المحتوى الرئيسى

أتيليه المسرح: فريق كبير.. فريق عظيم

09/28 19:20

اصل بتاكسي يرهق ميزانيه العائله، اترجل وعكازي ببطء مستاءه من تململ السائق، القاهره ليست مدينه صديقه لذوي الاحتياجات الخاصة، وكان فخذي المكسور يعوقني جداً، انظر لفناء الكليه التي تاخرت عن دخولها شهرين واشعر بالغربه، كل الطلبه نسجوا مجموعاتهم وانا حركتي اكثر بطاً من ابهارهم، التفت حولي اجد لافته اتيليه المسرح، دخلت بعكازي اليمين ولم اندم ابداً.

لا يستطيع عاقل انكار فضل مسرح الجامعه علي الساحه الفنيه المصريه، اول محطه تجمع الطلبه المحبين للفن وتخضهم وتفرزهم لتخرج للمجال الفني مواهب جديده مليئه بحماس ومثابره المرحله، الكثير من نجوم الفن في مصر برزت مواهبهم وانتشروا من خلال مسرح الجامعه، فمن مسرح كليات الاداب والتجاره والزراعه تخرج مخرجون وممثلون ومؤلفون وموسيقيون ومصممون اثروا الحياه الفنيه في مصر، فما بالك بالفريق المسرحي في كليه فنيه؟ حيث التشكيل والتصميم واللون والمساحه والاحساس جزء من دراستك اليوميه؟ فريق فنون جميله الزمالك (جامعه حلوان) لم يتوقف دوره علي كونه حضانه لافراد الفنانين والممثلين منذ تاسيسه، لكنه ايضاً تفرع لكيانات ونبتت من رحمه فرق مسرحيه وشراكات فنيه عديده اغنت المسرح والسينما والتلفزيون

يحكي محمد عبدالخالق، رئيس مجلس اداره جمعيه دراسات وتدريب الفرق المسرحيه الحره واحد مؤسسي روابط– خريج الفريق والذي يخرج المسرحيات ويكتب النصوص السينمائيه والمسرحيه:

«شهد عام 1972 سابقه غير متكرره في فرق المسرح الجامعي حينما اجتمع هاني المصري ومجدي امام ومحمد العوضي ( وكانوا جميعاً طلبه في فرقه التمثيل بكلية الفنون الجميلة) مع المخرج سمير العصفوري وقرروا اطلاق اسم اتيليه المسرح علي فرقه التمثيل بالكليه، ثم بدؤوا العمل علي اتخاذ منهج واضح في اعمال هذه الفرقه الجامعيه، فصارت الفرقه الوحيده التي تحتفظ لنفسها بمنهج عمل واسم ليس هو اسم الكليه او الجامعه، فصارت نموذجاً للالتزام والبحث خارج المعتاد فنياً، ومحاوله خلق جمهور للفرقه من خارج حدود الجامعه في ذلك الوقت الذي كانت فيه فرق الجامعات لا تتجاوز فيما تنتجه نشاطاً طلابياً موسمياً.. وظلت هذه الروح تدفع اعضاء الفرقه للارتباط بفرقتهم وجمهورهم .. ومحاوله كسر قيود الحدود المسموحه لفرقه طلابيه، فاحترف من احترف منها العمل الفني- خاصه وهناك روابط مباشره بين ما درسه الكثيرون منهم وفنون السينما والمسرح- لكن ذلك لم يكن ليشبع الفكره القديمه التي تاججت منذ 1972 بخصوصيه هذه الفرقه واختياراتها الممنهجه، حتي واسلوب تدريبهم لاعضائهم علي يد مجموعه من المخرجين الذين تاكدت منهم مجهودات اسماء من مثل ( هشام جمعه وعاصم عبد المنعم ويوسف الجمل وموريس عدلي واحمد سليمان ومجدي اسحاق ) وعدد من الرواد شاركوا دائماً في عمليه التدريب والبحث والاحياء من مثل الراحل العظيم صلاح عبدالكريم او الفنان الكبير ناجي شاكر.»

ومن يومها وانا اقرا اسماء خريجي الفريق علي مسلسلات كارتونيه وبرامج عرائس وافلام ومسرحيات وعروض فنيه متنوعه وناجحه، واشعر بالفخر انني شاركت هؤلاء شيئاً ما.

يريدون اخلاء غرفه الفريق التي تغطت جدرانها برسوم تحمل تاريخنا، قيمنا، واسماء من سبقونا، كان الامر اشبه بالتخلي عن مقابر العائله، كنا صغاراً ما زلنا نوقر ذكرياتنا القليله، اعتصمنا في غرفتنا الارضيه المواجهه لغرفه الامن وانشدنا تراثنا، وهبت عمري، واه يا عبد الودود، اتجمعوا العشاق، عصفورتين، وانتهي الاعتصام والتفاوض بانتقالنا لسطح مبني العميد، غرفه صغيره ومساحه السطح كامله تصلح للتدريبات، لكننا كنا نعلم ان اعلي مبني قسم عماره هناك قاعه مسرح مظلمه ومغلقه كمخزن، لا احد يفهم سر تحويل مسرح كليه تدرس سينوغرافيا المسرح لمخزن، لكننا حلمنا باعاده افتتاحه، طوال الصيف تدربنا علي خمس عروض قصيره، بدات الدراسه واعلنا عن مهرجان مسرحي يمتد اسبوعاً، عرضنا اول ليله بنجاح ساحق وبيعت كل التذاكر، لكن في اليوم التالي قرر امن الكليه ايقاف العروض واغلاق المسرح من جديد، لا اتذكر اننا ثرنا، لكن في عرضنا التالي، كانت الثوره حاضره.

العرض الوحيد الذي قدمته مع الفريق، براكسا توفيق الحكيم، المراه التي اشعلت للنساء ثوره، ضفرها الطالب وقتها محمد ضياء الدين مع مسرحيتين اخريتين لتوفيق الحكيم، بجماليون وشهرزاد، ليخرج نص هي والحكيم، واخرجها احمد السيد امين، احد اكبر المواهب التي قابلتها في حياتي، فالشاب الموسيقي والعازف لسبع الات موسيقيه والمسرحي الكوميديان والراسم البارع، اهلته مهاراته لاخراج عرض كان ربما الاضخم (علي مستوي عدد الممثلين الواجب ادارتهم في تاريخ الفرقه) بينما كان في سنته الاولي، كانت مسابقه الجامعه تشترط عدداً معينا-لا اذكره- للممثلين، لكني اذكر اننا كنا اكثر بكثير، وقررننا، اننا لن نغير شيئاً في العرض، وعرضنا مخالفين لشروط المسابقه فتم استبعاد العرض رغم حصوله علي اعلي الدرجات في التقييم الفني، كنا نعمل لشهور بكل جد يومياً تقريباً لنعرض ليله واحده في مسابقه الجامعه وهو امر لو تعلمون عظيم، لكنا كنا نعرض ونحن فخورين، لم نكترث للفوز، كان لدينا ما نقوله وربحناه، لم نكسب المسابقه لكننا كنا سعداء ونشعر بالانتصار.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل