المحتوى الرئيسى

ثروت الخرباوي يكتب : الإخوان وداعش: الجد والحفيد

09/29 16:08

اعلم ان بعض المتحذلقين الموهومين سيقولون ان جماعه الإخوان ليست جماعه عنف حتي ننسب اليها اعمالا ارهابيه اصبحت جزءًاً من حياتنا، وساعذر هؤلاء لجهلهم ولكنني ساقول لهم انه منذ ان نشات جماعه الاخوان وهي تحترف القتل، بل انها نشات اصلا من اجل القضاء علي الدولة المصرية الحديثة، ثم فلتنقض بعد ذلك علي العالم العربى كله،

هي باختصار جماعه ارهابيه، ولا تظن ان كلماتي هذه صدرت عن رجل غاضب من ممارسات الجماعه، ولكن الحقيقه ان كلامي هو عين الموضوعيه، الم يجعل البنا السيفين شعارا للجماعه منذ بدايتها، الم يضع كلمه «واعدوا» الماخوذه من الايه القرانيه «واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»! اعدوا لمن يا عم الشيخ حسن البنا يا من بني للارهاب بيتا في مصر؟ لبني الوطن! والحمد لله ان ذهب البنا ولكن ظل رجاله يتعاقبون علي مدرسه الارهاب، وظل هذا الشعار الارهابي متخذا عندهم حتي الان! وظلت ممارسات الجماعه تستهدف القضاء علي اي نهضه لمجتمعاتنا.

ولك ان تعود الي بدايه القرن العشرين، ولتنظر مليا لمصر وهي تبحث لنفسها عن استقلال، وتستحضر حضاراتها لتستخرج منها مشروعها الحضاري، فهذا هو الامام محمد عبده يقيم مدرسه «العقل والدرايه» التي تجتذب الشعب بكبار مثقفيه ومجتهديه، وتضرب بابداعاتها «مدرسه النقل» التي اصابت العقل العربي بالعطب عبر سنوات طويله، وها هو الشيخ علي عبد الرازق يخرج للدنيا كتاب الاسلام واصول الحكم، ليكون اول عالم مصري يواجه اساطير نسجها اصحاب الاسلام المزيف عن وجوب وفرضيه الخلافه، ومعه يكتب طه حسين كتابه «في الشعر الجاهلي» وكتابه «مستقبل الثقافه في مصر» وتبدا في مصر حركه ثقافيه لا مثيل لها، فهذا توفيق الحكيم يضع مصر علي خريطه المسرح العالمي، وتسبق مصر كثيراً من دول العالم في صناعه السينما، ويؤسس جورج ابيض ثم يوسف وهبي النهضه المسرحيه المصريه التي لا تقل في روعتها عن المسرح الفرنسي، او المسرح الانجليزي، وتبدا فنون الروايه والقصه القصيره في اخذ مكانتها لتصبح فيما بعد «ديوان العرب»، وينهض الشعر العربي الذي يتقدمه شعراء مصر، فمن بعد شوقي وحافظ تظهر مدارس شعريه تجدد هذا الفن العربي الخالد، كمدرسه الديوان، ومدرسه ابولو، ويرتفع شان النحت المصري، ليصبح المثال محمود مختار واحدا من اعلي النحاتين مكانه في العالم كله.

وتظهر من وسط الحركه الثقافيه المصريه عبقريات علميه تناطح اكبر عبقريات عالميه، بل وتتفوق عليها، فمصطفي مشرفه الذي قُتل وهو لم يتجاوز الخمسين يشار اليه كاكبر علماء العالم في الفيزياء، ويطلق عليه الغرب لقب «اينشتاين العرب» ويتفوق المصريون في الاقتصاد فيظهر عالم الاقتصاد الوطني طلعت حرب الذي يؤسس لمصر نهضه اقتصاديه تجعلها تتفوق علي اقتصاديات دول العالم الاول، بل وتتفوق اقتصاديا علي الدوله التي تستعمرنا!.

وفي وسط هذا الزخم يظهر رجال الصناعه الذين يجعلون من مصر اكبر دول العالم في صناعه النسيج، وفي صناعه الزجاج، وتتفوق القاهره في نسقها المعماري علي دول اوروبا، وهي الان اخذه طريقها لكي تصبح رقما مؤثرا في الحضاره الانسانيه، يقودها ابناء الطبقه المصريه الوسطي الذين شكلوا المزاج العام لها، في مقدمتهم مصطفي كامل وسعد زغلول ومحمد فريد ومصطفي النحاس ومكرم عبيد ومحمد حسين هيكل، واحمد لطفي السيد، ومصطفي صادق الرافعي، ويطرب وجدان الشعب العربي كله مجدداً للموسيقي العربيه اسمه سيد درويش، ثم ياتي من بعده ثله من الموهوبين في الغناء يتقدمهم عبد الوهاب وام كلثوم، وليلي مراد، والسنباطي والقصبجي والشيخ زكريا احمد، وتستقبل مصر الموهوبين من كل العالم العربي فتصدح فيها اسمهان وفريد الاطرش وغيرهما.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل