الاسلامية»..  وانهم يقومون بتدريب نحو 5000 معارض سوري لمواجهه داعش ــ وليس قوات الاسد، او نظامه..!

بيد ان كلاً من هيجل، ورئيس اركانه، لم يحددا نوع وحجم المشاركه العربيه والاسلاميه، والمطلوبه امريكيا لمواجهه داعش..!

لكن هيجل، اردف قائلا، وهو بكامل اناقته، وهدوئه، وكذا اتزانه، وكذا رئيس اركانه ــ وكاننا في حقيقه الامر امام فيلم من افلام الكوميديا السوداء، والتي تعرض لقضيه ما من قضايا «النصب» الدولي المحكم ــ «نحن في حاجه الي 500 مليار دولار لتمويل الحمله العسكريه ضد داعش، بالاضافه الي خمسه مليارات اخري... وهنا انقطعت الكهرباء في حقيقه الامر، ولم استطع مواصله متابعه «حلقه النصب».. او.. عفوا حلقه استجواب لجنه الكونجرس الامريكي، والذي كان احد اعضائها جون ماكين ــ المرشح الرئاسي الجمهوري الامريكي السابق ــ حيث قطعت الكهرباء فجاه عند الحديث. عن الخمسه مليارات دولار الاضافيه فلم اعرف حقيقه سبب، او مبرر انفاقها، وكنت متشوقا جدا لسماع ذلك المبرر من هيجل، او ديمبس ــ واذا حذفنا الميم من اسم رئيس الأركان، فان الكلمه تعني عسل بالعاميه العراقيه، والتي للمفارقه سوف يقاتل فيها الامريكان، مع حلفائهم، داعش..! ــ ولكن لم يبد اليوم كله عسلاً، بالنسبه لي علي الاقل، او ديبس، خاصه بعد انقطاع الكهرباء . ولكن الامر سوف يكون مختلفا، وبطبيعه الحال بالنسبه للامريكان، فالشعور بالعسل، او الديبس، هو ايضا امر نسبي..!

بيد ان خطه الاقوياء ضد المستضعفين في الارض، حتي ولو تمتعوا ببعض الغني النسبي، هو افقارهم بشتي السبل ــ ففي عهد نيكسون مثلا تم تخفيض قيمه الدولار، ومن ثم فقد خسر العرب وحدهم، وفي غمضه عين، ما يوازي التريليون دولار تقريبا، حيث كانت كل ودائعهم النقديه، وغير نقديه، ومداخيلهم البترودولاريه  كانت موجوده، وبشكل حصري، في البنوك، او المصارف الفيدراليه الامريكيه ــ ومن ثم الاستيلاء علي ايه فوائض نقديه، او بالاحري دولاريه، لديهم، وبشتي السبل، او حتي الحيل، بحيث يكون من العسير ــ او حتي من المستحيل، وفي نهايه المطاف, والعياذ بالله ــ و في المحصله، ان تقوم لنا قائمه..!

ففي خلال حرب اكتوبر، وبعد استخدام العرب لسلاح النفط، ولاول مره في التاريخ العربي الحديث، عام 73، تم التخطيط لاستنزاف الثروات العربيه، ومن خلال حروب عبثيه عربيه عديده ــ ناهيك هنا حتي عن الحروب العربيه الاسرائيليه، والتي اندلعت منذ نشاه اسرائيل، وحتي الان، وناهيك ايضا، عما تمخضت عنه تلك الحروب من دمار، ثم اعاده اعمار، يتلوه دمار اخر، ثم اعاده اعمار اخر، وهكذا دواليك، كدمار، واعاده اعمار غزه عده مرات، وكذا جنوب لبنان، وضواح عديده من لبنان، وسوريا، ومصر ذاتها، وغيرهم، والتي استنزفت حتي كل ما كان مدخرا من اموال. وجهد حقيقي للتنميه، او نهضه حقيقيه..! ــ حيث اندلعت الحرب الايرانيه العراقيه عام 1980، وخسرت العراق وحدها فقط، و في تلك الحرب، ما يوازي مائتي مليار دولاا، فضلا عن مليون قتيل، ثم خسر العرب ما يوازي ضعف ذلك المبلغ تقريبا في اعقاب غزو العراق للكويت عام 1990، ثم خسرت العراق وحدها ما يوازي التريليون دولار تقريبا في اعقاب الإحتلال الإمريكي للعراق، ومن ثم تداعياته حتي الان.

اذن من اجل استلاب الفوائض النقديه العربيه ــ بجانب اسباب اخري كثيره، ذكرت بعضها في مقال سابق لي بالوفد بعنوان: «لصالح من تعمل داعش في المنطقه..؟! ــ تم تخليق داعش في المعامل الامريكيه، كما تم تخليق القاعده، من قبلها، وكما تم تخليق اسرائيل ذاتها، ايضا، ومن قبلهم جميعا، كما يمكن ايضا، وفي المستقبل، تخليق ايه تنظيم ارهابي اخر، وتحت اي مسمي اخر، وذلك اذا ما ظهرت في الافق ايه فوائض ماليه اخري عربيه جديده و كبيره، وذلك فقط من اجل استنفاد تلك الفوائض، وهكذا دواليك..!

اما المضحك المبكي في هذا الامر، فهو اتحاد، او اجتماع، او تحالف ــ سمها ما شئت ــ كل الاضداد ضد داعش، بدءا من المعارضة السورية المسلحه، ونظام بشار الاسد، جنبا الي جنب مع ايران، وحزب الله، وكل دول الخليج العربي، او دول مجلس التعاون الخليجي، وروسيا، واوروبا، والولايات المتحده، ومصر والاردن، وغيرها. في حين ان داعش لم يفعل بالشعب السوري واحداً علي الالف مما فعله بشار الاسد في شعبه، ومع ذلك لم يتحرك العالم لردعه كما يتحرك ــ او تحرك بالفعل ــ الان لردع داعش، كما لم يفعل داعش في ضحاياه ــ وبدون مبالغه ــ واحداً علي المليون، مما فعلته اسرائيل، بفلسطين، والفلسطينيين، بصفه خاصه، وجل الدول العربية، والشعوب العربية، بصفه عامه. افلا يجب ان يلقي في روعنا هذا حتي ولو بعض الشك، ناهيك عن الحياء..؟!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل