المحتوى الرئيسى

الإمارات دفعت لصحفيين أمريكيين لتشويه قطر

09/28 18:11

قطر، الاماره الصغيره الغنيه في الخليج العربي، اكتسبت عداوه كل من الامارات واسرائيل، الاولي بسبب دعم الدوحه للإخوان المسلمين في مصر، في الوقت الذي تدعم فيه الامارات الانقلاب العسكرى وقادته من الجيش، ودعمها للاسلاميين في ليبيا، بينما تدعم الامارات القوي الباقيه من نظام القذافي، والثانيه بسبب دعمها لحركه المقاومه الإسلاميه (حماس).

هذه العداوه ظهرت في حمله جديده في الغرب لشيطنه القطريين باعتبارهم داعمي الارهاب الرئيسيين. لكن بينما اختار الاسرائيليون النهج المباشر في مواجهه عدوهم الجديد في الدوحه من خلال اتهامه علنًا بتاييد الارهاب، اختارت دوله الامارات وضع استراتيجيه اكثر سريه في مواجهتها لقطر، وذلك من خلال "دفع الملايين من الدولارات لشركه ضغط "لوبي" في الولايات المتحده، مؤلفه من كبار المسئولين السابقين في وزاره الخزانه من كلا الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، وذلك لزراعه ونشر قصص مضاده لقطر عن طريق الصحفيين الامريكيين".

هذا ما جاء في تقرير للكاتب والمحامي الامريكي الشهير جلين جرينوالد عنونه بـ”كيف يسيطر مسؤولو وزاره الخزانه السابقون والامارات علي الصحفيين الامريكيين” نشره موقع “ذا انترسيبت” الامريكي.

وقال الموقع ان هذا التكتيك الاكثر دهاءً حقق نجاحا ملحوظا، وسلط الضوء علي مدي سهوله شراء الراي السياسي في وسائل الاعلام الامريكيه، مشيرا لما ذكره قبل اسبوعين الصحفي "ديفيد كيركباتريك" ونشرته "نيويورك تايمز" الامريكيه عن سهوله شراء الصحفيين والاعلام ومراكز الابحاث الامريكيه باموال دول خليجيه واجنبيه.

وسبق ان كشفت صحيفه "نيويورك تايمز" في دراسه شامله موثقه بالمعلومات والوثائق تحت عنوان: “قوي اجنبيه تشتري نفوذا لدي مراكز الابحاث”، الغطاء عن تمويل 57 دوله "منها خمس دول خليجيه" لتسعه مراكز ابحاث وتفكير امريكيه بهدف ان تصدر تقارير تدعم مواقفها او تؤثر في قرارات "البيت الابيض" و"الكونجرس" لصالح قضايا خاصه بهذه الدول.

واظهرت الوثائق التي نشرتها "نيويورك تايمز" ان معظم الاموال التي ذهبت لتمويل معاهد الابحاث الاجنبيه جاءت من دول اوروبيه ومن الدول الاسيويه، والدول المنتجه والمصدره للنفط مثل قطر والامارات والسعوديه والكويت، وان كلا من قطر والامارات العربيه المتحده اللتان تعتبران استمرار الوجود الامريكي في الخليج مهم لامنهما القومي، تنافستا علي دعم مراكز البحث، وخاضتا حربا لتشكيل الراي العام الامريكي، حيث ناقشت قطر ان "الاخوان المسلمين" و"الإسلام السياسي" هم افضل خيار للديمقراطيه في العالم العربي، فيما حاولت الامارات اقناع صناع السياسه الامريكيه ان "الاخوان" هم خطر علي الامن والاستقرار في المنطقه.

وذكر جرينوالد ان هناك توافق في المصالح بين المملكه العربيه السعوديه والامارات العربيه المتحده ومصر ودوله الاحتلال الإسرائيلي يستهدف تصوير الدوحه علي انّها  “الاب الروحي للارهابيين في كل مكان"، وهو الاتهام الذي تنفيه قطر بشده.

ونقل عن احد المتورطين في هذه الحمله لتلقي رشاوي اماراتيه لتشويه قطر قوله: "وظفت دولة الامارات العربية المتحدة شركه استشارات امريكيه، وهي "مجموعه كامستول"، والتي يعمل بها العديد من مسئولي وزاره الخزانه الامريكيه السابقين، حيث تظهر سجلات هذه الشركه، وجود محادثات بينها وبين الصحفيين الذين كتبوا بشكل متكرر مقالات تنتقد دور قطر في جمع الاموال لصالح الارهاب".

وكشف ان مجموعه “كامستول” التي انشئت في 26 نوفمبر 2012 تضم شخصيات من كبار مسئولي وزاره الخزانه السابقين في كلٍّ من ادارتي "بوش" و"اوباما"، والذين شملت مسؤولياتهم اداره علاقات الحكومه الامريكيه مع انظمه الخليج العربي و"اسرائيل"، فضلًا عن اداره السياسات المتعلقه بتمويل الجماعات الارهابيه، ومعظم هؤلاء هم بالاساس من "المحافظين الجدد" انصار التيار المسيحي المتطرف الكاره للاسلاميين، واثنان من مدراء المجموعه، كانا يعملان مع واحد من اكثر الناشطين المعادين للمسلمين تطرفًا في البلاد، وهو "ستيف ايمرسون".

وفي 2 ديسمبر 2012، وبعد اقل من اسبوع من تاسيس "كامستول"، وقعت الشركه عقدًا مربحًا للعمل في الاستشارات مع كيان مملوك بالكامل لإماره أبوظبي، وهو شركه توقعات استثمارات الطاقه "LLC"، والتي اميرها هو رئيس الامارات العربيه المتحده شخصيًا، وبعد اسبوع، تم تسجيل "كامستول" كشركه اجنبيه تعمل نيابه عن الامارات.

وبعد اسبوعين فقط من تشكيلها، حصلت الشركه علي اتعاب قدرها 4.3 مليون دولار من قبل الشركه الاماراتيه، وفي عام 2013، حصلت "كامستول" علي 3.2 مليون دولار مقابل عملها مع نفس الشركه.

ويؤكد الموقع المعروف بنشر وثائق مسربه عن الاداره الامريكيه، ان الامارات تنفق اكثر من اي بلد اخر في العالم للتاثير علي سياسه الولايات المتحده، وتشكيل الموقف السياسي في واشنطن، وانها تدفع الاموال لمسئولين حكوميين رفيعي المستوي ممن عملوا معها في السابق، مثل "ابشتاين" وشركته، من اجل تنفيذ وتمرير اجندتها داخل الولايات المتحده.

ولخص دور "كامستول" بهذه الملايين من الدولارات، في انها انفقت وقتًا طويلًا في اقناع اصدقائها من الصحفيين لنشر القصص المعاديه لقطر، ونجحت في ذلك الي حد كبير، حيث استهدفت الصحفيين من المحافظين الجدد، والكتاب الموالين لـ"اسرائيل"، مثل "لايلي لايك" من مجله "ديلي بيست"، و"الانا غودمان" من مجله "فري بياكون"، و"اليوت ابرامز"، و"جينيفر روبين" من "الواشنطن بوست"، و"مايكل روبن" من "معهد انتربرايز” الامريكي.

كما استهدفت الشركه ايضًا الاعلاميين الناشئين، مثل "ايرين بيرنيت" من" سي ان ان"، و"مارك هوسينبال" من "رويترز"، و"جوبي واريك" من صحيفه "الواشنطن بوست"، وفي النصف الاخير من عام 2013، كان هناك 15 اتصالًا منفصلًا بين "كامستول" و"لايلي لايك"، وكيلها بالنيابه عن اجنده دوله الامارات العربيه المتحده، وفي شهر ديسمبر وحده، كان هناك 10 اتصالات منفصله مع "غودمان”.

وفي النصف الاول من عام 2014، ومع تكثف الهجوم الاماراتي علي قطر، تحدثت مجموعه الضغط "كامستول" عده مرات مع "لايك"، و"هوسينبال"، و"ايرين بيرنيت"، و"غودمان"، و"ديفيد كيركباتريك" من صحيفه "نيويورك تايمز".

وقد عاد هذا الجهد بنتائج جيده علي دوله الامارات العربيه المتحده، في يونيو، وعندما اعلنت اداره "اوباما" عن خطه لاطلاق سراح معتقلي "غوانتانامو وارسالهم الي قطر، نشر "لايك" مقالًا في "الديلي بيست" حقق رواجًا علي نطاق واسع، ووصف فيه قطر بانها من اصدقاء الارهابيين.

ونقل "لايك" في مقاله عن مسؤولين مجهولين، ادعاءات بان العديد من الافراد الاثرياء في قطر يجمعون المال للجهاديين في سوريا كل يوم، وقال ايضًا: "لقد ارسلنا المعتقلين لهم من قبل، وفقدت اجهزتهم الامنيه بطريقه سحريه اثرهم فيما بعد"، واكد "لايك" كذلك علي ان سجل قطر مقلق، وان الاماره هي مكان جيد لجمع اموال لمنظمات ارهابيه.

كما ظهر الصحفي "لايك" في قناه "فوكس نيوز"، وقال انه لا يزال هناك مشكله رئيسه مع تمويل "الارهاب" في قطر، وفي الدوحه هناك افراد يجمعون الكثير من المال لتنظيم القاعده، وحماس، وجماعات اخري من هذا القبيل.

ايضا ضمن الحمله ارسلت محطه سي ان ان التلفزيونيه الصحفي "بورنيت" الي الدوحه، حيث بثت تقريرًا خاصًا بعنوان: "هل قطر ملاذ لتمويل الارهاب؟"، وقد وصفت القناه التقرير بانه "نظره متعمقه الي الشعب الذي يمول تنظيم القاعده وجماعات مرتبطه بتنظيم القاعده، بما في ذلك الدولة الإسلامية".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل