المحتوى الرئيسى

الإمبراطور الأوكراني اندري شيفشنكو  يطفئ شمعته الـ 38 

09/28 11:44

لا اعرف من اين ابدا! فاليوم ساكتب عن افضل من انجبت ملاعب أوروبا الشرقية، انه بالطبع  الاوكراني  اندري شيفشنكو ! بدا هذا الاخير مسيرته  الاستثنائيه في فريق دينامو كييف  و تطور هناك بسرعه هائله ليصبح النجم الاول لكتيبه المدرب الاسطوري فاليري لوبانوفسكي الذي يكن له شيفا احتراماً كبيراً. لفت اندري الانظار في دوري ابطال اوروبا مسجلاً الهدف تلو الاخر  و مدمراً نوادٍ عريقه كبرشلونه و ريال مدريد ، فقاد الدينامو لانتصار مدو علي ملعب الكامب نو المرعب برباعيه نظيفه، سجل منها هاتريك مؤهلاً فريق العاصمه الي ربع النهائي للمره الاولي في تاريخه ،   و  في العام التالي اطاح بحامل اللقب ريال مدريد بتسجيله هدفاً في مباراه الذهاب في قلعه النادي الملكي مكن فريقه من تحقيق التعادل ،و في الاياب اسقط “رونالدو الابيض” البلانكس بثنائيه نظيفه.مغامره النجم  الاوكراني توقفت في نصف النهائي علي يد  بايرن ميونيخ الالماني ،  لكن  انجازاته في دوري الأبطال ومن ضمنها تصدره لترتيب الهدافين لنسخه 98-99 لم تذهب هدراً، فخطفه الميلان من الفرق الاخري التي كانت تتصارع للحصول علي خدماته. انضمام صاحب الرقم 7 الي  الميلان  كان الخيار الانسب له، لتبدا قصه حب لن تنتهي ابداً ، قصه لاعب اعطي الكثير لناد سانده باكمله  ، من المشجع، الي الاداري ،الي المدرب وصولاً الي الرئيس برلسكوني الذي تكفل بعلاج ميخائيل والد شيفشنكو المريض . منذ اليوم الاول ،سجل القيصر الاوكراني هدفاً امام لتشي واتبعه بهدف اخر في المباراه التاليه والتي كانت الاولي له  علي ملعب السان سيرو . اندري اصبح بسرعه معشوق الروسونيري لانه كان يقدم اداءً مذهلاً داخل الملعب و تجلي ذلك بحيازته لقب هداف الدوري الايطالي منذ عامه الاول في ميلانيللو  و بفضل شخصيته المحبوبه لتواضعه الكبير وقربه من الناس. في كل مباراه كان الالتراز يحملون يافطات مكتوب عليها ” فانتا شيفا”، وهذا الاخير لم يخزل مؤاذريه يوماً، حتي انه دخل التاريخ من اوسع ابوابه بانفجاره امام الغريم التقليدي الانتر ،فقد سجل 14 هدفاً في الدربيات التي لعبها ليصبح متصدر هدافي دربي دي لا مادونينا عبر التاريخ! كيف  لك يا ميلاني ان تنسي ركله الجزاء التي انبري لها شيفا ضد اليوفي في نهائي ام المسابقات عام 2003؟ فتغلب علي الوحش بوفون واهدي” الديافلو “بطوله اوروبيه سادسه. من منا لا يتذكر فوز الميلان بالدوري الايطالي بعد صيام  طويل  سنه 2004 ؟ طبعاً  هذا الانتصار الكبير ينسب الي الامبراطور القادم من الاراضي السوفياتيه!” كابوكانونييري” مجدداً برصيد 24 هدفاً ! لقد اعاد الي اذهان  الروسونيري ايام فان باستن فهما متشابهان للغايه !  ما اجمل اللحظه التي تسلم بها اسطوره الميلان و اوكرانيا الكره الذهبيه التي تمنحها مجله فرانس فوتبول  لافضل لاعب في العالم ! شيفا كان دائماً حاضراً في المواعيد الكبري، فمثلاً في موسم 2002-2003  لم يسجل  الكثير من الاهداف  ولكنه كان السبب الرئيسي في انجاز الميلان الاوروبي  بتسجيله اهدافاً  غاليه في مرمي الانتر و الريال و الاياكس دون  غض النظر  عن تمريراته الحاسمه لزميله الاسطوره الايطاليه “سوبيربيبو “انزاغي . هذا القناص كان يشكل مع شيفا افضل ثنائي هجومي في الكون حينها وكان الميلان بالف خير ! ليت الزمن يعود الي الوراء!  شيفا عاد في سنه 2005  واوصل الميلان الي نهائي مسابقته المفضله ،ولكنه  لم ينجح هذه المره في الاختبار الاصعب في لقاء دراماتيكي مع ليفربول. لقد كانت هذه المواجهه اجمل نهائي في التاريخ ،ولكنها ستبقي الاحزن لكل من يعشق الميلان  . هذا الانكسار الكبير لم يضعف القيصر الاوكراني، ليعود في الموسم التالي اقوي من قبل. ولكن المغامره الميلانيه توقفت في نصف النهائي امام  البلوغرانا ،وكان ذلك مؤلماً جداً لان مباراه الاياب شهدت الغاء هدف صحيح لاندري، اثر مسرحيه ابتكرها الممثل كارليس بويول ! سطر اندري اسمه باحرف من ذهب علي لائحه ترتيب هدافي دوري الابطال للمره الثانيه برصيد 9 اهداف منها رباعيه ضد فنربخشه التركي علي ارض اتاتورك ،ما لم ينجح في تحقيقه اي لاعب في التاريخ خارج ارضه !  في صيف عام 2006 ، توجه شيفا الي المانيا ليقود الكتيبه الاوكرانيه في العرس العالمي . مجرد الوصول الي هذا الحدث الضخم ،يعتبر انجازاً فريداً للكره الاوكرانيه حيث كانت اولي  مشاركاتها في كإس إلعالم ،ويعود الفضل بلا شك الي شيفشنكو . هذا القائد  العظيم لم يكتف بهذا  الانجاز ،  فذهبت اوكرانيا بعيداً في المونديال وقدمت اداءً مشرفاً قبل ان تخرج في ربع النهائي علي يد لوكا توني وزملائه

 الذين توجوا باللقب لاحقاً . انتقل الامبراطور الي تشلسي فمالك النادي اللندني ،الروسي رومان ابراموفيتش كان معجباً جداً  بابن الثلاثين ربيعاً

في صفقه قياسيه تجاوزت  ال45  مليون يورو .سنوات المجد التي عاشها في عاصمه الموضه لم تتكرر  في عاصمه الضباب ، لان القيصر لم ينسجم مع فريق مورينيو  .

 كانت تلك الفتره مدمره بالنسبه الي شيفشنكو ،فعاد بعدها الي نادييه السابقين الميلان ودينامو كييف و قدم اداءً متواضعا . اما المحطه الاخيره لهذه الاسطوره ،فارداها بين ابناء بلده و علي ارضه و فوق تراب الاجداد، وتحديداً في يورو 2012. كان شيفا منتظراً في العرس الاوروبي، وذلك لكميه التقدير والحب والاحترام التي يكنها له كل من يحب كره القدم بجنون. جمعت المباراه الاولي المنتخب الاوكراني المتواضع بنظيره السويدي القوي ويقوده السلطان ابراهيم . الرصاصه الافتتاحيه غدرت  رفاق السبعه ،ولكن الرد كان قاسياً  من الامبراطور علي” ابراكدبرا “براسيتين هزتا الكره الارضيه باكملها! الله علي العظماء يا اندري! ما من بطل يموت ! لقد كنا نعتقد ان ايامك  قد ولت! انك من طينه اللاعبين الذين لا يهابون الخصم او العمر او الاحداث ! ارقام اندري القياسيه لا تحصي ولا تعد ، ساذكر منها انه اكبر من سجل ثنائيه في مباراه في نهائيات كأس أوروبا، وهو ثاني افضل هداف في تاريخ نادي الميلان العريق برصيد 173 “غول ” و الخامس في تاريخ الكؤوس الاوروبيه مع 67 هدفا ،و افضل هداف في تاريخ التصفيات الاوروبيه لكاس العالم برصيد 26 اصابه، بالاضافه الي تربعه علي عرش هدافي بلد ال-60 مليون نسمه وفي جعبته 48 هدفاً في 111 مباراه دوليه

كل هذه الارقام تدل  علي عظمه هذا  الرجل !  في حياتي كلها لم اشاهد لاعب بمثل مواصفاته ،فهو يتقن التسديد بالقدمين  اليمني واليسري  و يتميز في الضربات الراسيه ويحسن تنفيذ الكرات الثابته، فضلاً عن تمتعه بلياقه بدنيه خارقه وسرعه هائله! خرافي انت يا ابن ميخائيل! لقد فزت بكل البطولات مع الميلان وكنت دائماً اصل هذه الانجازات ! وعندما كانت المجموعه تخرج خاليه الوفاض من موسم شاق،كنت تنتصر فردياً علي الاخرين ! غيابك حسره في قلبي لانك سبب عشقي للساحره المستديره! لن انسي ابداً من جعلني ابكي كلما  وطئت قدماه ارض الميدان !! شكراً يا شيفا لانك مثالاً يحتذي به في الملعب وخارجه! شكراً يا بطلي لانك رافقتني كل هذه السنين ! عيد ميلاد سعيد يا “شيفا”!

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل